قلب من حجر.......؟؟
================================
وقفت تلتف حولها عباءة قديمة .. تتوكأ على عصا متهالكة..تنتظر مجيئه..
لكنه أحبط أمانيها..
لم تايئس.. وقفت تنتظره وتنتظره عله يأتي وينفذ ما نطق به لسانه.. ينفذ الوعد الذي وعد به..
خارت قوى العجوز فبدأت تبحث عن أقرب مكان تستريح فيه من حر الظهيرة ..خطت بضع خطوات حتى أرغمها التعب على الجلوس على الصخرة المجاورة
فشعرت بحرارة الصخرة من حر الشمس .. تمنت ألا تنتبه لحرارة ما هي عليه .. وتابعت تفكيرها .. عله يأتي الآن؟ سأنتظر.. لقد وعدني بأنه سيأتي
سأنتظر لا تهمني حرارة الشمس الآن .. وأكملت تخاطب فكرها" سأنتظر , سأنتظر ..."إلى أن حل الظلام وهي لا تزال جالسة والعصا بجانبها.
لقد شعرت العجوز بأن التعب قد راح يلتف حول جسدها النحيل , توقف تفكيرها الآن .. أرادت الوقوف لكنه استبطأ عليها.. نزلت من على الصخرة بعناء..
وما إن لا مست قدماها أديم الأرض أحست بقشعريرة تعلوها وارتعدت واحمر وجهها النحيل وعيناها الصغيرتانحتى خارت قواها و (.........).
دق جرس المنزل وانتظر بضع لحظات..ثم دقه مرة أخرى !! لكن لا مجيب فقال في نفسه: أعرف الآن أين أجده.
ذهب إليه.. دخل وقال بصوت متعجرف :
توقعت مجيئك لهنا يا أحمد؟
لكن ما شأنك في ذلك؟
أعرف أنك تحب هذه المقهي والجلوس فيها؟
حسنا وماذا تريد الآن يا خالد؟
هل نسيت ما اتفقنا عليه؟
وعلام اتفقنا؟
أنسيت موعدنا للذهاب للشاطئ ؟
أوو نعم تذكرت هيا بنا إذن... ولكن علي الآن الذهاب للمنزل حتى استطيع تجهيز اغراضي.. انتظرني سأعود قريبا..!
لاسآتي معك كي لا تتأخر..
ذهب أحمد إلى بيته ودق الجرس ..!! وتابع .. وتابع الدقات.. وهو يصرخ متعجرفا: اوووف يا لها من عجوز حمقاء!!!!!!!!
فخطرت بباله فكرة..
تسلق السور ودخل المنزل وصرخ بأعلى صوته: أمييييييييييييي !! لييييش ما تردين علي؟؟
وعلى غير العادة لم يسمع ردا على سؤاله!! اغتاظ قلبه فبدأ يبحث عنها في أرجاء المنزل ..
دخل غرفتها ونظر إلى سريرها تعجب وقال: إن الأمر غريب حقا؟؟!
تعودت أن أراها نائمة طيل وقتها.
دخل المطبخ ..الغرف المجاورة..صعد إلى السطح ..ازدادت دهشته ..! فإن والدته لا تخرج وحدها!!
فجأة سمع صوت....!
صوت مزمار السيارة..
نزل مسرعا تذكر صاحبه وهو ينتظره في السيارة.. ركب السيارة
وبعد لحظة لفت انتباهه أمر غريب في سيارته!! نظر.. تأكد... علم أنه حذاء والدته ..وقد بدا قديما ومهترئا..!!
تذكر.. كيف وصل الحذاء إلى هنا ..؟ ومن الذي أتى به؟؟ ازدادت دهشته.. ولكن سرعان ما تناسى الموضوع ..نسي كل ذلك في بضع دقائق..
عفوا..ثواني..!!
وبدا لصاحبه أنه سعيد للرحلة التي سيذهبون إليها..
حينها .. طلب منه صديقه حسين بالتوقف للسوق لشراء بعض المشروبات الغازية..
توقف أحمد بجانب الرصيف!!
ونزل صاحبه لشراءما يريد..
حينها .. جال أحمد نظره في الطرقات والأرصفة..
نظر..ركز غي كيس قمامة ملقى على قارعة الرصيف .. فتعجب .. كيف وصل الكيس إلى هذا المكان العام؟
فبات يحدق النظر ..لكن شيئا أثار انتباهه !! شيئا لفت نظره..!! وبات يحدق فيه.. نظر.. تأكد.. قارنه بالذي عنده تحت مقعدة السيارة..
