تدل الدراسات الاحصائية المقارنة على ان الاسرة التي ينحدر منها المجرمون الاحداث تتميز غالباً بظرف او اكثر من الظروف التالية:
ان احد العوامل الاساسية التي تبعث على الجريمة في شخصية الانسان المجرم, التأثيرات الواضحة التي تخلفها الاسرة في شخصية الطفل, وهذا التأثير يبدو واضحاً لما درس وسمع وقرأ عن الجريمة في الوسط الاجتماعي, فكم وكم رأينا بعض الافراد الصغار يرتكبون جرائم يندى لها جبين الانسانية, من القتل, والسرقة, والاغتصاب, والتمرد على المبادئ الشرعية, ومحاربة الانظمة القانونية, ومخالفة الاعراف الاجتماعية, وبتتبع هذه الحالة نجد ان هذا الفرد نشأ في اسرة ربها مدمن للمخدرات, والمسكرات, وربما لا يتورع عن معصية صغيرة كانت ام كبيرة, في السر ام في العلانية.
وقد استخلص العالم الغربي (بورت) من دراسة اجراها في انجلترا سنة 1944م ان نسبة الاجرام في اسر المجرمين الاحداث تزيد على خمسة امثال نسبته في اسر الاحداث غير المجرمين.. كذلك اوضح ان 86.7% من المجرمين الاحداث الذين اجرى عليهم دراساته قد تمت تربيتهم في عائلات كان بعض افرادها مجرمين, كما لاحظ في دراسة اجراها على 500 مجرم حدث ومقارنتهم بخمسمائة اخرين من الاحداث غير المجرمين والادمان على المسكر, بينما الاجرام والسكر في عائلات الاحداث غير المجرمين لا تتجاوز 54%.
وذكرت مجلة الدراسات الامنية الصادرة في كلية الامير نايف في عددها العاشر: بعد دراسة دقيقة على المجرمين الذين ارتكبوا عدة جرائم في سن صغيرة (احداث), تبين لنا ان اغلبهم كانوا يعيشون في اسر عادة ما يكون احد افرادها او ربها مدمناً على المخدرات او السكر او الجرائم الاخرى.
من هنا يتضح ان الاسر التي يتربى فيها المجرمون هي في الغالب اماكن توجد بها نماذج اجرامية, وان الاتجاه الى اصلاح هذه الاسر وانتشالها من بؤرة الاجرام يساعد المجتمع على خلق جيل سوي السلوك, قادر على اصلاح نفسه, ومن ثم مجتمعه نحو حياة افضل, وهذا مناط مسؤولية على اللجان الاصلاحية من الدول والحكومات, والمؤسسات الخيرية والدينية والعلمية.
تقـــبلوا خالـــــص احترامـــــــــــــــي
تحـــــــــــــــــ ღ دلــــــــــــــــــع ღ ـــــــــــــــــــياتي
تعليق