اليد ُ الذهبية
بينما نحن قافلون من المدرسة نتذكر آخر الذكريات التي حصلت هناك وإذا بالسماء تُمطر دماً ووجه الكون اشرأبَّ وتشقق ، ماذا ما الذي يجري ، ارتسمت على وجوهنا أسئلة غريبة لم نجد لها أجوبة في أذهاننا، صوت الرصاص يعلو في السماء الصافية ليحولها إلى سماء حالكة مدلهمة .
أسرع كل واحد منا إلى بيته ، أسرعت إلى البيت ،وجدت والدي كما هي العادة متبسماً ولكن ابتسامته غير طبيعية ، كأنها تُخفي وراءها شيئاً غامضاً ودموعه تترقرق على ذلك الخد الرقيق الذي تشقق من آهات وأحزان السنين تفتح أروع صفحات الحب والإخلاص، حاولت أن أقرنَ ذلك المشهد بهذا المشهد ولكن لا جدوى ، نظرت إلى أبي ، خاطبته: ما الذي يجري ؟ وماذا أرى؟! أجابني ولكنَّ جوابه لم يكن شافياً لي .
- وطننا.
- ما به وطننا يا أبي؟!
- لقد احتله الأعداء .
- ولماذا ؟!
- هذه مشيئة الله يا بني.
كان هذا الجواب قذيفة وجهها أبي إلى صدري ،ولكنني لم أتحطم ،فعزمت أنا وأصدقائي أن نتفانى في خدمة هذا الوطن.
كان صديقي حسام من أعظم المتحمسين للدفاع عن القدس ، لما يعلمه من مكانته الدينية ، على الرغم من أن يده اليمنى كانت مشوهة بحريق حدث في الماضي ، أتذكر أن لما كان يخرج يلعب معنا يلاحقه الأطفال كان أحدهم يقول: انظروا إلى يده الجميلة ، وآخر يقول: انه يخفي يده الجميلة لكي لا نراها فنحسدها ، كانت هذه الكلمات بمثابة وخز إبرٍ في روحه فيخاطبهم بقلبه الطيب: اذهبوا عني ، إن يدي تخجل من أن تراكم لذا فأنا أخفيها ،فيتضاحك الأطفال من حوله ويسخرون منه ، حتى يتقدم أحدنا ويصرفهم عنه ، ونحن نخاطب حسام : انهم صغار ، لا يعرفون للحياة معنى سوى اللعب واللهو، فيتنهد ويقول: نعم..نعم.. ، ودموعه تنحدر على خده.
كان تصميم حسام دافعاً لنا للدفاع عن القدس الجريح، لم نكن نملك سلاحاً ولكن كنا نملك عزماً وقوةَ إرادة تُحطم الصخر،خرجنا من البيت ونحن نردد :الله أكبر..الله أكبر.. بالدم نفديك يا قدس في هذه الأثناء راقبت صديقي حسام ماذا يفعل كانت يده ملفوفة بخرقة أو بشاش أبيض ، -وفي أول مواجهة لنا مع العدو وحيث تجمهر الناس وكل واحد منهم بيده شيئاً- فك الشاش من يده كانت مشوهة بشكل رهيب لا يوصف ، أخذ الحجارة وقذفها في وجه العدو وهو ينادي: الموت قادم لكم يا أعداء الله ، فأخذنا نحن كذلك نرجم العدو فتقدم حسام وأصبح قريباً جداًَ من العدو ، لكن ما لبث أن وجه العدو رصاصة غادرة تجاه حسام أثّرت فيه حتى أعياه نزف الدم، أخذناه إلى إحدى المستشفيات القريبة ، إلى أن عاد إليه وعيه ، خاطبنا : ماذا حصل ؟ ولماذا أنا هنا ؟
أخبرناه بما جرى ، فرح حينما أخبرناه أن أهل الحي أطلقوا على يده لقب اليد الذهبية ، لأنه كان متميزاً في الدفاع ، في هذه اللحظات خاطبنا:
أنا الآن لا أخجل من الحروق والتشويه التي أصابت يدي ولست محتاجاً إلى الشاش لألُفَها ، بل أنا الآن أرفعها عالياً ، وأفتخر بها لأن اليد التي تُدافع عن الدين والأرض والوطن والكرامة وكل معاني الصدق هي بحق يدٌ ذهبية.
