تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني .. هناك قصص كثيره , ترسم ملامحها الأيام , فتشاركها إرادة الله سبحانه , ليكتب القلم أعظم سيناريوهات العصر .. ثم تشخص على مسرح الحياة . البطل فيها هو : الإنسان .
أكتب لكم أحداث قصة حقيقية , مصوغة بما يقتضيه الفن الأدبي , في السرد والإثارة .
في المحكمة الشرعية .. وقف رجل توسط الثلاثينات من سنين عمره , الذي قضى نصفها مجاهدا , يجري على رزق عياله , لا يثنيه عن طلبه أشرس الأمراض وأكثرها ضراوة , حتى أقسى أيام الشتاء بردا , كانت تعجز عن تبرير المكوث في بيته دون القيام بواجبه تجاه أهله وولده .
عاش الحلم واقعا . فهو يرى أولاده .. محمود : مهندسا , وتيسير : محاميا , وسميرة : طبيبة . ولا ينسى فاطمة .. تلك المرأة الصابرة المحتسبة .. أحبت زوجها كما لم تحب أحدا من قبل .. كانت ابنة الخامسة عشر .. زفت إلى أسامة ذو الخامسة عشر ربيعا أيضا .. أصبح هو أبوها وأخوها وأمها وأختها , لأنها عاشت يتيمة الأبوين , دون أخ أو أخت .
بعد عشرين عاما , جاءت امرأة من أقصى المدينة تسعى . سألت عن بيت أبي محمود , فأشار اليه الناس , لتستأذن على أهله , فتجاب , وتدخل البيت .. تسلم . وهي لا تحمل شيئا من السلام , سوى الخراب والدمار , بدعوى الصلاح والتقوى , ناهيك عن خشيتها غضب الله , وخوفها على أبي محمود .
هذا ما قصه علي أحد مرافقيه في المحكمة .. بعد أن ساقني الفضول لتقصي أمر ذلك الرجل الذي أصابه الحزن , لدرجة أنه يضحك وعيناه تدمعان , ثم يمسح دموعه التي سالت بين عشب ملون بين الأبيض والأسود على وجنتيه .
فطلبت منه أن يكمل .. فقال : لم تنبس المرأة العجوز ببنت شفة , منتظرة قدوم رب البيت .
عاد الرجل .. وكعادته , يتأبط بطيخة كبيرة , ويحمل في كلتا يديه أكياسا ملئت مما لذ وطاب من الفاكهة والخضار وبعض لوازم البيت , مبتسما , مسلما على أم محمود .. يرمقها بعينين جائعتين , كأنه بها يراها لأول مرة . ثم سأل : أين الأولاد يا أم محمود ؟
لم تجب .. وذهبت تومئ له بوجود ضيفة في الدار . نظر إليها أبو محمود , سلم وقال : أهلا أم سليم , كيف حالك أماه ؟ منذ مدة لم أرك . كيف خطرنا ببالك ؟ ثم تراجع وقال : نعم .. في الحقيقة أنا المقصر .. كان واجب علي أنا زيارتك . تحول إلى أم محمود بسرعة , طالبا منها ذبح البطيخة لتقدم كوليمة على شرف أم سليم .
خرجت العجوز عن صمتها , وقالت : أبو محمود لم آتي إليك لتضيفني .. بل جئت لأمر هام جدا . وأخاف عليك النار الآخرة .. إسمع بني .. أنت تعلم أنني أنا الذي ربيتك , وأعرف كل شيء عنك . المرأة التي هي زوجك الآن أختك , والعقد الذي بينكما باطل .
ماذا ؟ خرجت مدوية من أبي محمود .. هل خرفت يا امرأة ؟ من أين جئت بهذا الكلام ؟ ثم راح يقلب كفيه ويقول : لا حول ولا قوة إلا بالله , حسبي الله ونعم الوكيل ... حتى هدأ . لتستطرد العجوز : بني .. عند غياب أمك في عملها , كانت تتركك في رعايتي , وأنا كما تعلم ليس لي أولاد . فلما يحضرك الجوع , وتبدأ بالصراخ .. كنت أحملك إلى جارة لنا ترضعك . سنة كاملة .. وأمك لا تعلم .
نظر إليها أبو محمود مستغربا . وما دخل هذا الكلام بزواجي ؟
أجابت : الجارة بني هي المرحومة أم فاطمة . لقد رحلت إلى غزة , وابنتها ناهزت السنتين وقتها , فاستشهدت مع زوجها في غارة إسرائيلية , وبقيت الطفلة في رعاية أقاربها إلى أن تزوجتها أنت , بإلحاح من أمك , لأنها حزنت على الفتاة , بحكم الجيرة التي كانت في الماضي .
إخواني لا أريد الإطالة , لقد أصبحت الصورة واضحة .. الرجل مطلوب منه فسخ زواجه في المحكمة .
ما معنى هذا ؟
فقدان حبه الأوحد والأكبر
فقدان أحلامه التي بناها قرب محبوبته
فقدان شخصيته التي بناها على مقاس أم محمود
فقدان سنين الشقاء في البناء لمستقبل أولاده
فقدان أشياء كثيرة قد لا تحضرني الآن
لو كنتم مكان أبوا محمود أو أم محمود , ماذا عساكم تفعلون ؟؟؟
أرجو المشاركة من الجميع .. حتى المتصفحين للقصة
م
ن
ق
و
ل
إخواني .. هناك قصص كثيره , ترسم ملامحها الأيام , فتشاركها إرادة الله سبحانه , ليكتب القلم أعظم سيناريوهات العصر .. ثم تشخص على مسرح الحياة . البطل فيها هو : الإنسان .
