إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ذكوري أزواجاً لاناثه "قصة قصيرة" !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ذكوري أزواجاً لاناثه "قصة قصيرة" !

    [align=center]الم أخبركم من قبل ؟!
    حسناً سأخبركم الآن؟!
    # # #
    تعود الحكاية لتسع سنوات مضت..
    هيا اقتربوا مني..
    اجلسوا حولي..
    أريد أن اشعر بأنفاسكم، فالجو هنا بارد..
    # # #
    جاء في رسالته : انه بخير.. وان أحواله تحسنت … وانه وجد عملاً، وانه يبحث عن حسناء مصابة بعته حقيقي حتى تقبل الزواج منه !
    اعتقد أنكم غير مهتمين بأخبار صديقي اشرف حتى أخبركم بها!!>>
    أليس كذلك؟!!
    # # #
    مع ذلك دعوني أخبركم كيف تعرفت عليه، فقد نشئت صداقتنا القوية بعد قصة مليئة بالكثير من الركلات المتبادلة بيننا !
    # # #
    الحكاية تعود إلى سنة 1995 عندما كنت انتظر نتيجة الشهادة الثانوية في قريتي.
    تعالوا معي أعرفكم على قريتي ... وبيتي وأهلي!>>
    نعم، هي قرية مصرية، من تلك القرى التي تراها وأنت في طريقك لسوهاج ...
    عندما تركب الداتسون، في الصندوق الخلفي، وتجد أن روحك تكاد تفيض بسبب أن 50 راكباً يجلسون حولك متلاصقين..

    عندها تأكد انك في الطريق إلى قريتي !!
    والآن أنت على مشارف قريتنا...
    واخيراً وصلت .. مرحباً بك ..
    لا تحاول النزول من الداتسون .. الركاب الآخرون سيساعدونك على ذلك!
    خذها مني نصيحة: "عندما تجد نفسك محلقاً في الفضاء، لا تندهش .. فالراكبون حولك قاموا بقذفك ككيس من البرسيم فور وصولك..
    حاول أن تشكرهم .. لقد اختصروا عليك المحاولات العشرة للخروج من بينهم كقطعة واحدة !
    الآن أنت أمام قريتي، بدأت تتنفس، ووجهك بدأ يتورد، والهواء يعانق رئتيك كصديق قديم!!
    انتعش إذن وراقب الطريق ..

    إذا قابلت رجلاً عملاقاً ... يرتدي جلابيه بنية اللون ويحمل في يده نرجيلة – أي شيشه- ويدخن منها حاسباً نفسه مصنع للبلاستك ..
    اعرف أن هذا الرجل هو أبي....
    أما إذا قابلت امرأة عجوز ..تحمل فوق رأسها سبتاً ضخماً .. وتبدو منهكة جداً ..ومتعبة جداً جداً .. ومع ذلك فهي تبتسم لك في ود وطيبة ...
    فاعرف أن هذه المرأة هي أمي ...
    أما إذا قابلت رجلاً تبدو ضحكته خبيثة .. ويداعب كرشه باستمتاع ..ويبدو كعميل لأمن الدولة ..
    اعرف وقتها أن هذا الرجل هو عم صلاح أبو زوجتي!!
    أما إذا قابلت امرأة مكتنزة ... حتى تخال أنها انفجار سكاني.. وبدأت تشعر أنها قادمة من المريخ..
    أريدك أن تتأكد أن هذه المرأة هي زوجة عم صلاح وأم زوجتي..
    الآن عرفتم بعض الشئ عن قريتي...
    اعتقد أنك لست بحاجة للتعرف على الأبقار والجواميس التي تتمشى بجوارك وكأنها من اعز أصدقائك!!

    من البديهي ايضاً ألا تتعجب عندما ترى أطفال قريتي يسيرون خلفك ونصفهم الاسفل عارياً ..
    أرجو ألا تلومهم كثيراً إذا اعتقدوا انك كائن يستحق المشاهدة ..
    لا تحاول الالتفات كثيراً إلى فتيات قريتي .. واللاتي ينظرن إليك بانبهار .. هن فقط يحسبونك قريباً لسيد زيان .. بل إنهن متأكدات انك تشبه الوسيم شعبان عبد الرحيم !!
    لكن ما علاقة هذا بقصتي؟!!
    اعتقد انه لا علاقة لها بحكايتي..
    فقط أنا وعدتكم أن أكون مملاً..
    وانا لا اخلف وعودي ابداً..
    دعونا نعود لقصتي ...
    @ @ @
    في مصر ... الثانوية العامة لها تعريف بسيط عندنا!
    يمكنني أن أخبرك أن الثانوية العامة تعني : انك تسقط في بئر .. وللأسف لا يوجد في قاعه ماء!!
    أو كأن أمك أنجبتك بدون يدين .. ومع ذلك فهم يأمروك بالصعود لقمة افرست!!
    الثانوية العامة تعني عندنا : أنه ليس حقوق .. ليس من حقك أن تأكل أو تنام .. أو تضحك قبل أن تحصل عليها!!!>>
    لو رأيت أي واحد في مصر عمره في الأساس 17 سنة.. لكن تبدو عليه إمارات الفزع والذهول ...ويبدو لك انه على وشك الجنون .. ويحاول أن ينتحر باستمرار .. لكنه يفشل في الانتحار .. دعني أؤكد لك انه طالب ثانوية عامة!!>>
    لا أريد أن أطيل عليكم !!
    لقد كانت سنة 1995 هي السنة المنتظرة لحصولي على الثانوية العامة..
    وللأسف حصلت عليها... بمجموع بهاريزي كبير لا بأس به !

