إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأمريكان والإنجليز.. واختلاف الأعراف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأمريكان والإنجليز.. واختلاف الأعراف

    تختلف الأعراف والتقاليد والعادات الاجتماعية والثقافية في بريطانيا عنها في الولايات المتحدة، مع العلم أن اللغة والتبعية السياسية واحدة والآراء مشتركة. ومع أن كلا المجتمعين متحضر ومتمدن ويتمتع بكامل الحرية للتعبير عن الرأي دون خوف أو ترقب لمقص الرقيب، إلا أنهما يتناقضان أحياناً في آلية التنفيذ.

    يقال دوماً أن أكثر ما تسمعه في المملكة المتحدة عبارة “شكراً” “ولو سمحت” بداعٍ وبدون. إن يوماً تحتم عليك فيه استخدام أحد الكلمتين السابقتين ولم تفعل، سيكون موقفك مستهجناً، ترمقك نظرات التأنيب، كذلك الحال إن وقفت في الجانب الأيمن من السلم الكهربائي المتحرك، فلا تتعجب حينها لو نظر لك باشمئزاز، لأن “سعادتك” تقف في الجانب المخصص لمن هم في عجلةٍ من أمرهم، تماماً كما يحدث من قادة السيارات في الخطوط السريعة في بعض دولنا الموقرة، حينما يشعرك القادم من الخلف أن أمراً جلل قد يحدث إن لم تفسح له الطريق، وإلا فقد أعذر من أنذر، ولك أن تشعر بالعمى جراء استخدامه لكامل أضواء المركبة لإزعاجك، هذا عدا ضربة خفيفة من الخلف لإرعابك!

    عودةً إلى الإخوة الإنجليز، إن كنت يوماً محظوظاً وتم نقلك لتعمل في عاصمة الضباب وسكنت في عمارة مكثت فيها أشهراً دون أن يلتفت فيها أحدٌ إليك أو يحيك “بصباح الخير”، فكل ما عليك عمله هو التوجه لأقرب متجر للحيوانات الأليفة أو دور رعاية الأيتام منها، واقتني كلباً أو قطة واستيقظ باكراً إما لأخذه في نزهه أو الجلوس مداعباً له في شرفة المنزل وتعمد أن ترمقه بنظرة حبٍ وحنان، فحينها تأكد أنك ستلقى السلام والاحترام وبالذات من الجنس اللطيف، فقد أثبت أنك إنسانٌ رقيق “ذو ذوق” ومحب وعطوف على الحيوان!

    من المعروف أن الشعب الإنجليزي من الأقوام المتمسكة بتاريخها وثقافتها ويفخرون بملكيتهم العتيدة، فبخلاف أغلب الدول الأوروبية التي انقلبت على الملكية، أصر الشعب عليها وأطرها بما يسمى بالملكية الدستورية، حيث يملك الملك ولا يحكم.

    على النقيض منهم “الأمريكان”، فهم في الأغلب أكثر تحرراً وكسراً للقيود والأعراف، متعددي الثقافات والطبائع، إن أردت يوماً أن تغضبهم، فما عليك فعله أن تعرض عليهم أو تفرض “الملكية”.

    أتذكر موقفاً طريفاً لأحد الأمريكيين حينما قال: أبكي كلما نظرت لولي العهد الأمير تشارلز، وأرثي لحال الملكة التي تعيش في قلعة!. موقفٌ آخر حدث في أحد البرامج التلفزيونية الأمريكية كانت الضيفة فيه الدوقة سارة طليقة الأمير أندرو، سئلت كيف لك العيش في قلعه قديمة تاريخية؟، أجابتهم بكل عفويه أن الأصعب في الأمر استخدام الحمامات وخصوصاً أنها قديمة.

    أثارت إجابتها الجمهور فابتسم وصفق لها طويلاً معجباً ومقدراً سذاجة إجابتها، ولكن على النقيض، شنت عليها الصحف البريطانية حملةً شرسة واتهمتها بالإساءة للملكية، فحمامات “جلالتها” شأنٌ لا ينبغي الخوض فيه بالعلن.

    حينما أصبحت “سيرة” الرئيس كلينتون إبان فضيحة المتدربة مونيكا حديث الساعة، انتهت القصة باعتذاره لشعبه وزوجته، فغفر له، بل زادت شعبيته، حتى أن استطلاعات الرأي وقتها أشارت فرضاً لو سمح لكلينتون إعادة الترشح لولايةٍ ثالثة لتم انتخابه دونما منافس.

    المؤشر مما سبق، يظهر رزانة الشعب الإنجليزي وتحفظ إعلامه إلى حدٍ ما، فقد اكتسب الجدارة وحظي بالمصداقية. بخلاف نظيره الأمريكي.

    إعلامياً كليهما ممثلان للنقيض، فالرزانة عامل خسارةٍ لدى المشاهد الأمريكي وربحٍ لدى نظيره البريطاني (ويستثنى من ذلك صحافتهم الصفراء).
يعمل...
X