[align=center]الم أخبركم من قبل ؟!
حسناً سأخبركم الآن؟!
# # #
تعود الحكاية لتسع سنوات مضت..
هيا اقتربوا مني..
اجلسوا حولي..
أريد أن اشعر بأنفاسكم، فالجو هنا بارد..
# # #
جاء في رسالته : انه بخير.. وان أحواله تحسنت … وانه وجد عملاً، وانه يبحث عن حسناء مصابة بعته حقيقي حتى تقبل الزواج منه !
اعتقد أنكم غير مهتمين بأخبار صديقي اشرف حتى أخبركم بها!!>>
أليس كذلك؟!!
# # #
مع ذلك دعوني أخبركم كيف تعرفت عليه، فقد نشئت صداقتنا القوية بعد قصة مليئة بالكثير من الركلات المتبادلة بيننا !
# # #
الحكاية تعود إلى سنة 1995 عندما كنت انتظر نتيجة الشهادة الثانوية في قريتي.
تعالوا معي أعرفكم على قريتي ... وبيتي وأهلي!>>
نعم، هي قرية مصرية، من تلك القرى التي تراها وأنت في طريقك لسوهاج ...
عندما تركب الداتسون، في الصندوق الخلفي، وتجد أن روحك تكاد تفيض بسبب أن 50 راكباً يجلسون حولك متلاصقين..
عندها تأكد انك في الطريق إلى قريتي !!
والآن أنت على مشارف قريتنا...
واخيراً وصلت .. مرحباً بك ..
لا تحاول النزول من الداتسون .. الركاب الآخرون سيساعدونك على ذلك!
خذها مني نصيحة: "عندما تجد نفسك محلقاً في الفضاء، لا تندهش .. فالراكبون حولك قاموا بقذفك ككيس من البرسيم فور وصولك..
حاول أن تشكرهم .. لقد اختصروا عليك المحاولات العشرة للخروج من بينهم كقطعة واحدة !
الآن أنت أمام قريتي، بدأت تتنفس، ووجهك بدأ يتورد، والهواء يعانق رئتيك كصديق قديم!!
انتعش إذن وراقب الطريق ..
إذا قابلت رجلاً عملاقاً ... يرتدي جلابيه بنية اللون ويحمل في يده نرجيلة – أي شيشه- ويدخن منها حاسباً نفسه مصنع للبلاستك ..
اعرف أن هذا الرجل هو أبي....
أما إذا قابلت امرأة عجوز ..تحمل فوق رأسها سبتاً ضخماً .. وتبدو منهكة جداً ..ومتعبة جداً جداً .. ومع ذلك فهي تبتسم لك في ود وطيبة ...
فاعرف أن هذه المرأة هي أمي ...
أما إذا قابلت رجلاً تبدو ضحكته خبيثة .. ويداعب كرشه باستمتاع ..ويبدو كعميل لأمن الدولة ..
اعرف وقتها أن هذا الرجل هو عم صلاح أبو زوجتي!!
أما إذا قابلت امرأة مكتنزة ... حتى تخال أنها انفجار سكاني.. وبدأت تشعر أنها قادمة من المريخ..
أريدك أن تتأكد أن هذه المرأة هي زوجة عم صلاح وأم زوجتي..
الآن عرفتم بعض الشئ عن قريتي...
اعتقد أنك لست بحاجة للتعرف على الأبقار والجواميس التي تتمشى بجوارك وكأنها من اعز أصدقائك!!
من البديهي ايضاً ألا تتعجب عندما ترى أطفال قريتي يسيرون خلفك ونصفهم الاسفل عارياً ..
أرجو ألا تلومهم كثيراً إذا اعتقدوا انك كائن يستحق المشاهدة ..
لا تحاول الالتفات كثيراً إلى فتيات قريتي .. واللاتي ينظرن إليك بانبهار .. هن فقط يحسبونك قريباً لسيد زيان .. بل إنهن متأكدات انك تشبه الوسيم شعبان عبد الرحيم !!
