[align=center] الزير سالم (ج)
قد لا يكون بعض المثقفين انتبهوا الى اهمية المسلسل التاريخي التليفزيوني الذي كتبه الصديق ممدوح عدوان الكاتب العربي المعروف عن (سيرة الزير سالم) او لعلهم لم يتابعوه جيدا.
كما ان كثيرا من الناس الذين استمتعوا بحلقات المسلسل الاربعين ـ كما اشرنا ـ احبوه من خلال ما تحمله ذاكرتهم عن السيرة الشعبية التي تداولتها الاجيال العربية المتعاقبة والتي نسجت اساطير عجيبة حول شخصية الزير سالم التاريخية وحرب البسوس التي وقعت فعلا بين قبيلتي تغلب وبكر وامتدت اربعين عاما في الفترة التي سبقت ميلاد الرسول (صلى الله عليه وسلم) وظهور الاسلام.
والزير سالم هو لقب عدي بن ربيعة ابن وائل الشاعر الفارس شقيق وائل بن ربيعة المعروف بـ (كليب) وهو ملك ساد قبيلتي بكر وتغلب فترة من الزمن وكلاهما من اعز العرب وفرسانهم المشهورين.
واما الاجيال الجديدة فمعلوماتها قليلة عن تلك الحرب الطاحنة وادراكهم ضعيف لمعناها ومغزاها خصوصا اذا عرفوا انها انما نشبت بسبب الناقة سراب التي كانت تملكها البسوس خالة جساس بن مرة البكري (من بني عمومة كليب). حيث كان كليب قد منع الرعي في منطقة واسعة حماها واراد ان يقيم فيها ملكه ولما وجد الناقة سراب ترعى في حماه دون اذنه استشاط غضبا وقتلها فغضب جساس لفعلة كليب هذه وعاتبه فيها فما كان منه الا ان عامله معاملة سيئة واهانه اهانة بالغة لم يحتملها فاطلق سهما من الخلف على كليب فقتله .. فثار الزير سالم يطالب بدم كليب في حرب لم تضع اوزارها الا بعد (مقتلة عظيمة) دامت اربعين سنة واحرقت الاخضر واليابس . وانتهت الى تشريد الزير واسره ووفاته في الاسر دون ان يبلغ ثأره الكامل.
ولا نريد ان نستبعد تفصيلات الحرب ولا احداث المسلسل التي حافظ الكاتب فيها على اكثر المعلومات التاريخية المتداولة وان كان اجرى تحويرات على سلوك بعض الشخصيات واعطاها ادوارا جديدة بل هو ابتكر بعض الشخوص التي لم تعرفها السيرة الشعبية اصلا . وكل ذلك من حقه الا ان الحديث عن هذا المسلسل واهميته واجب من باب الحث والتحريض على استلهام الماضي العربي واحداث التاريخ القريب والبعيد لتكون موثبات حارة للاجيال الجديدة دون الغرق في ماضويتها او الايغال في تفاصيل الحدث نفسه.
ومثل هذا النهج جرت عليه الدراما السورية واخذت اقطار عربية اخرى تنسج على منواله سواء اكانت الفترة التاريخية قديمة او متوسطة او حديثة او معاصرة وهو نهج سليم يستحق منا الدعم والمؤازرة لحاجة الدراما العربية اليه ، ولتخليصها من الهبوط والترهل والتهريج الذي سقطت فيه ردحا طويلا من الزمن.
ويبقى ان نشيد بالمستوى الفني الذي قدم فيه المسلسل من حيث التمثيل والاخراج ، ولا يغيب عن البال القول: ان سائر الممثلين ادوا ادوارهم اداء متميزا وان الجوانب الفنية كانت مستكملة وان الانتاج استدعى كلغة كبيرة غير ان النتائج ايجابية ومثمرة وتستحق التضحية المادية.
