إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأنطوائي ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأنطوائي ...

    ... الأنطوائــــــي ...

    ( حسام ) شاب انطوائي ( مصاب بالفوبيا الاجتماعيه ) يبلغ من العمر 25 سنه
    جالســا وحيدا في شقته لايخرج
    منها الا في الاسبوع مره واحده فقط لكي يشتري لنفسه بعض الطعام والشراب , وكان جسمه رياضيا جدا
    لانه يمارس رياضة ( رفع الاثقال ) في شقته كل يوم , وكان انيقا جدا لانه كان ( حلاقا ماهرا ) يحلق لنفسه
    لانه لايذهب للحلاق فاصبح يتقن مهنة الحلاقه , وايضا كان رساما محترفا لانه كان دائما يرسم
    , وكان ايضا يحب سماع الموسيقى ولكن عندما يسمع الموسيقى تصيبه حاله من الوهم ويبحر
    في عالم من الخيـــال ويجلس( يتخيل ) نفسه مرة بأنه لاعب كرة قدم مشهور ويكون هو سبب فوز
    فريقه والناس تحبه وتعشقه بجنون , ومرة ( يتخيل ) نفسه بأنه مطرب مشهور وصوته جميل جدا
    والناس تطارده في كل مكان لكي يغني لهم , ومرة ( يتخيل ) نفسه بأنه يسير في السوق بكل اناقته
    وجميع الناس بالسوق ينظرون اليه بأعجــــاب , فكان ( حسام ) يحب خياله وعالمه الخيالي
    جدا ولايريد احدا ان يشاركه في هذا العالم , لانه كان منعزلا عن العالم الحقيقي الا من شقيقه ( راشد )
    الذي يكبره بسنتين والذي كان يتكفل بمصروف شقيقه الانطوائي ( حسام ) لانه يعلم بحالة
    شقيقه !!
    وفي احدى الايام قرر ( راشد ) السفر الى الخارج لااكمال دراسته هناك وقبل السفر باليله واحده وفي
    منتصف الليل , ذهب الى شقة شقيقه الانطوائي ( حسام ) وعندما دخل عليه قال له الانطوائي ( حسام ) :
    لماذا لم تذهب للنوم ؟ غدا رحلتك ؟ قال له ( راشد ) : اريدك ان ( تحلق ذقني ) !! جميع محلات الحلاقه
    مغلقه وغدا لن يكون لدي وقت , وانت ياشقيقي موهوب في الحلاقه فهل ستحلق لي ؟! قال له ( حسام ) :
    حسنا , وبالفعل بدأ الانطوائي ( حسام ) يحلق ذقن شقيقه , وبينما هو كذلك بدأ الانطوائي ( حسام )
    يبكي بصوتا خفيف !! انتبه له شقيقه ( راشد ) وانكسر قلبه على شقيقه وكان يتجنب النظر الى عينيه
    استجمع ( راشد ) قواه وسأل شقيقه الانطوائي في خجل : مالذي يبكيك يا( حسام ) ؟! توقف ( حسام )
    قليلا عن حلاقة شقيقه وقال له : لاشــيء !! وعاد مرة اخرى يكمل حلاقة ( راشد ) حتى انتهى !!
    عندما اراد ( راشد ) الخروج ودع شقيقه الانطوائي ( حسام ) ؟! ولكن قبل خروجه من باب الشقه
    توقف قليلا !! وعاد وسأل شقيقه الانطوائي ( حسام ) وقال له : هل كنت تبكي ( ياحسام ) لانني
    سوف اسافر واتركك وحيدا ؟! قال له ( حسام ) : لا لم اكن ابكي لانك ستسافر بالعكس انا فرحت
    جدا لانك سوف تسافر وتحقق حلم حياتك !! قال له ( راشد ) : اذا قل لما كنت تبكي ؟! قال له الانطوائي
    ( حسام ) : منذ ان كنا اطفالا صغار وانت دائما تساعدني وتعطيني المــال , وانت تعلم بأنه ليس
    لدي شيء اقدمه لك ليس لدي مال ولا وظيفه ولا شيء , فكنت دائما اريد ان اقدم لك شيئا ولو بسيط
    فما فعلته لي ياشقيقي لايقدر بثمن ولن انساه ابدا ؟! فعندما قلت لي بانك تريدني ان ( احلق ذقنك )
    فرحت فرحا شديدا لدرجة اني كنت ابكي لانني استطعت ان اقدم لك شيئا بسيطا انا اعلم بان ماطلبته
    مني شيئا سخيفا وتافهــا ولكنك لم تعلم مدى الفرحة التي غمرتني عندما كنت اخدمك لذلك
    كنت ابكــي ياشقيقي ..!! فقال له (راشد ) : سياتي يوما ما وسيكون لديك كل شيء وستكون انت
    من يساعدنا !! قال له الانطوائي ( حسام ) : لن ياتي هذا اليوم وانت تعلم ذلك , اذهب الان ياشقيقي
    لكي ترتاح قبل سفرك , وبالفعل غادر ( راشد ) الشقه وقلبه على شقيقه .
