إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جرح وقصيده :^_~:

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جرح وقصيده :^_~:

    [media]http://[/media][frame="1 80"][grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"][blink][glow1=990033]



    3 ) رسائل إلى ظلي الصغير [all1=CCFFFF][move=up]
    الرسالة الأولى :


    الشعر ما حاك في نفسك وحرصت أن يطلع الناس عليه .. !!
    هكذا يجب أن تتبعني ..!
    حين تلتف حولي أيها الظل الصغير منقادًا لأمر الساعة ..
    تتمدد الجهات الأربع
    فيصبح الشرق .. ضحى بظلال خاملة
    وعصافير ( مرتزقة ) .. !!
    كل يومٍ حين أغادر بيتي الهادئ بفوضويتي ..
    أرقبك ذات اليمين تجر اذيالي ..
    مرة فكرت أن أنخلع منك .. أو أخلعك مني ..
    كنت حينها ( بضرس ) موجع وقلب بريء ..!
    خلعت الضرس عند طبيب الأسنان واستدرت
    عائدا فوجدتك ذات الشمال


    أمسكت بضرسي ( الملفوف بمنديل ورقي ) وتذكَّرت ( غباء طفوليا )
    كنا نمارسه بمفردات نحفظها دون أن نعي معناها ..
    تماما كما نحفظ مقرر الفقه
    للصف الثاني الابتدائي .. كنت ألحظ وأنا أرفع رأسي ..
    وأفتح عيني لملوحة الشمس
    أنك تتوارى خجلا من غبائي كنا نقول :
    ( يا عين الشمس .. خذي سن ( حمار ) وأعطينا سن غزال )
    كنتَ أيها الصغير تتضاءل .. تتضاءل ..دون أن أدرك السبب ..
    حسنا .. أين أنت الآن ؟! عد ..عد ياصغيري
    لن نمارس الغباء ثانية ..!!

    الرسالة الثانية :


    الظلال شجر من النساء
    كنتَ طويلا جدا حين شق هامتك جارنا الأعرج
    بفأسه .. بينما كنت استرق الظل من جدار بيتنا..!
    كنتَ وظلها ..ظلان تلتقيان جهارا ..!
    بينما نتخفى عن عينه ..!
    كان يضربك بغل ياصغيري .. وكنتَ تحتمل ..!
    لعلك تتذكر كيف تعانقتما ذات صباح
    في الممر الذي يفصل بين بيتينا ..!
    كنت شقيا جدا حينها ..
    أخذت تدفعها باتجاه الجدار
    حتى اختلطتما واستوى الحب على الجودي
    حينها فقط صدقت أن بإمكانك التمرد علي ..
    أين أنت ياصغيري ..
    كلما حدثتك استدرت ؟!!
    الرسالة الثالثة :


    الحب ميلاد البوح وخاتمة حداثية فاتنة .. !!
    كم أشفق عليك ياصغيري ، بينما تجرُّ أذيالي على الرصيف
    أما حنقت مني يوما .. ؟!
    أعرف رجلا مسنًّا يبصق على ظله ولايعبأ به ..
    لكنني لم أتجول بك بين أشجار صحراوية شائكة ..
    لم أقف بك على بحيرة وأنا أعلم أنك تغرق بشبر حزن .. !!
    كنت شاهدا لي ومعي وعلي حين تخاطفتني كلاليب العشق ..!
    فاتنة تلك المرأة ياصغيري ..
    فاتنة حد إنكارك في غيابها ..
    وذوبانك بضوء شمعتها الليلية التي لاتفنى برغم انتحارها
    كل ليلة في شمعدان الاحتياج ..
    آه ياصغيري تتطاول . ثم تصغر حد التضاؤل ..
    ثم تعاود التطاول مجددا .. تستدير يمينا وشمالا
    وقودك الشمس التي تحرقنا ..!!
    ما أشبهك بي حين أحب ..
    أتطاول .. ثم أقصر .. ثم أتطاول ..
    وقودي ( المرأة ) الشمس ..
    هي غائبة الآن .. وضوء شمعتي الكهلى
    أودعني رعشة في البوح وخفقانا في القصيدة
    وتثاؤبا في وجه الانتظار ..!!

