إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أمين القنصلية الأمريكية في بنغازي لم يكن محكما

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أمين القنصلية الأمريكية في بنغازي لم يكن محكما




    جعل عدم إدخال تحسينات أساسية على أمن محيط القنصلية الأمريكية في بنغازي المنشأة هدفا سهلا للمهاجمين الذين اقتحموها الأسبوع الماضي ليقتلوا سفيرا أمريكيا لأول مرة منذ 33 عاما.

    ودهش الملاك الليبيون للفيلا الرئيسية التي استأجرها الدبلوماسيون لمدى ضعف الإجراءات الأمنية باستثناء بعض الأسلاك الشائكة والكاميرات الأمنية التي تمت إضافتها إلى المجمع السكني المحاط بأسوار والذي يقع في شارع هادئ كان رجال ميليشيا يجوبونه بحرية.

    والنقطة الأكثر إثارة للانتباه كانت غياب خط دفاع ثان داخل البوابة الرئيسية المؤدية إلى الشارع الأمر الذي لم يترك للعدد المحدود من الحراس الموجودين في الداخل فرصة تذكر لصد الحشد بمجرد فتح البوابة التي لم تظهر أي علامة على أنها فتحت عنوة.

    ولم يقدم المسؤولون الأمريكيون بعد أي رواية كاملة للأحداث التي وقعت ليلة 11-12 سبتمبر أيلول وتخريب المبنى الذي استخدم كقنصلية في ثاني كبرى المدن الليبية في شرق البلاد.

    ولقي السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز حتفه خنقا من الدخان حيث حوصر وحيدا داخل الفيلا الذي اشتعلت بها النيران بعد انسحاب جميع الأمريكيين الآخرين من المبنى. وقتل أيضا في تلك الليلة دبلوماسي آخر هو شون سميث واثنان من رجال أمن السفارة.

    وأصبح الحادث قضية انتخابية بعد أن اتهم الجمهوريون حكومة الرئيس باراك أوباما بالفشل في مهمة أساسية متعلقة بالحفاظ على سلامة السفير.

    وقال نجل مالك أحد المبنيين اللذين كانا مقرا للقنصلية الأمريكية لرويترز إن الدبلوماسيين الأمريكيين لم يدخلوا سوى القليل من التحسينات على أمن محيط المبنيين منذ استئجارهما العام الماضي.

    وما تمت إضافته وهو سلك شائك فوق أسوار الحديقة وكاميرات أمنية أشياء كان سيفعلها هو وكثيرون غيره من الليبيين ميسوري الحال بعد أن جلب سقوط دولة معمر القذافي البوليسية شكلا جديدا من أشكال غياب القانون إلى بنغازي.

    ولم يكن المدخل الرئيسي مزودا ببوابة داخلية ثانية يشيع استخدامها في مثل هذه المجمعات الرسمية في البيئات المعادية في أنحاء العالم ويمكنها احتجاز المتسللين الذين يتمكنون من الدخول بعد اجتياز الحراس الأماميين.

    وربما يعكس ذلك وبدرجة ما اختيارات السفير الراحل نفسه حيث يقول كثير من المعجبين بستيفنز إن اهتمامه المحدود بمسألة الأمن كان أحد العوامل التي جعلته دبلوماسيا يتمتع بقدر غير عادي من التأثير في العالم العربي وكان موضع إشادة واسعة لشجاعته وسهولة وصول من كان يرغب في مساعدتهم إليه.

    وكثير مما حدث في تلك الليلة بما في ذلك عدد المهاجمين وحجم التخطيط للهجوم وكيفية تحول الأحداث من احتجاج صغير على الفيلم المسئ للنبي إما أنه موضع خلاف أو لم يتحدد بعد.

    لكن الوقائع التي لا يوجد نزاع بشأنها تطرح أسئلة صعبة قد تتعلق بكل من السياسة الداخلية الأمريكية قبل انتخابات الرئاسة التي ستجرى في السادس من نوفمبر تشرين الثاني أو تتعلق بقدرة الدبلوماسيين الأمريكيين على أداء عملهم في المستقبل في ليبيا ومواقع خطيرة أخرى حول العالم.

    وتعرضت القنصلية الأمريكية في بنغازي لهجوم بالقنابل في يونيو حزيران. وأغلقت بريطانيا مقر بعثتها الواقع في الشارع ذاته بعد أن نجا سفيرها من هجوم بصاروخ على موكبه أيضا في يونيو. وتعرضت كذلك مكاتب بعثات أجنبية أخرى مثل مكتب الصليب الأحمر للهجوم.