    لكن صدقوني لم أكن اعرف أن هذه هي البداية.. وان ما ينتظرني مخيف .. مخيف جداً !
    طبعاً لا داعي أن أخبركم عن فرحة أهلي وقريتي بحصولي على شهادة الثانوية العامة...
    لا داعي أن أخبركم عن الانفجارات الكونية التي أصدرتها أفواه نساء القرية تعبيراً عن فرحتهن بي!!
    كما إنني لا أريد أن أخبركم أن رجال قريتنا اخرجوا بنادقهم ومدافعهم .. ليطلقوا الرصاص في الهواء..
    من البديهي أنكم تعرفون أن رجال الأمن، والعديد من فرق الصاعقة قامت بحصار قريتنا بعدها لمدة أسبوع كامل..اعتقاداً منهم أن في قريتنا حرب أهلية ..


    كل هذا لأنني حصلت على الثانوية ..
    يومها أحسست إنني رجل مهم!
    طبعاً معايه ثانوية عامة ..
    # # #

    ومرت الأيام ....
    وجاء جواب الترشيح .. لأعرف إنني دخلت كلية الآداب..
    نسيت أن أخبركم انه كان باستطاعتي دخول أي كلية علمية أخرى ...
    # # #
    لكن يا رفاق أنا أحب التاريخ...لذلك ذهبت لكلية الآداب ...
    وبدأ العام الدراسي الجديد ...
    واستلقيت على فراشي منتظرأ أن يأتي الصباح..
    وبسعادة نمت كـ خرتيت يحلم بمزرعة من الديدان ...
    طبعاً بعد أن جهزت ملابسي الجديدة ... وكويتها جيداً.. بنطلون وقميص موديل سنة 1995 قبل الميلاد....
    أظن انه لا حاجة بي أن أخبركم إنني قصصت شعري عند عم رضا الحلاق .. والذي جعلني أبدو وكأني ذئب يوشك على التهام نعجة بريئة !!
    # # #
    وكما أخبرتكم ... نمت كخرتيت سعيد ... لأصحو كفأر مذعور...
    أيقظني أبي في الرابعة صباحاً .. قبل الفجر ..
    أنا : خير يا أبويه لسه بدري .. هو في حاجة لا سمح الله..
    أبي بانفعال: اصحي يابن الأرض .. اليوم يومك يا حمار.. الجامعة بتنادي عليك!!
    أنا باندهاش حقيقي: غريبة أنا مش سامع أي حد بينادي يا ابويه!
    ثم قال أبي - بعد أن حملني بيديه ليقذف بي من فوق الفراش إلى أسفله- اصحى يابني الشهادة الكبيرة مستنياك!!
    طبعاً لم ينسى أبويه أن يسحب 20 نفس شيشه ... علشان يهدي انبساطه وفرحته بي !!
    المهم، قمت من نومي فرحاً علشان ارضيه، ولبست ملابسي، وهيئت نفسي بإنشكاح لأول يوم جامعة..


    لكن لحظة؟
    من قال أن الأفراح تدوم للأبد...
    دخلت على أبي لأودعه.. ورأيت أمي المنهكة دوماً والعجوز دائماً تجلس بجواره وهي تدعو الله وتبتهل أن ارجع بالسلامة .. امي تعتقد أني سأعمل كهربائياً في السلك الدبلوماسي !!

    أما أبي عندما رآني ... أصابته صدمة !
    عرفت انه مصدوم .. لأنني رأيت اسراباً دخانية عديدة تخرج من فمه وانفه ...كما رأيت نيران شيشته توشك أن تتحول لزلزال شرق اسيوي آخر !
    وبهدوء احسد أبويه عليه قال لي:
    ما هذا يابن الأرض..
    قلت وأنا ارتجف كأرنب يعرف انه سيطبخ على الغداء : خير يا أبويه، هو أنا زعلتك في حاجة؟

    - ما هذا الذي ترتديه ..
    ثم قام من مجلسه بعنف وحماس وتوجه نحوي، ثم حدجني بنظرة قصيرة كأي مخبر يحترم نفسه، وذهب لغرفته ..
    تنفست الصعداء .. لقد ظننت لوهلة أن تسريحة شعري لم تعجبه !!
    بعد 18 ثانية بالضبط عاد أبي منتفخ الأوداج، وهو يحمل جلباباً ازرق، وطاقية بنية، وحذاء اسود !


    وبابتسامه لم أرى أكثر منها رعباً، قال أبي: خذ البس يا حمار؟!
    - البس إيه يا أبويه ؟!!
    - البس الهدوم دي .. أنا كنت جبتها علشانك من 16 سنة .. لما أنت كنت عيل ولسه في أولى ابتدائي..
    ثم واصل حديثه متأثراً جداً : كنت عارف يا ابني أن اليوم ده حيجي .. والقيك دكتور قد الدنيا، خذ يا بن الأرض البس وافرح .. وروح الجامعة ..
    وبذعر لا أراكم الله مثله قلت : بس يا أبويه ما ينفعش، إحنا دلوقتي في تقدم، والناس لو شافوني داخل الجامعة كده .. حتبقى مصيبة...
    # # #
    هل تعرفون يا رفاق ؟!!
    رأيت الحزن في وجه أبي ؟!!
    رأيت انه بدأ يشعر بالخيبة في ابنه !!!
    # # #
    وقتها اتخذت اكبر قرار مجنون في حياتي ...
    قررت أن ارتدي الجلباية الزرقاء، والطاقية البنية، والحذاء الأسود، والذي اعتقد أن أبي اشتراه من المتحف التاريخي خصيصاً لأجلي!!!
    ارتديت الجلباب .. وسط فرحة أبي .. وسعادة أمي ..وخرجت من البيت ..


