تويت
أمراة وسط الضباب
اليوم سيزف ابني مهند إلى عروسه. إنني احمد الله سوف يذهب إلى بيته لأهرب من هذا السجن الذي ظللت محبوسة به ولمدة أحدى وثلاثون عاماً إنني انظر إلى ألمرآه وارى وجهاً جميلاً مشرقاً وعينين حزينتين ذابلتين. سأهرب وأعيش حياتي التي حرمت منها من اجل ابني، لقد فقدت السعادة والبهجة منذ أن ارتبطت بك. أن ذاكرتي مليئة بالهموم والتعاسة لقد فقدت لذة العيش، لم اعد اشعر بجمال الحياة. أصبحت حياتي مظلمة بظلمة الليل لقد استغليت عطائي الذي لا حدود له وتركتني وسعيت أمام نزواتك الواحدة تلو الأخرى وأصبح كل منا يعيش منفرداً. لقد كنت أشعر بإحساسك بالضعف أمامي لأنني ورثت من والدي رحمه الله ثروة طائلة لم ابخل عليك بشيء منها، ولكن نظراتك الذليلة وأنت تطلبني مالاً لتسديد ديونك التي اكتسبتها من تبذيرك لم ترضني بل حاولت أن أوضح لك بأننا شخص واحد لا فرق بيننا وكل ما أريده منك أن لا تشعر وتحس بإحساس الرجل المتعصب لجنسه. ولكن هناك فجوة بيني وبينك لم أستطع تفاديها. لقد أهملت مشاعري واحتياجاتي كأنثى وتركتني وحيدة لم أشعر بأهميتي إلا عندما يرتمي ابني في حضني أحس بالدف والحنان وأكافح الحياة الجليدية من أجله.
لقد كنت تثور في وجهي وتبدأ بتضخيم وتهويل وتصعيد الموقف وتعاند وتصر على عنادك إذا طلبت منك طلباً بسيطاً يجلب لي قليلاً من السعادة لم أشارك أحدا في همومي حتى أقرب الناس إلي والدتي، كنت أعاني بمفردي وقد أيقنت أن الشكوى لغير الله مذلة. لقد علمت بخيانتك المستمرة لي وسمعتك وأنت تخبر أصدقائك عن مغامراتك بتفاخر. أحسست أن كرامتي قد جرحت لماذا ؟
ماذا ينقصني فقد حباني الله بجمال هادئ ولكنك شخص لا يهمه ألا السعي أمام نزواته.
لم أعد بحاجة إليك سأتركك من غير آسف أو ندم واشق طريقي، فالحياة لا تنتهي بمجرد أن نتقدم بالسن. سأبدأ وأجاهد نفسي وأكمل دراستي فما العلم إلا بالتعلم.
نظرت إلى أبني شاباً متعلماً هو ثمرة كفاحي وتعبي، وحضر زوجي ليبارك لابنه ونظر إلي نظرةُ تمتزج بالتفاخر والشكر والعرفان. لم أستطيع أن أنظر إلى عينيه فمجرد رايته تعيد لي ذكريات آلمي وهمومي ولكنه أتى إلى جواري وامسك بيدي وامتدت يده الأخرى تمسح برفق فوق شعري ونظر إلي دامعاً وشكرني لأنني أنجبت له أبناً يتفاخر به أمام الرجال وبعد انتهاء حفلة الزفاف أتى ليأخذني إلى بيتنا وكنت قد نويت أن أخبره بقراري وبمجرد جلوسي على المقعد فاجأني قائلاً: هيفاء إنني أعلم انكِ ستتركنني قريباً ولكن الندم يعصف قلبي إنني احبك يا زوجتي العزيزة لقد عاملتك بمنتهى الأنانية لم أكن أعمى لقد رأيت دموعك الغالية وهي تتساقط وكنتِ تتعذبين كنت اشعر بدموعكِ خنجر يمزق قلبي ولكن لا أدري لماذا فعلت بكِ ذلك أنني نادم أشد الندم فلم يعد لي أحد غيرك فإذا سامحتني كنت أسعد مخلوق وإذا تركتيني فأعلمي انكِ حكمتي علي بالموت البطيء وحرمتني من متعة الحياة وأن استحق منكِ ذلك .
زوجتي الحبيبة أعلم أنكِ انسانة جميلة فقد حباكِ الله بنعمة الجمال والأخلاق والتسامح وأعلمي أن الله سيجزيكِ على صبرك خير الجزاء وليسامحني الله على ما اقترفته بحقك وأعدك بأنني سأكون طبيبك الذي يداوى جميع جروحك التي سببتها لكِ .
لم أستطع أن أرد عليه ولكنني شعرت بنبرة الندم والصدق في كلامه وطلبت منه فترة للتفكير..................
وبعد مدة من الزمن ذهبت إلى غرفته وقلت له إنني على يقين انك تعرف ردي مقدماً ، لقد سامحتك فليسامحك الله .