على ان هناك ما يدعو الى وقفة متأملة لاداء الممثلين نرى ان نفرد لها مقالة اخرى.[/align]
قد لا يكون بعض المثقفين انتبهوا الى اهمية المسلسل التاريخي التليفزيوني الذي كتبه الصديق ممدوح عدوان الكاتب العربي المعروف عن (سيرة الزير سالم) او لعلهم لم يتابعوه جيدا.
كما ان كثيرا من الناس الذين استمتعوا بحلقات المسلسل الاربعين ـ كما اشرنا ـ احبوه من خلال ما تحمله ذاكرتهم عن السيرة الشعبية التي تداولتها الاجيال العربية المتعاقبة والتي نسجت اساطير عجيبة حول شخصية الزير سالم التاريخية وحرب البسوس التي وقعت فعلا بين قبيلتي تغلب وبكر وامتدت اربعين عاما في الفترة التي سبقت ميلاد الرسول (صلى الله عليه وسلم) وظهور الاسلام.
والزير سالم هو لقب عدي بن ربيعة ابن وائل الشاعر الفارس شقيق وائل بن ربيعة المعروف بـ (كليب) وهو ملك ساد قبيلتي بكر وتغلب فترة من الزمن وكلاهما من اعز العرب وفرسانهم المشهورين.
واما الاجيال الجديدة فمعلوماتها قليلة عن تلك الحرب الطاحنة وادراكهم ضعيف لمعناها ومغزاها خصوصا اذا عرفوا انها انما نشبت بسبب الناقة سراب التي كانت تملكها البسوس خالة جساس بن مرة البكري (من بني عمومة كليب). حيث كان كليب قد منع الرعي في منطقة واسعة حماها واراد ان يقيم فيها ملكه ولما وجد الناقة سراب ترعى في حماه دون اذنه استشاط غضبا وقتلها فغضب جساس لفعلة كليب هذه وعاتبه فيها فما كان منه الا ان عامله معاملة سيئة واهانه اهانة بالغة لم يحتملها فاطلق سهما من الخلف على كليب فقتله .. فثار الزير سالم يطالب بدم كليب في حرب لم تضع اوزارها الا بعد (مقتلة عظيمة) دامت اربعين سنة واحرقت الاخضر واليابس . وانتهت الى تشريد الزير واسره ووفاته في الاسر دون ان يبلغ ثأره الكامل.
ولا نريد ان نستبعد تفصيلات الحرب ولا احداث المسلسل التي حافظ الكاتب فيها على اكثر المعلومات التاريخية المتداولة وان كان اجرى تحويرات على سلوك بعض الشخصيات واعطاها ادوارا جديدة بل هو ابتكر بعض الشخوص التي لم تعرفها السيرة الشعبية اصلا . وكل ذلك من حقه الا ان الحديث عن هذا المسلسل واهميته واجب من باب الحث والتحريض على استلهام الماضي العربي واحداث التاريخ القريب والبعيد لتكون موثبات حارة للاجيال الجديدة دون الغرق في ماضويتها او الايغال في تفاصيل الحدث نفسه.
ومثل هذا النهج جرت عليه الدراما السورية واخذت اقطار عربية اخرى تنسج على منواله سواء اكانت الفترة التاريخية قديمة او متوسطة او حديثة او معاصرة وهو نهج سليم يستحق منا الدعم والمؤازرة لحاجة الدراما العربية اليه ، ولتخليصها من الهبوط والترهل والتهريج الذي سقطت فيه ردحا طويلا من الزمن.
ويبقى ان نشيد بالمستوى الفني الذي قدم فيه المسلسل من حيث التمثيل والاخراج ، ولا يغيب عن البال القول: ان سائر الممثلين ادوا ادوارهم اداء متميزا وان الجوانب الفنية كانت مستكملة وان الانتاج استدعى كلغة كبيرة غير ان النتائج ايجابية ومثمرة وتستحق التضحية المادية.
على ان هناك ما يدعو الى وقفة متأملة لاداء الممثلين نرى ان نفرد لها مقالة اخرى.[/align]