    وكمن يذهب ليتلقى العزاء في وفاة جميع أقاربه دفعة واحدة ذهبت للجامعة !!!
    وكمن فقد عينه في مشاجرة تافهة .. ذهبت للجامعة !!!
    كمن اخبروه انه سيموت بعد ست ساعات بدون أسباب ... ذهبت للجامعة!!!
    # # #
    وعندما ذهبت للجامعة ...
    كان المشهد محزناً .. مضحكاً.. مبكياً...
    في المرة القادمة سأكمل لكم...>>
    فقط نبهوني ألا أطيل عليكم؟!>>
    لا تنسوا!

    يتبع ...[/align]
    يا .. من .. تراني .. ولا .. اراك
    انظر .. الي .. بعين .. رضاك

  • #2
    [align=center]هل أتيتم ؟
    هل كلكم موجودين..
    إذن لا داعي للانتظار:
    @ @ @
    كما قلت لكم سابقاً:
    ارتديت الجلباية الزرقاء والطاقية البني .. وانطلقت للجامعة
    طبعاً لم أنسى أن آخذ معي الأوراق؟
    الأوراق التي تثبت إنني أنا !!

    وفي السادسة صباحاً بدأت المسيرة
    طبعاً مسيرة ..
    هل اعتقدتم أن أبناء قريتي سيتركوني اذهب لأركب المواصلات وحدي...
    ففور خروجي من البيت رأيت عشرين رجلاً ونيف، وعشرون امرأة ونيف، ومائة طفلاً ونيف.
    طبعاً كلمة نيف تعني "وزيادة" – هذه للذين يكرهون العربية الفصحى

    رأيت هذه الجموع متحفزة لتوديعي... الم اقل لكم إنني أصبحت رجلاً مهماً!!
    طبعاً لا داعي أن اكرر أن النسوة أخذتهن الحماسة لإطلاق زغاريدهن وكأنني خارج لتحرير الأندلس..

    طبعاً عادت بنادق الرجال تعلن عن وجودها في عنفوان صبي لم تروضه الحياة..
    رجال الأمن قرروا أن أفضل طريقة للتخلص منا هي صناعة قنبلة هيروشيمية، بعدما قرروا أنه لا وسيلة أخرى لإخماد حماس أقاربي !!

    وبينما تدفعني الحشود دفعاً لأركب سيارة الداتسون في الصندوق الخلفي بين الـ 50 مخلوق كما تعرفون..
    رأيت أبي من بعيد وهو يشير لي مشجعاً.. مواصلاً التنفس عن طريق النرجيلة التي لا تفارقه ابداً!
    أما أمي الحنون فكانت تبكي بحرقة ... يبدو ان امي قررت انني سأذهب ولن أعود!

    لا أطيل عليكم
    بعد ركوبي حوالي 11 توصيلة.. وصلت الى المدينة !
    وهناك بدأ ابنهاري كسحلية لم تعتد الاضواء ‍‍
    ما كل هذه المحلات، والأنوار، والارصفة والناس.
    لقد كنت اعرف أن تعدادنا السكاني أكثر من 60 مليون ..
    لكنني لم أتصور أن أرى 4 مليون بشري في نفس الوقت .. وفي مكان واحد!

    وكمن أدهشه أن تخرج الأرض عنباً بعدما زرعها ليموناً ... مشيت !
    مشيت بين هذه الجموع البشرية التي لم أرها سوى في التلفاز !

    أوقفت احد الشباب لأساله عن الطريق الى الجامعة,,
    كان من أولئك الذين يختلط عليك أمرهم دون أن تعرف إن كان فتاة أو فتى !
    وبعد أن نظر لي الأخ باستخفاف وكأنه لم يرى احدهم من قبل يرتدي جلباية زرقاء !
    وبعد أن قام بفحص مجهري لي بداية من حذائي الأسود المميز حتى طاقيتي البنية المزركشة.. قال لي بسماجة احسده عليها:
    عاوز الجامعة ليه يابوووي.. هو أنت بتدور على شغل ؟!

    وكما تعرفون .. ولأنني لا أحب العباقرة من أمثاله ..
    سألته إن كان الله خلقه هكذا دفعة واحدة، أم انه تعرض لغزو ثقافي ؟!
    وصارحته بحقيقة اختلاط الامر على فهمي لتحديد هويته ‍
    وبعدما اخبرني انه ذكر!
    نظرت له من أسفل إلى أعلى كما فعل معي؟!
    وقلت له بنفس السماجة التي احسده عليها كثيراً: غريبه .. كنت فاكرك غير كده! هو أنت برده بتدور على شغل !!

    وتركته يفكر في قولي ووليت الأدبار!
    كنت خائفاً أن يفهم الأحمق قصدي .. و"يطلع" الـ 4 مليون بشري الذين أراهم حولي قرايبه .. وأروح فيها!

