إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة نادرة للفارس شالح بن هدلان 2013 , قصة نادرة للفارس شالح بن هدلان ، قصص جميلة 2013

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة نادرة للفارس شالح بن هدلان 2013 , قصة نادرة للفارس شالح بن هدلان ، قصص جميلة 2013

    شالح بن هدلان

    كثيرة هي قصص الأبطال ، كثيرة هي قصص الوفاء والمحبه بين البشر ولعل مالفت انتباهي وأثار اعجابي قصة شالح بن حطاب بن هدلان من الخنافر من قحطان وأخيه الفديع وعظم بر الأخير لأخيه الأكبر فقد كان الفديع اصغر من أخيه شالح كثيرا وكان شقيقا له وكان مثاليا بشجاعته وأخلاقه ويماثل أخاه شالحا في كل شئ :إلا أنه كان مغامراً بفروسيته الى أبعد الحدود وكان وفيا مع أخيه شالح ، وخادما أمينا له ، يرى أن تفانيه في خدمة أخيه الأكبر فضيلة من الفضائل لايعادلها شئ ، وبعد ان كملت رجولته ، تحمل مشاق الحياة عن أخيه شالح وأصبح هو حامي ظعينتهم وكانت إبلهم لاتذهب للمرعى إلا وهو معها مدججا ًبالسلاح وعلى صهوة جواده وكان حصناً حصيناً لها ولإبل الحي ، ولايخطر ببال أي عدو أن يغيرا عليها مادام الفديع عندها وإذا تجرأ أحد من الأعداء وأغار عليها فلا بد أن يرجع مدحوراً ، وهناك قصص تدل على بر الفديع لأخيه شالح منها

    في ذات يوم مع بزوغ الشمس كان شالح جالس حول ناره يحتسي القهوة ... التفت إلى الإبل وهي في مباركها قرب البيت ، رآها تعتب في عقلها ولم ير الفديع فنادى شالح قائلا ً: الإبل تعتب بعقلها والفديع غائب عنها أين هو ؟ فقيل له : إن زوجتك تنظف رأسه ،أي تغسله وترجله داخل البيت ، فقام غاضبا ورأى زوجته تغسل رأس أخيه كعادتها ، فقال الإبل حائرة في مباركها ، ولم تذهب للمرعى وأنت عند النساء تغسل رأسك فأخذ من التراب ووضعه على رأس أخيه فقام الأخ البار خجلا من أخيه وأخذ يمسح التراب عن رأسه ثم طلب من زوجة أخيه أن تسرج جواده وتحضر سلاحه وذهب للإبل مسرعا وأخذ يطلق عقلها ... اما شالح فقد رجع الى قهوته وجلس من حولها وعندما أطلق الفديع عقل الإبل رجع وأخذ سلاحه وقبل رأس اخيه واتبع إبله التي لايطمئن شالح الا بوجود أخيه معها ، وعندما رجع الفديع بعد غروب الشمس أتى إلى أخيه شالح وسلم عليه وجلس في مكان اخيه عند القهوة واخذ يصب لأخيه شالح ويقص عليه اخبار يومه الفائت ويداعبه بالنكت المضحكه ويحاول ان يثبت لاخيه أنه لايحمل في نفسه عليه اي عتب من جراء حثوه التراب على رأسه وكان الفديع كعادته آتيا بعدد من الغزلان اصطادها بالفلا فأخذ يقدم لأخيه من طيب لحمها وعندما أراد شالح أن يأوي الى مضجعه ، همست زوجته بأذن الفديع وقالت :إن الماء الذي عندنا نفد ولابد أن أخاك عندما ينتبه من نومه سيطلب ماء للقهوة وسأخبره أنه لايوجد عندنا ماء ، فقال الفديع : الحذر أن يعلم أخي بذلك ، طلب منها أن تذهب لأحد الجمال وتنيخه بعيدا ًعن الإبل وتضع رحله عليه ، وأن تضع عليه مزادتين وركب الفديع جواده واستاق الجمل أمامه ، وراح يبحث عن منهل يستقي منه الماء وعند طلوع الفجر الأول وقبل أن يستيقظ أخوه عاد محملاً الجمل بالماء ، وحط عنه الرحل وسكب من الماء في ( دلال ) أخيه لتكون جاهزة لإعداد القهوة عندما يستيقظ ، ونام هو قليلا إلى قبل طلوع الشمس وقام كعادته وصبح أخاه بالخير وانطلق بإبله كعادته للفلا وبعد ذلك أسرت امرأة شالح لزوجها بما فعله اخاه الفديع ، وعندما عاد الفديع بعد الغروب لاحظ أن أخاه شالحا ً كثير التفكير ومشدود البال فسأله قائلاً: مابك هذه الليلة عسى ان لا تشكوا من ألم ؟ فقال ياأخي ليس بي شئ إلا انني افكر في حالتك لأنني اتعبتك في هذه الدنيا وانت وحدك متحمل مشاق هذه الحياة وكم أود أن يكون أبنائي كبارا ليساعدوك ويخدموك ، فقال الفديع : أنا سعيد بأن أقوم بخدمتك وكل ما أوده بهذه الحياة أن أكون وفيّا معك وأن احوز على رضاءك وأن لايحصل مني أي شئ يكون سببا في ازعاجك . وانشد


