إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مذكرررررات نوف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مذكرررررات نوف

    السلام عليكــــم
    حبيت انزل لكم قصه منقولة من منتدى ااااخر وان شاااااء الله تعجبكممممم
    المذكرة الأولى))
    طالعت الساعة الرقمية اللي على طاولة السرير جنبي ... الساعة الحين 4 الفجر :
    _ أوففففففففففف ...
    ورجعت أتمدد على السرير ... والكتاب في يدي ... صار لي فترة ... أجلس وبعدين أتمدد ... أو أجلس على المكتب ... ومرات على الأرض ... أو أقوم أدور في الغرفة رايح جاي ... اللي ما كان يتغير ... كتاب اللغة العربية اللي في يدي ... والقلم الزهر اللي فوقه ريشة كبيرة ... فترة الاختبارات بالنسبة لي جزء منفصل عن الحياة ... تتوقف فيه الحياة نهائيا عند غلاف كتاب أو ورقة دفتر فقط ... تعوذت من إبليس وقمت للحمام اللي ملحق في غرفتي علشان أتوضأ ... وأنا طالعة دخل أبوي :
    _ يا صباح الخير ...
    ابتسمت من قلبي ... أكثر شي يريحني في الدنيا إني أشوف وجه أبوي :
    _ صباح الورد ...
    مسكني أبوي من خصري ... رفعت نفسي شوي وبست خده ... صح أنا طويلة ... بس يم أبوي أطلع تو سمول ... جلسنا مع بعض على السرير :
    _ شلون الهمة ؟
    _ آآآآآآآآآآآآه ... تعبت يا يبه ... أحس إني خلاص مو قادرة ...
    _ آفاااا ... على آخر اختبار ... خليك قوية هالكم ساعة ...
    _ من كثر المعلومات ... أحس إني نسيت كل شي ...
    علشان يشجعني ... مسك يدي :
    _ إحساسك طبيعي ... كل طالب يحس فيه ... بس صدقيني من تشوفين الورقة راح يترتب مخك تلقائيا ...
    ضرب رأسي وهو يضحك ... ابتسمت من الحقيقة اللي يقولها ... فعلا انا كل مرة يصير معاي كذا ... مسك الكتاب وقام يتصفح فيه ... قرأ بصوت عالي :
    أي محل أرتقي ؟!!... أي عظيم أتقي ؟!!
    وكل ما خلق الله ... وما لم يخلق ...
    محتقر في همتي ... كشعرة في مفرقي ...
    تنهد بإعجاب ... علقت وأنا ابتسم وأتذكر إعجاب أبوي اللي ما ينتهي بالمتنبي :
    _ المتنبي ؟
    _ شاعري الأوحد ...
    _ لأنه الشاعر المغرور ...
    _ هههههههههه ... لأنه الشاعر الطموح ... وش بقى على ما تخلصين المادة ؟
    _ آخر صفحتين ...
    وقف وباس رأسي :
    _ أجل ما أعطلك ... خلصي هالصفحتين ... على ما يأذن الفجر ... ونامي على طول ... وخلي الجوال عند رأسك علشان أصحيك الساعة 7 ... أوكي ...
    _ أوكي ...
    وطلع أبوي ... على ما خصلت الصفحتين ... أذن الفجر ... مديت سجادتي ولبست جلالي ... صليت ونمت على طول .
    _ نوف ... يالله قومي ... نوف يالله ...
    صحيت ولقيته جالس جنبي على السرير ... ويحرك يدي علشان أصحى :
    _ جراح !!... كم الساعة ...
    _ الساعة 7 ... يالله قومي ... أبوي وصاني أصحيك ...
    ورن الجوال اللي كنت حاطته على الشاحن ... تاج رأسي <<< يتصل بك :
    _ هلا يبه ...
    _ هاه يبه ... صحيتي ؟
    _ إيه ... صحاني جراح ...
    _ أوكي ... تفطري زين ... مو بس عصير ... وراجعي قبل الامتحان ... وروحي المدرسة مبكر لا تتأخرين ...
    _ إن شاء الله يبه ...
    _ وأول ما تخلصين الاختبار كلميني ...
    _ إن شاء الله ...
    _ تبين شي ...
    _ سلامتك يبه ... مع السلامة ...
    سكرت الجوال ... مد جراح يده وأخذه مني ... وقعد يتأمل فيه وهو يضحك :
    _ وش هالحركات ؟... فرو وردي ... ومليون كريستاله ... وما باقي لمعة مو حاطتها ... جوال هذا ولا فستان ؟
    أخذته منه ورجعته للطاولة :
    _ غريبة ... اليوم قايم من النوم بدري ؟
    _ وش أسوي ؟... أبوك ما عنده أسلوب ... قومني لصلاة الفجر وهو يصيح ... خرعني ...وسوا لي صدمة قلبية ... وما قدرت أرجع أنام ...
    _ ههههههههههههه ... تستاهل ...
    قمت علشان أروح الحمام :
    _ نوف ... مبروك مقدما ... اليوم فك رقبتك من شي اسمه مدرسة ...