    طبعاً عرفت من غيره مكان الجامعة!
    وقررت أكون مسرفاً مبذراً – مثل اخوان الشياطين يعني- واركب تاكسي!

    وركبت التاكسي بعد أن سألني السائق عن وجهتي.. وبعدما أخبرته بتواضع جحا اني اقصد الجامعة !
    وفي الطريق تحدث السائق قائلاً: شكلك ابن فلاحين .. انت رايح الجامعة ليه ؟!
    ولأنني تعلمت من الدرس الأول أخبرته إني سمعت أنهم في الجامعة عندهم أزمة في البرسيم وإنني ذاهب هناك لأزرعه لهم !
    الغريب في الأمر أن السائق اقتنع بكلامي !

    الله يسامحك يا ابويه، ما أنا كنت لابس كويس وزي أي ديك رومي في ليلة دخلته !
    كم كنت وقتها افتقد تسريحة عم رضا الحلاق.. والتي جعلتني أبدو كسياسي نصاب !

    واخيراً وصلت للجامعة..
    وبسرور المتفائلين باسترداد ودائعهم من البنوك المفلسة .. وقفت على أبواب جامعتي مستعداً للدخول..
    وكقط مذهول وقفت أتأمل كل الألوان الزاهية حولي.. فالشباب يبدو متحمساً والفتيات ظهرن متأنقات، في الوقت الذي كنت أتساءل فيه : ترى ما العلاقة بين ابي وهتلر النازي !

    كنت أبدو سعيداً مثلهم، متناسياً تماماً جلبابي الازرق، وطاقيتي البنية المميزة ..

    حتى..
    حتى قال لي حارس الأمن على البوابة : وعيناه يتطاير منها الشرر:
    - على فين يا معلم !!
    نظرت حولي باحثاً عن المعلم الذي يناديه الرجل فلم أجده.
    بعد 6 ثواني عرفت انه يقصدني أنا !!

    حسناًُ انه وغد آخر يحسبني جئت لاستزرع لهم القمح !
    قلت له متناسياً إنني معلم : أنا طالب هنا !

    - انا طالب هنا ! روح يا حبيبي لامك، الجامعة ما بتبعش طماطم ؟!

    طماطم .. وأمي !
    هنا أحسست أن خلايا الدم الحمراء تحتشد في انفي !!
    وبتلقائية محمد علي كلاي مسكته من قفاه، بلمسة خطافية ساحرة، محذراً إياه ألا يذكر أمي بسوء .. وإلا جعلت من كرشه الضخم .. متنزهاً سياحياً !!

    ولأنني بدوت بلطجياً مخيفاً .. طلب أوراقي!
    وبكبرياء عم متولي لما افتتح بقالته الجديدة في قريتنا أخرجت أوراقي شاهراً إياها في وجهه..
    وكمن وقع في مرحاض عمومي، قال لي حارس الأمن : إحنا اسفين يا كابتن أتفضل!!

    طبعاً كان يقول لي أتفضل، وكأنهم يستخرجون البترول من قفاه!

    مع ذلك دخلت بكبرياء المنتصر ..
    ومشيت واثق الخطوة أبدو ملكا ...

    طبعاً تعمدت ألا ألاحظ كل نظرات السخرية .. من الآخرين
    هل ترون الخمس فتيات الواقفات هناك ينظرن اليَّ ويضحكن بميوعه كونداليزا رايس ..
    هل ترون ايضاً الشابين عند درج الكلية والذين يتهامسون باستهزاء ساخر من ثوبي الأزرق الجميل!

    اعتقد أنكم لم تنتبهوا مثلي ..
    حسناً لقد كانت الخمس فتيات مجرد خمس ذكور .. اعتقد أنهم استزفوا طاقاتهم في ارتداء هذه السروال الضيقة، اعتقد كذلك انهم بذلوا جهوداً حربية مضنية في صب المزيد من السوائل اللزجة على اقفيتهم !
    الشابين الساخرين عند السلم لم يكونا سوى فتاتين تحاولان استزراع شوارب..

    اعتقد أنهم يعتبروني قادماً لزراعة البرسيم ليأكلوه !
    أو في أفضل الأحوال تراهم يفكرون إنني هنا لأقدم لهم عرضاً هزلياً !
    وبتواضع جحا .. تجاهلت ذلك كله..
    وتقدمت بخطى المعتصم – التي أخبرتكم عنها منذ قليل - إلى كليتي،
    وقدمت أوراقي إلى الموظفين، والذين اصابتهم سعادة درافيل السيرك عندما رأوني..

    بعدها مشيت للمدرج لأبدأ رحلتي مع التاريخ
    طبعاً كان هناك مئات العبارات الساخرة من الطلبة والطالبات..احداهن قالت بهوس عندما رأتني: واااااو ستايل يجنن!

    لم اكن سعيداً طبعاً لانني ستايل فضلاً عن واااااااو
    لكنني تجاهلت

    حتى دخل الدكتور علينا وألقى على طلابه تحية الصباح من انفه، ولم ينسى أن يؤكد عندما شاهدني مرتدياً الملابس التي أهداني إياها أبي أن الجامعة أصبحت تأوي فلاحين متخلفين!!
    ومع ذلك تجاهلت
    الغريب انه كان يبدو وكأنه يتحدث من انفه فعلاً .. لدرجة إنني اعتقدت أن كل من يحصل على شهادته العليا أو الدكتوراة يجب عليه أن يصاب بعيب خلقي في فمه!!

