إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماتت حبيبتى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماتت حبيبتى

    وماتت التي احبها وجدت الأرض تتركني وترتفع عالياً ، تتعدى قمة رأسي ، وتبتعد كثيراً تكاد أن تلامس الغيم ، رأيتها ترمي لي بحبال واهية ، وتقول لي :-


    اصعد إلى حيث أنا !!!...



    -1-


    لم أعش الحب حتى النهاية ، ولا أعرف كيف تكون نهاية الحب ، لأن جميع الذين أحببتهم


    ماتوا !!!....


    ماتت ابنة خالتي ذات صباح ، وسقطت كل الورود التي كنت أحملها ....


    كانت تحادثني ذلك المساء ، قبل أن تسقط الورود من يدي ، ذلك المساء الذي يسبق سفرهم إلى مدينة مكة بوساطة السيارة بساعات ، كانت خائفة من شيء ما ، وكنت أطفئ هذا الخوف في كلماتي ، ليشتعل في قلبي الخوف نفسه ، لم تكف عن ترديد " أرجوك أن لا تنسني مهما يكن ، ضع في قلبك ما في قلبي ولا تهمله !!! ".


    قالت لي :-


    = أنا لا أريد أن أسافر ، أخاف أن لا أراك مرة أخرى ....


    شعرت بخوفها في قلبي ، وبدموعها في عيني ، ولكني هدأت من روعها ، وقلت لها :-


    = توكلي على الله ، ولا يوسوس بأفكارك الشيطان ، فالله معك ...


    كان حديثي لها مجرد حديث لا يقنع قائله ولكنه يطمئن قلبها ....


    أطبقت على السماعة ، وانتهت مكالمتنا ، واشتعل في قلبي الخوف عليها ...


    هاتفت مباشرة صديقي ، وأعلمته بخوفي وبخوفها ، ورجوته أن يسافر معي إلى مكة ، وأن تكون سيارتنا خلفهم ، فلم يتوان ، وفي فجرية اليوم التالي كنا خلفهما ، نراقبها من بعيد ، وكانت رحلتنا ....


    كان أخوها هو من يقود سيارتهم الكبيرة ، ونحن خلفهم نراهم بوضوح ، وبعد أن قطعنا مائة وخمسين كيلومترا خفف أخوها من السرعة ، وانحرف يميناً إلى محطة الوقود ، لم ندخل المحطة ، حتى لا يرونا ، وحين انتهوا من المحطة ، جعلنا مسافة بيننا وبينهم لا تثير فيهم الشك .


    كان أخوها يسير بسرعة هائلة ، اضطررنا أن نزيد من سرعتنا ، لتتوافق المسافة بيننا ، وفجأة


    انفجر إطار سيارتهم ، واختل توازنها ، فرأيناها تنحرف يميناً وشمالاً ، ومن ثم تخرج عن الطريق وتنقلب أربع مرات ، كان صديقي هو من يقود سيارتنا ، هدأ من السرعة ، وخرج من السيارة بسرعة إليهم ، وبدأ يخرجهم من سيارتهم ، وأنا جامد في مكاني كأني قطعة جليد ، ولساني ينطق " لم تمت حبيبتي .... لم تمت حبيبتي " .


    دبت الحركة في جسدي ، فلحقت بصديقي ، وأخرجت جسدها من السيارة وحضنته ، رأسها على صدري وعيناها مثبتتان في نظرة طويلة للسماء ، صرخت باسمها ، وسقطت على وجهها مغشياً علي!!!.....


    -2-


    ثلاثة وعشرون يوماً قضيتها في المستشفى ، لا أرى أحداً ، ولا أحد يعرف مصيري ، أفقت بعدها


    قلبت نظري فيمن حولي ، كنت أبحث عنها ، فوجدت إخواني وصديقي فقط ...


    بصوت أجش سألت صديقي عنها ، فلم يعطني جواباً ، سألت إخوتي عنها ، فلم يعطوني جواباً


    حينئذ أدركت مصيبتي ، وحينئذ ألغيت اسمي من سجل الفرح ....



    بعد عدة أيام قال لي صديقي :-


    = ما أصاب أهلها سوى بعض الجروح الخفيفة فقط ....


    ورغم أنني كنت أعرف أن حبيبتي ماتت سألته :-


    = وماذا أصاب حبيبتي ؟!!!!.....



    -3-


    ماتت من أحبها ....


    و أضعت الطريق نحو محل الزهور


    ولم أعد أزرع في حديقة بيتي وردة


    ماتت من كانت تصنع في لساني كلمة " أحبك "


    أحتاج للكثير من الورق ومن الوقت لأكتب عنها ، أحتاج لمن يسمعني لأبوح له بما في نفسي ، أحتاج لقلب لا يبكي حتى لا أبكي معه !!!!...


    أحتاج لصديق يقول لي إنني لا أكتب من خيال ، وإنني لم أمسك الحلم حلماً ....


    أحتاج أن أبكي ، وأبكي .... وأبكي .....



    وقفة ...


    ماتت ولم تمت الحياة ، وبقيت أنا في هذه الحياة ، حتى لا أنساها ....


    بقيت حياً بعدما مات الحب في قلبي ، وأصبحت حياتي بلا نساء !!!.
يعمل...
X