السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحكم سكر
المقال اللي اخترته لكم اليوم
اكتشف فيه الكاتب شي متاخر
عكسي تماما
اخليكم معاه
(حكي مأخوذ خيره)!
كنتُ فيما مضى لا أقرأ الصحف إلا قبل النوم.. لكني سرعان ما اكتشفتُ أن هذه العادة كانت هي سبب ذلك الأرق الذي أعاني منه. وبناء على نصيحة طبية غيرتُ عادتي هذه، فأصبحتُ أقرأها صباحاً فور قيامي من النوم.. غير أني هذه المرّة لم أحتج لخدمات أيّ طبيب لأكتشف أن سرّ ذلك الاكتئاب الذي ظل يلازمني طيلة النهار هو فك الريق على أخبار من نوع: شاب يقتل والدته، وآخر يطعن شقيقه الأكبر حتى الموت، وثالث يُدخل والده السجن، وخال ينحر ابن شقيقته في أحد المتاجر ووو.
وحين تفتش أمام هذه المرارات عمّا يعيد إليك توازنك الداخلي، وتصنع لنفسك فنجانا من النعناع، لتسترخي أمام بعض الفضائيات.. تفاجأ أنك بين ثلاثة خيارات: إما أن تتابع برنامجاً سياسياً يُرقص فيه المذيع حواجبه بزهو مع كيل من الاتهامات السياسية للآخرين، أو أغنية مبتذلة تبث العري عبر الأصباغ لتستدعي أعصى الغرائز وأكثرها امتناعا، أو تتابع مباراة في كرة القدم.
لكنك ما تلبث أن تدرك أنك وقعت في نفس المحظور مع الأولى، وأصبت بالغثيان مع الثانية، وحتى كرة القدم حوّلها المحللون كره قدم.
في اعتقادي أننا مصابون حتى النخاع بالاحتقان المرضي.. الذي أضاف إليه تحليق الأسعار، وهموم المعيشة، وحالة الكبت الترفيهي المزيد من العلل.
ويأتي الحرّ يشوي الوجوه، وهذه الأجواء المغبرة مع حلول الصيف، ليجد القاعدون والعاجزون عن حزم حقائبهم أنفسهم في مواجهة حالة من الجفاف في القدرة على استنبات بسمة ما.. ترطب أجواءهم.
الإخوة في السياحة يضعون إبرة صغيرة في جدار الاكتئاب والاحتقان بتلك الفعاليات الصغيرة التي يفتعلونها بلا قناعة خوفا من سلطة الرفض التي تصنف كل ما لا يروق لها أنه من العبث.. لكنها أصغر من أن تفرز بسمة من القلب.. أصغر من أن تثقب جلد ذلك التمساح بل الديناصور الساكن في أعماق كل منا، أصغر من أن تحطم حالة العبوس التي نمارس فيها سباق اختراق الضاحية صباح مساء.
تفتش عن البدائل فلا تجد سوى النوم إن جاد به الحظ بعد طول أرق.
لذلك ما لم نعثر على تلك البسمة المفقودة فلن نجد طريقنا إلى الحياة.. وهو ما تنبه إليه أوائلنا زمن الجوع حينما روّحوا القلوب ساعة بعد ساعة.. هل فهمتم ما أريد ؟.
اتمنى يعجبكم
تقبلو مني كل الاحترام والتقدير
دمتم سالمين
صباحكم سكر
المقال اللي اخترته لكم اليوم
اكتشف فيه الكاتب شي متاخر
عكسي تماما
اخليكم معاه
(حكي مأخوذ خيره)!
كنتُ فيما مضى لا أقرأ الصحف إلا قبل النوم.. لكني سرعان ما اكتشفتُ أن هذه العادة كانت هي سبب ذلك الأرق الذي أعاني منه. وبناء على نصيحة طبية غيرتُ عادتي هذه، فأصبحتُ أقرأها صباحاً فور قيامي من النوم.. غير أني هذه المرّة لم أحتج لخدمات أيّ طبيب لأكتشف أن سرّ ذلك الاكتئاب الذي ظل يلازمني طيلة النهار هو فك الريق على أخبار من نوع: شاب يقتل والدته، وآخر يطعن شقيقه الأكبر حتى الموت، وثالث يُدخل والده السجن، وخال ينحر ابن شقيقته في أحد المتاجر ووو.
وحين تفتش أمام هذه المرارات عمّا يعيد إليك توازنك الداخلي، وتصنع لنفسك فنجانا من النعناع، لتسترخي أمام بعض الفضائيات.. تفاجأ أنك بين ثلاثة خيارات: إما أن تتابع برنامجاً سياسياً يُرقص فيه المذيع حواجبه بزهو مع كيل من الاتهامات السياسية للآخرين، أو أغنية مبتذلة تبث العري عبر الأصباغ لتستدعي أعصى الغرائز وأكثرها امتناعا، أو تتابع مباراة في كرة القدم.
لكنك ما تلبث أن تدرك أنك وقعت في نفس المحظور مع الأولى، وأصبت بالغثيان مع الثانية، وحتى كرة القدم حوّلها المحللون كره قدم.
في اعتقادي أننا مصابون حتى النخاع بالاحتقان المرضي.. الذي أضاف إليه تحليق الأسعار، وهموم المعيشة، وحالة الكبت الترفيهي المزيد من العلل.
ويأتي الحرّ يشوي الوجوه، وهذه الأجواء المغبرة مع حلول الصيف، ليجد القاعدون والعاجزون عن حزم حقائبهم أنفسهم في مواجهة حالة من الجفاف في القدرة على استنبات بسمة ما.. ترطب أجواءهم.
الإخوة في السياحة يضعون إبرة صغيرة في جدار الاكتئاب والاحتقان بتلك الفعاليات الصغيرة التي يفتعلونها بلا قناعة خوفا من سلطة الرفض التي تصنف كل ما لا يروق لها أنه من العبث.. لكنها أصغر من أن تفرز بسمة من القلب.. أصغر من أن تثقب جلد ذلك التمساح بل الديناصور الساكن في أعماق كل منا، أصغر من أن تحطم حالة العبوس التي نمارس فيها سباق اختراق الضاحية صباح مساء.
تفتش عن البدائل فلا تجد سوى النوم إن جاد به الحظ بعد طول أرق.
لذلك ما لم نعثر على تلك البسمة المفقودة فلن نجد طريقنا إلى الحياة.. وهو ما تنبه إليه أوائلنا زمن الجوع حينما روّحوا القلوب ساعة بعد ساعة.. هل فهمتم ما أريد ؟.
اتمنى يعجبكم
تقبلو مني كل الاحترام والتقدير
دمتم سالمين
تعليق