    هل أنت هنا ؟!!
    الرسالة الرابعة :


    كان يوما مختلفا ..
    كنت أطول مني فيه بكثير ..
    لم تستدر كعادتك ، لكن طولك ، أبعد من يدي
    التي تهم بصفعك انتقاما مني ..!
    كنت منشغلا بك عنها حين حاولت فك ( عقدة ) السحر
    الأولى ..
    طوال أيام الغياب كنتَ أنتَ أنا ذلك النحيل
    الذي يحدودب به الوقت .. لكنك اليوم انتصبت
    ( كسيف عربي مفتون مابين
    الغمد وبين الغمد
    ينهنه بالصمت الراعف ..
    يستجدي زندًا مقبورًا ..في جسدٍ
    مبتور الزند )
    قالت ..لم تكن أنت .. كان آخرًا !!
    التفتُّ إليك وقلت لعله أنت .. !!
    صرخت في وجهي هادئة كعادتها
    حينما يورق الندم ..
    لستَ أنت ، وليس هو إنه أنا
    أما كنت أنت هي طوال غيابها ..!
    لماذا تطول وتبتعد وقد كنت الأحوج إليك
    لتقول لها ..كان ذاهلا طوال أيام الغياب ..
    كان ينساني على الرصيف المولع بالحكايات
    ثم يعود إليَّ وقد ( رجمني بعض السيارة )
    حين علموا أنني كنت معك يوم أن قطَّعت
    الدقائق أصابعها ؟!
    عد إلى هنا .. عد ..
    ها قد اختفيت ، وتركتني أنتظرها مجددا بدونك !!

    الرسالة الخامسة :


    ها أنا اشعل شمعة التوقع لألتقيك . ..
    لابأس .. ثوبك أسود تذروه الرياح
    منذ اثنين وعشرين ظلاما لم أشعل
    شمعتي وألعب معك ورقة الوقت ..
    لكنني أحتاجك ياصغيري وهي تسترق السمع
    لحديثنا المتقطِّع ..
    كنت راكبا معي على وسادة خالية في يميني
    بينما أيمم البحر فنضحك بهستيريا :
    ( الصوت ينقطع
    بسرعة
    بسرعة
    دقائقي ثبات
    الصوت بعد برهة سينقطع
    س
    ي
    ن
    ق
    ط
    ع
    بسرعة ..بسرعة
    لم تستطع
    أن ترقم الحروف في عيون الأخريات ..)
    هي تسترق السمع الآن وأنت تتمدد سلما
    لها لاتبصره الشهاب ولا يرتقي فيه إلا ملائكة
    اللحظة ..
    لحظة .. لحظة ياسيدتي
    لا تغلقي النافذة ...
    أووووه لقد أغلقتها وغادرت
    فأطفأتْ شمعتي ، وغادرْتَنِي
    يا صغيري ..!!
    الرسالة السادسة :

    جاءت الليلة خالصة لوجه البوح ، وها أنت الآن
    يقضك البرد فترتعش على جدار القلق ..
    قلتُ ياصغيري ليس للبحارة إلا مشيئة الريح ..!
    تبدو مرتبكا بينما تصعد هي سلَّم القسوة بحلم
    منافق وقلب ينكر أن الحب أولى بأن يُتَّبع ..
    كنتَ منتفخا متورِّما كعادتك حين تقترب
    من مصدر الضوء الشعري ، لكنها الليلة تشدُّ على ساعد التعب
    وتغويه باستلاب الوقت ومباهج السكون ..ثم تصرخ في وجه
    المكان ( لاظلَّ إلا ظلي ..)
    ليتك لم تسألني حينها من تكون ؟!
    ( عيونك آبت ..!
    و يحضر صوتك يشتاق فيه الطريق الأغاني
    ويعلق في الصوت بوح العيون
    سأذكر أني تكورت فيها ففاقت
    وقبلتها فأستتابت
    وساءلتها خلسة من أكون
    فظلت تحوٍّر عني الحديث
    وتنقب بعض التجمل من فوق طاولة من رخام حنون
    سأذكر أني دعوت لها فأستجابت
    حدثتها عن حكايا الجنون
    أنا آخر المنتمين إلى الحب هذي يدي
    تتقن العشق لكنها لا تخون
    خذيها ألن تقرئي الكف
    بين الخطوط نساء ذهبن
    وأخرى يجئن
    وبينهما فارس جندلته السنون )
    إنها هي ياصغيري أمك وحبيبتي ..تجيء موقنة بعشق
    العصافير للشجرة المثمرة فتفرش ظلالها على نوايا القلوب
    وتقف لتغني على مواطئ القوم الذين غادروا ظلالهم تاركين لليل
    فرصة العبث بالحكايا اليتيمة ..
    كنت بدينا جدا ، منتفخا بها حين كانت يدي تبحث
    عن الحرف بملعقة الوجع التي تئن من ارتطامها
    بقاع إناء الاحتواء الفارغ ، بينما تضحكان من عرق
    الوقت المتعب وتطلبان مني أن أتركه ( يبلبط ) في بحيرة
    الحزن في ظل حر مواسم الجفاف ...!! )
    كان كل شيء ممكنا ياصغيري.. إلا أن يتحول
    التاريخ إلى ورقة خريفية تدهسها أقدام الغرور فوق
    رصيف الانتفاضة المشبوهة .. !
    كنت شاهدا لي حينما تنامى إلينا نبأ النجوم التي
    تنزَّلت من الأفق .. لترى رأسا رمليا تنقر منه العصافير
    مكاتيبها الغرامية ...
    لايموت التاريخ وإن شلَّت أطرافه ، وستظل تلك ( المستحيلة )
    صفحتي الأولى حين يفتحون سجلات القبور المنبوشة
    قبل أن يريقوا عليها الماء فتختفي معالمها ..!