    وفي حين أن الرأي العام في ليبيا وفي بنغازي بشكل خاص مؤيد بشدة للأمريكيين نظرا للدور الأمريكي في دعم الانتفاضة التي أطاحت بالقذافي إلا أن المسؤولين الأمريكيين حذروا من تهديد يشكله متشددون إسلاميون يتلقون تدريبات في معسكرات في تلال قريبة بما في ذلك جماعات تقول واشنطن إنها مرتبطة بالقاعدة.

    ووقع الهجوم في الذكرى السنوية لهجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على الولايات المتحدة وهو يوم يشهد إجراءات أمنية خاصة.

    وبينما كانت السفارة الأمريكية في مصر هدفا لمتظاهرين غاضبين بدأ احتجاج صغير في بنغازي مع غروب الشمس في حوالي السابعة مساء. وتبعه هجوم شنه مسلحون. وأبلغت القنصلية السفارة في طرابلس الساعة 9:35 مساء بأنها تتعرض لهجوم شديد.

    وقدم مسؤولون أمريكيون وليبيون روايات مختلفة بشأن ما إذا كانوا يعتقدون أن الهجوم مخطط سلفا أم أنه حدث بعفوية.

    ولمح بعض المسؤولين أيضا إلى أن الحراس الليبيين ربما تركوا المهاجمين يدخلون السفارة خوفا على سلامتهم أو ربما لتهدئة احتجاجات يتعاطفون معها بدرجة ما.

    ومهما تكن الاجابات فمن المؤكد أن المهاجمين تمكنوا من الحصول على الأسلحة بسهولة ولم يكونوا يحتاجون لخطة معقدة بدرجة كبيرة كي يتمكنوا من اختراق دفاعات المجمع.

    والمبنيان الرئيسيان والمباني الخارجية الملحقة محاطة بأسوار خرسانية ارتفاعها ضعف طول الإنسان ويعلوها أسلاك شائكة.

    وقال محمد الذي يمتلك والده أحد المبنيين الرئيسيين "لا اعتقد أن ذلك كان كافيا. كنا سنضيف نحن أسلاكا شائكة وكاميرات إذا كنا سنعيش هناك."

    وقال تيم ريبلي الخبير الأمني في جينز ديفنس ويكلي إن هذه التحسينات ربما كانت كافية لمقر إقامة مؤقت يستخدمه موظف أمريكي لكنها ليست مناسبة لبعثة دائمة ترفع العلم الأمريكي.

    وكان يحرس البوابة الرئيسية ليبيون لم يكن لديهم موقع آمن يمكنهم من خلاله التصدي لهجوم. وفي الداخل لم تكن هناك أبراج ولا مواقع لإطلاق النار من جانب أفراد الأمن الأمريكيين. ولم تكن هناك قوات أمريكية ووفقا لمصادر بالكونجرس لم يكن هناك سوى خمسة موظفين أمنيين مدنيين أمريكيين.

    ودافعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن الترتيبات الأمنية رغم أن موظفي وزارتها رفضوا مناقشة تفاصيل محددة الآن حيث لا يزال التحقيق الرسمي جاريا.

    وقالت كلينتون إن الاعتماد على حراس محليين لحماية محيط المنشآت مبدأ ثابت. لكن في بلدان أخرى خاضت الولايات المتحدة حروبا فيها لاسيما العراق وأفغانستان لا يضطلع الحراس المحليون بدور مباشر يذكر.

    وكان ستيفنز (52 عاما) مقيما في العاصمة طرابلس لكنه كان يزور بنغازي دائما حيث كان ينظر إليه باحترام شديد.

    ولم تكشف واشنطن بدقة حتى الآن متى وكيف تم إجلاء الأفراد الأمريكيين الآخرين إلى موقع آمن في فيلا أخرى قريبة.

    وتعرض فريق انقاذ أمريكي ومقاتلون مرافقون له من بنغازي للهجوم مما عزز تكهنات بأن مكان المنزل الآمن تم تسريبه لكن من المحتمل أيضا أنه تم رصده.

    وقالت الروايات الأولية لمسؤولين أمريكيين إن الأمريكيين الاثنين الآخرين قتلا خلال عملية الانقاذ.
يعمل...
X