    _ هههههههههه ... الفال لك ...
    فرشت أسناني وغسلت وجهي ... وقف جراح عند الباب وهو يرفع ايدينه بالدعاء:
    _آآآآآآآآآآمين ... اليوم لازم نحتفل فيك ...
    _ شلون ؟
    وطلعت من الحمام ... رحت لغرفة التخزين اللي فيها دولابي وملابسي :
    _ أمرك بسيارتي ونطلع مع بعض ...
    جراح كان متحمس ... بس أنا قلبي طاح في بطني :
    _ لا ... جراح السيارة لا ... (ومسكت خده) ... أبوي يقول لازم ما تطلع فيها ... وبعدين اليوم أنا تعبانة ... وما لي خلق طلعة وتمشي ... وشرايك أقعد معاك ... وأشوف أفلامك اللي ما شفتها بالعطلة ...
    مسك وجهي وباسني حيل :
    _ حلو ... أجل أروح أنام علشان إذا جيتي أكون مصحصح ...
    راح جراح ينام في غرفته ... لبست مريول المدرسة ... ورفعت شعري شنيون كالعادة ... أخذت عباتي ... وفايل الزهر اللي مليان أوراق مراجعات وتلاخيص وأقلام ملونة ... نزلت ورحت المطبخ :
    _ صباح الخير يا آنسة ...
    _ صباح النور سوزان ...
    جلست على الطاولة الصغيرة ... رفعت السماعة الداخلية اللي جنبي ... وكلمت امجد السواق علشان يشغل السيارة :
    _ الفطور يا آنسة ...
    أخذت كوب عصير المانجو ... ودفيت الصينية واللي فيها عند سوزان ... وقعدت أشرب :
    _ ما بيصير هيك يا آنسة ... البيك قال لازم تفطري ...
    حطيت الكوب وقمت :
    _ ما عليه سوزان ... مو مشتهية ... اسمعي جراح لا تزعجونه خلوه نايم لما أرجع ...
    _ أمرك يا آنسة ... (وتوجهت للمدرسة)...
    الحمد الله عدا الاختبار الأخير على خير ... كونه الاختبار الأخير عطاه امتياز ... سهل صعب كيفه ... المهم إفتكينا :
    _ انتي هبلة ولا تستهبلين ...؟
    _ وش أسوي يا نوف ؟... تتوقعين راح أرسب ...؟
    _ أصلا إذا نجحتي أنا اللي راح أرفع قضية على المدرسة ...
    ضربت كتفي :
    _ وجع يوجع العدو ... هذا وانتي صديقتي ...
    _ وش تبين أسوي لك يعني ؟... آخر سنة بالثانوية والأخت فالتها ... غياب وسهر وأفلام ومجلات ... ويوم جت الاختبارات تكنسلين على كيفك ...اللي سهل تدرسينه ... واللي صعب تهدينه ... أبوك اللي حاط الاختبار وأنا ما أدري ...؟!!
    _ يا ليته أبوي ... كان والله أنجح بدون ما أداوم ...
    _ يا ناس هالبنت تبي تجنني ... أبي أعرف أنا مو قايلة لك هالفصلين مهمين ... ليش تكنسلينهم ؟
    _ راح الوقت وأنا ما حفظتهم ... قلت أركز على الأسهل أحسن ...
    _ ما شاء الله ... و ....
    ورن جوالي ... تذكرت إني نسيت لا أكلم أبوي :
    _ هلا يبه ...
    _ هاه يبه ... شلون الاختبار ؟
    _ الحمد الله ... كل شي تمام ...
    _ الحمد الله ... إرجعي البيت على طول علشان ترتاحين ...
    _ معاي مريم ... أوصلها بيتهم وبعدين أرجع على طول ...
    _ على خير ... تبين شي ؟
    _ سلامتك يبه ... مع السلامة ...
    علقت مريم وأنا أقفل الجوال :
    _ عمي المزيون ؟
    مريم من وحنا صغار كان أبوي فارس أحلامها ... وتسميه عمي المزيون ... عمي وفارس أحلامي ... هالبنت عقلها ما أدري وشلون متركب :
    _ إيه عمك المزيون ... يسأل عن اختبارنا ...
    _ فديته ... من ذوقه ...
    ضربتها بقهر :
    _ لا تفدين أبوي قدامي ...
    فركت يدها :
    _ آآآآآآآآآي ... حشا زوجته مو بنته ...
    _ لا تغلطين ... أبوي بعمره وبحياته ... ما راح يكون له زوجة غير أمي الله يرحمها ...
    _ وأم جراح ؟!!
    _ ماضي الله لا يعيده ... أحسن شي جانا منها جراح وبس ...
    _ نوف بذمتك ... أبوك كم عمره ؟
    _ 34 سنة ... و5 شهور ... وأسبوعين ...
    _ يا قلبي عليه ... انتي اللي مخربة عليه يا الدبة ...
    _ دبة في عينك ... وصلنا بيتكم ... يالله انزلي من غير مطرود ...
    ودفيتها على شان تنزل :
    _ كل هذا علشان مدحت أبوك ... خلاص ... لا هو مزيون ولا قاله الله ...