    هيا بنا .. حيث تسير خلفي فلا أراك .!!!
    الرسالة السابعة :
    علموا قلوبكم الحزن والموت وكتابة الجراح ..
    ها أنت تمتد في جسد الماء .. حينما يدور الجرح دورته ..
    من هناك .. من المدن التي لاتنام ولا يشفى فيها الغرباء
    تتمدد اللغة التي تنبت بلا موعد ولا انتظار ، لتكتب لك
    وقفة جديدة مع ( آخر المنتمين إلى البوح ) ، كنت تسأل
    عن ( سمكة) لايميتها الخروج من الماء ، لتحمل بعض سطورك
    لــ ( فاتن ) التي خرجت من البحر لتموت بوزر الرمل فأرثته منها
    ولم أجد فيه متكئا لي حتى الآن ، برغم عجلات الجراح التي تدهس
    كل اخضرار فيه ..!
    العقد الذي انفرط بكل ما فيه من حكايا لا يهنأ بها
    الأطفال المذعورون من غول الليل ، لم يترك لك جسدا
    أتكئ عليه حين يغويني البحر بالنزول ..
    ها أنت ياصغيري يتخللك الماء من أمامك وخلفك
    فيتراءى لي زمن لايعود وترقبا يستشرف ماكان ..!
    ليس لنا إلا أن نعترف لخيباتنا أننا غير قادرين
    على تجاوزها ، وأنك مثلي تماما تسأل الشمس عن موعد
    القبر قبل استدارة القمر ..!

    هل قلتَ شيئا ..؟!
    حسنا .. هيا بنا قبل أن تغرب الشمس فتضيع مني ..!
    الرسالة الثامنة :


    لاتقصص رؤياك على أحد ..!
    كنت مبتسما بشكلٍ يدعو إلى التنازل ..!
    تستأذنني بالذهاب إلى الشرفة الأخرى ، لكي تعرف
    كيف تتهاوى النجوم في الهزيع الأخير من الضوء ..
    كنت أردعك وأبكي لكنك كنت تنصاع مبتسمًا ..!!
    كنت أذكى مني كثيرا ..
    ، تماما كحذرها من أن يزلَّ بها
    القول فتهوي سبعين خريفا في مستنقع الكذب ..!
    البارحة يا صغيري .. شعرت أنه ليس بإمكاننا
    أن نكون معا دائما .. احسستُ أننا مختلفين حقا
    كان هناك تناقض بيِّن في اعترافاتنا .. تماما كيقينها من أنني
    أعلم ما تحيط به الألسن وما تخفيه السطور ..!
    كانت تلوِّح بورقة ( التخلص بالرحيل ) كلما بُهِت الذي أحب ..!
    وكنت تزداد ابتسامةً وأزداد بكاء ..!
    حين أغلقت النوافذ المطلة على الحزن وهممت بمغادرة الغرفة
    وقفت على باب الخروج ذاهلا .فقد رأيتك على هيئتك فوق
    كرسي الابتسامة الدامعة .. ترصد بخبث ودهاء كيف تتفتَّق
    السريرة حين يتحقق مَثَل الجدة القديم :
    ( يابخت من بات مظلوم ولا بات ظالم )
    كنا مختلفين البارحة حد الفراق ،
    فقد كنت مستلقيا بجواري على نعش النوم
    تتهجَّى سطرًا ستكتبه لك غدا إن أنا
    مارست غبائي بدونك وسألتها عن شقائق النعمان
    وملكة الليل والشموع التي تنطفئ أليا
    مع انبثاق نور الفجر .. :
    ( إييييه بعد ما رحت صح ....!! )
    بينما كنتُ أخفت الإضاءة كثيرا كي لا
    أراك سادرا في مسجد العمر ..!