    تجاهلت كل حماقات الغير منذ وصولي للمدينة والجامعة كثيراً!!

    وبينما كنت جالساً في وداعة طفل في الخامسة، محاولاً ترجمة كلمات الدكتور وهي تخرج من انفه إلى اللغة العربية، قام أحد الطلبة بسحب طاقيتي البنية ساخراً مني!
    لم يكتفي بذلك .. بل ذكر تعليقاً سيئاً عن الصعايدة!!

    وهنا عادت الخلايا الحمراء للاحتشاد، ولكنها هذه المرة كانت في جسدي كله..
    وفي اقل من 3 ثواني كنت احمل الوغد من قفاه..
    بطريقة ما كان الوغد يرفرف في الهواء بكلتا يديه طائراً فوق المدرج !
    لو كان يتمنى ان يصبح طائراً ..اعتقد انني حققت حلمه اذن !

    قبل ان يصل الطائر – اقصد زميلي – الى الارض.. تلقفته بقدمي كـ زين الدين زيدان قبل ان يحترف في فرنسا!

    اعتقد ان الزملاء الآخرين قاتلوا في استماته حتى تمكنوا من حملي من فوق قفاه والذي بدا لي مناسباً لاحتلاله !

    لم اعرف ما حدث بعدها؟!
    لكنهم اخبروني بعد إفاقتي في المستشفى أن أقارب الوغد كانوا معنا في نفس الكلية!!
    وعرفت أنهم تعاملوا معي بطريقة شارونية جداً، حتى تمكنوا من فصل يدي عن قفاه!!

    أتعرفون؟
    هذا الوغد .. هو الآن صديق عمري .. بل اقرب الكائنات الارضية قرباً الى نفسي ..

    كيف تحسنت أمورنا؟
    في اليوم الثاني ذهبت للجامعة بعدما أقنعت أبي كاذباً أن الجامعة وحدت الأزياء بين الطلبة!
    وانه لحسن الحظ، جاء الزي الذي طلبوه متوافقاً مع ملابسي التي اشتريتها من دكانه عم إبراهيم..

    وهكذا ذهبت في اليوم الثاني للجامعة وأنا أبدو وغداً وسيماً ..
    وجاء الحمار الذي تعاركت معه البارحة .. ليسألني هل أنا جديد معهم في الكلية؟!
    الم اقل لكم انه حمار.. لهذا هو صديقي.. فالطيور على اشكالها تقع!
    لم يعرف إنني نفس الشخص الذي كنت متمسكاً بقفاه في الأمس وكأنني أتمسك بحبل الحياة..
    لا اخفي عليكم .. وقتها اصابتني رغبة ساحرات القرون الوسطى في اقتناص السخرية منه ..

    وهكذا أخبرته : نعم أنا جديد... لكن ما سر أن لون قفاك ازرق.. هل صدمتك قاطرة؟!
    وأجابني الأحمق .. أن قفاه هكذا .. لأن قدره السعيد شاء ان يسقط جزء سقف منزلهم على قفاه خصوصاً!

    جلسنا نتحدث كأي صديقين بدأ التعارف ..
    حتى انتهى يومنا الدراسي، وكنا على وشك الخروج، حين جاءت إحدى الفتيات المتمايلات نحونا، لدرجة إنني حسبتها تعاني مغصاً بنكرياسياً حاداً يفتك بها..

    يبدو أنها صديقة صديقي الحمار!
    قالت له : واو ... اب سيليوتلي .. مش معقوله .. ممكن ده يحصل بالسرعة دي !!
    سمعته يقول لها: هو إيه بس اللي حصل بالسرعة دي يا نيني !!

    نيني .. اعتقد انها تعاني من اسمها ومن البنكرياس ..
    قالت نيني: مش ده نفس الشخص إللي عملك واوه .. وعمل لون ازرق بنفسجي يجنن في قفاك!

    أتعرفون ما كانت رده فعله ؟!
    نظر لي صديقي طويلاً .. وكأنه يحاول أن ينفي أن أكون نفس الشخص الذي تقول نيني انه عمل له لون ازرق بنفسجي يجنن في قفاه!
    وسألني بعينين لا تريان : هل أنا هو؟
    قلت له بعينين ضاحكتين: نعم أنا هو !

    رأيت دمائه تصعد لوجهه بسرعة صاروخية.. و ..
    وابتسم !!
    فـ بادلته الابتسام..
    وبعد ثواني ضحكنا ... وبعد دقائق تعانقنا !
    في الوقت الذي اصرت فيه نيني صديقة صديقي أن ما يحدث أمامها هو وندرفول ..
    وتركتنا وهي تتمايل كشجرة جميز..اعتقد أن مغصها البنكرياسي يزداد سوءً كل دقيقة!!

    وهكذا أصبحت واشرف أصدقاء ...
    بل توطدت صداقتنا بعد أسبوع واحد فقط

    اليوم أنا وهو نعمل في مجالين مختلفين .. في غير التخصص الذي درسناه!
    بل نسكن في مدينتين متباعدتين ..
    لكننا نلتقي دوماً كزورقين !
    وفي كل مرة نتذكر أيامنا الأولى .. ونبتسم ...
    اشرف صديقي لا ينسى كلما التقينا أن يقابلني ضاحكاً وهو يتحسس قفاه..
    كلانا تزوج مبكراً..
    مبكراً جداً!
    وزوجتينا صديقتين بشكل مرعب رغم أن زوجته متعلمة وزوجتي لا تعرف عن أمور الدنيا ابعد من قريتنا !

