تويت
الســـــلآمْ علـــــــــيكمْ
حذر استشاري الإرشاد النفسي بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور هشام عبد الله من اكتئاب ما بعد الإجازة، حيث تتفاوت حماسة العودة إلى جو العمل مجددا من شخص إلى آخر وخصوصا بعد الإجازات القصيرة، ويتعرض العديد من الناس إلى ما يعرف بالاكتئاب، في حين من المفترض أن تكون العودة ذات نشاط أكثر بعد أخذ قسط وافر من الراحة والتخلص من قيود وروتين العمل. ونصح الدكتور هشام بألا يُجهد الموظف أو الطالب نفسه بالعمل كثيرا في اليوم الأول، بل يجعله يوماً تُنظم فيه أمور العمل.
فقيل: يعود هذه الأيام كافة الموظفين والموظفات في مختلف القطاعات إلى أعمالهم إلى جانب الطلاب والطالبات بعد إجازة أتت في منتصف الفصل الدراسي الأول بالنسبة لمنسوبي، ومنسوبات التربية والتعليم والذين يشكلون الشريحة الأكبر في المجتمع.
وبطبيعة الحال تتفاوت حماسة العودة إلى جو العمل مجددا من شخص إلى آخر وخصوصا بعد الإجازات القصيرة إلا أن الأمر الذي قد يتعرض له العديد من أولئك هو ما يعرف باكتئاب ما بعد الإجازة ففي حين من المفترض أن تكون العودة ذات نشاط أكثر بعد أخذ قسط وافر من الراحة والتخلص من قيود وروتين العمل، إلا أن البعض قد يجد نفسه مكتئبا في الليلة التي تسبق العودة إلى العمل وقد تستمر تلك الحالة عدة أيام دون أن يعرف السبب ما يرسم العديد من علامات الاستفهام حول هذا الموضوع والتي تثير تساؤلات حول ما ينتاب البعض من هذا الشعور وهل أصبحت طبيعة تصيبنا بسبب تكاليف الحياة ومشقاتها، أم إنه الخوف من العودة إلى الروتين وهل هناك علاقة بين التأهب لرحلة العمل وبدء الدوام اليومي وهذا النوع من الاكتئاب.
وعزا الرأي النفسي ذلك الشعور الشائع إلى إحساس نفسي بامتداد زمن الإجازة إلى ما بعد انتهائها، ما يجعل النفس والفكر والروح في حالة إجازة، الأمر الذي يفضل فيه ألا يجهد المرء نفسه بالعمل كثيرا في اليوم الأول، بل يجعله ليكون اليوم الذي تنظم فيه أمور العمل.
فهد بن سالم (موظف في القطاع الحكومي) يقول إن هذا الشعور قد يكون المسيطر على شريحة عريضة من الموظفين بعد الانتهاء من الإجازة، ومن البديهي أن يصاب الشخص بالاكتئاب نتيجة لخروجه من جو المرح والسعادة مع أفراد الأسرة إلى جو قد يكون مشحون بالضغط والإرهاق والروتين إلى جانب التقييد بنظام معين وساعات عمل محددة ويضيف: بالنسبة لي فأنا أعيش هذه اللحظات وأشعر بالحزن والاكتئاب لفترة قد تستمر أسبوعا لذلك ألتزم بمواعيد الدوام وأذهب متأخر وأشعر بحالة من الكسل والخمول ولكنني أحاول تخطي هذا الشعور، مع معايشة جو العمل والاحتكاك بالزملاء والناس ومع مرور الأيام يزول هذا الإحساس والشعور تدريجي مشيرا إلى أن على الشخص أن يفكر بهذا الأمر كثيرا حتى يتغلب عليه كونها على حد قوله "أيام وتعدي".
بسمة البسام "موظفة تعمل في القطاع الخاص" أوضحت أن الحزن والعصبية بعد انتهاء فترة الإجازة والعودة إلى العمل تكون سائدة في بعض الأحيان خصوصا إذا كان العمل رتيبا ويوجد فيه تجديد مشيرة إلى أنها في فترات سابقة كانت تعود بحالة أسوأ مما كانت عليها قبل قضاء الإجازة، وتستمر معها بعض الوقت خصوصا عندما كانت في مرحلة الدراسة الجامعية، حيث كانت تجعلها تضطر إلى الغياب في الأيام الأولى من الدراسة إلا أنها كانت تحاول تخطي هذا الشعور بالخروج والتنزه مع صديقاتها إلى جانب ممارسة بعض الرياضات الخفيفة.