    حسنا .. هلاَّ طلبت لي إجازة اليوم ؟!!

    الرسالة التاسعة :

    لم تكن معي حين كنا نتلو أحسن القصص ..
    التفت إليك فوجدتك يا صغيري نائما
    متوسدا الفخذ الأيسر لقرين الشر ..!
    حينها قفز قرين الخير فوق أنفي واستقر بين عيني
    وأخذ يتلو علي ما تقول بين مضاجع الوجع :

    ( استيقظت أردد ما كنت قد تسميت به ..
    ( إنَّ بي رغبة للبكاء ..! )
    فتحممت بالماء حتى استدار جسدي
    واستوى على الوقت
    فتسللتَ حينها كالحلم السائب إلى حدائق ذاكرتي
    ورهصت غصن حنينٍ فانفجرت اثنا عشر ذكرى ،
    فقدَّرت حينها أنك تقف على نهر الانتظار ..
    فأبدلت الماء عطر الياسمين الذي حملتْه إليك
    الكلمات في صباحٍ مولع بالحكايا
    وقلتُ حين يمر النهر بين قدميه سأنثر
    شَعري على وجهه وأستعيد له الحياة
    بأكسير الياسمين ..
    عند باب لحظتي بينما أهم بالخروج إليك
    وجدت رسالة حملتها الرياح الشبقة :
    (ليس على الماء أن يغتسل بعد أن يفرغ من الضوء ..! )

    حينها التفتُّ إليك ثانية فوجدت في
    الركن الذي تنامان فيه قرين الخير
    الذي سقط من السماء السابعة
    للحلم فتحول هشيما تذروه الرياح ..!

    أتمنى لو عدت للنوم ياصغيري .!!!
    الرسالة العاشرة :

    كنتُ غارقا بعطر الصباحات البيضاء ،
    ورغوة صابون العسل ، والمناشف المنتقاة بعناية فائقة
    حين تركتُك تلهو بلوحة المفاتيح ، وكأنما كنتَ فارسا
    لايكتفي بمدينة واحدة حين ينتصر على هزائم السنين
    العشر العجاف ..
    كانت حينها على موعد مع ( قرع الحصا بالحصا )
    بعد أن ضاقت الروح بما رغبت ، وقررت الاستجارة
    من الرمضاء بالنار ، فكان العطر فاتحة الكلام :
    ( أووووه .. لهذا يعج المكان برائحة العطر )
    ظل العطر دهان مسبحة الأيام التي تحمل كل حبة فيها
    مائة لهفة ، فامتد نهر من العطر يعبر من شرق الجملة
    إلى غربها ، تجري فيه زوارق الشعر بالعشاق
    الذين لايخافون الغرق ..
    كنت أتأمل أصابعك على لوحة المفاتيح
    فأحور الكلام ضاحكا :
    ( الحب من أول نقرة )
    فأشتم رائحة عطر يغمر مفاتن الكلمات ، وسرير
    الالتصاق والعيش معا خارج نطاق الأرض والسماء
    حين التقيتها صفر اليدين ، أحمل في يدي قلبا شغوفا
    وحقيبة مثقلة بالخطايا كنتَ أنت تخربش في جيبي وتلتصق
    بي كطفل يربك ذكاءه اباه ثم تهمس لي :
    ( ستأتي لك بعطر )
    ها أنت بجواري ياصغيري تجيد ( النقر ) على لوحة المفاتيح
    لكنك لاتجد العطر الذي ألفته ..
    لاتحزن .. ابتعد عني قليلا
    دعني أجرب ....!!
    الرسالة الحادية عشرة :

    ( إنَّ بعض الحزن إثم .. )