لكن ما علاقة هذا بقصتي؟!!
اعتقد انه لا علاقة لها بحكايتي..
فقط أنا وعدتكم أن أكون مملاً..
وانا لا اخلف وعودي ابداً..
دعونا نعود لقصتي ...
@ @ @
في مصر ... الثانوية العامة لها تعريف بسيط عندنا!
يمكنني أن أخبرك أن الثانوية العامة تعني : انك تسقط في بئر .. وللأسف لا يوجد في قاعه ماء!!
أو كأن أمك أنجبتك بدون يدين .. ومع ذلك فهم يأمروك بالصعود لقمة افرست!!
الثانوية العامة تعني عندنا : أنه ليس حقوق .. ليس من حقك أن تأكل أو تنام .. أو تضحك قبل أن تحصل عليها!!!>>
لو رأيت أي واحد في مصر عمره في الأساس 17 سنة.. لكن تبدو عليه إمارات الفزع والذهول ...ويبدو لك انه على وشك الجنون .. ويحاول أن ينتحر باستمرار .. لكنه يفشل في الانتحار .. دعني أؤكد لك انه طالب ثانوية عامة!!>>
لا أريد أن أطيل عليكم !!
لقد كانت سنة 1995 هي السنة المنتظرة لحصولي على الثانوية العامة..
وللأسف حصلت عليها... بمجموع بهاريزي كبير لا بأس به !
لكن صدقوني لم أكن اعرف أن هذه هي البداية.. وان ما ينتظرني مخيف .. مخيف جداً !
طبعاً لا داعي أن أخبركم عن فرحة أهلي وقريتي بحصولي على شهادة الثانوية العامة...
لا داعي أن أخبركم عن الانفجارات الكونية التي أصدرتها أفواه نساء القرية تعبيراً عن فرحتهن بي!!
كما إنني لا أريد أن أخبركم أن رجال قريتنا اخرجوا بنادقهم ومدافعهم .. ليطلقوا الرصاص في الهواء..
من البديهي أنكم تعرفون أن رجال الأمن، والعديد من فرق الصاعقة قامت بحصار قريتنا بعدها لمدة أسبوع كامل..اعتقاداً منهم أن في قريتنا حرب أهلية ..
كل هذا لأنني حصلت على الثانوية ..
يومها أحسست إنني رجل مهم!
طبعاً معايه ثانوية عامة ..
# # #
ومرت الأيام ....
وجاء جواب الترشيح .. لأعرف إنني دخلت كلية الآداب..
نسيت أن أخبركم انه كان باستطاعتي دخول أي كلية علمية أخرى ...
# # #
لكن يا رفاق أنا أحب التاريخ...لذلك ذهبت لكلية الآداب ...
وبدأ العام الدراسي الجديد ...
واستلقيت على فراشي منتظرأ أن يأتي الصباح..
وبسعادة نمت كـ خرتيت يحلم بمزرعة من الديدان ...
طبعاً بعد أن جهزت ملابسي الجديدة ... وكويتها جيداً.. بنطلون وقميص موديل سنة 1995 قبل الميلاد....
أظن انه لا حاجة بي أن أخبركم إنني قصصت شعري عند عم رضا الحلاق .. والذي جعلني أبدو وكأني ذئب يوشك على التهام نعجة بريئة !!
# # #
وكما أخبرتكم ... نمت كخرتيت سعيد ... لأصحو كفأر مذعور...
أيقظني أبي في الرابعة صباحاً .. قبل الفجر ..
أنا : خير يا أبويه لسه بدري .. هو في حاجة لا سمح الله..
أبي بانفعال: اصحي يابن الأرض .. اليوم يومك يا حمار.. الجامعة بتنادي عليك!!
