السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحكم عسل
مما قرات انقل لكم
لماذا نكرّر ؟
جميع الكتاب وبصورة نسبية في العالم العربي كله.. ومنذ بدء ما يسمى (النهضة) يكتبون عن مفاهيم وقيم مثل الحرية والليبرالية وحقوق الانسان.. الخ.. يكتبون بتكرار لا يقف عند حد زمني او معرفي.. فلماذا هذا التكرار؟
رأيت السؤال مشروعا، وانا أطرحه على نفسي لأني من ضمن محترفي هذا التكرار.. ورحت أبحث عن السبب.
الاستاذ مجدي وهبة يذكر اكثر من ثمانية انواع للتكرار.. اعني منها ما يسمى (التكرار بعبارات مختلفة) وهو (إعادة المعنى الواحد بعبارات وتشبيهات مختلفة) ويعود هذا الى اسباب منها حسب اعتقادي ما يلي
اولا: الكاتب منا يهدف الى ان يغرس فكرة ما.. وعيًا ما.. في التربة الاجتماعية.. وحين لا تنغرس يتقمص طبيعة الفلاح.. واهم مظاهرها الصبر على التكرار، فتراه يغرس مرة واخرى وعاشرة الى ان تستجيب له التربة.. ان مجتمعنا ينوء تحت ثقل ركام تاريخي من اي فكرة جديدة تفتح نافذة في كهفه المظلم.. لذا فتوليد المبالاة فيه بأي فكر جديد يحتاج بالضرورة الى التكرار.
ثانيا: نكرر لأننا نحوم حول الحمى، كما يقول القدماء .. اي اننا ننظر من خلف السياج الحديدي الممتد حول الاذهان منذ الأزمان السحيقة.. الامر الذي يضطرنا الى التكرار.
ثالثا: المفاهيم التي نحاول غرسها ليست نابعة بصورة طبيعية من التطور الاجتماعي والمعرفي لدينا.. ان معظمها نابع من تطور مجتمع آخر لذلك يصبح التكرار ضرورة لا لمجرد الغرس، بل لتهيئة الفكرة اولا وتثبيت القناعة الجدلية بها على مهل.
رابعا: جريان الحياة السريع وتطور مضامين المفاهيم.. بصورة دائمة يجعل اي كاتب غير قادر على الاحاطة بالفكرة من جميع زواياها.. اذ كلما اكتشف وجها تولدت وجوه اخرى.. واذًا فهو مضطر الى التكرار.
ليس معنى هذا تبرير اي نوع من التكرار.. فهناك تكرار لا يمكن تبريره، وهو ذلك الناشىء من عادة ذهنية آسنة هي الدوران في حلقة مفرغة، الذي يسببه العجز الفكري.. وهو ما يمكن ان نسميه (الاجترار) فالاجترارات كثيرة لدينا.. والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه.
وطول مقام المرء في الحي مخلق
لديباجتيه فاغترب تتجدد
هكذا يقول ابو تمام، ويظهر اننا لسنا بحاجة الى الاغتراب الجغرافي مثل حاجتنا الى الاغتراب الفكري.
اتمنى يعجبكم
تقبلو مني كل الاحترام
دمتم سالمين
صباحكم عسل
مما قرات انقل لكم
لماذا نكرّر ؟
جميع الكتاب وبصورة نسبية في العالم العربي كله.. ومنذ بدء ما يسمى (النهضة) يكتبون عن مفاهيم وقيم مثل الحرية والليبرالية وحقوق الانسان.. الخ.. يكتبون بتكرار لا يقف عند حد زمني او معرفي.. فلماذا هذا التكرار؟
رأيت السؤال مشروعا، وانا أطرحه على نفسي لأني من ضمن محترفي هذا التكرار.. ورحت أبحث عن السبب.
الاستاذ مجدي وهبة يذكر اكثر من ثمانية انواع للتكرار.. اعني منها ما يسمى (التكرار بعبارات مختلفة) وهو (إعادة المعنى الواحد بعبارات وتشبيهات مختلفة) ويعود هذا الى اسباب منها حسب اعتقادي ما يلي
اولا: الكاتب منا يهدف الى ان يغرس فكرة ما.. وعيًا ما.. في التربة الاجتماعية.. وحين لا تنغرس يتقمص طبيعة الفلاح.. واهم مظاهرها الصبر على التكرار، فتراه يغرس مرة واخرى وعاشرة الى ان تستجيب له التربة.. ان مجتمعنا ينوء تحت ثقل ركام تاريخي من اي فكرة جديدة تفتح نافذة في كهفه المظلم.. لذا فتوليد المبالاة فيه بأي فكر جديد يحتاج بالضرورة الى التكرار.
ثانيا: نكرر لأننا نحوم حول الحمى، كما يقول القدماء .. اي اننا ننظر من خلف السياج الحديدي الممتد حول الاذهان منذ الأزمان السحيقة.. الامر الذي يضطرنا الى التكرار.
ثالثا: المفاهيم التي نحاول غرسها ليست نابعة بصورة طبيعية من التطور الاجتماعي والمعرفي لدينا.. ان معظمها نابع من تطور مجتمع آخر لذلك يصبح التكرار ضرورة لا لمجرد الغرس، بل لتهيئة الفكرة اولا وتثبيت القناعة الجدلية بها على مهل.
رابعا: جريان الحياة السريع وتطور مضامين المفاهيم.. بصورة دائمة يجعل اي كاتب غير قادر على الاحاطة بالفكرة من جميع زواياها.. اذ كلما اكتشف وجها تولدت وجوه اخرى.. واذًا فهو مضطر الى التكرار.
ليس معنى هذا تبرير اي نوع من التكرار.. فهناك تكرار لا يمكن تبريره، وهو ذلك الناشىء من عادة ذهنية آسنة هي الدوران في حلقة مفرغة، الذي يسببه العجز الفكري.. وهو ما يمكن ان نسميه (الاجترار) فالاجترارات كثيرة لدينا.. والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه.
وطول مقام المرء في الحي مخلق
لديباجتيه فاغترب تتجدد
هكذا يقول ابو تمام، ويظهر اننا لسنا بحاجة الى الاغتراب الجغرافي مثل حاجتنا الى الاغتراب الفكري.
اتمنى يعجبكم
تقبلو مني كل الاحترام
دمتم سالمين
تعليق