    كنتَ أقرب مني إلى الأرض أيها الصغير
    حين جاء رجل من أقصى المدينة يسعى
    كان صوته الداعي إلى لقاء الله في محراب
    الفجر الأخير رخيما مترفا بالنوم ،
    بينما كنت ترقبني أقرض السجائر حين تمتص من دمي
    رحيق اللحظة الأشهى ..!
    كانت هناك على شفا غلطة من الحب
    حين اتخذتُ من نعاسها متكأ
    وكنا نتوارى عنك خشية إملاق ..
    انتزعت سيجارتي من بين أصابعي ثم
    التهمتْ رشفة حواء الأولى ..
    كانت شفاتها سادرة في دلال الحلوى معلقة
    في خطيئة البن العربي المنفي عن مدن السكر ..!
    نظرتُ حينها إلى سيجارتي بينما تطبق
    عينيها الواسعتين كي لايغويهما
    الدخان المرتبك من عذوبتها بالدموع ،
    فتخللتني حينها خصلة من حسد ..!
    كان المكان ملائما للحنين وكنت أرتب
    لك الحجرة الأخرى لتنام قبل أن ترانا نؤدي
    شعائر الحب ..
    حينها فقط ارتعدت فرائص الساعة
    وغادر الوقت ميعادنا ،فانتفضتْ راقصة
    واتشحت بالسواد وعدتَ أنت تلهث ورائي
    كذنبٍ مغفور ..!

    هل توضأت ؟
    .. ستقام الصلاة بعد دقائق ..!
    الرسالة الثانية عشرة :

    ( ستفتِّش عنها يا ( ظلي ) في كل مكان .. )
    أنا وكافل الشعر كهاتين في الصفحة المشتهاة
    ، تبتسم في ورع أيها الصغير حينما تتلقف السطور
    الموحية ، فيتثاءب الجرح ، وتتدلى عناقيد من الزمن العنابي
    قلتُ لها إن بين ( لا ) ونبوءة الغياب زمن من التعبُّد
    في محراب الشعر .. فقالت ( لأنك كنت بينهما ) ،
    في بعض الدلالات يا صغيري يقولون
    لاضير من أن يكون الحب عبادة ..!
    لكنها لم تدعني أقلها ، فقد أمسكت بقدمي بقوة
    قبل أن يسقط في فخ السلمة المكسورة في أعلى السلم
    الذي يصعد بي إليها ..
    كانت قاب ( جرحين أو أدنى ) جرح لها وجرح عليها
    حينما جاءت بيضاء القلب ثملة بالجرح النابت في
    رئة تتنفس الحب ذكرى ، وتعلق قنديلا قزحيا حذرا
    على حبل يمتد من جدار البداية وينتهي بنافذة الحنين الليلية ..
    ساءلتك حينها بهدأة تفتعل التغييب :
    ( ماذا سأفعلُ .. ؟
    لاتقلْ شيئا لنفسكَ ..
    قلْ فقطْ ..ماذا سأفعل حين ألقى فيه
    تحنان الحضورْ ..!
    وعليكَ أن تختارَ أي قصيدةٍ تكفي
    لحزنكَ ..لا عليَّ الآن من ندْبِ السطورْ ..!
    ماذا سأفعلُ .. لا لأجلكَ بل لأجل
    الذكرياتِ تمرُّ في بابي
    وما أشهى المرورْ ..!
    ماذا سأفعلُ ..قلْ بربِّكَ
    هذه الأنواء لا تعني لمثلي
    غير عذرٍ يزرع الأشعار في حقلِ الشعور..!!!!! .. )
    كنت أبكي ياصغيري بينما كانت تمارس تجريب علاج نفسي جديد
    للعشاق المتعبين بقدراتهم وامكاناتهم ، :
    ( ماذا سألبِسُ ..؟
    تضحكُ الطعَناتُ في وجه الخناجر
    يرسم الليل الشفيفُ مواطنًا أخرى
    لأسرابِ الوجع.!!
    وتسافر الكلماتُ في شفتي
    وتزرع في بياضِ الموتِ صوت قصيدةٍ
    تبكي على طفلٍ فُجِعْ ..!!
    يا أيها الماضونَ في درب الفجيعةِ
    هاأنا أمضي ..فهل في الدرب متَّسعٌ
    إذا الحزنُ اتَّسع..؟!!
    امضي لوحدكِ ..واحملي وجعي
    ونامي في صقيعِ الدمعِ
    لارجعتْ حكاياتي ..ولا صوتي رجع..!! )
    كان الرصيف الذي لا تغريه هيأتك بالوقوف
    يعشب في مساماته شوكا ، فيعلق بها جلدك الطري
    وكنت حينها أركض غير مبالٍ بك ، كان جلدك ناشبًا
    بالشوك بينما تتبعني لتمسك منديلا أخضرا أزرتْ به
    الدموع .. ، كانت لحظة سادية حد الموت :
    ( ماذا سأحملُ .. ؟!!
    قطعةَ الخبز الشهي ..وآخر الكلماتِ
    صوتُ ندائكَ المحمومِ
    أو طعم القصيدةِ مالحًا كالدمعِ ..
    أو بعض المواءْ ..!!
    امضِ ( لليلى ) أيها المنثور في سطر القصيدةِ
    نكتةً أخرى وضحْكًا كالبكاء ..!!
    الليل مجنونٌ بنا
    والشوقُ ثوبُ الليلِ لابردًا سيقرصنا
    ولا ذعر النداءْ ..!! )

