تويت
لطالما كان لاعبو أمريكا الجنوبيه نجوما من ذهب لكرة القدم الإسبانيه في خمسينيات القرن الماضي وقادوا فرقهم لأعرق البطولات العالميه فمن دي ستيفانو الأسطورة الخالده إلى هيكيتور ريال إلى خوسيه سانتا ماريا وغيرهم الكثير .. وكانوا من أعطوا للكره نكهة أخرى واضافوا لليغا رونقا آخر وأصبح لأمريكا الجنوبيه مكانا شاغرا في الليغا الإسبانيه ..
واتنهى هذا الجيل وأتى مارادونا وريفالدو ورونالدو ورونالدينهو وغيرهم وأصبحوا دعامة فرقهم وأحد أعرق لاعبي العالم وأصبحوا محطّات بارزه لأنديتهم وللدوري الإسباني وأصبح لاعبي أمريكا الجنوبيه مسيطرين على الأندية الإسبانيه وأكثرهم وجودا ،، ولكن الوجود الأمريكي الجنوبي ليس بهذا الجمال دائما فللقمر وجهان أحدهما مضئ والآخر مظلم ..
وتوجد في إسبانيا فئه من لاعبي أمريكا الجنوبية يدعو " سوداكاس " يتمتعون بسمعة سيئه أنهم مجرّد مرتزقه لا يهتمون إلا بالمال ورواتبهم بغض النظر عن الولاء لأنديتهم ... وأصبحوا عبدة للمال تاركين الولاء وعشاق النادي .
خير مثال عنهم في هذه الأوقات هما أيالا وأوليفييرا ... ونقص عليكم حكايتهم ليكون لحديثي وكلامي برهان ولا يكون هلوسة وكلام وفقط ،،، بالرغم من حبّي لهما لكنني لم أتوقع يوما أنّهما بهذا الشجع والشراهة للمال والشيكات متناسين أي عنوان للولاء مهما بلغ صغره ..
نذهب لروبيرتو أيالا .. المدافع المميز وأحد أعمدة الخفافيش والذي يبقى دائما متألقا في كل موسم بأدائه القوي ودفاعه الصلب والمستميت ،، هو قائد خط الدفاع في المنتخب الارجنتيني، وصاحب الخبرة الكبيرة في الكالتشو والليجا الاسبانية، عرف بتدخلاته القوية والسريعة، بالرغم من قصر قامته كلاعب يلعب في متوسط قلب الدفاع الا انه يتميز بارتقائه العالي وضرباته الرأسية المتقنة، ولعل أكثر ما يؤخذ عليه هو اندفاعه وخشونته في تدخلاته على المهاجمين.
وهو من اللاعبين المحبّبّين لجماهير نادي فالنسيا ... ولكن ظهر في الأفق حبّه وشجعه للمال ورميه للولاء وحب الجماهير وراء ظهره غير مباليا أو مهتمّا بهم .. ومن الحب ما قتل ، والحب هنا حب المال والمادّه والتي قاده بلا عقل أو درايه .
وها هو يتناسى ستة سنوات من النجاح والكفاح والتألق .. ولم يرفع ناظريه ويرى الحقيقة ، أيالا طلب بزيادة أخرى في راتبه أو ترك النادي وقال وكيل أيالا جوستافو ماسكاردي " يبدو أن أيالا ليس سعيدا في فالنسيا ، وانتقال أيالا لنادي آخر يصب في مصلحة الجميع "
ولم نقف هنا فقط ، بل وهاجم أيالا علناً رئيس نادي فالنسيا خوان سولير ودخل في صراع عنيف مع ماسكاردي وكاربوني وقال أيالا " لا أستطيع اللّعب مجددا لفالنسيا تحت هذه الطروف " وغير هذا وذاك .. فقد سافر أيالا إلى الأرجنتين من غير أن يصرّح له السفر ولم يشارك في مباراة فالنسيا بدوري الأبطال أمام سالزبورج النمساوي .
وهاجم كاربوني زميله السابق لست سنوات " لقد خاب ظني في أيالا .. ونحن نريد لاعبين ينتمون للفريق وليس للمال والشيكات " وأكد كاربوني أنّه يفضل بيع اللاعب لأي نادي خارج إسبانيا على أن يبيعه لنادي داخل إسبانيا ، وقررت إدارة النادي أن تعاقب أيالا بعد أن انتقد ناديه بقوله أنه تعرض للغش من قبل رئيس النادي خوان سولير ومدير الكرة الإيطالي أميدو كاربوني .
