إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فكر أولا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فكر أولا

    السلام عليكم هذه أول مشاركة لى فى هذا القسم

    وأتمنى أن تفيدكم القصة


    روي أن أحدَ الولاةِ

    كان يتجول ذات يوم في السوق القديم
    متنكراً في زي تاجر ،
    وأثناء تجواله وقع بصره على دكانٍ قديمٍ
    ليس فيه شيء مما يغري بالشراء ،
    كانت البقالة شبه خالية ،
    وكان فيها رجل طاعن في السن ،
    يجلس بارتخاء على مقعد قديم متهالك ،

    ولم يلفت نظر الوالي سوى بعض اللوحات
    التي تراكم عليها الغبار ،
    اقترب الوالي من الرجل المسن وحياه ،
    ورد الرجل التحية بأحسن منها ،
    وكان يغشاه هدوء غريب ، وثقة بالنفس عجيبة ..

    وسأل الوالي الرجل :
    دخلت السوق لاشتري فماذا عندك مما يباع !؟
    أجاب الرجل بهدوء وثقة :
    أهلا وسهلا .. عندنا أحسن وأثمن بضائع السوق !!
    قال ذلك دون أن تبدر منه أية إشارة للمزح أو السخرية ..
    فما كان من الوالي إلا ابتسم ثم قال :
    هل أنت جاد فيما تقول !؟
    أجاب الرجل :
    نعم كل الجد ، فبضائعي لا تقدر بثمن ،
    أما بضائع السوق فإن لها ثمن محدد لا تتعداه !!

    دهش الوالي وهو يسمع ذلك ويرى هذه الثقة ..
    وصمت برهة وأخذ يقلب بصره في الدكان ، ثم قال :
    ولكني لا أرى في دكانك شيئا للبيع !!
    قال الرجل :
    أنا أبيع الحكمة .. وقد بعت منها الكثير ،
    وانتفع بها الذين اشتروها ....!
    ولم يبق معي سوى لوحتين ..!

    قال الوالي : وهل تكسب من هذه التجارة !!
    قال الرجل وقد ارتسمت على وجهه طيف ابتسامة :
    نعم يا سيدي .. فأنا أربح كثيراً ،
    فلوحاتي غالية الثمن جداً ..!

    تقدم الوالي إلى إحدى اللوحتين ومسح عنها الغبار ،
    فإذا مكتوباً فيها :
    ( فكر قبل أن تعمل )
    تأمل الوالي العبارة طويلا .. ثم التفت إلى الرجل وقال :
    بكم تبيع هذه اللوحة ..!؟
    قال الرجل بهدوء : عشرة آلاف دينار فقط !!

    ضحك الوالي طويلا حتى اغرورقت عيناه ،
    وبقي الشيخ ساكنا كأنه لم يقل شيئاً ،
    وظل ينظر إلى اللوحة باعتزاز ..
    قال الوالي : عشرة آلاف دينار ..!!
    هل أنت جاد ؟
    قال الشيخ : ولا نقاش في الثمن !!

    لم يجد الوالي في إصرار العجوز
    إلا ما يدعو للضحك والعجب ..
    وخمن في نفسه أن هذا العجوز مختل في عقله ،
    فظل يسايره وأخذ يساومه على الثمن ،
    فأوحى إليه أنه سيدفع في هذه اللوحة ألف دينار ..
    والرجل يرفض ،
    فزاد ألفا ثم ثالثة ورابعة
    حتى وصل إلى التسعة آلاف دينار ..
    والعجوز ما زال مصرا على كلمته التي قالها ،
    ضحك الوالي وقرر الانصراف ،
    وهو يتوقع أن العجوز سيناديه إذا انصرف ،
    ولكنه لاحظ أن العجوز لم يكترث لانصرافه ،
    وعاد إلى كرسيه المتهالك فجلس عليه بهدوء ..

    وفيما كان الوالي يتجول في السوق فكر ..!!
    لقد كان ينوي أن يفعل شيئاً تأباه المروءة ،
    فتذكر تلك الحكمة ( فكر قبل أن تعمل !! )
    فتراجع عما كان ينوي القيام به !!
    ووجد انشراحا لذلك ..!!
    وأخذ يفكر وأدرك أنه انتفع بتلك الحكمة ،
    ثم فكر فعلم أن هناك أشياء كثيرة ،
    قد تفسد عليه حياته لو أنه قام بها دون أن يفكر ..!!

