عند الغروب
تترامى على الشاطئ احداث جمة تحكي لبعضها البعض تفاصيل الذكريات العتيقة وهذا قرص الشمس قد آل إلى الرحيل ويسدل الليل ستاره ليضمد جرح الزمن ذلك الجرح الذي يختبئ وراء الليل المنهك
كانت لحظة اختناق تعلقت فيها روحي بحبائل الذكرى ..
غصت في ذلك البحر العميق فخفت أن أغرق..
بحثت عن مرسى يعيدني إلى شاطئي بالأمس فوجدتني غريقة اليوم والأمس ..
.
.
.
.
(2)
كنت هناك بين السعادة والضياع ..
بين الأحزان والذكرى ..
بين ألمي والكتاب ..
فوجدتني أسطر أحزاني على دفتري ..
وما إن انتهيت حتى مزقت دفتري الصغير وألقيت به في اليم حتى يضيع وتضيع معه آلامي ..
.
.
.
(3)
ألا يازماني الحاضر الغائب ..
إلى أين رحلت ..؟!؟!
إلى متى ستجعلني أسير خلفك وأنتظر أن تصل إلى بر الأمان ..
وأنت التائه الضائع ..
ولا تدري إلى أين تسير ...
.
.
.
.
(4)
في اليوم الخامس من الذكرى الأربعين لكتابة أول خاطرة في دفتري سأحتفل بوجودك هنا ..
وأحتفل بوجودي هنا ..
واحتفل باجتماعنا هنا ..
وذكرانا هنا ..
وغيابنا في نفس المكان (هنا)..
.
.
.
. (5)
غفت عيني بالأمس وأنا في اشتياقٍ إليه ..
حاولت أن أغمض عيني حتى لا أرى صورته أمامي فأبت عيناي أن تغمض جفونها خوفاً من ضياع الصورة ..
تذكرت اللقاء الأول ..
واللقاء الأخير ..
وقصة الرحيل ..
وبعد صراع مع النوم ..
غفوت حتى أنسى أو أتناسى اشتياقي وربما ألمي أو ذكرياتي أو أتناساه هو الذي صار حياتي ...
كم من الوقت مضى علي بالأمس وأنا على قارعة الطريق أنتظر المساء !؟!؟
سؤال تبادر إلى ذهني واخترق جوانح الصمت والعزلة .. (( وش أخرك !؟!؟ ))
حاولت أن أجد له إجابة ثلاثية الأبعاد تحيط بالواقع من كل جهة ..
فتهت وسط الصورة وأنا أبحث عن إجابة مقنعة ..
.
.
.
.
خلف الواقع المرير يكمن شخص ملكني بقوة وهزني بقوة واحتواني بقوة ..
أعاد بناء جسوري ولملمني من بعد شتاتي ..
سطرني أحرفاً مجنونة على ورق مقوى حتى لا أسقط أو أتساقط ..
من يخرجني يا ناس من هذه الفوة ؟!؟!
.
.
.
.
.
أبا أسألك ..
ليش عن عيني تغيب ..؟!؟!
ووين وداك الغياب ؟!؟!
تعليق