أنا باندهاش حقيقي: غريبة أنا مش سامع أي حد بينادي يا ابويه!
ثم قال أبي - بعد أن حملني بيديه ليقذف بي من فوق الفراش إلى أسفله- اصحى يابني الشهادة الكبيرة مستنياك!!
طبعاً لم ينسى أبويه أن يسحب 20 نفس شيشه ... علشان يهدي انبساطه وفرحته بي !!
المهم، قمت من نومي فرحاً علشان ارضيه، ولبست ملابسي، وهيئت نفسي بإنشكاح لأول يوم جامعة..
لكن لحظة؟
من قال أن الأفراح تدوم للأبد...
دخلت على أبي لأودعه.. ورأيت أمي المنهكة دوماً والعجوز دائماً تجلس بجواره وهي تدعو الله وتبتهل أن ارجع بالسلامة .. امي تعتقد أني سأعمل كهربائياً في السلك الدبلوماسي !!
أما أبي عندما رآني ... أصابته صدمة !
عرفت انه مصدوم .. لأنني رأيت اسراباً دخانية عديدة تخرج من فمه وانفه ...كما رأيت نيران شيشته توشك أن تتحول لزلزال شرق اسيوي آخر !
وبهدوء احسد أبويه عليه قال لي:
ما هذا يابن الأرض..
قلت وأنا ارتجف كأرنب يعرف انه سيطبخ على الغداء : خير يا أبويه، هو أنا زعلتك في حاجة؟
- ما هذا الذي ترتديه ..
ثم قام من مجلسه بعنف وحماس وتوجه نحوي، ثم حدجني بنظرة قصيرة كأي مخبر يحترم نفسه، وذهب لغرفته ..
تنفست الصعداء .. لقد ظننت لوهلة أن تسريحة شعري لم تعجبه !!
بعد 18 ثانية بالضبط عاد أبي منتفخ الأوداج، وهو يحمل جلباباً ازرق، وطاقية بنية، وحذاء اسود !
وبابتسامه لم أرى أكثر منها رعباً، قال أبي: خذ البس يا حمار؟!
- البس إيه يا أبويه ؟!!
- البس الهدوم دي .. أنا كنت جبتها علشانك من 16 سنة .. لما أنت كنت عيل ولسه في أولى ابتدائي..
ثم واصل حديثه متأثراً جداً : كنت عارف يا ابني أن اليوم ده حيجي .. والقيك دكتور قد الدنيا، خذ يا بن الأرض البس وافرح .. وروح الجامعة ..
وبذعر لا أراكم الله مثله قلت : بس يا أبويه ما ينفعش، إحنا دلوقتي في تقدم، والناس لو شافوني داخل الجامعة كده .. حتبقى مصيبة...
# # #
هل تعرفون يا رفاق ؟!!
رأيت الحزن في وجه أبي ؟!!
رأيت انه بدأ يشعر بالخيبة في ابنه !!!
# # #
وقتها اتخذت اكبر قرار مجنون في حياتي ...
قررت أن ارتدي الجلباية الزرقاء، والطاقية البنية، والحذاء الأسود، والذي اعتقد أن أبي اشتراه من المتحف التاريخي خصيصاً لأجلي!!!
ارتديت الجلباب .. وسط فرحة أبي .. وسعادة أمي ..وخرجت من البيت ..
وكمن يذهب ليتلقى العزاء في وفاة جميع أقاربه دفعة واحدة ذهبت للجامعة !!!
وكمن فقد عينه في مشاجرة تافهة .. ذهبت للجامعة !!!
كمن اخبروه انه سيموت بعد ست ساعات بدون أسباب ... ذهبت للجامعة!!!
# # #
وعندما ذهبت للجامعة ...
كان المشهد محزناً .. مضحكاً.. مبكياً...
في المرة القادمة سأكمل لكم...>>
فقط نبهوني ألا أطيل عليكم؟!>>
لا تنسوا!