    يابو ذعار اكفيك لوني لحالي,,,,واصبر على الدنيا وباقي تعبها
    وان غم اخوه معثرين العيالي,,,,أنا لخويه سعد عينه عجبهـا


    الى ان قال




    أفديك ياشالح بحالي ومالـي,,,,,يافارس الفرسان مقدم عربها
    يامتيه ٍ ابله بروس المفالـي,,,,,,,ياللي حميت حدودها ياجنبها


    قال هذه الابيات لأخيه فتأثر شالح بها وأجابه بقصيده منها هذه الابيات



    واخوي ياللي عقب فرقـاه باضيـع,,,,,كنّي بما يجري على العمـر داري
    ياخـوي ياساتـر البنـي ّالمفاريـع,,,,,ومطلق لسان الّي باهلهـا تمـاري
    ماقط يـوم شـد بيـن الفراريـع,,,,,,,,ياكود مابيـن الكمـى والمشـاري
    ليته عصاني مـرّه قـال ماطيـع,,,,,,كود أني اصبر يوم تجري الجواري
    أنا أشهد أنه لـي سريـع المنافيـع,,,,,عبد مليـك لـي ولانـي بشـاري


    الى ان قال:


    يمناه تنثر من دماهم قراطيع ،،،،، وعوق الخصيم اللي بدمه يثاري


    وكأن شالحاًقد توقع مستقبل أخيه الفديع لأن الفديع مغامرا بقتاله وكان اخوه شالح يخشى عليه دائما من مغامراته لأنه يراه كل شي بالنسبة له ، وكان يفضله على نفسه ويفاخر به عند القبائل وذات يوم كان شالح راحلاً بظعينته ، وكان أخوه الفديع أرمد العينين وجوداه يقاد مع الظعينة وهو في هودج معصوبة عيناه ،فأغار على ظعينتهم كوكبة من الخيل وتبين لهم أن هذه الخيل المغيرة هي خيل الحمدة زعماء قبيلة عتيبة الشجعان المشهورين بالفروسية والذين يضرب المثل بشجاعتهم فأخذ شالح وحده يدافع عن الظعينة بكل بسالة وكان الحرب بينه وبين المغيرين سجالاً فمرة يهزمهم ويبعدهم عن الظغينة ومرة يكثرون عليه ويهزمونه الى أن يصل الى ظغينته ثم تتصاعد صيحات النساء وزغاريدهن حافزات له على القوم فيلقى القوم بقلب أقوى من الحديد إلى ان يبعدهم عن الظعينة فطال القتال وهم على هذا المنوال وقد لاحظت والدة شالح والفديع أن شالحاً اعياه الطراد فنزلت من هودجها وأسرجت جواد الفديع الأصفر وأحضرت سلاحه ، وقالت : انزل وهب لمساعدة أخيك لأن القوم سيغلبونه . فقال ياأماه انا اذوب كمد اًواحترق حسرة من حين سمعت غارة الخيل ، ولكن كيف ارى حتى أساعد أخي ؟ فقالت أنا سأجعلك تبصر وكان متلهفا لأن يرى بعينيه حتى يهب لمساعدة أخيه وعندما انزلته امه من الهودج أتت بماء وغسلت عينيه وأخذت تفتحهما بشدة ويقال أنه عندما انفصل كل جفن عن الآخر نزل الدم والصديد معا من عينيه فوثب كأنه النمر وركب جواده وهو لايبصر الا قليلا وكانت خيل الأعداء آتية بأخيه فاستقبلهم الفديع المغامر غير مبال فجندل أول فارس ورجعت الخيل هاربة فجندل الآخر ثم الثالث وعندما انغمس بين الخيل رشقوه بعدد كثير من الرماح دفاعاً عن النفس فأصاب الفديع رمح اخترق رأسه فخر قتيلاً ولكن الأعداء استمروا بالإدبار لأنه قد اعياهم القتال ونزل شالح عن جوداه وقلب أخاه فإذا هو ميت وكانت نكبة موجعة لشالح وكانت لحظات ألم أحس وكأن خنجراً مزقت أحشاه دون أن يستطيع إيقاف ألمها إلا بالدموع التي تسابقت متناثرة على وجنتيه اللتين علاهما غبار المعركة وبعد أن قبل أخاه القبلة الأخيرة نظر الى ذلك الجبين المعفر بالتراب الذي طالما لامس الأرض من خشية الله ونظر الى تلك العينين اللتين طالما سهرتا عليه الليالي الطوال ونظر الى ساعديه اللذين طالما انطلقت منهما الرماح لتصافح صدور الأعداء ذائدة عنه وعن محارمه وأمواله ... وهكذا دارت الأفكار برأس الامير المنكوب شالح ثم مسح التراب عن أخيه بكف مرتعشة وطبق جفنيه وأمر من حوله أن يكفنوه وكانوا في واد بنجد يسمى ( خفا ) وكان على جانب الوادي هضبة تسمى خفا فدفن الفديع على مقربة من هذه الهضبة .


    وقد رثاه شالح بقطرات من دم قلبه في هذه المقطوعة



    أمس الضحى عديت روس الطويلا
يعمل...
X