    كنت أرمقك بشفقة مخنوقة وثورة هادئة
    وأطلب منك ورقة وقلما :
    ( ماذا ستكتبُ
    ساعتي تغفو
    وهل تصحو قبيل الفجرِ والليل انفصامْ ؟!
    كل القصائد ( يا صديق الحرفِ )
    نائمةٌ إذا عينايَ سادرة
    يظل الحرفُ في بابي كناطورِ انتظارٍ لاينامْ ..!!
    ماذا ستكتبُ
    كنتُ كل الشعر في شفتيكَ
    لا سطرًا كتبتَ ولم أكن فيه البداية والختامْ ..!! )
    كنت أجرك ورائي بينما أتسلق السلمة الأخيرة
    في الطريق إلى مكتبي ، وأشعل شمعة المساءات
    الـ فاتن ة فأسمعك تهجس :
    ( الآن بين ذراعه فاكتب : ( أحبّكِ ..!! )
    انثر الأشواقَ جائعةً بأفواه الجنونْ
    خثِّر دمَ الكلماتِ
    فوق شرائحِ الذكرى ..وفي بوح العيونْ ..!
    ابكِ لوحدكَ ..
    ها أنا أمتدُّ مابين الحروف فراشةً حبلى
    بألوان السكونْ ..
    أنثى أنا ..
    لاشيء غير الشعر يحملني إليكَ
    فإن غفوتُ الآن بين ذراعه ..فاكتب
    وإلاَّ لن تكونْ ..!! )

    حسنا هل تتذكر كم كنا بؤساء ..؟!!
    الرسالة الثالثة عشرة :

    كنتَ بيني وبين شاشتي أيها الصغير ،
    حين أطلقتِ الريح لسحابات الغناء
    الثملة بها ..
    وبينما كنت تقترب منها حد الالتصاق..
    انحنت قليلا جهة اليمين لتطلَّ
    علي من خلفك قائلة :
    ( ياصديقي : للدين قلب يحميه وأنت سيف الشعر المسؤول ،
    لعلك تدرك أيها المبدع أن الحروف سلمة الطهارة
    وحذاء الإمام في الجنة ..!
    فلا تغرَّنَّك زينتها )
    كانت حينها أشبه بالفراشات التي أدركت
    الصبح دون أن تحترق بقناديل السكارى المعلقة في
    النوافذ المشرعة .. كنتُ أعلم يا صغيري أنها كانت
    تؤدي صلاة الليل بينما كانت الهمزات والغمزات
    تتهاوى كالكواكب في ليل الصحراء ،
    لكن جريمتي العظمى معها أنني كنت افرط في دلالك
    كلما بزغ نجمها الغربي وقتئذ ..
    مرَّت الدقائق كزورقٍ هرمٍ يجدفه
    بحار عجوز منهك القوى ، عبر قصيدةٍ
    عبثية المنشأ فوضوية المعتقد :
    ( الدقائقُ غانيةٌ مدمنة
    والمسافة ما بيننا سور مقبرةٍ
    نخرته الرطوبة والمسكنةْ ..!
    قال لي : ممكنةْ
    قلت :
    يا سيدي نجمة نستدلُّ بها الشعرَ
    والحزنَ والأزمنةْ .!
    قال لي .. م م ك ن ة
    قلتُ يا قلبُ بيني وبينكَ
    نوم الحديقةِ
    عهرَ الغصونِ
    وذعر الفراشاتِ من رقصة السوسنةْ ..!
    قال لي : ممكنة ..!!
    ( كيفَ تستبدلين الذي هو أدنى بقلبي ...؟!
    تساءلتُ
    والوقتُ ينفث تبغ الظنون بوجهي
    وتومئ لي حسرة مزمنةْ ..!
    قال لي ..
    م
    م
    ك
    ن
    ة
    قلت يا قلب بيني وبينكَ
    يتْمُ القصائدِ
    عطْر المعاطف
    وامرأة إن مشتْ يتطوَّس فيها المكانُ
    وإن وقفت رقصتْ أحصنةْ ..!!! )