أكتب لكم أحداث قصة حقيقية , مصوغة بما يقتضيه الفن الأدبي , في السرد والإثارة .
في المحكمة الشرعية .. وقف رجل توسط الثلاثينات من سنين عمره , الذي قضى نصفها مجاهدا , يجري على رزق عياله , لا يثنيه عن طلبه أشرس الأمراض وأكثرها ضراوة , حتى أقسى أيام الشتاء بردا , كانت تعجز عن تبرير المكوث في بيته دون القيام بواجبه تجاه أهله وولده .
عاش الحلم واقعا . فهو يرى أولاده .. محمود : مهندسا , وتيسير : محاميا , وسميرة : طبيبة . ولا ينسى فاطمة .. تلك المرأة الصابرة المحتسبة .. أحبت زوجها كما لم تحب أحدا من قبل .. كانت ابنة الخامسة عشر .. زفت إلى أسامة ذو الخامسة عشر ربيعا أيضا .. أصبح هو أبوها وأخوها وأمها وأختها , لأنها عاشت يتيمة الأبوين , دون أخ أو أخت .
بعد عشرين عاما , جاءت امرأة من أقصى المدينة تسعى . سألت عن بيت أبي محمود , فأشار اليه الناس , لتستأذن على أهله , فتجاب , وتدخل البيت .. تسلم . وهي لا تحمل شيئا من السلام , سوى الخراب والدمار , بدعوى الصلاح والتقوى , ناهيك عن خشيتها غضب الله , وخوفها على أبي محمود .
هذا ما قصه علي أحد مرافقيه في المحكمة .. بعد أن ساقني الفضول لتقصي أمر ذلك الرجل الذي أصابه الحزن , لدرجة أنه يضحك وعيناه تدمعان , ثم يمسح دموعه التي سالت بين عشب ملون بين الأبيض والأسود على وجنتيه .
فطلبت منه أن يكمل .. فقال : لم تنبس المرأة العجوز ببنت شفة , منتظرة قدوم رب البيت .
عاد الرجل .. وكعادته , يتأبط بطيخة كبيرة , ويحمل في كلتا يديه أكياسا ملئت مما لذ وطاب من الفاكهة والخضار وبعض لوازم البيت , مبتسما , مسلما على أم محمود .. يرمقها بعينين جائعتين , كأنه بها يراها لأول مرة . ثم سأل : أين الأولاد يا أم محمود ؟
لم تجب .. وذهبت تومئ له بوجود ضيفة في الدار . نظر إليها أبو محمود , سلم وقال : أهلا أم سليم , كيف حالك أماه ؟ منذ مدة لم أرك . كيف خطرنا ببالك ؟ ثم تراجع وقال : نعم .. في الحقيقة أنا المقصر .. كان واجب علي أنا زيارتك . تحول إلى أم محمود بسرعة , طالبا منها ذبح البطيخة لتقدم كوليمة على شرف أم سليم .
خرجت العجوز عن صمتها , وقالت : أبو محمود لم آتي إليك لتضيفني .. بل جئت لأمر هام جدا . وأخاف عليك النار الآخرة .. إسمع بني .. أنت تعلم أنني أنا الذي ربيتك , وأعرف كل شيء عنك . المرأة التي هي زوجك الآن أختك , والعقد الذي بينكما باطل .
ماذا ؟ خرجت مدوية من أبي محمود .. هل خرفت يا امرأة ؟ من أين جئت بهذا الكلام ؟ ثم راح يقلب كفيه ويقول : لا حول ولا قوة إلا بالله , حسبي الله ونعم الوكيل ... حتى هدأ . لتستطرد العجوز : بني .. عند غياب أمك في عملها , كانت تتركك في رعايتي , وأنا كما تعلم ليس لي أولاد . فلما يحضرك الجوع , وتبدأ بالصراخ .. كنت أحملك إلى جارة لنا ترضعك . سنة كاملة .. وأمك لا تعلم .
نظر إليها أبو محمود مستغربا . وما دخل هذا الكلام بزواجي ؟
أجابت : الجارة بني هي المرحومة أم فاطمة . لقد رحلت إلى غزة , وابنتها ناهزت السنتين وقتها , فاستشهدت مع زوجها في غارة إسرائيلية , وبقيت الطفلة في رعاية أقاربها إلى أن تزوجتها أنت , بإلحاح من أمك , لأنها حزنت على الفتاة , بحكم الجيرة التي كانت في الماضي .
إخواني لا أريد الإطالة , لقد أصبحت الصورة واضحة .. الرجل مطلوب منه فسخ زواجه في المحكمة .
ما معنى هذا ؟
فقدان حبه الأوحد والأكبر
فقدان أحلامه التي بناها قرب محبوبته
فقدان شخصيته التي بناها على مقاس أم محمود
فقدان سنين الشقاء في البناء لمستقبل أولاده
فقدان أشياء كثيرة قد لا تحضرني الآن
لو كنتم مكان أبوا محمود أو أم محمود , ماذا عساكم تفعلون ؟؟؟
أرجو المشاركة من الجميع .. حتى المتصفحين للقصة
م
ن
ق
و
ل
.gif "Smile777 (44)")
تعليق