الســــــلام عليـــــــــــكم
تساهم الأسرة بشكل مباشر في بناء الاطار السلوكي لابنائها ، فمنذ اليوم الأول لولادة الطفل تبدأ الأسرة في تحديد سلوك هذا الفرد ، ومنذ ذلك اليوم تبدأ الشخصية في البناء ، فالطفل الذي تعود ان اراد شيئا كان عليه بالصراخ والبكاء ، لا شك انها حددت احدى سمات الشخصية وهي الاتكالية واستخدام السلوك الانفعالي في الوصول الى الرغبة والهدف المطلوب .
وهكذا يتعلم الفرد اذا سلك سلوكاً منافياً للأعراف التي حددتها له الأسرة كان العقاب او الزجر ، في حين الحصول على الراحة والموافقة من قبل الأسرة حين السلوك باتجاه امر مستحسن لدى الأسرة .
كان لقمان الحكيم يوصي ابنه على تعلم الحكمة : « يابني تعلم الحكمة فان الحكمة تدل على الدين وتشرف العبد وتقدم الصغير على الكبير وكيف يظن ابن دم ان يتهيأ له امر دينه ومعيشته بغير حكمة » (1) ولا عجب ان يتخرج الحكماء من بيوت العلم والحكمة لأنهم تربوا على الحكمة وعلى السلوك العلمي .
كان ابن احد الحكماء يذهب الى الغابة متمشياً على أطرافها وينشد النشيد تلو الآخر ، وتحت قانون الصدى كان الصوت يرجع مرة اخرى ليسمع الطفل ما أنشده ، وبحكم سنه كان يعتقد ان هناك طفلاً آخر قد سرق نشيده واخذ ينشده ، فقام بشتم ذلك الطفل الموهوم ليسمع الشتيمة ترتد اليه ، فقال له انك طفل بذيء وسمع الرد ايضا انك طفل بذيء ، ولما عاد للمنزل سرد على والده ما حدث ، وان هناك طفلاً سرق نشيده ، وشتمه ، وقال له : انك طفل بذيء .
فماذا قال الأب لابنه ؟ تمعنوا في اجابة الأب لأنها تسطر لنا نهجاً في تربية الأبناء وصقل الحكمة في حياتهم .
قال له الأب : يابني قل خيراً تسمع خيراً .
وعاد الطفل للغابة ، وأخذ يردد المديح لذلك الطفل الموهوم قائلاً : انك طفل جميل ، فسمع الرد : انك طفل جميل .
وهكذا انغرست هذه الحكمة في قلب ذلك الطفل ليتعلم ان معاملة الآخرين له مرتبطة بمعاملته لهم .
هكذا يكون دور الأسرة في بناء الحكمة في الفرد ، فانها تزوده بالحكمة وتعمل على سلامة أجهزة الحكمة فتقوم بتنمية عقله ، وتوسيع آفاقه ، وتعمل على تطهير قلبه ، فلا تزرع العداوة والحق على الآخرين فتدنس قلب الفرد وتصون لسانه فتجعله ملتزماً بآداب الحديث وتردعه عن الألفاظ البذيئة .
ولأن معظم الأسر لا يسمع افرادها سوى السباب ، وزرع لبذور الأنانية والحقد على الآخرين ، فلا عجب ان يحجز الفرد على بناء الشخصية الحكيمة .
تقـــبلوا خالـــــص احترامـــــــــــــــي
تحـــــــــــــــــ ღ دلــــــــــــــــــع ღ ـــــــــــــــــــياتي
تعليق