إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الكسول

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكسول

    .. الكســول ..

    (منير) شاب كسول جدا بارد الأعصاب كثير الضحك مدمنا على تدخين الحشيش ليس لديه وظيفة
    ولايحب تحمل مسؤولية شيء , كان الجميع يسخر منه ويعتبرونه تافها بلا فائدة ويطلقون عليه النكات
    ويصفونه بأنه كسولا وعالة على المجتمع , لم تكن والدته تطلب منه شيئا لأنها تعرف كسله وتململه
    وبروده , وكانت تذهب كل صباح مع أبنها الذي يكبر (منير) بسنتين إلى أحد المنازل التي تجتمع فيه
    مع صديقاتها ليتكلمون ويضحكون ويكسرون روتينهم الممل كـــ(مجالس الأصدقاء) , في أحدى الأيام
    الممطرة طلبت من (منير) أن يقوم بإيصالها إلى ذلك المنزل لأن أبنها الآخر كان مسافرا , شعر
    (منير) بالضجر والملل حتى عاند نفسه وقام بإيصال والدته ثم عاد إلى منزله , بعد مرور ثلاث ساعات
    أتصلت عليه والدته لكي يأتي ويقلها , ذهب إليها (منير) مستكرها حتى وصل إلى ذلك المنزل وتوقف
    أمام الباب وظل ينتظر قليلا فخرجت والدته وهي تتكلم بشدة وحزم مع امرأة عجوز , و(منير) ينظر إليهم
    في دهشة وبعد لحظات ركبت والدته السيارة وركبت معها المرأة العجوز , فقالت له والدته : قم بإيصال
    هذه المرأة إلى منزلها ؟ بالفعل ظل (منير) يسير بالسيارة مسافة ليست بالقصيرة وتلك المرأة العجوز تصف
    له المكان حتى وصل إلى غرفة صغيرة قديمة متهالكة قالت له المرأة العجوز : توقف هنا .. هذا
    هو مسكني ؟ بعد أن توقف نزلت المرأة العجوز من السيارة وهي مودعة وشاكرة وداعية لهم ودخلت
    تلك الغرفة , ولكن مأثار أستغراب (منير) بأن هذه الغرفة كان بجانبها قصورا فخمة جدا وكبيرة .
    بينما هو ينظر قالت له والدته : هل رأيت كل تلك القصور يابني ؟ قال لها : مابهــا ؟ قالت
    له : كلها ملكا للمرأة العجوز التي كانت معنا ولكن خبث أبناءها وجشعهم وطمعهم جعلهم
    يطردون والدتهم من هذه القصور وأجبروها على العيش وحيدة في هذه الغرفة ؟ عندما سمع (منير)
    بذلك أصابته قشعريرة في كامل جسده ظل صامتا قليلا ثم قال لوالدته : لكن لما كنت تكلمينها
    بتلك الطريقة أمام المنزل الذي تجتمعون فيه ؟ قالت له والدته : لأنها تأتي إلينا المنزل كل يوم ثم تعود إلى
    سكنها سيرا على أقدامها .. والمسافة بعيدة جدا كما رأيت يابني .. ولم يشفق عليها أحد من
    أبناءها يوما ويتكفل بإيصالها .. ولأن اليوم ممطرا تعاطفت معها وقلت لها : ستأتيني معي وسأجعل
    أبني يقوم بإيصالك .. لكن النساء الموجودات في المنزل قالوا لي أمامها : دعيها تذهب
    لوحدها لأن الجو ممطرا ومنزلها بعيد وأن قمتي بإيصالها ستحدث أضرارا كبيرة في سيارة أبنك ؟ فصدقتهم
    هذه المرأة العجوز المسكينة ورفضت أن تأتي معي خوفا من أن تسبب دمارا في السيارة ؟
    فكنت أكلمها بشدة وأحاول أقناعها بأن ذلك لن يحدث حتى وافقت .. أنا لاأعرف يابني لما يعاملها
    الناس هكذا ؟ على الرغم من أنها امرأة مسكينة وكبيرة ووحيدة تأتي إلينا كل يوم بكل محبة وبنواياها الطيبة
    ولم تأذي أحدا في حياتها ؟! بعد أن أنتهت والدة (منير) من حديثها , تأثر (منير) كثيرا بعد سماعه
    قصة المرأة العجوز ولم يحتمل ذلك , فقال لوالدته متأثرا وهو يخفي دموعه : يبدو أن هناك عطلا في
    أحدى أطارات السيارة سأذهب لأتفحصه ؟ فنزل بسرعة وذهب خلف السيارة وجلس على الأرض
    وبدأ يبكي بشدة على تلك المرأة العجوز ظل دقائق على هذه الحالة ثم سكت ومسح دموعه وركب
    السيارة وقال لوالدته بهدوء شديد : حسنا .. سوف أقوم بإيصالها كل يوم ؟ فرحت والدته كثيرا
    عندما سمعت ذلك , وبالفعل بدأ يقوم (منير) بإيصال المرأة العجوز إلى المنزل الذي يجتمعون فيه
    ويقلها إلى مسكنها عندما تخرج , ظل (منير) مع المرأة العجوز على هذه الحالة لمدة أسبوعين ,
    بعدها جاءت إليه والدته بالخبر المفجع قائلة : لقد توفيت المرأة العجوز يابني ؟ صدم (منير) عند سماع
    الخبر وحزن كثيرا على وفاتها . بعد ثلاثة أيام أتصلت المحكمة على طالبتا منه الحضور ؟
    أصيب (منير) بالخوف والهلع وبدأ يتساءل مالذي تريد منه المحكمة ؟ فهو لم يفعل شيئا ألا
    تدخين الحشيش ولكن حتى هذه من أختصاص الشرطة وليست المحكمة ؟ ذهب (منير) إلى المحكمة في
    الموعد المحدد له ودخل على القاضي في مكتبه وقال له : ماذا تريدون مني ؟ هل فعلت شيئا خاطئ ؟
    أخبر القاضي (منير) بأسم المرأة العجوز ثم قال له : هذه المرأة توفيت قبل أيام ؟ هل كنت
    تعرفها ؟ قال (منير) متعجبا : نعم أعرفها .. أنها صديقة والدتي .. وكنت أقوم بأيصالها
    كل يوم .. ولكن لما تسأل ؟ قال القاضي : لقد سجلت هذه المرأة العجوز كل أملاكها بأسمك ؟
    وأملاكها هي (20 مليون دولار وثمانية قصور التي يسكن فيها أبناءها) وأصبحت كلها ملكا لك ؟
    بكى (منير) على تلك المرأة العجوز وذهب لزيارة قبرها , بعدها أخذ 4 ملايين دولار من هذه الأموال
    وأحتفظ بها لنفسه وتبرع بالباقي إلى الفقراء والمحتاجين والمشردين والمرضى ثم قام بطرد أبناء تلك المرأة
    العجوز من القصور التي يسكنونها كما فعلوا مع والدتهم وقام بتحويل كل تلك القصور إلى شقق وأخذ
    يوزعها على كل شاب يريد الزواج لكنه لايملك مالا لشراء منزل . وبالرغم من أن (منير) ظل كسولا بلا
    عمل ألا أن الناس بدأوا يحترمونه على مافعل ويعظمونه ويضربون به المثل في الشهامة
    وأصبحوا يلقبونه (بخادم المجتمع) بعد أن كانوا يسمونه سابقا (الكسول) .. أنتهـــــى


    .. بقلمــــــــــي ..
يعمل...
X