إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرأس المرفوع ..قصة قصيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرأس المرفوع ..قصة قصيرة

    وفي أشد لحظات التمرد وبإصرار كجلمود صلد وبارد.. راق له أن يفتت عِلك العشب الأزرق في مبخرة ذاك المساء.. مبخرة البحيرة الزرقاء، ذات الطحالب العفنة؛ والمتواجدة على مقربة من إحدى محطات البزين المعروفة بــ ” طوطال”.. وقبل هذا، وبداخل هودج أبي نواس كانت أقداح الراح لا ترتاح، حتى تجاوزت فتح الشهية.. وهناك أعلن جنونه الجميل، كانت لحظات فرح مزيف ليست إلا؛ وأقصى درجات الغباوة من يعتقد – جازما – أن الحب يُعاش دون مال.. وبعدها تقطعت حبال ذلك الهودج، فانهارت تحت تفجيرات السادس عشر من بداية موسم الحصاد، الذي لم يكن عاديا بجميع المقاييس.. هذا ما دار بخُلده، وهو يتنسم تلك الجلسة اللامتوازنة، التي أثثها أولائك الذين يزعمون مهنة النشر في مغاسل آخر الأيام … وطعنات الغدر تأتي من الحسد الموسوم بجهالة أحفاد أبي جهل وحفيدات حمالة الحطب، فتذكر عندما كان يلتفت إلى تلك الطعنات، وهو المبتسم الصابر الصبر الجميل، كصبر شمعة وحيدة تصارع مهب ريح هوجاء في ليل عاصف، مدها وجزْرها من جميع الجهات.. جاءوه بالفلفل اللاسع، فقدم لهم عصارة مزاجها من زهر الرمان.. ثم جاءوه بالطلح الثاقب، فأفرش لهم من السندس الناعم بساط المحبة.. دقة تتلو الأخرى، وأغلب الذين كانوا يدعون صداقته جحافل منسلة من أيام القحط وشُح بيادر الحنطة.

    في دروب المدينة العتيقة، كانت مريم تبدو أكثر سحرا.. وهي تتبختر تحت شرفات مزينة بمزهريات سوسن الشهر الخامس.. حكايات وراء حكايات مرت في تلك الشرفات، عاشها الذين عاشوا من قبلهما.. ومقهى ” أبا عنتر ” هي ملاذه الشافي في عز ذاك الضياع..

    اشتهت مريم الزيتون الأسود وأرغفة الشعير الصغيرة، الخارجة للتو من الفرن التقليدي، فاشترت كل ما اشتهت عيناها العسليتين؛ في فرح طفولي قل نظيره في أيامن القشور هاته.

    وهما يجتازان سور المدينة المُرمم حديثا في إتجاه شارع عصري خانق بزجاج واجهاته الداكنة، همست إليه :

    - انتظرتك طويلا لعلك تأتي مع صهيل جياد الحق..

    أجابها بأنه كان يداري طعنات الغدر المجاني..كما أنه لن يتخلى عنها، إلا إن سعت هي إلى ذلك… وعلى بُعد النظر تجمعت أطياف بَشر فوق منصة القدر، وكانت هي واقفة بينهم.. وهو الرائي رأى أنه يستقبل فتاة تافهة، إنما ذات غنج كاسح.. ومريم تنزل من فوق المنصة متقدمة نحوه، ومعلنة – في انفعال – عن غضبها المغلف باحتجاج خجول، على استقباله لتلك الفتاة التي لا تصد أي حُضن تقدم إليها.. ثم تراءى له، وهو المشتاق ذو اللوعة لاحتضان مريمه إلى درجة الاعتصار، تراءى له أنه يقذف بقدمه كلبا أسود اللون قزمي الشكل، كان لا يتوقف عن إزعاجه.

  • #2
    رد: الرأس المرفوع ..قصة قصيرة

    ومن ثم مالذي حدث معه ومع مريمه

    شكرا لكم تمتعت بقراءتي لما سطرته يدكم الكريمه .
    [img3]http://im20.gulfup.com/2012-08-04/1344034874882.png[/img3]

    تعليق

    يعمل...
    X