    ومرت الايام والانطوائي ( حسام ) وحيدا في شقته وفي عالمه الخيالي كل فترة يدخل في عالم مختلف
    مع اشخاصا خياليين وعالم خيالي , ولكن ذات يوم بينما كان ( حسام ) يمارس تمارينه الرياضيه وفجأة ؟
    طرق باب شقته بقوه شديده , استغرب ( حسام ) من ذلك ولم يتكلم ظل الباب يطرق بقوة ولكن
    ( حسام ) لم يرد ؟! وفجأة بصوت فتاة من خلف الباب تقول افتح الباب ارجوك افتح الباب ارجوك ..!!
    ظل ( حسام ) صامتا ولكن الفتاة ظلت تطرق الباب حتى فتح لها ( حسام ) الباب
    ولكن لم يدعها تدخل ؟! وقال لها : ماذا تريدين ؟
    قالت له : ارجوك دعني ادخل هناك اناس يلاحقوني !! قال لها ( حسام ) : لكني لاارى احد ؟! قالت له : انا
    مهاجره غير شرعيه وشرطة الهجرة ومخالفة الاقامة تطاردني , ارجوك دعني ادخل ..!!
    وبالفعل ادخلها ( حسام ) شقته !!
    وعندما جلست قال لها ( حسام ) : سأمهلك حتى الليل ومن ثم غادري ؟! قالت له الفتاة : لا استطيع
    لان شرطة الهجرة ستظل تذهب وتعود هنا في هذه المنطقه ارجوك دعني اجلس في شقتك فقط لمدة
    ثلاث ايام ثم سأغادر قال لها ( حسام ) : لا .. لا فقط حتى الليل ثم غادري , اخذت تبكي الفتاة وتلح
    على ( حسام ) لكي يجعلها تجلس في شقته ثلاث ايام حتى وافــق ..!!
    وعندما جلست ذهب واحضر لها كأسا من الماء , قالت له : مااسمك ؟! نظر اليها قليلا ثم قال : اسمعيني
    جيدا ساجعلك تجلسين في شقتي ثلاث ايام ولكن لااريدك ان تتكلمي معي حسنــا !!
    فذهب الى غرفته وهو يفكر هل مافعله صحيح ام لا ..!! ومر اليوم الاول ولم يتكلم معها ولم
    ينظر اليها حتى , رغم الحاحها الشديد واسالتهــا الكثيره , كان فقط يحضر لها الطعام وقت
    الاكل لكن لا يتكلم معهــا !! وفي اليوم الثاني في منتصف الليل كان يستمع الى الموسيقى
    ويتخيل نفسه في احدى عوالمه الخاصه وفجأة دخلت عليه الفتاة واستغربت جدا ؟! وقالت له : ماذا تفعل ؟!
    لم يرد عليها ؟! ظلت تلح عليه بالسؤال وتقول له : هل تعلم بأنك مجنون ؟ لاتريد
    ان تتكلم معي ومنذ ان دخلت شقتك لم اراك تغادرها قط والان اراك تسمع الموسيقى وتكلم
    نفسك وتضحك حقا انك مريض نفسي ..!! قال لها ( حسام ) ؟ الم اخبرك بأن لاتتكلمي معي
    قالت له : حقا لن اتكلم معك , فأنا لا اعرف من انت ؟ وماذا بك ؟ انا سأغادر الشقه
    ولايشرفني ان اجلس مع شخصا مريض ؟ ولكن قبل ان اغادر سوف أسألك هل تعرف نفسك
    من انت ؟! ظل ( حسام ) صامتا قليلا ثم نظر الى ( المرآه ) وظل ينظر الى نفسه وبدأ يتكلم
    بصوتا خفيف والدموع ملء عينيه ويقول : انا ( حسام ) , انا ( حسام ) الانطوائي , انا ( حسام )
    الذي لن يتزوج ولن يرى اولاده , انا ( حسام ) الذي لايملك وظيفه ولا مرتب شهري , انا ( حسام )
    الذي لايستطيع انا يمارس رياضته امام الناس , انا ( حسام ) الذي لايستطيع انا يقود سياره , انا
    ( حسام ) الذي ليس لديه اصدقاء , انا ( حسام ) الذي لن يغادر هذه الشقه ابدا ,
    انا ( حسام ) الذي يعرف علته ومرضه وحتى دواءه وعلاجه
    ولم يستطع انا يعالج نفسه حتى , انا ( حسام ) ياسيدتي انا ( حسام ) ..!!