    انتبهت لأخو مريم عمر ... كان واقف يم باب المجلس ويطالع في سيارتنا :
    _ يالله فارقي ... أخوك واقف يم الباب وانتي لاطعتني ...
    التفتت مريم وشافته :
    _ هذا عمر ... أكيد ينتظر أخبار الاختبار ... يالله باي ...
    ونزلت ... وقبل لا تسكر الباب :
    _ أقول نوف ...
    _ أمري يا قلبي ...
    _ مو تنسين ... (وطت صوتها) ... بوسي عمي المزيون نيابة عني ...(سكرت الباب وراحت وهي تضحك)...
    رجعت البيت هلكانة ... باركوا لي الشغالات وقبلهم السواق أمجد لأني انتهيت من شي اسمه اختبارات ... صعدت غرفتي ... وأخذت لي شور ثقيل ... تعويضا عن أيام الاهمال اللي عانا منها جسمي خلال فترة الاختبارات ... استشورت شعري ورفعته ... ولبست لي بجامة برمودا بلون أزرق فاتح ... و الجزمة القطن اللي عليها مجسم ميكي ماوس ... مرة أموت عليها ... رحت لغرفة جراح وصحيته ... الساعة الحين 1 الظهر ... وأنا وجراح إذا أبوي مو موجود ما نتغدى ... طلعنا على غرفة السينما اللي يم مكتب أبوي ... حنا نسميها غرفة السينما لأن أبوي مصممها على شكل سينما ... كل شي فيها بلون عنابي ... والجدران مغطية بستاير سميكة ... وعلى الجدار الأمامي TV بلازما مغطي أكثر الجدار ... وقدامة كراسي مريحة جدا وطاولة كبيرة ... وهذي هي الغرفة المفضلة عند جراح ... حطينا لوازم القعدة على الطاولة ... شبسي وعصاير ومكسرات وفيشار وبيبسي ودونات وكاكاو ... وشغل جراح ال DVD ... أول فيلم كان Gladietor صحيح الفيلم قديم ... بس أنا مو شايفته ... جراح هلكني من كثر ما يمدح فيه ... مراهق يموت على شي اسمه فروسية وقتال ... بصراحة كان في مشاهد تحوم الكبد ... ذبح وسيوف وواحد يضرب عين الثاني برمح ... وجراح كان مرة متحمس مع أنه شايف الفيلم أكثر من 20 مرة ... أصريت على جراح علشان يشغل بعده Sweet November جراح ما كان يبيه ... بس أنا لما شفت صورة تشارليز ثيرون على الكفر أصريت أشوفه ... هالبنت ما أدري تعلقت فيها علشان يقولون إني أشبهها ...غرور صح ؟... بس هذي طبيعة الإنسان ... المهم فعلا طلع رومانس وخطير ... أنا طول الفيلم أبكي ... وجراح جنبي مستغرب مني وبس يتأفف :
    _ وش تسون ؟
    قطع علينا صوت أبوي ... رد جراح اللي يبي الفكة من الفيلم :
    _ هلا يبه ...
    كنت لسا أبكي :
    _ يبه تعال شوف الفيلم ... مرة روعة ...
    قرب أبوي ... وشاف الفوضى اللي مسوينها على الطاولة ... يالله وش كثر نأكل إذا كنا نتابع فيلم :
    _ أنتم أكلتم ؟... ولا على هالخرابيط وبس ...
    رد جراح اللي يدري باهتمام أبوي بالتغذية لحد الهوس ... إنسان صحي :
    _ لا يبه ... أكلنا ... تغدينا ... و ...
    _ لا تكذب علي ... سوزان تقول أنكم ما أكلتوا شي ... ومن الساعة وحدة حابسين أنفسكم ... وحتى صلاة ما صليتوا ...
    رفعت يدي أشوف الساعة ... كانت 8 بالليل ... يالله ما أسرع راح الوقت ... مسك أبوي الريموت وطفا ال TV :
    _ لا يبه ... خل أشوف النهاية ...
    _ بعدين شوفيها ... قلت لسوزان تسوي لكم عشا مثل الناس ... قوموا يالله صلوا اللي طافكم وخلونا نتعشى ...
    طلعنا غرفنا ... صلينا ورحنا غرفة الطعام علشان نتعشى مع أبوي ... الوالد طبعا مو مقصر ... مخلي سوزان تسوي لنا عشا دسم ... بدل الغدا اللي ما أكلناه ... أنا وجراح بطونا كانت مليانة بلاوي ... حامض وحلو وملح وسكر ... بس جبرنا أنفسنا ناكل علشان أبوي ما يزعل :
    _ شنو شعورك ؟... (طالعني وهو يبتسم) ...
    _ سجين وأطلقوا سراحه ...
    تنهد جراح :
    _ آآآآآآآآآآآآآآآآه ... عقبالي يا رب ...
    _ أنت شد حيلك ... وتخلص بسرعة ...
    _ يبه أنا شاد حيلي ... بس العمر مو راضي يركض ...
    جزع أبوي من كلام جراح :
    _ وإن شاء الله ما يركض يا يبه ... مستعجل على عمرك ليه ؟
    حس جراح أنه أبوي متضايق من كلامه ... فسكت :
    _ يبه ... إذا نجحت ... أبي أسوي حفلة وأعزم كل صاحباتي ...
    _ بس ... غالي والطلب رخيص ...
    _ تسلم الله لا يحرمني منك ...
    _ يبه ...
    _ نعم ...
    _ بكرا أبي أخذ نوف ... ونروح نتمشى ...
    _ لا ...
    _ يبه الله يهداك ... شاري السيارة ديكور أنا ؟... ولا مرة طلعت فيها ...
    _ أنت اللي قلت تبيها وحنيت علي لما زهقتني ... وشرطت عليك ما تطلع فيها برا البيت لما تأخذ إجازة السواقة ...
    تملل جراح وهو يترك الملعقة :
    _ انطر يا حمار ...
    _ جراح كول ... بلا عبط ... صاير جلد على عظم من ورا هالسهر ورداة الحال ...وموضوع السيارة تنساه الحين ...
    وكمل جراح أكل وهو زعلان ... حاول أبوي يلطف الجو مثل عادته لما نكون أنا ولا جراح زعلانين :
    _ ترى حجزت تذاكر على لندن ...
    أبوي كان يبتسم ... جراح انصدم ... سألت بدهشة :
    _ راح نسافر ...؟!!!
    نط جراح يطامر :
    _ بعدي يا أبو جراح ...
    وقمنا أنا وجراح نحضن ونبوس رأس أبوي وحنا نصارخ من الفرح .
    طبعا حنا ما فارقنا المملكة من سبع سنين حتى بالصيف ... بحكم شغل أبوي اللي ما يخلص ... فهالسفرة كانت بالنسبة لنا حلم وتحقق بعد طول انتظار :
    _ هلا نوف ...
    أبوي كل ما اتصل عليه ما يتأخر ... من أول رنة يرفع الجوال ... أموت على هالعادة اللي عنده :
    _ هلا يا الغالي ... شلونك ؟
    _ بخير ... هاه ؟!... فيكم شي ؟
    _ سلامتك يبه ... بس بغيت أقولك إني بطلع السوق ... ناقصتني شوية أغراض حق السفر ...
    _ ما عليه يبه ... بس خوذي جراح معاك ... علشان يشوف شاللي ناقصه ...
    _ إن شاء الله ... تأمر على شي ؟
    _ سلامتك ...
    قفلت الجوال ... وطلعت فوق لغرفة جراح ... الساعة الحين 4 العصر ... والأخ جراح في سابع نومة ... وطبعا بالجنز والتي شيرت ... لأنه ما يحب يطيح على السرير إلا وهو على آخر درجات النعاس ... والغرفة عفيسة ... اللاب توب شغال ... والسي ديات محذوفة في كل مكان ... هذا غير الملابس المرمية على المكتب والسرير والصوفا ... وصور زعيم الثوار جيفارا اللي مالية الغرفة ... أخوي هذا ... عقله محترق :
