

هذه السطور مهداة .. لأولئك الذين وهبوني أكسير الحياة ..
ونفضوا الغبار عن أوراقي ... وبثوا أحاسيسهم في داخلي ..!
بـدايــــة :
يا قارئي .. أستشعرهم في داخلك .. وأيقظ ما بقي منهم فيك ..
ورتب ما تبعثر منهم معك .. لعلك ذات يوم تصل ..!
هُـــــم :
يعيشون في مشاعرهم ..
ويغفون فوق سبات أحاسيسهم ..
وتوقظهم الأحلام ..
يتنفسون العبق ..
ويسافرون عبر النسائم ..
وتستصرخهم النداءات ..
لا يخرجون في النهار ..
ولا يعتمرون ستائر الليل ..
هم في الظل دائماً يسكنون ..
حياة بين الغسق وتفاصيل الشفق ..
لا يعيشون بين البشر ..
ولا يمشون على الأرض ..
بل هم في فضاءات السماء محلقون دائماً ..
تأسرهم الدمعة ..
وتخنقهم الزفرات ..
وتقتلهم العبرات ..
وتستعبدهم الابتسامة ..
ويطعنهم الغضب ..
وسقوط الأقنعة ..
لا يؤمنون بحب القلوب ..
بل بتعانق الأرواح ..
فوق سحابة بيضاء ..
لاتصل إليها تفاهات البشر ...
حيث الأرواح هناك بكل طهرها ..
لا يجدون من يفهمهم ..
أو يعيرهم الانتباه ..
سوى من اتصف بمَ اتصفوا به .
أولئك هم أصحاب : "الأرواح الشفافة" ..
وهم قلّة في هذا الزمن ..
أعرف منهم ( عدداً محدوداً ) ..
وربما كان هناك أعداداً أخرى ..
ولكني لم ألتقيهم بعد .....!
ففي شفافية أرواحهم عذوبة تذيب مسافات الزمن ..
ولرقتهم حكاية تختصر كل أزمنة الغياب لحظة الحضور ..
حديثهم الهمس ..
وابتساماتهم الدفء ..
ولحروفهم قصة أخرى ..
ترويها السطور ...
عبر أشجان المعاني ..
لتتشكل في قالب واحد مضمونه :
" أحتاجك "
" أحتاجك "
" أحتاجك "
" أحتاجك "
ياتون فجأة ..
بدون مقدمات ..
يلامسونك ..
ويعيدون ترتيبك ..
ورسم تفاصيلك ..
يغيرون قناعاتك ..
ويصورون لك الدنيا بأحلى الصور معهم ..
ويهبونك أروع الأحاسيس بهم ..
يهدونك عبارات لم تكن تحلم بها .. أو بوجودها ..
" أُريد أن أتنفس ... "
عندما تلتقيهم :
تشعر بأن السعادة تغمرك ..
وأن الدنيا بمَ فيها تبتسم ..
وتشاهد مساحات الحزن في حياتك بدأت تتلاشى ...
عندما تلتقيهم :
يعود إليك كل إحساس فقدته في أزمنة البعد ....
وتتحرك لهم في داخلك ..
أحاسيس لم تكن تتوقع يوماً وجودها معك ..
عندما تلتقيهم :
تتحدث بمَ يحلو لك معهم ..
وتشاغبهم بعفويتك ..
وتخاطبهم بصفاء فطرتك ..
وعندما تحتاجهم يحتوونك بشفافية ليشعروك بالأمان ..
عندما تلتقيهم :
تتجرد من كل شوائب البشر ..
وتتخلى عن تفاهات المجتمع ..
وترهات الطمع ..
فتصبح بهم نبع من عطاء ..
" أُريد أن أتنفس ... "
حياتك معهم لا تشبهها حياة ..
فوق معنى السعادة ..
لا يدركها عقل ..
ولا يتصورها فكر ..
لحظات كتلك التي بين تحقيق الأماني ونشوة الحلم ..
وعندما يغيبون تغيب الدنيا معهم ..
وتتركنا أروع الأحاسيس بعدهم ..
وتغادرنا الابتسامات ..
ويخيم على حياتنا الصمت ..
وتصبح الوحدة عنوان لنا ..
حياة هي للموت أقرب ..
نسير في طرقات الأيام بحثاً عنهم ..
نستجدي الأماكن التي بقيت فيها ذكراهم .. نسألها ..
ونعانق الماضي الذي عطروه بمرورهم ..
فنبقى هناك .. في أروقة الماضي نعيش معهم ..
فلسنا أموات وحياتنا في الحاضر ..
ولسنا في الحاضر حتى نرسم مستقبلنا ...
فلا وجود لنا بعدهم ..
ولا حياة إلاّ بهم ..
" أُريد أن أتنفس ... "
إليهم ..:
لم تبقَ مساحة للأمل بعدكم ..
وتغيرت شفائف الابتسامات برحيلكم ..
ولم نعد نحن كما نحن بدونكم ..
ولم تعد الحياة لنا ..
فنحن بكم .. وبكم فقط .. نكون ....!
يا انتم :
أما آن الأوان كي تعيدوا الحياة لنا معكم ....؟!!!
أما آن الأوان كي تشرق أيامنا بكم ..؟!!!
قبل أن أتنفس ..
وعادت حبات الكرز ...!
بكل عذوبتها ...
يداعبها العناب بخجل ...
فترتمي في مساحاته ..
فيحتويها كعاشق أضناه الفراق ..
وعندما يعانقها البَرَد تبكي بصمت ..
بدموع من دماء تحاكي الشهد ..
والآخر .. يسترق النظر ..
" أيعقل أن تكون هذه حبات الكرز ...!؟؟"
مما راق لي
ودي واحترامي
تعليق