    كلاً منا عنده من الأبناء ثلاثة..
    جاء من نصيبي الذكور .. وجاء من حظه الإناث..
    لكننا اقسمنا معاً أن يكون ذكوري أزواجاً لإناثه...
    بشرط أن يوافق أبنائنا على ذلك..
    * * *
    [/align]
    يا .. من .. تراني .. ولا .. اراك
    انظر .. الي .. بعين .. رضاك

    تعليق


    • #3
      [align=center]هل أتيتم ؟
      هل كلكم موجودين..
      إذن لا داعي للانتظار:
      @ @ @
      كما قلت لكم سابقاً:
      ارتديت الجلباية الزرقاء والطاقية البني .. وانطلقت للجامعة
      طبعاً لم أنسى أن آخذ معي الأوراق؟
      الأوراق التي تثبت إنني أنا !!

      وفي السادسة صباحاً بدأت المسيرة
      طبعاً مسيرة ..
      هل اعتقدتم أن أبناء قريتي سيتركوني اذهب لأركب المواصلات وحدي...
      ففور خروجي من البيت رأيت عشرين رجلاً ونيف، وعشرون امرأة ونيف، ومائة طفلاً ونيف.
      طبعاً كلمة نيف تعني "وزيادة" – هذه للذين يكرهون العربية الفصحى

      رأيت هذه الجموع متحفزة لتوديعي... الم اقل لكم إنني أصبحت رجلاً مهماً!!
      طبعاً لا داعي أن اكرر أن النسوة أخذتهن الحماسة لإطلاق زغاريدهن وكأنني خارج لتحرير الأندلس..

      طبعاً عادت بنادق الرجال تعلن عن وجودها في عنفوان صبي لم تروضه الحياة..
      رجال الأمن قرروا أن أفضل طريقة للتخلص منا هي صناعة قنبلة هيروشيمية، بعدما قرروا أنه لا وسيلة أخرى لإخماد حماس أقاربي !!

      وبينما تدفعني الحشود دفعاً لأركب سيارة الداتسون في الصندوق الخلفي بين الـ 50 مخلوق كما تعرفون..
      رأيت أبي من بعيد وهو يشير لي مشجعاً.. مواصلاً التنفس عن طريق النرجيلة التي لا تفارقه ابداً!
      أما أمي الحنون فكانت تبكي بحرقة ... يبدو ان امي قررت انني سأذهب ولن أعود!

      لا أطيل عليكم
      بعد ركوبي حوالي 11 توصيلة.. وصلت الى المدينة !
      وهناك بدأ ابنهاري كسحلية لم تعتد الاضواء ‍‍
      ما كل هذه المحلات، والأنوار، والارصفة والناس.
      لقد كنت اعرف أن تعدادنا السكاني أكثر من 60 مليون ..
      لكنني لم أتصور أن أرى 4 مليون بشري في نفس الوقت .. وفي مكان واحد!

      وكمن أدهشه أن تخرج الأرض عنباً بعدما زرعها ليموناً ... مشيت !
      مشيت بين هذه الجموع البشرية التي لم أرها سوى في التلفاز !

      أوقفت احد الشباب لأساله عن الطريق الى الجامعة,,
      كان من أولئك الذين يختلط عليك أمرهم دون أن تعرف إن كان فتاة أو فتى !
      وبعد أن نظر لي الأخ باستخفاف وكأنه لم يرى احدهم من قبل يرتدي جلباية زرقاء !
      وبعد أن قام بفحص مجهري لي بداية من حذائي الأسود المميز حتى طاقيتي البنية المزركشة.. قال لي بسماجة احسده عليها:
      عاوز الجامعة ليه يابوووي.. هو أنت بتدور على شغل ؟!

      وكما تعرفون .. ولأنني لا أحب العباقرة من أمثاله ..
      سألته إن كان الله خلقه هكذا دفعة واحدة، أم انه تعرض لغزو ثقافي ؟!
      وصارحته بحقيقة اختلاط الامر على فهمي لتحديد هويته ‍
      وبعدما اخبرني انه ذكر!
      نظرت له من أسفل إلى أعلى كما فعل معي؟!
      وقلت له بنفس السماجة التي احسده عليها كثيراً: غريبه .. كنت فاكرك غير كده! هو أنت برده بتدور على شغل !!

      وتركته يفكر في قولي ووليت الأدبار!
      كنت خائفاً أن يفهم الأحمق قصدي .. و"يطلع" الـ 4 مليون بشري الذين أراهم حولي قرايبه .. وأروح فيها!

      طبعاً عرفت من غيره مكان الجامعة!
      وقررت أكون مسرفاً مبذراً – مثل اخوان الشياطين يعني- واركب تاكسي!

      وركبت التاكسي بعد أن سألني السائق عن وجهتي.. وبعدما أخبرته بتواضع جحا اني اقصد الجامعة !
      وفي الطريق تحدث السائق قائلاً: شكلك ابن فلاحين .. انت رايح الجامعة ليه ؟!
      ولأنني تعلمت من الدرس الأول أخبرته إني سمعت أنهم في الجامعة عندهم أزمة في البرسيم وإنني ذاهب هناك لأزرعه لهم !
      الغريب في الأمر أن السائق اقتنع بكلامي !