    _ جراح ... جراح ...
    وقعدت أهز فيه علشان يقعد :
    _ اممممممممم ...
    وانقلب على جنبه وعطاني ظهره :
    _ جراح قوم ... يالله ... الحين الساعة 4 العصر ... وأنت حتى صلاة ما صليت ...
    _ نوف خلاص اطلعي برا ... ما نمت إلا الساعة 11 الظهر ...
    _ لأنك مجنون ... قوم يالله ... أبوي قال روحوا السوق علشان تكملون أغراضكم ...
    طالع الساعة الرياضية الضخمة اللي في يده :
    _ تقدرين تنظرين ساعة ... (وغطى وجهه بالمخدة) ... تو الناس ...
    زهقت منه ... وقفت وشديت الغطا منه بسرعة :
    _ مو تو الناس ... قوم يالله ...
    قعد وعيونه للحين مغمضة ... ظل يطالع فيني بحقد :
    _ حسبي الله على العدو ... (رفع ايدينه يدعي) ... روحي يا نوف يا بنت أبوي ... إن شاء الله ترسبين ...
    صرخت وأنا فيني الضحكة من شكله وأسلوبه :
    _ لا ... (حذفت عليه الغطا) ... غبي ...
    حك رأسه المعتفس وهو يبتسم لأنه قدر يخوفني :
    _ خفتي ... إلا صج متى نتيجتك ؟
    قعدت جنبه على السرير :
    _ مريم تقول يمكن اليوم ... خايفة يا جراح ...
    حط يده على يدي :
    _ لا تخافين ولا شي ... شنو يعني راح تموتين ؟!... وبعدين الحين نروح السوق وتنسين النتيجة واللي جاب جدة أمها ... أعرفك مدمنة shopping ...
    ضربت رأسه وأنا أوقف :
    _ زين يا الشاطر ... قم خذ لك شور ... علشان نمشي ... (وتذكرت) ... صج جراح كارت الصراف معاك ؟
    _ ليش ؟
    _ حقي ما لقيته ... وما قلت لأبوي يودي لنا حقه ...
    _ إيه معاي واحد ...
    _ أوكي ... أجل رايحة ألبس أخلص بسرعة ...
    وفي المجمع مارسنا هوايتي المفضلة ... التسوق ... أكثر شي أحبه في الدنيا ... أخذت لي كم جنز على كم بدي ... وأحذية حفيفة ... وشوية ملافع ملونة ... وأخذ جراح جنزات وتي شيرتات وأحذية رياضة وكم كاب وقميص جلد بيج ... جراح يموت باستايل جيمس دين ودائما يقلده ... غيرت جوالي ... وطلعنا نتعشى في برجر كينغ ... بعد كل هالدوخة :
    _ هلا يبه ...
    _ هاه يبه ... خلصتوا ؟
    _ إيه يبه خلصنا ... قاعدين نتعشى في المطعم ...
    _ وجراح وينه ؟... ما يرد على الجوال ...
    _ ما أدري عنه ... راح يجيب العشا ...
    _ على خير ... وش صار عالنتيجة ؟
    _ كلمت مريم ... تقول أن أخوها عمر بيطلعها من الوزارة الليلة ... لأنه يشتغل هناك ...
    _ عندي رقمه ... أنا أكلمه الحين ...
    _ أوكي ...
    _ بس تخلصون ارجعوا البيت على طول ... وإذا وصلتوا اتصلوا علي ...
    _ إن شاء الله ...
    سكرت الجوال ... وجراح حط الصينية على الطاولة :
    _ من ؟
    _ أبوي ...
    _ يا ويليه ... هالشايب هذا متى يفكنا ؟
    _ جراح ووجع ...
    _ وأنا الصاج ... شوفي صرنا طول الجدار ... وأبوي للحين على باله حنا بزران ...
    _ هذا جزاته اللي خايف علينا ...
    _ هذا اسمه خوف مرضي ...
    _ اسم الله على أبوي ... (مسكت السندويشة وقعدت أكل فيها) ...
    طلع جراح جواله من جيبه :
    _ أوووف ... (ومد الجوال علشان أشوف) ... تشوفين ... 5 مكالمات لم يرد عليها من أبوي وأنا بس واقف عند الكاشير ...
    _ ههههههههههههههههههههههه ... عادي أبوي يمارس دوره على أكمل وجه ...
    حط الجوال على الطاولة قدامه :
    _ آهه ... وهل من حقوق أبي الدستورية الأبوية يا أختي العزيزة ... أن يزعجني بالمكالمات الهاتفية حتى وأنا جالس بين رفاقي ويفشلني ...
    ضحكت من أسلوب جراح وخاصة كلمة (يفشلني) اللي قلبها من عامية لفصحى ... انتبهت للجوال صار له مدة يضوي ... لأن جراح حاطه عالسايلنت ... تغير لونه وشكله عطى المتصل c ... بمجرد ما شاف اسمه على الشاشة :
    _ من ؟
    _ واحد مزعج ...
    وقعد يأكل في الشيبسي اللي قدامه ... عرفت سبب ضيقته ... سألته بتجرد :
    _ أمك ؟!
    رفع رأسه ... يذبحني إحساس جراح بالانكسار كل ما جبنا طاري لأمه :
    _ إيه ...
    _ وليش ما ترد عليها ؟
    _ وليش أرد عليها ؟
    _ جراح !... هذي أمك ...
    _ اللي حاولت تستغل أبوي ... ولما شافت الطريق مسدود ... تنازلت عني وراحت ... تزوجت واحد حقير وكملت حياتها عادي ... هذي يا نوف بنت الناس اللي دمروا أبوي ...
    عورني قلبي ... جراح صغير ... وطيب ... حرام يختبر كل هالمشاعر في هالعمر :
    _ لا تصير حقود ...
    _ هههههه ... حقود هاه ؟!... ليش انتي تقدرين تسامحين عيال عم أبوي ؟
    ضربني عالوتر الحساس ... فعلا هذولا الناس اللي مستحيل أمارس معاهم أي نوع من أنواع الغفران ... اللي سووه بأبوي مو هين :
    _ لا ... بس ...
    _ لا بس ولا شي ... نفس النتيجة ... مو لأنهم خوالي لازم أسامحهم ... اللي يمس أبوي بشرارة ... أحرقه بنار ... مهما كان ...
    ابتسمت من كلام جراح ... جراح أبوي ... عيونه السود ... نظرته الحادة ... سماره ... طوله ... لفتت الرأس ... الصوت ... كوبي أبوي ... دائما كنت متأكدة أنه أبوي بمراهقته نسخة من جراح ... الفرق اللي بينهم الحين عوارض أبوي الثقيلة ... وشارب جراح اللي توه خفيف ... سبحان الله ... زواج أبوي من موضي كان مأساوي بكل معنى الكلمة ... بس أنتجت أحلى شي في حياتي ... أخو ما كنت أحلم فيه ... شخصية مثل جراح أعشقها لحد الجنون .
    الحمد الله طلعت النتيجة بمساعدة عمر أخو مريم ... وطبعا نجحت وبامتياز بعد 93 % ... صحيح مثل ما يقول عبدالحليم " دا ما فيش واحد في الدنيا فرحان قد الفرحان بنجاحه " ... طعم النجاح له طعم غير ... أكثر واحد كان فرحان في الدنيا أبوي ... والحفلة طبعا راح تكون بعد رجوعنا من لندن .