منقولة عن حماس شاب فلسطيني..:knight :bi :guill :bi :knight
:heart جوري:heart
بينما نحن قافلون من المدرسة نتذكر آخر الذكريات التي حصلت هناك وإذا بالسماء تُمطر دماً ووجه الكون اشرأبَّ وتشقق ، ماذا ما الذي يجري ، ارتسمت على وجوهنا أسئلة غريبة لم نجد لها أجوبة في أذهاننا، صوت الرصاص يعلو في السماء الصافية ليحولها إلى سماء حالكة مدلهمة .
أسرع كل واحد منا إلى بيته ، أسرعت إلى البيت ،وجدت والدي كما هي العادة متبسماً ولكن ابتسامته غير طبيعية ، كأنها تُخفي وراءها شيئاً غامضاً ودموعه تترقرق على ذلك الخد الرقيق الذي تشقق من آهات وأحزان السنين تفتح أروع صفحات الحب والإخلاص، حاولت أن أقرنَ ذلك المشهد بهذا المشهد ولكن لا جدوى ، نظرت إلى أبي ، خاطبته: ما الذي يجري ؟ وماذا أرى؟! أجابني ولكنَّ جوابه لم يكن شافياً لي .
- وطننا.
- ما به وطننا يا أبي؟!
- لقد احتله الأعداء .
- ولماذا ؟!
- هذه مشيئة الله يا بني.
كان هذا الجواب قذيفة وجهها أبي إلى صدري ،ولكنني لم أتحطم ،فعزمت أنا وأصدقائي أن نتفانى في خدمة هذا الوطن.
كان صديقي حسام من أعظم المتحمسين للدفاع عن القدس ، لما يعلمه من مكانته الدينية ، على الرغم من أن يده اليمنى كانت مشوهة بحريق حدث في الماضي ، أتذكر أن لما كان يخرج يلعب معنا يلاحقه الأطفال كان أحدهم يقول: انظروا إلى يده الجميلة ، وآخر يقول: انه يخفي يده الجميلة لكي لا نراها فنحسدها ، كانت هذه الكلمات بمثابة وخز إبرٍ في روحه فيخاطبهم بقلبه الطيب: اذهبوا عني ، إن يدي تخجل من أن تراكم لذا فأنا أخفيها ،فيتضاحك الأطفال من حوله ويسخرون منه ، حتى يتقدم أحدنا ويصرفهم عنه ، ونحن نخاطب حسام : انهم صغار ، لا يعرفون للحياة معنى سوى اللعب واللهو، فيتنهد ويقول: نعم..نعم.. ، ودموعه تنحدر على خده.
كان تصميم حسام دافعاً لنا للدفاع عن القدس الجريح، لم نكن نملك سلاحاً ولكن كنا نملك عزماً وقوةَ إرادة تُحطم الصخر،خرجنا من البيت ونحن نردد :الله أكبر..الله أكبر.. بالدم نفديك يا قدس في هذه الأثناء راقبت صديقي حسام ماذا يفعل كانت يده ملفوفة بخرقة أو بشاش أبيض ، -وفي أول مواجهة لنا مع العدو وحيث تجمهر الناس وكل واحد منهم بيده شيئاً- فك الشاش من يده كانت مشوهة بشكل رهيب لا يوصف ، أخذ الحجارة وقذفها في وجه العدو وهو ينادي: الموت قادم لكم يا أعداء الله ، فأخذنا نحن كذلك نرجم العدو فتقدم حسام وأصبح قريباً جداًَ من العدو ، لكن ما لبث أن وجه العدو رصاصة غادرة تجاه حسام أثّرت فيه حتى أعياه نزف الدم، أخذناه إلى إحدى المستشفيات القريبة ، إلى أن عاد إليه وعيه ، خاطبنا : ماذا حصل ؟ ولماذا أنا هنا ؟
أخبرناه بما جرى ، فرح حينما أخبرناه أن أهل الحي أطلقوا على يده لقب اليد الذهبية ، لأنه كان متميزاً في الدفاع ، في هذه اللحظات خاطبنا:
أنا الآن لا أخجل من الحروق والتشويه التي أصابت يدي ولست محتاجاً إلى الشاش لألُفَها ، بل أنا الآن أرفعها عالياً ، وأفتخر بها لأن اليد التي تُدافع عن الدين والأرض والوطن والكرامة وكل معاني الصدق هي بحق يدٌ ذهبية.
منقولة عن حماس شاب فلسطيني..:knight :bi :guill :bi :knight
:heart جوري:heart
تعليق