بدر السليمان ومحمد عسيري يؤكدان ما ذهب إليه الكثيرون حول اكتئاب العودة من الإجازة إلا أن بدرا يضيف أمرا آخر وهو افتقاد بيئة العمل الصحية التي تجذب الموظف للعمل فكثيرا ما يرى المراجع للدوائر الحكومية بطء تعامل الموظفين أو غيابهم ما يفوت الكثير من المصالح على المراجعين الذين قد يواجهون إجراءات معقدة رغبة في تأجيل إنجاز المهام الموكلة بالموظف الذي يعود بنفس "مسدودة" ومزاج "معكر".
فيما يرى محمد آل شايع أن بيئتي العمل والمدرسة غير صحيتين ما يتوجب إعادة النظر فيهما بعمق حتى نرى موظفين يعودون إلى العمل بنشاط وافر وإقبال بنفس مفتوحة على المراجعين.
من جانبه أوضح استشاري الإرشاد النفسي بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور هشام عبد الله أن العودة بروح ضجرة ومزاج عكر لدى البعض تكون فقط في الإجازات الطويلة والتي تزيد عن الأسبوع حيث يشعر المرء بأنه لم يعد من فترة راحة، في حين من المنتظر أن تكون الإجازة قامت بالمهمة المطلوبة لها من ترفيه الموظف واستعادة نشاطه في العمل عند عودته إلا أن ذلك ناتج عن وجود شعور نفسي بامتداد زمن الإجازة إلى ما بعد انتهائها، مما يجعل النفس والفكر والروح في حالة إجازة، واستطعام لما سبق من أيام، بينما العقل والجسد والواقع في حالة عمل، وهذا الاضطراب، يؤدي إلى الحالة المضطربة وغير المستقرة التي يشعر بها المسافر الذي عاد توا من إجازته.
ويؤكد الدكتور هشام أن هذه الفترة صعبة، وقد تؤدي إلى كراهية للعمل، لأن الموظف يكون في فترة غير منتجة في أيامه الأولى من العودة من الإجازة، وهذا يؤثر عليه، ويزيد في أعبائه العملية والنفسية أيضا ومن أجل القضاء على التعكير أوضح أن هناك خطوات يُفضل أن يقوم بها الموظف ليبتعد عن المزاج المعكر ومنها عدم ترك الموظف لأعمال كثيرة معلقة قبل تمتعه بإجازته، فهذه الأعمال ستبقى في انتظاره، وهي تعمل على تعكير جو الإجازة، وقد تكون السبب في قلقه وعدم تمتعه بالإجازة كاملة، لذا فالكل ينصح بأن ينهي الموظف جميع الأعمال المطلوبة منه قبل بدء الإجازة وحول الخطوة الأخرى يضيف الدكتور هشام أنه على الموظف أو العامل أن يعود من الإجازة قبل يوم كامل أو أكثر من نهاية إجازته، فلا ينصح الخبراء بأن تكون ليلة الوصول من السفر أو الانتهاء من الإجازة هي الليلة التي تسبق الذهاب للعمل ومباشرته فمن الأفضل أن يصل المسافر إلى مسكنه، أو مقره قبل فترة زمنية، تكون فترة انتقالية بين الإجازة والعمل فالوصول في الليل والخروج مبكرا إلى العمل في صباح اليوم التالي تجعل الموظف أو العامل يكره العمل ويشعر وكأنه عبء عليه، فمتعة السفر والإجازة يجب ألا تقطع هكذا فجأة كما ينصح أيضا في أن يقوم العائد من الإجازة بزيارة للعمل وللزملاء وهو لا يزال في آخر يوم من أيام الإجازة.
ويضيف الدكتور هشام أنه يفضل ألا يُجهد الموظف أو الطالب نفسه بالعمل كثيرا في اليوم الأول، بل يجعله ليكون اليوم الذي تنظم فيه أمور العمل، وتنهي أحاديث الإجازة أو المعايدة في حال كونها إجازة لمناسبة دينية، ولتجهز النفس والروح للعمل المقبل من يوم غد.
مشيرا في الوطن إلى أنه ينبغي ألا ننسى أن الإجازة هي للراحة والاستجمام، فالعودة منها تعطي طاقة وانطلاقة جديدة تهيئ لعمل أكبر وأفضل وفي المقابل فإن أخذ الأمور بعفوية في اليوم الأول من العودة والدخول برفق في الروتين اليومي أفضل من الصدمة المفاجئة التي تنشأ من الانغماس الكامل في الروتين السابق.
تقـــبلوا خالـــــص احترامـــــــــــــــي
تحـــــــــــــــــ ღ دلــــــــــــــــــع ღ ـــــــــــــــــــياتي
تعليق