أخوكمـ : برهوم الشمري
اليوم سيزف ابني مهند إلى عروسه. إنني احمد الله سوف يذهب إلى بيته لأهرب من هذا السجن الذي ظللت محبوسة به ولمدة أحدى وثلاثون عاماً إنني انظر إلى ألمرآه وارى وجهاً جميلاً مشرقاً وعينين حزينتين ذابلتين. سأهرب وأعيش حياتي التي حرمت منها من اجل ابني، لقد فقدت السعادة والبهجة منذ أن ارتبطت بك. أن ذاكرتي مليئة بالهموم والتعاسة لقد فقدت لذة العيش، لم اعد اشعر بجمال الحياة. أصبحت حياتي مظلمة بظلمة الليل لقد استغليت عطائي الذي لا حدود له وتركتني وسعيت أمام نزواتك الواحدة تلو الأخرى وأصبح كل منا يعيش منفرداً. لقد كنت أشعر بإحساسك بالضعف أمامي لأنني ورثت من والدي رحمه الله ثروة طائلة لم ابخل عليك بشيء منها، ولكن نظراتك الذليلة وأنت تطلبني مالاً لتسديد ديونك التي اكتسبتها من تبذيرك لم ترضني بل حاولت أن أوضح لك بأننا شخص واحد لا فرق بيننا وكل ما أريده منك أن لا تشعر وتحس بإحساس الرجل المتعصب لجنسه. ولكن هناك فجوة بيني وبينك لم أستطع تفاديها. لقد أهملت مشاعري واحتياجاتي كأنثى وتركتني وحيدة لم أشعر بأهميتي إلا عندما يرتمي ابني في حضني أحس بالدف والحنان وأكافح الحياة الجليدية من أجله.
لقد كنت تثور في وجهي وتبدأ بتضخيم وتهويل وتصعيد الموقف وتعاند وتصر على عنادك إذا طلبت منك طلباً بسيطاً يجلب لي قليلاً من السعادة لم أشارك أحدا في همومي حتى أقرب الناس إلي والدتي، كنت أعاني بمفردي وقد أيقنت أن الشكوى لغير الله مذلة. لقد علمت بخيانتك المستمرة لي وسمعتك وأنت تخبر أصدقائك عن مغامراتك بتفاخر. أحسست أن كرامتي قد جرحت لماذا ؟
ماذا ينقصني فقد حباني الله بجمال هادئ ولكنك شخص لا يهمه ألا السعي أمام نزواته.
لم أعد بحاجة إليك سأتركك من غير آسف أو ندم واشق طريقي، فالحياة لا تنتهي بمجرد أن نتقدم بالسن. سأبدأ وأجاهد نفسي وأكمل دراستي فما العلم إلا بالتعلم.
نظرت إلى أبني شاباً متعلماً هو ثمرة كفاحي وتعبي، وحضر زوجي ليبارك لابنه ونظر إلي نظرةُ تمتزج بالتفاخر والشكر والعرفان. لم أستطيع أن أنظر إلى عينيه فمجرد رايته تعيد لي ذكريات آلمي وهمومي ولكنه أتى إلى جواري وامسك بيدي وامتدت يده الأخرى تمسح برفق فوق شعري ونظر إلي دامعاً وشكرني لأنني أنجبت له أبناً يتفاخر به أمام الرجال وبعد انتهاء حفلة الزفاف أتى ليأخذني إلى بيتنا وكنت قد نويت أن أخبره بقراري وبمجرد جلوسي على المقعد فاجأني قائلاً: هيفاء إنني أعلم انكِ ستتركنني قريباً ولكن الندم يعصف قلبي إنني احبك يا زوجتي العزيزة لقد عاملتك بمنتهى الأنانية لم أكن أعمى لقد رأيت دموعك الغالية وهي تتساقط وكنتِ تتعذبين كنت اشعر بدموعكِ خنجر يمزق قلبي ولكن لا أدري لماذا فعلت بكِ ذلك أنني نادم أشد الندم فلم يعد لي أحد غيرك فإذا سامحتني كنت أسعد مخلوق وإذا تركتيني فأعلمي انكِ حكمتي علي بالموت البطيء وحرمتني من متعة الحياة وأن استحق منكِ ذلك .
زوجتي الحبيبة أعلم أنكِ انسانة جميلة فقد حباكِ الله بنعمة الجمال والأخلاق والتسامح وأعلمي أن الله سيجزيكِ على صبرك خير الجزاء وليسامحني الله على ما اقترفته بحقك وأعدك بأنني سأكون طبيبك الذي يداوى جميع جروحك التي سببتها لكِ .
لم أستطع أن أرد عليه ولكنني شعرت بنبرة الندم والصدق في كلامه وطلبت منه فترة للتفكير..................
وبعد مدة من الزمن ذهبت إلى غرفته وقلت له إنني على يقين انك تعرف ردي مقدماً ، لقد سامحتك فليسامحك الله .
أخوكمـ : برهوم الشمري
تعليق