      الله يسامحك يا ابويه، ما أنا كنت لابس كويس وزي أي ديك رومي في ليلة دخلته !
      كم كنت وقتها افتقد تسريحة عم رضا الحلاق.. والتي جعلتني أبدو كسياسي نصاب !

      واخيراً وصلت للجامعة..
      وبسرور المتفائلين باسترداد ودائعهم من البنوك المفلسة .. وقفت على أبواب جامعتي مستعداً للدخول..
      وكقط مذهول وقفت أتأمل كل الألوان الزاهية حولي.. فالشباب يبدو متحمساً والفتيات ظهرن متأنقات، في الوقت الذي كنت أتساءل فيه : ترى ما العلاقة بين ابي وهتلر النازي !

      كنت أبدو سعيداً مثلهم، متناسياً تماماً جلبابي الازرق، وطاقيتي البنية المميزة ..

      حتى..
      حتى قال لي حارس الأمن على البوابة : وعيناه يتطاير منها الشرر:
      - على فين يا معلم !!
      نظرت حولي باحثاً عن المعلم الذي يناديه الرجل فلم أجده.
      بعد 6 ثواني عرفت انه يقصدني أنا !!

      حسناًُ انه وغد آخر يحسبني جئت لاستزرع لهم القمح !
      قلت له متناسياً إنني معلم : أنا طالب هنا !

      - انا طالب هنا ! روح يا حبيبي لامك، الجامعة ما بتبعش طماطم ؟!

      طماطم .. وأمي !
      هنا أحسست أن خلايا الدم الحمراء تحتشد في انفي !!
      وبتلقائية محمد علي كلاي مسكته من قفاه، بلمسة خطافية ساحرة، محذراً إياه ألا يذكر أمي بسوء .. وإلا جعلت من كرشه الضخم .. متنزهاً سياحياً !!

      ولأنني بدوت بلطجياً مخيفاً .. طلب أوراقي!
      وبكبرياء عم متولي لما افتتح بقالته الجديدة في قريتنا أخرجت أوراقي شاهراً إياها في وجهه..
      وكمن وقع في مرحاض عمومي، قال لي حارس الأمن : إحنا اسفين يا كابتن أتفضل!!

      طبعاً كان يقول لي أتفضل، وكأنهم يستخرجون البترول من قفاه!

      مع ذلك دخلت بكبرياء المنتصر ..
      ومشيت واثق الخطوة أبدو ملكا ...

      طبعاً تعمدت ألا ألاحظ كل نظرات السخرية .. من الآخرين
      هل ترون الخمس فتيات الواقفات هناك ينظرن اليَّ ويضحكن بميوعه كونداليزا رايس ..
      هل ترون ايضاً الشابين عند درج الكلية والذين يتهامسون باستهزاء ساخر من ثوبي الأزرق الجميل!

      اعتقد أنكم لم تنتبهوا مثلي ..
      حسناً لقد كانت الخمس فتيات مجرد خمس ذكور .. اعتقد أنهم استزفوا طاقاتهم في ارتداء هذه السروال الضيقة، اعتقد كذلك انهم بذلوا جهوداً حربية مضنية في صب المزيد من السوائل اللزجة على اقفيتهم !
      الشابين الساخرين عند السلم لم يكونا سوى فتاتين تحاولان استزراع شوارب..

      اعتقد أنهم يعتبروني قادماً لزراعة البرسيم ليأكلوه !
      أو في أفضل الأحوال تراهم يفكرون إنني هنا لأقدم لهم عرضاً هزلياً !
      وبتواضع جحا .. تجاهلت ذلك كله..
      وتقدمت بخطى المعتصم – التي أخبرتكم عنها منذ قليل - إلى كليتي،
      وقدمت أوراقي إلى الموظفين، والذين اصابتهم سعادة درافيل السيرك عندما رأوني..

      بعدها مشيت للمدرج لأبدأ رحلتي مع التاريخ
      طبعاً كان هناك مئات العبارات الساخرة من الطلبة والطالبات..احداهن قالت بهوس عندما رأتني: واااااو ستايل يجنن!

      لم اكن سعيداً طبعاً لانني ستايل فضلاً عن واااااااو
      لكنني تجاهلت

      حتى دخل الدكتور علينا وألقى على طلابه تحية الصباح من انفه، ولم ينسى أن يؤكد عندما شاهدني مرتدياً الملابس التي أهداني إياها أبي أن الجامعة أصبحت تأوي فلاحين متخلفين!!
      ومع ذلك تجاهلت
      الغريب انه كان يبدو وكأنه يتحدث من انفه فعلاً .. لدرجة إنني اعتقدت أن كل من يحصل على شهادته العليا أو الدكتوراة يجب عليه أن يصاب بعيب خلقي في فمه!!

      تجاهلت كل حماقات الغير منذ وصولي للمدينة والجامعة كثيراً!!

      وبينما كنت جالساً في وداعة طفل في الخامسة، محاولاً ترجمة كلمات الدكتور وهي تخرج من انفه إلى اللغة العربية، قام أحد الطلبة بسحب طاقيتي البنية ساخراً مني!
      لم يكتفي بذلك .. بل ذكر تعليقاً سيئاً عن الصعايدة!!

      وهنا عادت الخلايا الحمراء للاحتشاد، ولكنها هذه المرة كانت في جسدي كله..
      وفي اقل من 3 ثواني كنت احمل الوغد من قفاه..
      بطريقة ما كان الوغد يرفرف في الهواء بكلتا يديه طائراً فوق المدرج !
      لو كان يتمنى ان يصبح طائراً ..اعتقد انني حققت حلمه اذن !