    المذكرة الثانية))
    الساعة 8 الصبح كنا في الطيارة ... اللي متجهة للندن ... قعدت يم الدريشة ... وجنبي أبوي ... وقعد جراح عند واحد هندي ... شكله هذرة ... وطق سوالف مع جراح ما تخلص ... وجراح شكله متضايق ... وأنا ميتة ضحك عليه ... بعد ساعة نعست ... أبوي كان يتصفح في مجلة ... ميلت رأسي على الكرسي ... وغطيت في سابع نومة ... كنت كل شوي أصحى ... أبوي للحين كان يقرأ في المجلة ... وجراح والهندي واحد حط رأسه على الثاني وناموا بعد ما تعبوا من السوالف وداخت روسهم ... وبعد رحلة هادية ... وصلنا لندن .
    توجهنا للشقة ... وأبوي على طول حط رأسه ونام ... لأن أبوي من النوع اللي ما ينام أبدا في الطيارة ... لازم علشان تغمض عينه يكون متمدد ... وطبعا نبهنا ما نطلع من الشقة في هالوقت ... ووصى الحارس يجيب لنا عشا وشوية أغراض للثلاجة ... أكلنا ... ونمنا على طول .
    القعدة في لندن كانت خياااال ... وطبعا اختيار أبوي للندن ما كان عبث ... مقر شغله الأساسي في الأسهم المصرفية انطلق من لندن ... هذا غير اللاب توب اللي ما يفارقه ... يعني الشركة والشغل حتى بالصيفية معانا ... وأبوي أكثر وقته كان مشغول ... وأنا وجراح اضطرينا نطلع ونتمشى ونستانس لحالنا ... بحكم خبرتي المتعمقة في ضواحي لندن ... وخصوصا أننا الاثنين من عشاق المشي ... خاصة في شوارع مدينة مثل لندن ... تعطيك احساس بالأصالة والعمق التاريخي ... زرنا جامعة لندن اللي درس فيها أبوي إدارة الأعمال ... بدعوة من صديقه الفلسطيني أمجد اللي صار معيد في كلية الاقتصاد ... وطبعا تلقائيا قرر جراح يدرس في هالجامعة ... ليش ؟... لأن أبوي كان يدرس فيها ... وزرنا أكثر معالم لندن ... مجمعاتها التجارية العريقة ... حدايقها الساحرة ... قصورها الفخمة ... وزرنا بعد مدرستي القديمة ... وشفت الآنسة كايتي ... اللي صارت مديرة للمدرسة وعرفت جراح عليها ... وهالمدرسة دخلتها لما قرر أبوي يكمل دراسته الجامعية في لندن ... وقتها أمي كانت متوفية ... والمسكين ابتلش فيني ... بس أمجد الفلسطيني مدح له هالمدرسة الداخلية وخصوصا أنه أخته كانت تشتغل فيها كمشرفة تغذية ... وبالفعل انضميت لها ... وكانت مدرسة مستواها عالي جدا ... وفعلا ما في أحد يعرف يربي أطفال أكثر من الانجليز تقدمهم التربوي جدا عظيم ... والحمد الله قدر أبوي يخلص دراسته في فترة قياسية ... ورجعنا مع بعض للمملكة ... وللحين تشكل هالمدرسة جزء حلو من طفولتي ... وكل ما جيت لندن لازم أمر عليها وأزور اللي فيها .
    بعد شهر ... رجعنا المملكة ... ولسا باقي على الاجازة وقت طويل ... ملل في ملل ... أنا وجراح سهر ... وأفلام ... وخرابيط عالنت ... والجو في الرياض ما يساعد أبدا على الطلعة والتمشي ... ومريم واهلها للحين ما رجعوا من مصر ... وشكلهم مطولين :
    _ وش تسوين ؟
    كنت ماسكة الملعقة وأقلب في القدر الصغير اللي على النار :
    _ هلا جراح ... قاعدة أسوي طبخة ...
    _ تطبخين ؟!... انتي ؟!... وين سوزان ؟
    _ راحت السوبر ماركت ...
    كتف يدينه يستهزء فيني :
    _ وشنو الطبخة اللي تسوينها يا آنسة نوف ...؟
    _ حلا ... وراح أسوي قهوة ...
    راح جراح وفتح الثلاجة :
    _ يا شين الفراغة ... تخلي الواحد يبدع بالهبال ...
    رحت عنده وأنا للحين ماسكة الملعقة اللي كانت تنقط من اللي فيهاعلى الأرض :
    _ وش قصدك ؟... يعني أنا ما أعرف أطبخ ...
    شرب من بطل البيبسي اللي طلعه :
    _ والله ما حصل اللي الشرف ... وذقت طبخك من قبل ...
    _ تشوف ... أنا جهزت البسكويت ... وقاعدة أقلي السكر علشان أحطه فوقه ...
    _ تقلين السكر ؟!!!!
    _ وش فهمك أنت ... أصلا أنا هذي الطبخة أخذتها من النت ... وبعدين غريبة وش اللي مصحيك الحين ؟!
    _ نوف ... تشمين ؟
    _ شنو ؟
    _ ما أدري ... ريحة ... نــــــــــــــوف !!
    التفت وكان القدر اللي على النار يطلع دخان قوي ... خفت ... وجراح خاف أكثر مني ... وتلقائيا صرت وراه :
    _ احترق السكر يا جراح ...
    _ روحي طفي النار ...
    _ أخاف ... روح أنت ...
    _ انتي اللي طابخة ... وش حاطة بالقدر ؟!
    _ سكر ... والله بس سكر ...
    وقامت صفارات الحريق تطلع الصوت المزعج :
    _ يووووووووووووه ...
    استسلم جراح ... مد كمومه وغطى يدينه وهو خايف ... شال القدر وطلع برا من الباب الخلفي وحذفه في الحديقة ... طفيت النار وشغلت الشفاطات ... ودخل جراح وهو يفتح الباب كله :
    _ أووووووووف ... الريحة تموت ...
    _ جراح ... أخاف الدخان هذا يسمم ... لونه أبيض ...
