أبدأ حديثي معكم بتعريف نفسي، أنا غير متزوج ودراستي لغاية المرحلة الابتدائية, عملت في مجالات كثيرة فاكتسبت خبرات متعددة وحالياً لا أعمل وأعيش مع أخوتي ووالديّ.
بدأت قصتي مع الانحراف وأنا في الرابعة عشر من عمري وعلى وجه التدقيق في أواخر السبعينات حيث كانت الخمور, والحشيشة، والأقراص المخدرة متوفرة بكثرة, وكنت أرى أصحابي ( أصحاب السوء ) يتعاطون هذه السموم أمامي رغم صغر سني فأشعر بالضعف والنقص أمامهم وكنت أظن أنه لا بد أن أثبت لهم عكس ذلك فانجرفت معهم في هذا المستنقع من دون التفكير في عواقبها, بل كان همي الأكبر هو التفاخر أمامهم, حتى أصبحت مدمناً.
ومرت الأعوام وأنا أجتمع مع أصحابي المدمنين في ليالي الجمع وكل واحد منا يجلب ما لديه من ( خمر وحشيش وحبوب ). حتى عام ( 1980م ) وفي نفس هذا الوقت حوالي الرابعة عصراً عندما جائني أحدهم ليخبرني عن نوع جديد وأقوى من الحشيش والحبوب وهو (البودرة) وعرض علي تجربتها مجاناً فوافقت على الفور ومن دون تردد, فأخرج ورقة من المحارم ولفها بطريقة أسطوانية وبمجرد أن شممتها أحسست أن الجو قد أصبح حاراً رغم أننا في الشتاء فتعلقت بهذا الشيء أكثر من السموم السابقة لأنني كنت أشعر أن هذه المادة تنسيني كل المشاكل مؤقتاً ولم أعرف أنها أغلى من الذهب حتى جاء اليوم الذي أحسست فيه بآلام شديدة في أنحاء جسمي فرجعت إلى صديقي وسألته عن البودرة فطلب المال الكثير لتوفيرها, وحينها علمت بأنه قام بتخديري وأدماني لأكون زبوناً دائماً له, وأعتقد أني في ذلك الوقت كنت أصغر مدمن مخدرات في البلاد.
كم تحتاج من المال يومياً لتوفير هذه السموم؟
على حسب درجة الإدمان فالمبتدأ يحتاج من عشرة إلى عشرين دينار, والمتوسط يحتاج من ثلاثين إلى خمسين ديناراً أما من تمكن منه الإدمان كحالتي فيحتاج ما لا يقل عن ثمانين أو مائة دينار يومياً.
ألم ينصحك أحد بترك تعاطي المخدرات؟
بلا, في سنة 82 تعرفت على أحد المدمنين وكان يعتقد بأني في أول طريقي وقام ينصحني لكي أترك هذا الخط المشئوم وكان يعتقد بأني في أول الطريق لم يكن يعرف أني وصلت إلى أعماق الإدمان, وبقيت معه إلى 85 أو 86 فقررت الأبتعاد عن هذه السموم وبالفعل تركتها لمدة سنتين تقريباً ولكن للأسف عدت أجر أذيال الخيبة إليها.
لماذا؟
لأن مجتمعنا لم يسمح لي ولم يشجعني على ترك هذه الأعمال, فمجتمعنا يحترم القمار ومرتكبي الزنا والمتاجرة في المخدرات ولا يحترم (الكَردي).
فأنا في النهاية إنسان له كيانه وله قيمته وللأسف الشديد فإن نظرة المجتمع للمدمنين نظرة خاطئة فبعض المدمنين لهم إيجابيات كثيرة يتجاهلها المجتمع ويمسكون عليهم خطأ واحداً ومن خلاله يسقط ويذيب كل حسناته, فأنا على سبيل المثال كنت وما زلت خادماً في المآتم وملبياً لنداء الخير والمجتمع لا يقدر لي هذا المجهود, وإنما يعتبرني عالة عليه.