يتبع ...[/align]
حسناً سأخبركم الآن؟!
# # #
تعود الحكاية لتسع سنوات مضت..
هيا اقتربوا مني..
اجلسوا حولي..
أريد أن اشعر بأنفاسكم، فالجو هنا بارد..
# # #
جاء في رسالته : انه بخير.. وان أحواله تحسنت … وانه وجد عملاً، وانه يبحث عن حسناء مصابة بعته حقيقي حتى تقبل الزواج منه !
اعتقد أنكم غير مهتمين بأخبار صديقي اشرف حتى أخبركم بها!!>>
أليس كذلك؟!!
# # #
مع ذلك دعوني أخبركم كيف تعرفت عليه، فقد نشئت صداقتنا القوية بعد قصة مليئة بالكثير من الركلات المتبادلة بيننا !
# # #
الحكاية تعود إلى سنة 1995 عندما كنت انتظر نتيجة الشهادة الثانوية في قريتي.
تعالوا معي أعرفكم على قريتي ... وبيتي وأهلي!>>
نعم، هي قرية مصرية، من تلك القرى التي تراها وأنت في طريقك لسوهاج ...
عندما تركب الداتسون، في الصندوق الخلفي، وتجد أن روحك تكاد تفيض بسبب أن 50 راكباً يجلسون حولك متلاصقين..
عندها تأكد انك في الطريق إلى قريتي !!
والآن أنت على مشارف قريتنا...
واخيراً وصلت .. مرحباً بك ..
لا تحاول النزول من الداتسون .. الركاب الآخرون سيساعدونك على ذلك!
خذها مني نصيحة: "عندما تجد نفسك محلقاً في الفضاء، لا تندهش .. فالراكبون حولك قاموا بقذفك ككيس من البرسيم فور وصولك..
حاول أن تشكرهم .. لقد اختصروا عليك المحاولات العشرة للخروج من بينهم كقطعة واحدة !
الآن أنت أمام قريتي، بدأت تتنفس، ووجهك بدأ يتورد، والهواء يعانق رئتيك كصديق قديم!!
انتعش إذن وراقب الطريق ..
إذا قابلت رجلاً عملاقاً ... يرتدي جلابيه بنية اللون ويحمل في يده نرجيلة – أي شيشه- ويدخن منها حاسباً نفسه مصنع للبلاستك ..
اعرف أن هذا الرجل هو أبي....
أما إذا قابلت امرأة عجوز ..تحمل فوق رأسها سبتاً ضخماً .. وتبدو منهكة جداً ..ومتعبة جداً جداً .. ومع ذلك فهي تبتسم لك في ود وطيبة ...
فاعرف أن هذه المرأة هي أمي ...
أما إذا قابلت رجلاً تبدو ضحكته خبيثة .. ويداعب كرشه باستمتاع ..ويبدو كعميل لأمن الدولة ..
اعرف وقتها أن هذا الرجل هو عم صلاح أبو زوجتي!!
أما إذا قابلت امرأة مكتنزة ... حتى تخال أنها انفجار سكاني.. وبدأت تشعر أنها قادمة من المريخ..
أريدك أن تتأكد أن هذه المرأة هي زوجة عم صلاح وأم زوجتي..
الآن عرفتم بعض الشئ عن قريتي...
اعتقد أنك لست بحاجة للتعرف على الأبقار والجواميس التي تتمشى بجوارك وكأنها من اعز أصدقائك!!
من البديهي ايضاً ألا تتعجب عندما ترى أطفال قريتي يسيرون خلفك ونصفهم الاسفل عارياً ..
أرجو ألا تلومهم كثيراً إذا اعتقدوا انك كائن يستحق المشاهدة ..
لا تحاول الالتفات كثيراً إلى فتيات قريتي .. واللاتي ينظرن إليك بانبهار .. هن فقط يحسبونك قريباً لسيد زيان .. بل إنهن متأكدات انك تشبه الوسيم شعبان عبد الرحيم !!
