إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إغاثة اللاجئين السوريين.. والانتقائية السياسية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إغاثة اللاجئين السوريين.. والانتقائية السياسية



    طالب ك إبراهيم إذاعة هولندا العالمية بلغت أعداد المهجرين السوريين في البلدان المجاورة لسوريا وفق مفوضية شؤون اللاجئين حتى آب الماضي حوالي 200 ألف لاجئ، وبلغت أعدادهم في الداخل حوالي المليون والنصف. التزايد الكبير في أعداد اللاجئين زاد أيضا من الطلب على خدمات الإغاثة، ولكن هناك مؤشرات متزايدة أيضاً على أن العمل الإغاثي لا يخلو دائماً من الدوافع السياسية، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى تقديم المساعدات بطريقة 'انتقائية'، تعطي الأولوية للمقربين سياسياً.

    منظمات مثيرة للجدل
    يعتبر الناشط السوري 'أدهم المالك'، أن هناك مجموعتين من المنظمات التي تقوم بدور الإغاثة في سوريا، منظمات تعنى بالإغاثة باعتبارها جوهر عملها و هدفه، ومنظمات تقوم بدورين متلازمين وهما دور عسكري ودور إغاثي. وقد ثبت كما يقول الناشط في حديثه لإذاعة هولندا العالمية، ذلك على أرض الواقع، مثلما ذكرت تقارير صحفية كثيرة ذلك.


    ويذكر الناشط 'أدهم' على سبيل المثال لا الحصر أن منظمة إنسانية كانت تقوم بأعمال الإغاثة وتعرف في تركيا بـاسم مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية IHH لكن المنظمة المذكورة أدينت في ألمانيا باعتبار أن لها أنشطة عسكرية أخرى في مناطق أخرى من العالم لا تخدم القضايا الإنسانية، وأن هيئة الإغاثة العليا في تركيا أيضاً اتهمت بتمويل أعمال عسكرية في الداخل السوري، بالإضافة إلى عملها الإنساني، واعتبر الناشط أن وجود ازدواجية في العمل الخاص بمنظمة ما، سيؤثر حتماً على عمليات التوزيع والتي تخضع فيما بعد إلى انتقائية معينة بحيث يحصل على تلك المساعدات أولئك المنضوون في عملها العسكري أو المقربين منه.
    وأكد الناشط لإذاعة هولندا العالمية أن كميات كبيرة من المساعدات في الداخل السوري موجودة، لكنها لا تجد طريقها نحو المحتاجين بسهولة، وإنما يتم غربلة المحتاجين وانتقاؤهم وانتقاء الناشطين من بينهم أيضاً، وهذا ما يثير استغرابنا وخجلنا، ويؤثر سلبياً على نشاطنا وعملنا.

    اللجان الشعبية
    في مقابل الممارسات الانتقائية التي يشير ناشطون إلى أنها تمارس على أسس سياسية أو حتى دينية ومذهبية في تقديم المساعدات، من قبل المنظمات الأبر والأكثر نشاطاً على الساحة، هناك منظمات تقوم بدور إيجابي في ما يتعلق بالعمل الإغاثة ولكنها منظمات لا تستطيع حتى الآن أن ترتقي لمعالجة الأزمة الإنسانية بشكلها العام، بسبب ضعف إمكانياتها نسبياً.
    الناشط عروة الحاج يرى أن الهلال الأحمر التركي يقوم بعمل إغاثي كبير، في مخيمات اللاجئين في تركيا، ولكن حاجيات اللاجئين هناك أكبر بكثير من أن تستطيع منظمة واحدة أن تغطيها.


    ويضيف الناشط عروة الحاج لإذاعة هولندا العالمية أن نشاط المجموعات الإغاثية التي ينشط هو فيها، يقوم على توزيع المساعدات الطبية والغذائية على المحتاجين بغض النظر عن انتمائهم السياسي أو الطائفي. وحسب الحاح فإن 'اللجان الشعبية'، والتي أفرزتها كتائب الوحدة الوطنية، والمكونة أصلاً من ناشطين مدنيين وحقوقيين، تقدم مساعدات غذائية وطبية للمهجرين السوريين في الداخل كما فعلت مع مشفى ميداني في جسر الشغور في قرية 'مشمشان' أو ما تسمى المرج الأخضر، وكما وزعت مساعدات طبية أيضاً في جبل الأكراد في اللاذقية، وتساعد من جهة ثانية في إيصال المساعدات للمهجرين في الخارج، وذلك وفق إمكانياتها. ويضيف الناشط أن المواد الطبية توزع بإشراف مجموعة من الأطباء العاملين ضمن صفوف تلك اللجان.
    يعتبر الناشط عروة الحاج أن هناك عملا مؤسساتيا في طريقة استقبال وتوزيع المساعدات، بحيث تكون هناك لجان داخلية و أخرى خارجية، يديرها مجموعة من الاختصاصيين والإداريين، والذين يقومون بدور آخر بالإضافة إلى التوزيع وهو التوثيق.
    أن عملية التوثيق لا تقل أهمية عن عملية التوزيع، إذ يجب أن يعرف المتبرعون والممولون أين تذهب مساعداتهم وفي أي طريق، وفقاً للناشط السوري.

    خلايا فردية
    وفي حديث لإذاعة هولندا العالمية مع ناشط في خلية إغاثة سورية تقوم بجهد فردي خارج أي خيمة سياسية أو حزبية، يذكر الناشط أنه وبمشاركة 'محمد الإدلبي' و 'عمار الحمصي' و 'حسن الحموي' يوزعون المواد الغذائية في أكياس نايلون، أو في سلال صغيرة، قد ترد جوع الليالي الموحشة للأطفال، ويضعون ورقة في كل كيس يكتبون فيها 'من أحرار سوريا'، يضيف الناشط أن الأسماء التي ذكرها لأعضاء خليته هي 'أسماء وهمية لشباب سوريين من محافظات عدة في سوريا، جمعتنا لهفتنا وسوريتنا وعذابات أهالينا، الحاملين الخوف والحكايا المرعبة من تلبيسة والرستن وبابا عمر'، ويضيف الناشط أن مساعداتهم تأتي من أهالي آخرين، لم يهجرهم العنف حتى الآن، ولم يقتل الحس الإنساني فيهم.


    ويضيف الناشط أن 'أبو علي' مثلاً، عجوز سوري انتظر الثورة في سوريا طيلة حياته، لكنها لم تأت إلا الآن، عندما خسر شبابه وقوته، لكنه عندما سمع في مرحلة سابقة أن الجوع يجتاح النازحين في قرى قلعة المضيق، وكانت تربطه علاقة قرابة مع أحد العاملين في مجال الإغاثة من خليتنا، أرسل 'أبو علي ما زرعه في بستانه الصغير من الفاصولياء والبندورة إلى هناك، ووصلت مساعدته وباسم أحرار سوريا إلى الأهل المحتاجين.
يعمل...
X