    ظليت أهفي بالمنشفة اللي في يدي علشان الدخان الكثيف يطلع برا :
    _ شو في ؟
    دخلت سوزان مخترعة ويدها مليانة أكياس :
    _ ما صار شي ...
    _ إلا صار بغيتي تحرقينا ... أنتي وطبخاتك ...
    _ أصلا كله منك ... إنت اللي كنت تسولف ولهيتني ...
    _ يا سلام ... أجل في وحدة تطبخ سكر ... يا ذكية ...
    _ هههههههههههههههههه ... يا آنسة أنا قلت لك اللي نفسك فيك أنا بطبخه إلك ...
    علق جراح :
    _ أحسن ما تسوين نفسك عبقرية وتحرقين البيت ...
    وضلوا يعلقون علي ... عصبت وطلعت من المطبخ ... وتشاءمت مرة ... ليش كل ما أبي أتعلم الطبخ تتقفل بوجهي ... خلاص أخذت قراري ... هذي محاولتي الأولى والأخيرة بالطبخ .
    ملل في ملل ... دائما نتمنى العطلة تجي ... بس لما تجي نحتار شلون نمليها ... والفراغ يصير مرض نبي نتخلص منه ... طلعت الغرفة اللي في الدور الثالث ... هالغرفة محكورة في زاوية ... بس كانت جدا واسعة ... حنا نسميها مجازيا غرفة أبوي ... رغم أن جناح أبوي في الدور الثاني ... والغرفة عزيزة جدا على قلبي ... ما كان فيها أثاث ولا تنسيق للديكور كانت مثل القبو ... مجرد خزاين كبيرة ... وسرير عادي ... بس مليانة ملابس وصور ودببة للعشاق وهدايا واكسسوارات ورسايل غرام وأشرطة فيديو وكاسيتات قديمة ... كلها خاصة بأمي ... وأبوي كان يحتفظ فيها مو شكل من أشكال الوفاء ... ولا مجرد إحساس بالحنين ... لأنه ببساطة ما كان يقدر يعيش من غيرها ... أبوي في كل شي مثالي ... حتى في الحب ... ما كان يقبل نظام تعدد القلوب ولا تعدد الأحباب ... تفكير مو واقعي .... وشعور صعب تتأقلم معاه ... بس أبوي كان مقتنع فيه جدا ... وقناعات الإنسان صعب جدا تتغير حتى لو كانت خطأ .
    شفت ثوب عرسها الأبيض العادي جدا معلق في أول الخزانة ... الفستان الأزرق الملكي اللي أبوي كان يحبه واللي للأسف قطعت موضي أكمامه في لحظة من لحظاتها المجنونة ... سبحان الله ليش تغار من وحدة ميتة ؟!...فتحت صندوق الاكسسوارت المخمل اللي فيه دبلة الزواج اللي عليها اسم (سلطان) ... العقد الذهب اللي أفتح قلبه ألقى صورتها هي وأبوي يضحكون ... الساعة اللي أبوي شراها لها لما درى فيها حامل ... وعلى الرف مصفوفة الدببة اللي ماسكة عبارات (I Love You) و (You Are My Life) وغيرها ... أشرطة الكاسيت اللي مسجل عليها صوت أمي تغني بصوت رائع جدا (باكتب اسمك يا حبيبي ) و (وشايف البحر شو كبير!) وباقي الفيروزات ... صورهم اللي وثقت كل اللحظات الحلوة في حياتهم ... أشرطة الفيديو الخاصة فيهم ... رسايلهم ... أبوي ما كان عنده مانع نقرأ هالرسايل لا أنا ولا جراح ... لأن مشاعره تجاه أمي كانت شي يفتخر فيه جدا ... سبحان الله على كثر ما أقرأ هالرسايل ما مليتها ... كل مرة اكتشف فيها حنان أمي ورومانسية أبوي الغير متوقعة :
    ما أرق المتحف اللي من ورى ضلوعك فدتك الدور
    وأنا ما أقوى نظر ما فيه بعد غياب ناظرها
    حديقة بيت أهلها ... سورها العالي ... حمام السور
    زخارف بابها ... شباك غرفتها ... ستايرها
    ورق جدرانها ... سجادها ... تقسيمة الديكور
    خزاينها ... هداياها ... رسايلها ... خواطرها
    تحفها ... مزهريتها ... قصصها ... شعرها المكسور
    صورها ... مكتبتها ... أقلامها ... لمة دفاترها
    زمام السيف ... شال الليل ... حنا الكف ... كحل الحور
    حلقها ... عطرها ... فستانها الأبيض ... جواهرها
    مرايتها ... فصوص الساعة البيضا أم خمس سيور
    خواتمها ... قلايد جيدها ... نقشات أساورها
    ملابسها ... بروق ألوانها ... دولابها الممطور
    من أزرقها ... إلى أحمرها ... إلى أخضرها ... إلى أصفرها
    نسانيس الهوى اللي ترتشف يشمومها المنثور
    صخيفات المناديل اللي احتضنت عبايرها
    مصابيح المكان اللي خذا منها النهار النور
    سنون أمشاطها اللي ما نست عشرة ظفايرها
    بطاقات يطرزها صغار يحملون زهور
    رحيل الدبلة اللي ما تهنت في خناصرها
    زوايا كنها بلور في بلور في بلور
    مسا رزنامة غاب الحرير اللي يغيرها
    بكيت وصارت الدنيا قفص واستوحش العصفور
    ضحكت وملت شبوك القفص من كذب طايرها
    عرفت شلون الأرض تدور وأيام الزمان تدور
    والأعيان إن صفت كيف ومتى تذبح محاجرها
    ومتى تصير القبور بيوت وتصير البيوت قبور
    وكيف الذكريات يذوب ماضيها بحاضرها
    على الله وأنت أبيك المتحف اللي للعرب مأذور
    إذا جتك العيون وصدت أبوابك نواظرها
    تمر أجيال وتصدر سواليف وتعيش عصور
    وتروي سالفة عمري من أولها لآخرها

