إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة الحقد الاعمى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة الحقد الاعمى

    في رام الله وخلال فترة منع التجول، كمن الجنود على سطح إحدى البنايات يرقبون الشوارع ويتصيّدون المشاة.



    في البناية المقابلة، جلس رجل عجوز قرب نافذة بيته وأخذ يُسبّح.. راقبه أحد الجنود جيداً.. صوّب منظار بندقيته على وجهه، جال من خلال عدسته المكبّرة أرجاء بيته،



    لم يرَ أحداً غيره.. صوّب نظره على زقاق ضيّق وأطلق النار.. سقط طفل يطارد كرة أمام بيته ولم يصرخ، تمرّغ الطفل في دمه ولم يجد من يسعفه..عاد الجندي وراقب العجوز من جديد..حدّق به جيداً..شعر أن نظرات العجوز هلوعة نهمة، توارى خلف بندقيته وتحاشي نظراته..شعر بنظراته تلاحقه.. خُيل له أن العجوز يلتهمه بعينيه.. عاد وتوارى خلف بندقيته واستعد لجندلة العجوز.. لم يعد يراقب المارة، صار همّه الوحيد مراقبة العجوز.. لاحظ أن أذنيه مستطيلتين بشكل ما..قال في نفسه "الأذن الطويلة تدل على رهافة السمع، ربما أمه شدته من أذنه عندما كان صغيراً.. تلك المداعبات البدائية الخشنة تحدث عاهة في جسم الطفل.. ربما شدّ أذنه مدرّس.. مالي ومال أذنه.. لعنة الله عليه وعلى أذنيه.. إنه ما زال يراقبني.. يبحلق".



    راقبه جيداً من جديد..مال العجوز برأسه قليلاً.. همس الجندي في قرارة نفسه "إنه يتنصّت.. إنه يحرك أصابعه أيضاً، ويعدّ عليها.. ربما كان يعّد الجنود.. إنه يتكلم.. لا يمكن أن يتحدّث مع نفسه.. ربما ينقل ما يراه من خلال جهاز هاتف نقال أو لاقط خبّأه في مكان ما من جسمه..منذ ساعات وهو مازال مسمراً على مقعده.. لم يأكل ولم يشرب ولم يقم إلى المرحاض".



    شعر أن نظرات العجوز تحاصره.. تذكّر أنه قرأ في إحدى المجلات عن التنويم المغناطيسي.. تذكّر أن أشعة العيون لها القدرة على التأثير..



    لكزه صديقه "مالك مشغول بهذا العجوز؟".



    قال "انظر إليه، إنه ما زال محنّطاً على مقعده منذ ساعات.. إنه يحاول أن يفترسني بنظراته".



    "دعك منه، فأنا أراه منذ مساء البارحة، تجاهله، أبعده عن دائرة انتباهك وركّز على المارة وعلى كل من يتحرّك.. أبعد عنك وجع الدماغ".



    دار الجندي في حلقة من الفراغ.. تجاهل كلمات صديقه، وظل طيلة وقته مشغولاً بالعجوز..سادت العتمة المكان..راقبه من خلال منظار بندقيته ذات الأشعة الحمراء.. ما زال مسمّراً في مقعده.. صوّب بندقيته بين عيني العجوز، وأطلق النار.. لم ترتعش أصابعه.. مال رأس العجوز إلى الخلف وسقط على الأرض جثة هامدة بلا حراك..قفز صاحبه وصرخ في وجهه "ماذا فعلت!؟، ألم أقل لك تجاهله.. إن هذا العجوز لا يبصر".

  • #2
    مشكور على القصة


    تعليق


    • #3
      يسلــــــ//ــمو ع القصــ÷ــه (×)

      وتحيــاتــ،،ـي لكــــ//ـــم

      الولد المشاااغب(×)
      مع تحيااااااات الولد المشااااااغب

      تعليق

      يعمل...
      X