عرض على لجنة الفتوى في وزارة الأوقاف هذا السؤال من وزارة الصحة حول الإجهاض ونصه: يرجى تفضلكم بالإحاطة بأن وزارة الصحة العامة تواجه بعض حالات حمل من محرم، ويترتب على هذا الحمل كثير من المشكلات القانونية كتسجيل المولود في سجل المواليد والوفيات ونسبه إلى المحرم الذي حدث منه الحمل، كما تترك هذه الحالة آثارا اجتماعية كوضع الطفل بعد الميلاد بين أفراد أسرته وفي المجتمع الذي يعيش فيه، فضلا عن الآثار النفسية التي تصاب بها الأم والطفل وأهلهما نتيجة هذه الواقعة المحرمة شرعاً.
> كما تواجه الوزارة أيضا حالات حمل لأمهات ضعيفات العقول من سفاح، والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي يعاني منها ذوو الأم فضلا عن المشكلات الصحية والأمنية الأخرى.
لهذا ترغب الوزارة في عرض الموضوع على لجنة الفتوى لإبداء الرأي في مدى جواز إجهاض حالات الحمل من محرم، وإجراء عملية العقم المؤقت لحالات حمل الأمهات ضعاف العقول من سفاح وحكم الشرع فيها، تفاديا لوجود إنسان غير شرعي في الحياة، وتجنبا للمشكلات والآثار القانونية والاجتماعية التي تترتب على ميلاد هذا الإنسان البريء.
- اطّلعت اللجنة على فتوى سابقة لها في الموضوع نفسه ورأت انها تصلح جوابا عن السؤال الأول ونصه: لا يجوز شرعا الإجهاض في الحالة المسؤول عنها إذا كان الحمل قد زاد على أربعين يوماً، وليس الحمل من سفاح عذرا لإباحة الإجهاض في تلك الحالة، كما ان مجرد احتمال حدوث أمراض وراثية أو تشوهات خلقية ليس عذرا إذ لا يعتبر عذرا إلا الخطر الجسماني على حياة الأم بحيث لو بقي الحمل لأدى إلى وفاة الأم، كما لا يعتبر عذرا مبيحا للإجهاض التهديد بقتل الأم لحمل السفاح، وكذلك لا تعتبر عذرا العواقب الوخيمة (نفسيا أو اجتماعيا) الناشئة عن الولادة بحمل السفاح، سواء كان السفاح من أجنبي أو من محرم لأن الإجهاض حينئذ لا يزيل جريمة الزنا التي وقعت، وإنما يضيف جريمة أخرى. والله أعلم.
- أما السؤال الثاني بشأن إجراء عملية العقم المؤقت لتفادي حالات حمل الأمهات الضعيفات العقول من سفاح فقد أجابت اللجنة عنه بأنه: يجوز إجراء عملية العقم المؤقت لضعيفات العقول تحقيقا للمصلحة المبينة في السؤال إذا تمت العملية بموافقة أوليائهن، ولا يكتفى بموافقة ضعيفات العقول لفقدان أهليتهن، والله أعلم
تعليق