    ومن هنا وجد نفسه يهرول
    باحثاً عن دكان العجوز في لهفة ،
    ولما وقف عليه قال :
    لقد قررت أن أشتري هذه اللوحة بالثمن الذي تحدده ..!!
    لم يبتسم العجوز ونهض من على كرسيه بكل هدوء ،
    وأمسك بخرقة ونفض بقية الغبار عن اللوحة ،
    ثم ناولها الوالي ، واستلم المبلغ كاملاً ،

    وقبل أن ينصرف الوالي قال له الشيخ :
    بعتك هذه اللوحة بشرط ..!!
    قال الوالي : وما هو الشرط ؟
    قال : أن تكتب هذه الحكمة على باب بيتك ،
    وعلى أكثر الأماكن في البيت ،
    وحتى على أدواتك التي تحتاجها عند الضرورة ..!!!!!
    فكر الوالي قليلا ثم قال : موافق !


    وذهب الوالي إلى قصره ،
    وأمر بكتابة هذه الحكمة
    في أماكن كثيرة في القصر ،
    حتى على بعض ملابسه وملابس نسائه
    وكثير من أداواته !!!
    وتوالت الأيام وتبعتها شهور ،

    وحدث ذات يوم أن قرر قائد الجند
    أن يقتل الوالي لينفرد بالولاية ،
    واتفق مع حلاق الوالي الخاص ،
    أغراه بألوان من الإغراء
    حتى وافق أن يكون في صفه ،
    وفي دقائق سيتم ذبح الوالي !!!!!

    ولما توجه الحلاق إلى قصر الوالي
    أدركه الارتباك ،
    إذ كيف سيقتل الوالي ،
    إنها مهمة صعبة وخطيرة ،
    وقد يفشل ويطير رأسه ..!!
    ولما وصل إلى باب القصر
    رأى مكتوبا على البوابة :
    ( فكر قبل أن تعمل !! )
    وازداد ارتباكاً ، وانتفض جسده ،
    وداخله الخوف ، ولكنه جمع نفسه ودخل ،
    وفي الممر الطويل ،
    رأى العبارة ذاتها تتكرر عدة مرات هنا وهناك :

    ( فكر قبل أن تعمل ! )
    ( فكر قبل أن تعمل !! )
    ( فكر قبل أن تعمل !! ) .. !!
    وحتى حين قرر أن يطأطئ رأسه ،
    فلا ينظر إلا إلى الأرض ،
    رأى على البساط نفس العبارة تخرق عينيه ..!!
    وزاد اضطرابا وقلقا وخوفا ،
    فأسرع يمد خطواته ليدخل إلى الحجرة الكبيرة ،
    وهناك رأى نفس العبارة تقابله وجهاً لوجه !!
    ( فكر قبل أن تعمل !!) !!
    فانتفض جسد ه من جديد ،
    وشعر أن العبارة ترن في أذنيه بقوة لها صدى شديد !

    وعندما دخل الوالي هاله أن يرى أن الثوب
    الذي يلبسه الوالي مكتوبا عليه :
    ( فكر قبل أن تعمل !! ) ..
    شعر أنه هو المقصود بهذه العبارة ،
    بل داخله شعور بأن الوالي ربما يعرف ما خطط له !!
    وحين أتى الخادم بصندوق الحلاقة الخاص بالوالي ،
    أفزعه أن يقرأ على الصندوق نفس العبارة :
    ( فكر قبل أن تعمل ).. !!

    واضطربت يده وهو يعالج فتح الصندوق ،
    وأخذ جبينه يتصبب عرقا ،
    وبطرف عينه نظر إلى الوالي الجالس
    فرآه مبتسما هادئاً ،
    مما زاد في اضطرابه وقلقه ..!

    فلما هم بوضع رغوة الصابون
    لاحظ الوالي ارتعاشة يده ،
    فأخذ يراقبه بحذر شديد ، وتوجس ،
    وأراد الحلاق أن يتفادى نظرات الوالي إليه ،
    فصرف نظره إلى الحائط ،
    فرأى اللوحة منتصبة أمامه
    ( فكر قبل أن تعمل ! ) ..!!
    فوجد نفسه يسقط منهارا بين يدي الوالي
    وهو يبكي منتحبا ،
    وشرح للوالي تفاصيل المؤامرة !!

    وذكر له أثر هذه الحكمة
    التي كان يراها في كل مكان ،
    مما جعله يعترف بما كان سيقوم به !!
    ونهض الوالي
    وأمر بالقبض على قائد الحرس وأعوانه ،
    وعفا عن الحلاق ..

    وقف الوالي أمام تلك اللوحة
    يمسح عنها ما سقط عليها من غبار ،
    وينظر إليها بزهو ، وفرح وانشراح ،
    فاشتاق لمكافأة ذلك العجوز ،
    وشراء حكمة أخرى منه !!
    لكنه حين ذهب إلى السوق وجد الدكان مغلقاً ،
    وأخبره الناس أن العجوز قد مات !!
    = =
    والعبرة من هذه القصة أن تفكر ولاتتسرع فى المواقف أو ردود الافعال ولا تتسرع فى الحكم على الاشياء بل فكر أولا ودعونى اذكر نفسى واياكم بقول:
    "فكر قبل أن تعمل "
يعمل...
X