    حسنا .. هل أورق الندم .. عد إلى حجرتك
    وابكِ هناك ..
    الرسالة الرابعة عشرة :


    كانت غيمة استوائية ..
    وموسما لا تغادره العصافير
    وكنتَ في ظهر ذلك اليوم متكوِّما تحتي
    كقبر منبوش ..
    كنت توحي إلي بالموت والأيام القليلة التي انقرضت
    بعد أن كنتُ فيهاحصان الرهان الأخير وطريح
    اللحظة المخدوعة ..
    أذكر أنني حدثتها عن يدي كيف ظلت تستحم بالعطر
    منذ أيام استعدادا لمصافحتها
    ، وكيف أن محفظة نقودي توقفت في محطة الشراء الأخير
    لتترك لنا فرصة السفر إلينا ..
    كنتُ ساعتها متناثرًا بين دقائق اللقاء ،
    ويدي متسخة بالألوان بينما أرسم لها لوحة
    لهيأة اللقاء في كل ثانية سنكون فيها معا
    ابتسمت حينها وقالت .. :
    ( نعم .. علي أن أخبرك أن الصوت
    سيكسف الليلة ولن يعود
    إلا بعد الثانية عشرة ..)
    كنتَ حينها أذكى مني وأدهى حين وسوست إلي ..!
    لكنني لم أعبأ بك فقد ظلَّت ( الأرقام )
    معلقة في علاقة بعيدة عن متناول الأنامل ..!
    بعد الثانية عشرة استقبلتني برد التحية :
    ( الاثم ماحاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس )
    التفتُّ إليك حينها فلم أجدك ، وقالت لي :
    إنه في الخارج ينتظر جنازتك
    على أحر من الشعر ..!!!

    كم كنت ذكيا ياصغيري ..!!

    الرسالة الخامسة عشرة :
    ( أمطري حيث شئتِ ..سيأتيني حنينك .)
    الخطيئة وجهك يتخفى وراء الجدار ياصغيري ..
    حينما أسير بمحاذاة السور الفوضوي القصير
    لا أرى إلا نصفك عليه ..
    رأسك يختبئ خلفه ممسكا بقصاصة
    عبث أو جملة استثناء أو قصيدة سماعية ..!
    خلف ذلك السور يطبق النساء المتصابيات
    نظرية ( المراهقة المتأخرة )
    فتتشهَّى الانضمام إليهن ..!
    كلما ( دندنتُ) لك باغنية جديدة ..
    صفقوا لك من وراء حجاب .. وقذفت
    إحداهنّ وردة من قماش لتستدلَّ بها عليها ..
    أي عبثي أنت ياصغيري ..؟!
    كيف أقول لها إنني كما كنت من قبل
    ( معقم
    مطهَّر
    من الوريد للوريد ..)
    حين تحاجَّني فيما أنت فيه تحملها
    الريح غيمة فتمطر حيث يشاء الحنين ..!
    كم اشفقتُ عليك منها حينما دهستك
    عربات الوقت على رصيف ٍمرتبك ..
    وكم اشفق عليها منك الآن وهي كمن
    يتخبطه النسيان من الهمس بينما
    تتلوى من الألم خوفا وهربا ..
    الشعراء العاشقون يضعون أصابعهم
    في آذانهم حذر اللوم ، ولا أراك
    الآن إلا كحاطب صمت ..!
    متعب أنت الآن .. لأنني أصرخ
    بأذنيك ويداك مقيدتان .. متعبٌ لأنك
    لاتكذب بباب الحقيقة ولا تبدو شاعرًا مستحيلا.. !
    لا تقل .. ليس لنا إلا انبلاج النوايا ،
    أعرف أن هناك الكثير ، وأن
    الثورة نتاج يتأرجح بين التأثير والتأثر ..
    إنها غالبا تبرير التكوين
    وكينونة التبرير ..!
    لكنك الآن بين يديها تقلبك حيث شاءت ،
    فإما أن تكون لها أو عليها ..

    حسنا اذهب الآن ..
    غدًا ساشرح لك مالم تفهمه .!!!

