إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مشهد حقيقي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مشهد حقيقي

    ربما اعظم القصص تاثيرا بالقلوووووووووب القصص الحقيقية لذا سأروي لكم مشهد رايته بالامس



    رفعت ستارة النافذة بيد معروقة مرتجفة .. بيد خطت عروقها النافرة وأوهتها أيام وسنون طويلة . نظرت إليه بعينين كسيرتين ترتجف فيهما الدموع كارتجاف يدها ، إنه يركب السيارة متوجهاً إلى المطار ، ليكمل دراسته الجامعية في بلد بعيد .. بعيد .. سألت نفسها في حيرة : ترى كم يبلغ بعده ؟ .. وهل الشمس التي تشرق عليها هي الشمس نفسها التي ستشرق على ولدها في غربته ؟.. أم أنها شمس جديدة غريبة كغرابة أهلها وأرضها ولغتها .. رفعت الستارة أكثر ، تمنت لو يرفع رأسه وينظر إليها .. كادت أن تناديه .. ناصر .. ولدي .. حبيبي إلى أين ترحل وتتركني !! ناصر .. انظر إلي .. ربما تكون هذه آخر نظراتي إلى عينيك الجميلتين .. ربما تلفني أكفاني قبل أن تعود إلي .. رفع ناصر رأسه ، وكأنه تلقى شحنة كهربائية من عواطف أمه الملتهبة .. نظر إليها بحب .. رسم على شفتيه ابتسامة مصطنعة ولكن دمعه خانه .. أخفى وجهه بين بيده ، تظاهر بالجلد ، لوح لها مودعاً ثم دخل السيارة مسرعاً ، وقد تعمد أن ينهي هذا الموقف المحزن .. انطلقت السيارة تحمل أغلى عناقيدها وأحلاها ، وانطلقت عيناها تعبر الزمان والمكان .. فتراه بين يديها طفلاً صغيراً يملأ البيت ضجة وصخباً فتقول له يكفي يا ناصر .. أرجوك يا صغيري ، اهدأ قليلاً .. وأنت يا أميرة .. كفي عن البكاء .. سوف أشكو ناصر لأبيه عندما يعود .. ضحكت بصوت مسموع حين تذكرت أميرة الصغيرة .. وهي تقول لها ببراءة وعفوية : أعرف يا أمي أنك لن تشتكيه لأبيه .. فهو المدلل والأثير .. ما أجملك يا أميرة .. أنت أيضاً أجمل عناقيدي .. أين مني اليوم عناقيد شعرك المتموجة حين كنت أعقدها لك بشريطة بيضاء حين ذهابك إلى المدرسة فتمزحين

    وتقولين لي : إنها كجديلة جدتي !! ألا تعرفين طريقة أحدث تمشطين بها شعري يا أمي !! وها أنت اليوم يا أميرتي تمشطين شعر أولادك بطريقة حديثة وتقصين شعرهم كما ترغبين .. سمعت من خلفها وقع خطوات زوجها المتثاقلة .. أرخت ستارة النافذة .. استدارت نحوه ، قال لها : أين أنت يا أم خالد ؟ بحثت عنك طويلاً .. لمح في عينيها بقايا دموع ، وعلى شفتيها ظل ابتسامة .. عرف سرها إلا أنه قال ممازحاً : صار أمرنا غريباً يا أم خالد ، نضحك ونبكي في آن واحد !! "خلاص راحت علينا" .. هيا تعالي نأكل .. أشعر بجوع شديد .. مشت إلى جانبه .. كان طويل القامة كناصر تماماً .. إلا أن انحناءة ظهره جعلته يبدو منكمشاً على نفسه ، قصيراً .ز نظرت إليه وقالت : افرد طولك يا أبا خالد .. وعدل من مشيتك .. فما زلنا شباباً !! ضحك أبو خالد وكاد أن يفقد توازنه وهو يضحك .. قال في سره : شباب !! إيه .. وأي شباب !! سقا الله أيام الشباب . وصلا إلى غرفة الطعام ، جلسا وحيدين خلف طاولة كبيرة عريضة ، تتسع لأكثر من عشرة أشخاص .. جلست إلى جانبه .. صبت له الطعام بيد مرتجفة فانسكب بعض الحساء على طرف الطاولة .. نظر إليها معاتباً ثم بدأ يأكل بنهم .. ولم ينتبه إلى حبات الأرز المتناثرة على أطراف ثوبه !! عندما رأته تذكرت ولدها عبد الله حين كان صغيراً وكانوا يجلسون على الأرض ليتناولوا طعامهم ، تذكرت كيف كان عبد الله يزرع الأرض حوله رزاً وخبزاً !! ما أجملها من أيام وما أبسطها !! كان البيت عامراً يمتلئ حياة وحيوية ، نظرت إلى المقاعد الخالية حول الطاولة .. هنا كان يجلس ناصر ليلة أمس .. ترى هل حلقت به الطائرة ؟.. ليتها تتعطل ولا تغادر أرض الوطن !! نظرت إلى زاوية أخرى من الطاولة رأت فيها ظل ولدها خالد وبقربه زوجته وولده الصغير .. تنهدت وقالت لنفسها بحيرة : لست أدري لماذا أصر خالد على أن يبني بيتاً جديداً وبعيداً ؟.. لقد كان في بيتنا وقلبنا متسع له ولأولاده .. بيته الجديد غرفه متباعدة باردة .. أما اجتماعنا هنا فيبعث الدفء والحياة . نظر إليها أبو خالد من خلف نظارته السميكة وقال : لم لا تأكلين ؟.. سيبرد الطعام .. بدأت تؤاكله .. بينما كان الطعام يأكلها !! الطعام بارد .. لو استطاعت ابتلاعه لانتقلت إليه حرارة قلبها فسخنته !! لفحة نار جديدة هبت من أرجاء جسدها فجأة تذكرت منيرة .. إنها تحب هذا الطعام كثيراً .. ليتها تأتي اليوم فتبعث البرد والسلام في قلبها .. ولكن بيتها بعيد .. وزوجها مشغول دائماً .. لن تأتي إلا في نهاية الأسبوع .. يوم الخميس .. يا له من يوم بعيد .. سألت زوجها فجأة : في أي يوم نحن ؟.. أجابها ضاحكاً : ألم أقل لك يا أم خالد راحت علينا .. اليوم هو السبت وغداً الأحد .. وبعد غد يوم .. قاطعته بعصبية : كفى .. كفى .. أرجوك .. أحضرت الشغالة الشاي .. إبريق كبير مع كوبين فقط !! صبت الشاي وقدمته لهما .. تذوقته أم خالد .. لم يكن مراً ولكنها قالت بمرارة : كم مرة قلت زيدي كمية السكر .. ولا تغلي النعناع مع الشاي ؟.. تمتم أبو خالد معترضاً : مريضة سكري وتطلب المزيد من السكر !! رن جرس الهاتف .. خفق قلبها .. لابد أنها أميرة تسأل عن سفر ناصر .. إنها هي بالتأكيد .. أعرفها ، قلبها علي .. أسرعت إلى الهاتف تبرق عيناها بوميض خاطف .. فجأة انطفأ ذلك الوميض وقالت ببرود : نعم .. لقد سافر اليوم .. شكراً يا ولدي على سؤالك !! إنه صديق ناصر .. جلست على الأريكة قرب الهاتف .. أدارت القرص تطلب رقم أميرة .. الخط مشغول .. عاد قلبها يخفق من جديد .. قالت .. إنها تتصل بي .. قلبي دليلي .. انتظرت لحظات ثم اتصلت ثانية فردت الخادمة قائلة : ماما نائمة .. سألت مستنكرة : كيف تنام وأخوها قد سافر اليوم ؟!! عادت إلى مسامعها خطوات زوجها الثقيلة وهو يجر قدميه متجهاً إلى المسجد ليصلي العصر .. صحبتك السلامة يا صديق وحدتي .. ويا أنيس وحشتي !! بعد خروجه خيم سكون على أرجاء المنزل .. ووجوم طلى جدرانه !! هدوءاً يثير أعصابها ويزيد وحشتها .. أصداء الأذان من المسجد القريب قطعت صمت وحشتها فآنست قلبها .. يا رب .. ساعدني يا رب .. احفظ أولادي أينما كانوا .. شمرت عن ساعديها لتتوضأ ..