    هالغرفة غنية ... غنية بالذكريات ... بالتفاصيل ... بحياة للأسف ما قدرت أكون جزء منها ... كنت أتحسر ... حسدت أبوي ... حسدته من قلبي ... تمنيت أعرف هالإنسانة اللي أسمها أمي مثل ما عرفها ... رغم إن الموت خطفها وهي تولدني ... إلا إني تعلقت فيها من تعلق أبوي ... أصعب أنواع الحب إنك تحب إنسان مجهول ... تبني علاقة مع شخص من خلال بقاياه ... تدري إنك مستحيل تمارس معاه أي نوع من أنواع التواصل ... يعني بالمختصر حب عقيم .
    الملل يذبحني يوم بعد يوم ... وحتى جراح اليوم نايم بدري ... حاولت أصحيه وما رضى ... الأفلام كلها شفتها لما زهقت ... وTV ما فيه شي حلو ... وحتى النت يضيق الخلق ... يا ربي ... وش هالملل ؟... الساعة الحين 11 بالليل ... والعشا ما لي عليه نفس ... أعوذ بالله أتعشى بروحي يعني ... والله الوحدة تزهق ... رحت جناح أبوي ... تمددت على سريره ... أنتظره يرجع وأتعشى معاه ... وغطيت في النوم .
    صحيت وأنا ما أدري وش كثر نمت ؟... لفيت وجهي ولقيت أبوي نايم جنبي ... ابتسمت ... ليش ما حسيت عليه لما دخل ؟... قعدت أتأمله ... أحب أتامل أبوي وهو نايم ... أنا وأبوي وجراح ... عشنا وحيدين ... دائما كان هو الجزء الأقوى فينا ... منه نستمد كل شجاعتنا ... عمرنا ما شفناه مهزوم أو مكسور ... طول عمره كان في عيونا الإنسان العظيم اللي مستحيل تهتز صورته بأي شكل من الأشكال ... بس لما يكون نايم ... أبوي يكون طفل ... تعبان وهلكان وعفوي ... بعيد عن أقنعة القوة والصبر والتحمل ... اليوم جمعة وبالعادة أبوي يظل نايم للساعة 10 الظهر ...قمت بشويش علشان ما أصحيه ... شفت شي متمدد عالصوفا اللي جنب السرير ... لما قربت منه ... كان جراح متغطي بلحافه ونايم ... ابتسمت ... هذا شلون درى إني نايمة عند أبوي ؟... وأصلا هو متى صحى وجا هنا ؟... يالله على هالولد يحب يقلدني !!
    مرت الأيام كالعادة ملل في ملل ... بس الحمد الله وأخيرا رجعت مريم وأهلها ...
    ورجعت بالنسبة لي الحياة ... مريم صديقة طفولتي وحياتي الجاية إن شاء الله ... وعن طريقنا تعرف أبوي بإخوانها الكبار ... وصرنا أكثر من الأهل ... الأهل اللي باعونا من سنين وما سألوا عنا لأنهم مو موافقين على تصرفات أبوي اللي من وجهة نظرهم كانت تصرفات طايشة ... صعب جدا لما تكتشف إن أقرب الناس لك يبيعونك برخيص ... والغريب هو اللي شاريك ... طعم مر جدا مستحيل إنك تنساه ... واحساس بالثقة تجاه اللي عزوك في يوم حتى أهلك فيه ذلوك .
    متمددة على فراشي ... مية فكرة وفكرة في رأسي ... بكرا راح تكون حفلة نجاحي ... عزمت كل صديقاتي ... وأهل مريم ... وجيرانا ... تعوذت من إبليس ... ونمت ما أبي أكون مرهقة بكرا ... لأني من النوع اللي يبين عليه التعب بسرعة .
    الساعة 5 رجعت من المشغل ... بعد ما سويت شعري والميك آب :
    _ أهلين يا آنسة ...
    _ أهلين سوزان ... هاه وصل كل شي ؟
    _ كل شي جاهز ما تأكلي هم ... حتى عمال الشركة هلا خلصوا ... وطلعوا ...
    جاء جراح يركض من باب الحديقة :
    _ نــــــوف ... جيتي ؟!!.. (سحبني من يدي) ... تعالي ... تعالي شوفي وش سووا بالحديقة ...
    وفعلا كانت الحديقة خيال ... كأنها قاعة أفراح ... وتنسيق الطاولات والاضاءة ومكان الدي جي ... كل شي روعة :
    _ روعة ...
    _ شغلهم حلو ...
    _ أحلى من ما توقعت ... ياللــــــــــه ... خل اتصل على أبوي ...
    ورفعت الجوال ... صفر جراح وكأنه توه ينتبه :
    _ وش هالزين ؟... وش هالزين ؟
    دفيته وأنا ابتسم :
    _ قوة يبه ...
    _ هلا يا أبوي ...
    _ يبه الحديقة روعة ...
    _ ههههههه ... عجبتك ؟؟
    _ موووت ... تهبل ...
    _ وكل شي وصلكم ؟
    _ كل شي تمام ... تجي تشوف الحديقة ؟
    _ لا ما راح أجي ... وخلي جراح يطلع من البيت ... علشان تأخذون راحتكم ...
    _ تسلم يا الغالي ... الله لا يحرمني منك ...
    _ ولا منك ... تبين شي بعد ؟
    _ سلامتك يبه ...
    وقفلت الجوال :
    _ ليش كل هالكراسي ؟... راح يجونك ناس واجد ؟
    _ ما أدري ... الزيادة أحسن من النقصان ... وبعدين تعال أنت وين راح تروح ؟
    _ آآآآه ... اتصلت على رائد والشلة كل واحد عنده شغل ومو فاضي ... ما لي إلا أروح عند أبوي ...
    بست خده :
    _ سوري جراح ... اعذرني ... أحس اليوم قيدتك أنت وأبوي ...
    _ لا يا الطيبة عادي ... أهم شي تستانسين ...
    _ تسلم يا قلبي ...
    وطلع جراح مع السواق أمجد ... صعدت أنا لغرفتي بعد ما شيكت مع سوزان على كل شي ... لبست فستاني ... كان لونه بني كت بدون حتى علاقات ويوصل لفوق ركبتي شوي ... شريته لما كنا في لندن ... لبست عليه جزمة بني فيها كريستال ... ولبست العقد البني الطويل والساعة اللي شراها لي جراح لما نجحت ... شعري كان مثل استايلي كل مرة ... قاصته غجري ومطيرته بالاستشوار ... وميك آب الخبيرة نادين دائما يعجبني موووت .
    الساعة 7 جت جارتنا أم عادل وبناتها لطيفة وهيا ... وجت أم أيمن ... لبنانية ولدها أيمن سكرتير أبوي الخاص ... وبعدين جت مريم وأمها وأختها نادية اللي صايرة أم كرشة ... وزوجة مصطفى محاسب أبوي ... وصديقاتي شوق وغادة وابتهال مع أهاليهم ... وأم عصام وزوجة ولدها ... وهذولا ناس جداوية وأبو عصام من أعز أصدقاء أبوي وأكثر اللي وقفوا معاه في بداياته ... طبعا سوزان خبيرة متمرسة بالإشراف على الشغالات والشغل ... فما كان لي مجال أساعدها بشي ... فالتهيت أستانس مع البنات ... تطوعت مريم تكون المشرفة عالدي جي ... طبعا مو من كرمها ... بس علشان ما أحد يقول لها ارقصي وتفشل ... مريم ايقاعها بالرقص معاق جدا ... رقصت أنا وبنات ... طبعا راشد الماجد كان له نصيب الأسد من الأغاني المطلوبة ... يا حليله شعبيته مع البنات ضاربة حيل :