    الرسالة السادسة عشرة
    بيني وبينك يدي وقطعة من زجاج ضوئي شفاف أيها الظل الليلي المرتعش
    تسعل بدخان سيجارتي .. وتتلوى من تموج ندوب الفقد على شاشتي
    نتيجة عوامل النت والترضية ..!
    ( خذ يدي لاتدعني )
    سادر مستمتع بقلقك وسعالك وتجعّد وجهك ..!
    ما أشد ( أذايَ ) كما تقول القرينة التي تضاجع الملائكة ..!
    وما أقبح صمتي ..!
    لماذا تكون جريمتي أنت حينما تفعل مافعلت فتؤخذ بتهمتي ..!
    ولماذا لايغيّبني الحزن كما تغيّبك العتمة..!
    قالتِ العرافة حينما كنت تستحم بملوحة البحر في ظهيرة عاقَّة كوَّمتْك تحت نبوءاتها قبل أن تغيب مع القمر .. إن لك ظلا يخطو على الماء حينما احتفظْتَ بظلالها وتركتَها تخطو على الماء وحيدة لم تبلغ الضفة ولم ترافقها إلا ظلالك أنتْ ..!
    أينك أنتَ منها أيها المشبوه بي ..
    وكيف اخْتَلستْنِيْ وظلالها معًا في مساء لم نحلم فيه بأكثر من أن نكون معا ..!
    اذهب عني الآن فالصباح آت وسألقاك ممتدا على جدار جارنا كذ نب كسيح ..!
    الرسالة السابعة عشرة
    قف على حد وجهها .. ولا تحدّق في المرآة طويلا فلن تراك ..!
    الشوارع مزدحمة بالفراغ أيها الصغير ، وأبواق السيارات تفزعك معي ..!
    هب أنك متكأ الريح والمواعيد الكاذبة ، لماذا تصغي معي لهذا النداء المشتبه في هويته ..!
    أليس من الأولى القدوم إليّ أو أخذي إليها ..؟!
    يااا ( ..... ) لا تناديني بهذا الاسم أشعر أني بعيدًا ..!
    يا ( إبراهيم ) !!
    أي امرأة تنادي صاحبك مثلها أيها الغائب عن ساحتنا منذ حلول الليل الذي لايأمن العشاق بوائقه ..؟!
    أن تغيب وحدك وتتركني وحيدًا حتى منك ، غريبا حتى عنك حين تنفضك شموع التضحيات وتتناثر على طاولة الكتابة لاامرأة لن تجيء إلا كي تغيب مجددا ...!
    لاتفرح كثيرا بحلوى الفرح والاحتواء المطلق كما فعلتُ قبلك ، فالسماء ستنشق عن موت جديدٍ لاتعنيه فاتن ولا دعاء أمي بشرشف صلاتها العشبي ، ولا حتى صراخي العشوائي في وجه أحلامي التي تشاطرني رغيف القلق وفلسفة إجازات الصيف المفرّغة من حقائبها ...
    الرسالة الثامنة عشرة

    أيها الظل الصغير المتشبّث بي
    لاتخف ياصغيري من عقوق المدن المستحيلة ..
    إنها مدينة لايكفينا حين نتجوّل فيها قدمين اثنتين ...!
    هيَّا تشجّع
    بعْ .. ماتبقى في جبيني من كبرياء للحظة انتظار في ردهة الممر المؤدي اليها
    اجثُ على ركبتيك !
    توسّل إليها أن لاتسحق الوردةَ حين تركل الأذى ..!
    أن لاتترك الياسمين عرضة للذبول ..!
    والقمر للنوافذ الغريبة ..!
    والسماء الشاسعة لزرقتها ..!
    قض بهدوئك وسكونكَ الخائف مضاجع اللومْ ، واسرق من حقيبتها اليدوية الأنيقة مفاتيح الغيابْ ..!
    مارس معها الوداع الجائع والنميمة الساعية ..!
    افش سري ..!
    شِ بغضبي حينما أقسمت لك أنني أحبها أكثر حينما أعشق نفسي أكثر ..!
    حينما ( حشرتك ) بيني وبينها فوق لوح زجاجي مضيء ..!
    كن هناك وانتظرها متخفيا قبل حلول الصباح ..! [/move][/all1][/glow1][/blink][/grade][/frame]
    التعديل الأخير تم بواسطة فيروزه; الساعة 03-31-2005, 12:28 PM.
يعمل...
X