لكن ما علاقة هذا بقصتي؟!!
اعتقد انه لا علاقة لها بحكايتي..
فقط أنا وعدتكم أن أكون مملاً..
وانا لا اخلف وعودي ابداً..
دعونا نعود لقصتي ...
@ @ @
في مصر ... الثانوية العامة لها تعريف بسيط عندنا!
يمكنني أن أخبرك أن الثانوية العامة تعني : انك تسقط في بئر .. وللأسف لا يوجد في قاعه ماء!!
أو كأن أمك أنجبتك بدون يدين .. ومع ذلك فهم يأمروك بالصعود لقمة افرست!!
الثانوية العامة تعني عندنا : أنه ليس حقوق .. ليس من حقك أن تأكل أو تنام .. أو تضحك قبل أن تحصل عليها!!!>>
لو رأيت أي واحد في مصر عمره في الأساس 17 سنة.. لكن تبدو عليه إمارات الفزع والذهول ...ويبدو لك انه على وشك الجنون .. ويحاول أن ينتحر باستمرار .. لكنه يفشل في الانتحار .. دعني أؤكد لك انه طالب ثانوية عامة!!>>
لا أريد أن أطيل عليكم !!
لقد كانت سنة 1995 هي السنة المنتظرة لحصولي على الثانوية العامة..
وللأسف حصلت عليها... بمجموع بهاريزي كبير لا بأس به !
لكن صدقوني لم أكن اعرف أن هذه هي البداية.. وان ما ينتظرني مخيف .. مخيف جداً !
طبعاً لا داعي أن أخبركم عن فرحة أهلي وقريتي بحصولي على شهادة الثانوية العامة...
لا داعي أن أخبركم عن الانفجارات الكونية التي أصدرتها أفواه نساء القرية تعبيراً عن فرحتهن بي!!
كما إنني لا أريد أن أخبركم أن رجال قريتنا اخرجوا بنادقهم ومدافعهم .. ليطلقوا الرصاص في الهواء..
من البديهي أنكم تعرفون أن رجال الأمن، والعديد من فرق الصاعقة قامت بحصار قريتنا بعدها لمدة أسبوع كامل..اعتقاداً منهم أن في قريتنا حرب أهلية ..
كل هذا لأنني حصلت على الثانوية ..
يومها أحسست إنني رجل مهم!
طبعاً معايه ثانوية عامة ..
# # #
ومرت الأيام ....
وجاء جواب الترشيح .. لأعرف إنني دخلت كلية الآداب..
نسيت أن أخبركم انه كان باستطاعتي دخول أي كلية علمية أخرى ...
# # #
لكن يا رفاق أنا أحب التاريخ...لذلك ذهبت لكلية الآداب ...
وبدأ العام الدراسي الجديد ...
واستلقيت على فراشي منتظرأ أن يأتي الصباح..
وبسعادة نمت كـ خرتيت يحلم بمزرعة من الديدان ...
طبعاً بعد أن جهزت ملابسي الجديدة ... وكويتها جيداً.. بنطلون وقميص موديل سنة 1995 قبل الميلاد....
أظن انه لا حاجة بي أن أخبركم إنني قصصت شعري عند عم رضا الحلاق .. والذي جعلني أبدو وكأني ذئب يوشك على التهام نعجة بريئة !!
# # #
وكما أخبرتكم ... نمت كخرتيت سعيد ... لأصحو كفأر مذعور...
أيقظني أبي في الرابعة صباحاً .. قبل الفجر ..
أنا : خير يا أبويه لسه بدري .. هو في حاجة لا سمح الله..
أبي بانفعال: اصحي يابن الأرض .. اليوم يومك يا حمار.. الجامعة بتنادي عليك!!
أنا باندهاش حقيقي: غريبة أنا مش سامع أي حد بينادي يا ابويه!
