تويت
| كتب غانم السليماني |
هرع محمد صبري، المقاول في احدى شركات البناء مسرعا عبر الممر القديم لقصر نايف واندفع بقوة نحو كاميرا تلفزيون الكويت التي كانت تصور الحاضرين في حوش القصر ليقف أمام الكاميرا التي كانت تنقل مشهد اذان المغرب، مبتسما يلوح بيده «شايفني كويس» وهو يتحدث في جهازه النقال مع اهله في الاسماعلية في مصر لينقطع بعدها الارسال التلفزيوني لينقل صوت أذان المغرب، ثم انهار متراجعا وسقط مكتوماً تحت «ثيل» القصر الذي يطلق آخر قذيفة بعد شهر من لقاءات متكررة جمعت الاحبة طوال شهر رمضان، وقصرت المسافات ليلتئموا أمام مائدة الافطار وشاشة العرض ترصد الاحبة يلوحون بأياديهم شوقا في لقاء عبر الأثير.
القصر الذي شهد تجمعات طوال شهر رمضان الكريم أطلق من مدفعه أخر قذائف موعد الافطار وهو يعود في تاريخه للعام 1919والمدفع الحالي الموجود في قصر نايف جاء هدية من مملكة البحرين الشقيقة في سنة 1992.
وتتسع ساحة قصر نايف لاستقبال نحو 2000 شخص يومياً وتمكن الجميع من حضور تلك اللحظة التراثية القديمة ومشاهدة مدفع الافطار.
العثمانيون هم أصحاب اختراع مدفع الافطار وتلك العادات والتقاليد تم توارثها بعد ذلك في جميع الدول الاسلامية حينما قام العثمانيون، عندما كانوا يحكمون مصر في العام 859 هجرية، بادخالها.
وجاء أول مدفع افطار للكويت في عهد الشيخ مبارك الصباح، في العام 1907، وليس متوافرا نوعه واسمه، ويقال ان الشيخ مبارك الصباح قبل المدفع كهدية من حاكم ايران في ذلك الوقت، وكان موقع ذلك المدفع على البحر قرب قصر السيف وانتقل المدفع في حقبة الثلاثينات بعد ذلك الى قصر نايف.
وفي بداية الستينات أسندت الى الجيش مهمة اطلاق المدفع لاعلان موعد الافطار، حيث تم وضع مدفعين الأول في قصر السيف والثاني في قصر نايف، وهما من نوع 25 رطلا ومصنوعان في انكلترا، ويتولى الجيش الكويتي احضار هذا المدفع الى قصر نايف قبل شهر رمضان المبارك بيومين، ويقوم على مدفع رمضان ضابط وثلاثة جنود ويفتح القصر أبوابه أمام الجمهور بعد صلاة العصر حتى يشاهدوا لحظة اطلاق المدفع معلنا لحظة الافطار.
من جانبه، قال محمد صبري أنا أحضر الى قصر نايف لكي يشاهدني الاهل في التلفاز يوميا وهذا أمر مسل وشعور جميل، معربا عن سعادته باطلاق مدفع رمضان في قصر نايف، فعائلته وأطفاله يصرون على مجيئه الى قصر نايف لرؤيته عبر شاشة التلفاز.