      قبل ان يصل الطائر – اقصد زميلي – الى الارض.. تلقفته بقدمي كـ زين الدين زيدان قبل ان يحترف في فرنسا!

      اعتقد ان الزملاء الآخرين قاتلوا في استماته حتى تمكنوا من حملي من فوق قفاه والذي بدا لي مناسباً لاحتلاله !

      لم اعرف ما حدث بعدها؟!
      لكنهم اخبروني بعد إفاقتي في المستشفى أن أقارب الوغد كانوا معنا في نفس الكلية!!
      وعرفت أنهم تعاملوا معي بطريقة شارونية جداً، حتى تمكنوا من فصل يدي عن قفاه!!

      أتعرفون؟
      هذا الوغد .. هو الآن صديق عمري .. بل اقرب الكائنات الارضية قرباً الى نفسي ..

      كيف تحسنت أمورنا؟
      في اليوم الثاني ذهبت للجامعة بعدما أقنعت أبي كاذباً أن الجامعة وحدت الأزياء بين الطلبة!
      وانه لحسن الحظ، جاء الزي الذي طلبوه متوافقاً مع ملابسي التي اشتريتها من دكانه عم إبراهيم..

      وهكذا ذهبت في اليوم الثاني للجامعة وأنا أبدو وغداً وسيماً ..
      وجاء الحمار الذي تعاركت معه البارحة .. ليسألني هل أنا جديد معهم في الكلية؟!
      الم اقل لكم انه حمار.. لهذا هو صديقي.. فالطيور على اشكالها تقع!
      لم يعرف إنني نفس الشخص الذي كنت متمسكاً بقفاه في الأمس وكأنني أتمسك بحبل الحياة..
      لا اخفي عليكم .. وقتها اصابتني رغبة ساحرات القرون الوسطى في اقتناص السخرية منه ..

      وهكذا أخبرته : نعم أنا جديد... لكن ما سر أن لون قفاك ازرق.. هل صدمتك قاطرة؟!
      وأجابني الأحمق .. أن قفاه هكذا .. لأن قدره السعيد شاء ان يسقط جزء سقف منزلهم على قفاه خصوصاً!

      جلسنا نتحدث كأي صديقين بدأ التعارف ..
      حتى انتهى يومنا الدراسي، وكنا على وشك الخروج، حين جاءت إحدى الفتيات المتمايلات نحونا، لدرجة إنني حسبتها تعاني مغصاً بنكرياسياً حاداً يفتك بها..

      يبدو أنها صديقة صديقي الحمار!
      قالت له : واو ... اب سيليوتلي .. مش معقوله .. ممكن ده يحصل بالسرعة دي !!
      سمعته يقول لها: هو إيه بس اللي حصل بالسرعة دي يا نيني !!

      نيني .. اعتقد انها تعاني من اسمها ومن البنكرياس ..
      قالت نيني: مش ده نفس الشخص إللي عملك واوه .. وعمل لون ازرق بنفسجي يجنن في قفاك!

      أتعرفون ما كانت رده فعله ؟!
      نظر لي صديقي طويلاً .. وكأنه يحاول أن ينفي أن أكون نفس الشخص الذي تقول نيني انه عمل له لون ازرق بنفسجي يجنن في قفاه!
      وسألني بعينين لا تريان : هل أنا هو؟
      قلت له بعينين ضاحكتين: نعم أنا هو !

      رأيت دمائه تصعد لوجهه بسرعة صاروخية.. و ..
      وابتسم !!
      فـ بادلته الابتسام..
      وبعد ثواني ضحكنا ... وبعد دقائق تعانقنا !
      في الوقت الذي اصرت فيه نيني صديقة صديقي أن ما يحدث أمامها هو وندرفول ..
      وتركتنا وهي تتمايل كشجرة جميز..اعتقد أن مغصها البنكرياسي يزداد سوءً كل دقيقة!!

      وهكذا أصبحت واشرف أصدقاء ...
      بل توطدت صداقتنا بعد أسبوع واحد فقط

      اليوم أنا وهو نعمل في مجالين مختلفين .. في غير التخصص الذي درسناه!
      بل نسكن في مدينتين متباعدتين ..
      لكننا نلتقي دوماً كزورقين !
      وفي كل مرة نتذكر أيامنا الأولى .. ونبتسم ...
      اشرف صديقي لا ينسى كلما التقينا أن يقابلني ضاحكاً وهو يتحسس قفاه..
      كلانا تزوج مبكراً..
      مبكراً جداً!
      وزوجتينا صديقتين بشكل مرعب رغم أن زوجته متعلمة وزوجتي لا تعرف عن أمور الدنيا ابعد من قريتنا !

      كلاً منا عنده من الأبناء ثلاثة..
      جاء من نصيبي الذكور .. وجاء من حظه الإناث..
      لكننا اقسمنا معاً أن يكون ذكوري أزواجاً لإناثه...
      بشرط أن يوافق أبنائنا على ذلك..
      * * *


      ((منقول))

      [/align]
      يا .. من .. تراني .. ولا .. اراك
      انظر .. الي .. بعين .. رضاك

      تعليق


      • #4
        القصة وااايد حلوة ويعطيك الف الف عافية

        تعليق

        يعمل...
        X