    بدت عروقها النافرة بوضوح أكثر .. دخلت الحمام .. نظرت إلى بلاطه .. إنه يلمع كالمرآة .. قالت : سبحان الله !! هذا البلاط يجعلني أهتز فوقه ، كأنهم يصنعونه من الصابون !! توضأت .. سارت بحذر نحو الباب .. فجأة انزلقت .. سقطت على الأرض شعرت بألم شديد .. صرخت .. سمعت صوت الشغالة تصرخ .. ثم غابت عن الوعي !! لم تدر كم فات من الوقت حين عاد إليها وعيها .. فتحت عينيها الزائغتين .. رأت وجوهاً كثيرة مختلطة الصور .. وجوهاً أليفة حبيبة ردت إلى جسدها الحياة من جديد .. جعلت قلبها يخفق بسرعة كقلب العاشقين .. إنهم أولادي .. إنهم أحفادي .. خالد وزوجته وأولاده .. عبد الله وأسرته .. منيرة وزوجها .. أميرة الأثيرة وأولادها .. وأبو خالد أيضاً .. أرادت أن تقفز لتحييهم .. لتضمهم بين ذراعيها .. شعرت أنها ثقيلة ولا تستطيع الحراك !! ما هذا .. رباط غليظ بساقها .. لابد أنها كسرت !! رفعت رأسها .. شعرت بألم شديد .. مدت يدها لتعانقهم جميعاً .. أسرعوا إليها .. أحاطوا بها .. لثموها من كل جانب .. قبلات حارة تطبع على يديها المجعدتين وعلى وجهها الضامر فتعيد إليهما رونق الشباب وألق الحياة .. لم تكن قادرة على الحراك .. إلا أن لسانها انطلق بقوة ينثر عبارات الحب والشوق ويطمئن الجميع .. لا تخافوا .. أنا بخير .. لا تقلقوا !! سوف أشفى سريعاً بإذن الله .. مسحت بيدها دموع منيرة وأميرة .. لثمتهم من كل مكان استطاعت أن تصل إليه .. بكت بغزارة .. لم يكن مذاق دموعها مراً هذه المرة .. إنها دموع الفرح .. ضحكت بصوت مرتفع أثار اهتمام الجميع .. قالوا لها : ما يضحكك يا أمي ؟.. تحسست ساقها بيدها .. ابتسمت برضى وسعادة ثم قالت لهم : ليت ساقي كسرت منذ زمن بعيد !! ليتها تبقى مكسورة أبداً !! كم أنا سعيدة بوجودكم حولي !!



    مع تحياتي
    HaMoOoR
    التعديل الأخير تم بواسطة جــراح الرشيدي; الساعة 04-04-2005, 03:24 PM.

  • #2
    يسلموووووووووووووووو و و و وو و و و و و و و و وو


    ثانكيوووو
    جزاك الله خـــــير


    تقبل تحياتي







    تعليق


    • #3
      مشكوووووووووووووووووووووووووووووووور اخوي على المروووووووووووور

      تعليق


      • #4
        yslmoo hamoor
        3saaak 3algwaah

        تعليق

        يعمل...
        X