    بدأت تبكــي الفتاة وندمت كثيرا لانها جرحت مشاعره وقلبه , فاقتربت منه وامسكت بيده وقالت
    له : ( حسام ) ؟! انني متأسفه ؟! انني حقا حقا اسفه ؟! لقد اخطأت في حقك ؟ انت انسان طيب القلب
    لقد استضفتني في شقتك ولم اشكرك حتى بل ظللت اقول لك كلام قاسي جدا , وانت حتى لم تجرحني
    بكلمه واحده , لااعلم لم قلت لك هذا الكلام , هل تسامحني يا ( حسام ) ..؟
    ظل يبكــي ( حسام ) ولم يرد على الفتاة ؟! وهي ظلت ممسكتا بيده
    وتقول له ؟! مارأيك يا ( حسام ) ان تتزوجني ؟! قال لها ( حسام ) وصوته مليء بالحشرجه :
    لكنك لست من عالمــي !! انا عالمي لايوجد به اشخاصا حقيقيون ؟! قالت له الفتاة :
    سأكون ( فتاتك الخياليه ) !! سأكون لك من تريد ؟! مارايك يا ( حسام ) ؟! قال لها :
    لااعلم !! انني متعب جدا واريد ان انــام وغدا لناظــره قريب ..!!
    فتركها وذهب لكي ينام وحتى الفتاة ذهبت الى النوم ايضا ؟!
    جلست الفتاة من نومها صباحا , ونظرت الى الشقه وشاهدتها مختلفه ..!! فذهبت الى غرفة
    ( حسام ) ولم تجده ..!! ولكنها وجدت ورقه على الطاوله الموجوده في غرفة ( حسام ) ..!!
    مكتوبا فيها ..(( لقد سامحتك على ماقلتيه عني انا اعلم بأنك فتاة طيبه , لكني تركتك
    لانني احب حياتي , حياتي الذي لايشاركني بها احد , حياتي الذي لايوجد بها سوى
    اشخاصا خياليون , لايحقدون لايخطئون لاينظرون الي نظرة شخصا مريض
    اشخاص احبهم ويحبوني
    انه قدري ان اعيش هكــذا , وانا اتقبل قدري , لقد تركت لك الشقه وهي الان اصبحت ملكا لكي ,
    واتمنى ان تتزوجــين من شابا صالح , تمنياتــي لك بالتوفيق والنجاح في حياتك ... المخلص
    ( حســام ) ..!! )) انهارت الفتاة من البكاء ؟! لانها لم تستطع ان تساعد ( حسام ) في
    محنتــه !! اما بالنسبة لـ ( حسام ) فذهب الى شقة شقيقه ( راشد ) الذي كان مسافرا
    للخارج , وجلس يستمع الى الموسيقى ويبحر في عالم من الخيال , لكن خياله هذه المره
    وصل به الى حد الجنون والعظمة , ( فتخيل ) نفسه ( ممثلا عالميا ) فاز بجائزة افضل
    ممثـل , في حفل توزيع جوائز الاوسكار ..!! والجمهور يصفق له بحراره , فرفع ( حسام )
    يده باكيا وبدأ يحيـي ويلوح للجمهور .!! لكنه لم يكن جمهورا في الحقيقه , بل كانت
    مجرد خيالات واوهام ( رجــل انطوائــي ) ...... انتهـــــــــــى

    .. (( قمة الالم ان تعرف علتك ومرضك ودوائك ولاتستطيع ان تعالج نفسك , يكون الوضع
    اشبه بأنتظار الموت , او كما يقولون .. انتظار الموت اسوء من الموت نفسه )) ..

    بقلمــــــــي ....
يعمل...
X