ثم قال أبي - بعد أن حملني بيديه ليقذف بي من فوق الفراش إلى أسفله- اصحى يابني الشهادة الكبيرة مستنياك!!
طبعاً لم ينسى أبويه أن يسحب 20 نفس شيشه ... علشان يهدي انبساطه وفرحته بي !!
المهم، قمت من نومي فرحاً علشان ارضيه، ولبست ملابسي، وهيئت نفسي بإنشكاح لأول يوم جامعة..
لكن لحظة؟
من قال أن الأفراح تدوم للأبد...
دخلت على أبي لأودعه.. ورأيت أمي المنهكة دوماً والعجوز دائماً تجلس بجواره وهي تدعو الله وتبتهل أن ارجع بالسلامة .. امي تعتقد أني سأعمل كهربائياً في السلك الدبلوماسي !!
أما أبي عندما رآني ... أصابته صدمة !
عرفت انه مصدوم .. لأنني رأيت اسراباً دخانية عديدة تخرج من فمه وانفه ...كما رأيت نيران شيشته توشك أن تتحول لزلزال شرق اسيوي آخر !
وبهدوء احسد أبويه عليه قال لي:
ما هذا يابن الأرض..
قلت وأنا ارتجف كأرنب يعرف انه سيطبخ على الغداء : خير يا أبويه، هو أنا زعلتك في حاجة؟
- ما هذا الذي ترتديه ..
ثم قام من مجلسه بعنف وحماس وتوجه نحوي، ثم حدجني بنظرة قصيرة كأي مخبر يحترم نفسه، وذهب لغرفته ..
تنفست الصعداء .. لقد ظننت لوهلة أن تسريحة شعري لم تعجبه !!
بعد 18 ثانية بالضبط عاد أبي منتفخ الأوداج، وهو يحمل جلباباً ازرق، وطاقية بنية، وحذاء اسود !
وبابتسامه لم أرى أكثر منها رعباً، قال أبي: خذ البس يا حمار؟!
- البس إيه يا أبويه ؟!!
- البس الهدوم دي .. أنا كنت جبتها علشانك من 16 سنة .. لما أنت كنت عيل ولسه في أولى ابتدائي..
ثم واصل حديثه متأثراً جداً : كنت عارف يا ابني أن اليوم ده حيجي .. والقيك دكتور قد الدنيا، خذ يا بن الأرض البس وافرح .. وروح الجامعة ..
وبذعر لا أراكم الله مثله قلت : بس يا أبويه ما ينفعش، إحنا دلوقتي في تقدم، والناس لو شافوني داخل الجامعة كده .. حتبقى مصيبة...
# # #
هل تعرفون يا رفاق ؟!!
رأيت الحزن في وجه أبي ؟!!
رأيت انه بدأ يشعر بالخيبة في ابنه !!!
# # #
وقتها اتخذت اكبر قرار مجنون في حياتي ...
قررت أن ارتدي الجلباية الزرقاء، والطاقية البنية، والحذاء الأسود، والذي اعتقد أن أبي اشتراه من المتحف التاريخي خصيصاً لأجلي!!!
ارتديت الجلباب .. وسط فرحة أبي .. وسعادة أمي ..وخرجت من البيت ..
وكمن يذهب ليتلقى العزاء في وفاة جميع أقاربه دفعة واحدة ذهبت للجامعة !!!
وكمن فقد عينه في مشاجرة تافهة .. ذهبت للجامعة !!!
كمن اخبروه انه سيموت بعد ست ساعات بدون أسباب ... ذهبت للجامعة!!!
# # #
وعندما ذهبت للجامعة ...
كان المشهد محزناً .. مضحكاً.. مبكياً...
في المرة القادمة سأكمل لكم...>>
فقط نبهوني ألا أطيل عليكم؟!>>
لا تنسوا!
يتبع ...[/align]
تعليق