ما الأسباب التي أدت إلى وقوعك في الإدمان ؟
لأن في السبعينات كانت وسائل الإعلام محدودة للتحذير من هذه السموم وأضرارها ومساوئها وخطورتها, فكانت الحملات الإعلامية سطحية وكانت المنافذ الأمنية في البلد غير محكمة, إلى جانب أن أكثر المتعاطين للمخدرات هم من المراهقين فبطبيعة الحال يحاول
بدأت قصتي مع الانحراف وأنا في الرابعة عشر من عمري وعلى وجه التدقيق في أواخر السبعينات حيث كانت الخمور, والحشيشة، والأقراص المخدرة متوفرة بكثرة, وكنت أرى أصحابي ( أصحاب السوء ) يتعاطون هذه السموم أمامي رغم صغر سني فأشعر بالضعف والنقص أمامهم وكنت أظن أنه لا بد أن أثبت لهم عكس ذلك فانجرفت معهم في هذا المستنقع من دون التفكير في عواقبها, بل كان همي الأكبر هو التفاخر أمامهم, حتى أصبحت مدمناً.
ومرت الأعوام وأنا أجتمع مع أصحابي المدمنين في ليالي الجمع وكل واحد منا يجلب ما لديه من ( خمر وحشيش وحبوب ). حتى عام ( 1980م ) وفي نفس هذا الوقت حوالي الرابعة عصراً عندما جائني أحدهم ليخبرني عن نوع جديد وأقوى من الحشيش والحبوب وهو (البودرة) وعرض علي تجربتها مجاناً فوافقت على الفور ومن دون تردد, فأخرج ورقة من المحارم ولفها بطريقة أسطوانية وبمجرد أن شممتها أحسست أن الجو قد أصبح حاراً رغم أننا في الشتاء فتعلقت بهذا الشيء أكثر من السموم السابقة لأنني كنت أشعر أن هذه المادة تنسيني كل المشاكل مؤقتاً ولم أعرف أنها أغلى من الذهب حتى جاء اليوم الذي أحسست فيه بآلام شديدة في أنحاء جسمي فرجعت إلى صديقي وسألته عن البودرة فطلب المال الكثير لتوفيرها, وحينها علمت بأنه قام بتخديري وأدماني لأكون زبوناً دائماً له, وأعتقد أني في ذلك الوقت كنت أصغر مدمن مخدرات في البلاد.
كم تحتاج من المال يومياً لتوفير هذه السموم؟
على حسب درجة الإدمان فالمبتدأ يحتاج من عشرة إلى عشرين دينار, والمتوسط يحتاج من ثلاثين إلى خمسين ديناراً أما من تمكن منه الإدمان كحالتي فيحتاج ما لا يقل عن ثمانين أو مائة دينار يومياً.
ألم ينصحك أحد بترك تعاطي المخدرات؟
بلا, في سنة 82 تعرفت على أحد المدمنين وكان يعتقد بأني في أول طريقي وقام ينصحني لكي أترك هذا الخط المشئوم وكان يعتقد بأني في أول الطريق لم يكن يعرف أني وصلت إلى أعماق الإدمان, وبقيت معه إلى 85 أو 86 فقررت الأبتعاد عن هذه السموم وبالفعل تركتها لمدة سنتين تقريباً ولكن للأسف عدت أجر أذيال الخيبة إليها.
لماذا؟
لأن مجتمعنا لم يسمح لي ولم يشجعني على ترك هذه الأعمال, فمجتمعنا يحترم القمار ومرتكبي الزنا والمتاجرة في المخدرات ولا يحترم (الكَردي).
فأنا في النهاية إنسان له كيانه وله قيمته وللأسف الشديد فإن نظرة المجتمع للمدمنين نظرة خاطئة فبعض المدمنين لهم إيجابيات كثيرة يتجاهلها المجتمع ويمسكون عليهم خطأ واحداً ومن خلاله يسقط ويذيب كل حسناته, فأنا على سبيل المثال كنت وما زلت خادماً في المآتم وملبياً لنداء الخير والمجتمع لا يقدر لي هذا المجهود, وإنما يعتبرني عالة عليه.
ما الأسباب التي أدت إلى وقوعك في الإدمان ؟
لأن في السبعينات كانت وسائل الإعلام محدودة للتحذير من هذه السموم وأضرارها ومساوئها وخطورتها, فكانت الحملات الإعلامية سطحية وكانت المنافذ الأمنية في البلد غير محكمة, إلى جانب أن أكثر المتعاطين للمخدرات هم من المراهقين فبطبيعة الحال يحاول
تعليق