    _ آنسة ...
    وسحبت سوزان يدي :
    _ شنو فيه ؟
    _ في ست عم تسأل عليكي ...
    طالعت في ساعتي ... الساعة 10 وفوق ... ما توقعت بقى أحد ما جاء :
    _ أوكي ...
    واتجهت لمدخل الحديقة ... كانت مره كبيرة بالسن ... واقفة وتطالع في ساعة يدها :
    _ حياك الله يا خالة ...
    ابتسمت غصب :
    _ انتي نوف ؟
    _ سمي ...
    باست خدي بسرعة :
    _ مبروك ... عقبال الجامعة إن شاء الله ...
    _ الله يبارك فيك ... حياك تفضلي ...
    _ يزيد فضلك ... أنا حبيت أجي وأبارك لك ... أبو مساعد حلف علي ما غير أجي وأحضر حفلتك ...
    _ أبو مساعد ؟!
    _ إيه ... وأنا أم مساعد ... أبو مساعد رفيق أبوك بالشغل ...
    _ يا هلا والله ... وللحين واقفة يا خالة ... الله يهداك بس ...
    _ والله مستعجلة يا بنيتي ... دوك وألف مبروك إن شاء الله ... (وسلمتني كيس) ...
    _ وش ذا ؟
    _ هديتك من عمك أبو مساعد ... ولا ترديني ... ترى يزعل مني هاه !!
    _ تسلمين ... ما قصرتي ...
    _ يالله ... أترخص ...
    _ ما مداك يا خالة ... العشا طيب ...
    _ كثر الله خيركم ... والله وراي مية شغلة وشغلة ... يالله مع السلامة ...
    _ الله معاك ...
    ووصلتها للباب ... هالمرة غريبة بشكل :
    _ من ذي ؟
    تفاجأت بمريم واقفة وراي :
    _ بسم الله الرحمن الرحيم ... وراك خرعتيني ...
    _ لا تضيعين السالفة ... من هذي ؟
    _ والله علمي علمك ... تقول إنها زوجة رفيق أبوي بالشغل ...
    _ وعلامها ؟... حتى ما تضيفت ...
    _ ما أدري ... أحسها جاية غصب ...
    _ ما علينا منها ... اسمعي تعالي أبي أحط أغنية سلمى يا ضي عيوني ...
    _ هههههههههه ... أي سلمى انتي ووجهك ... عيب في حريم كبار ...
    سحبت يدي :
    _ نوف ... تكفين أموت عليك إذا رقصتي دبكة ... تعالي طلعي العرق السوري اللي فيك ...
    وبين هبال مريم ... والرقص ... والوناسة ... خلصت الحفلة ... وراحوا الضيوف ... سوزان كانت هلكانة بس خلصت شغل على طول راحت تنام ... جلست في الصالة ... أفكر بالحفلة والوناسة ... صج الوقت مع الفرح يمر بسرعة :
    _ السلام عليكم ... وش هالزين ؟!
    انتبهت على أبوي يبوس رأسي ... ويقعد جنبي :
    _ هلا يبه ...
    _ شلون الحفلة ؟
    _ تهبل ... استانسنا وناسة ما بعدها ...
    _ هههههههههه ... دوم إن شاء الله ...
    دخل جراح وكان شكله يضحك ... مر وعلى طول توجه للسلم :
    _ شفيه ؟
    _ نعسان ... نام بالمكتب وقبل شوي قعدته ... شكله ما شبع ...
    _ هههههههههههه ... مسكين ... عاد اليوم هو صاحي من الساعة 8 ...
    _ آآآآآآآآآآه ... والله حتى أنا نعسان ...
    _ تعشيت يبه ؟
    _ الحمد الله ...
    _ إيه صح يبه ... اليوم جت وحدة للحفلة ... اسمها أم مساعد ... وقالت إن زوجها رفيقك ...
    لحظت وجه أبوي تغير :
    _ أم مساعد ؟!... (هزيت رأسي موافقة) ... وش قالت لك ؟
    _ باركت لي ... وعطتني هدية ...
    وفتحت علبة الطقم الذهب اللي كان جنبي ... شافه أبوي وتغير لونه زيادة ... بس ابتسم غصب:
    _ عليك بالعافية ...
    _ الله يعافيك ... يبه في شي ؟
    _ مثل شنو ؟
    _ يعني أحسك متضايق ...
    ابتسم ووقف ... مسك رأسي بإيدينه الاثنين وباسه :
    _ يتهيأ لك ... قومي ارتاحي ... اليوم تعبتي ... تصبحين على خير ...
    _ وأنت من أهله ...
    وطلع أبوي السلم ... أقص يدي إذا أبوي ما فيه شي ... ومنو أم مساعد هذي ؟... وليش أبوي ارتبك بس جبت طاريها ... أبوي أعرفه أكثر من نفسي ... أنا عايشت كل لحظات حياته ... كفاحه في الشغل ... مشاكله مع أهله ... حروبه في السوق ... كان يرجع للبيت يلقاني بس أنا ... رغم إني كنت صغيرة بس كان يرتاح لما يفضفض لي ... وتعود يقول لي كل شي ... وتعودت أنا أقرأ في عيونه قبل حتى ما يعترف بلسانه ... أعوذ بالله من الشيطان ... خل أروح أنام أحسن .



    -

    You are gone
    Did not keep me something
    No matter how you go
    I will keep your restricted
    -

  • #2
    ماا بغيت اخلص :p

    تسلميين فوشيه ع الرواايه :p

    تحيااتي:>


    ..

    تعليق


    • #3
      مشكووره تسلمين
      << ما قراها هههههههههه
      يعطيج العاافيه
      مـإ إع ــرف إسـؤي تــوقـيـع نـإطـر إح ــد يــتــبرع ويــسـؤيلي ;pP~
      لووول

      تعليق


      • #4
        يسلـمووو ع المـروور ..
        -

        You are gone
        Did not keep me something
        No matter how you go
        I will keep your restricted
        -

        تعليق


        • #5
          منوره والله ويسلمو على القصه ويعطيج العافيه يالغاليه
          يا زين رجل بالمهابات ما يهاب
          وصايفه يا ناس عدت السحاب

          كريم أجودي من نسل الأكرام
          محمد العويــد يا زينت الشباب

          تعليق


          • #6
            يسلموووو على القصة

            تعليق


            • #7
              الله يعطيج ألف عاااااااافيه حبيبتى
              [align=center][/align]

              تعليق

              يعمل...
              X