وها هي تنتهي قصة رجل ظنناه وليّا محبا متعلقا بناديه ولكن كما قال كاربوني فقد خاب ظنّنّا فيه وظنناه ينتمي لقميص فالنسيا فوجدناه ينتمي للمال والمادّه ، وجعل عشق وحب الجماهير إلى كره وضغينه .
ونأتي لريكاردو أوليفييرا ، نجم نجوم مدينة إشبيليا وبالأخص نادي ريال بيتيس ، وتتيّم جماهير النادي به فهو وخواكين هم أساطير النادي الحالية في أعينهم وهم مستقبل وأمل الأنصار في تحقيق ما يتمنونه .
أوليفييرا مهاجم من عيار ثقيل ، عرفناه في فالنسيا ولم نكن نعلم ما هو قادم ، وانتقل إلى ريال بيتيس وحينها علمنا قدرات أوليفييرا الكبيره وأنّه لاعب يملك مستقبل باهر وفي أولى مواسمه سجل 22 هدفا وحصل على ثالث هدافي الليغا موسم 2004/2005 .
وأصبح من بين أهم اللاعبين في الليجا الإسبانيه وأكثرهم محبة في قلوب مشجعي النادي ، ولكنّه أصيب في الموسم الذي يليه إصابة مدويه جعلته يغيب عن الدوري بأكمله وعن دوري الأبطال الأوروبي وبعد شفائه قرر النادي إعارة اللاعب لساوباولو البرازيلي لكي يتماثل للشفاء بجانب أسرته .
ولكنّه بعد تماثله للشفاء وعودته للملاعب ، ظهر نقطة حب المال التي لديه .. حيث يرفض أوليفييرا الانضمام لتدريبات ما قبل الموسم الجديد مع ناديه ريال بيتيس ويطالب بمد إعارته لنادي ساو باولو البرازيلي وهذا ما أدى إلى حذق جماهير بيتيس .
ولا يريد أوليفييرا العوده إلى ناديه على الرغم من أن عقده يمتد حتى موسم 2008 وقد طالب أوليفييرا بزيادة راتبه وصرّح رئيس الريال بيتيس خوسيه ليون " كنا ندفع لأوليفييرا راتبه أثناء فترة إصابته ووفرنا له أفضل رعايه طبيه ممكنه والآن كل ما نطلبه منه هو العودة إلى بيتيس لأن فترة أعارته إلى ساوباولو انتهت منذ أسبوعين ، وعلى أوليفييرا الحذر من أن يلحق سمعه سيئة بلاعبي أمريكا الجنوبيه ".
وقد لعب أوليفييرا مع ساوباولو مباراة ذهاب نهائي كأس الليبرتادوريس متغاضيا عن كلام خوسيه ليون ، نعم ... لقد رمى بكل الحب والولاء خلف ظهره وجعل المال عنوان أساسي لحياته الكرويه ، فقد أهم ما كان يملكه وهو حب الجماهير وما في قلوبهم من إحترام وثقه وقد تزعزعت أركان ودعائم هذه الثقه بعد ما فعله أوليفييرا .
وهكذا هي المستديره ، متقلبه بما تحويه .. وها هو من ظنناهم من سيكونوا محل الثقة وسيكونوا أولياء لنواديهم ويزيدوا من حب جماهيرهم جرعات وجرعات ، ها هم يدمروا ما بنوه في ثوان وفي كلمات طائشة حمقاء .
وها هو المال يصنع أناسا آخرين .. بشخصيات أخرى وبأهداف أخرى ويجعل من الولاء وفروعه سرابا وهباء يزول ، بدلا من أن يكون سلاحا بايديهم يبقى منقذهم وقت الشدة ووقت الضيق ووقت الخوف والمعاناه .
وأعتذر لعشاق ايالا وأوليفييرا وأنا واحد منهم ، ولكن حزني كبير لمثل هؤلاء ، فالسوداكاس طغوا على المستديرة الجميله بشجعهم ، ويجعلهم يفعلون أي شئ للوصول للمال الكثير والوفير .