جزم أنه حذاء والدته القديم ..وهاهي الفردة الثانية.. على الرصيف ..! مالذي أتى بها إلى هنا؟؟؟
نزل من السيارة .. وقد علت في وجهه الدهشة .!! وما إن نزل.. حتى استوقف بصره.. ووقف قلبه.. عندما رأى ذلك الجسد النحيل..
والأيدي النحيلة..ذلك الوجه الشاحب.. والأرجل الممتدة بعناء.. والعباءة القديمة الملتفة حول جسدها النحيل..
قرب منها..
وضع يده على كفيها...
على قلبها..
على رأسها...
ولكن .... نادى ..أماااااااااااه ... أمااااااااه ...أجيبي أرجوك ....
أماااااااااااااااااااااااااه..
ولكن لا مجيب..
نزلت الدمعات ..تلو الدمعات.... لكن لا تنفع تلك القطرات..
خرج صاحبه وركب السيارة بحماس.. ثم قال: حسنا هيا بنا الآن..
لم يجد ردا على حماسه!!!
نظر بجانبه لم يجد صاحبه... نظر حوله وجده على الرصيف ملقى على شئ ما!!
ذهب إليه مسرعا!! اندهش من هول ما رآه !! هل يعقل هذا ؟؟ لم يتمالك نفسه..
لم يصدق ما حدث .. حينها..انطلق لسانه كالرصاصة..
أحمد ... مالذي فعلته؟
أردف أحمد وهو يذرف دموع الندم..
لم أكن لأنساها لقد ألحت علي بأن أوصلها إلى المسجد لتصلي التهجد مع الجماعة رفضت وتماديت..
ألحت بعين دامعة ..بأن أوصلها للشارع المقابل بعد صراخ وتأفف ..
نزلت وهي تسألني : بني أين طريق المسجد؟
قلت لها تابعي سيرك هو في آخر الشارع ؟
أتذكر عباراتها...
أتذكر كلماتها ..
أتذكر آخر كلمة قالتها لي..
بني إني أنتظرك.؟ بني أرجوك ؟ أحتاج إليك لتوصلني للبيت.(لا تنسى)..قالتها وأنا قد سقت بسيارتي بعيدا عنها..
حتى إنها لم تستطع أخذ حذائها الآخر..
وأخذت هذه الكلمات تترد على مسامعه وهو يبكي ...
بني إني أنتظرك...
بني إني أنتظرك...
نعم ... فوالله إنها لقلووووووب من حجر...
تحياتي
*،*بنت فضل*،*
================================
وقفت تلتف حولها عباءة قديمة .. تتوكأ على عصا متهالكة..تنتظر مجيئه..
لكنه أحبط أمانيها..
لم تايئس.. وقفت تنتظره وتنتظره عله يأتي وينفذ ما نطق به لسانه.. ينفذ الوعد الذي وعد به..
خارت قوى العجوز فبدأت تبحث عن أقرب مكان تستريح فيه من حر الظهيرة ..خطت بضع خطوات حتى أرغمها التعب على الجلوس على الصخرة المجاورة
فشعرت بحرارة الصخرة من حر الشمس .. تمنت ألا تنتبه لحرارة ما هي عليه .. وتابعت تفكيرها .. عله يأتي الآن؟ سأنتظر.. لقد وعدني بأنه سيأتي
سأنتظر لا تهمني حرارة الشمس الآن .. وأكملت تخاطب فكرها" سأنتظر , سأنتظر ..."إلى أن حل الظلام وهي لا تزال جالسة والعصا بجانبها.
لقد شعرت العجوز بأن التعب قد راح يلتف حول جسدها النحيل , توقف تفكيرها الآن .. أرادت الوقوف لكنه استبطأ عليها.. نزلت من على الصخرة بعناء..
وما إن لا مست قدماها أديم الأرض أحست بقشعريرة تعلوها وارتعدت واحمر وجهها النحيل وعيناها الصغيرتانحتى خارت قواها و (.........).
دق جرس المنزل وانتظر بضع لحظات..ثم دقه مرة أخرى !! لكن لا مجيب فقال في نفسه: أعرف الآن أين أجده.
ذهب إليه.. دخل وقال بصوت متعجرف :
توقعت مجيئك لهنا يا أحمد؟
لكن ما شأنك في ذلك؟
أعرف أنك تحب هذه المقهي والجلوس فيها؟
حسنا وماذا تريد الآن يا خالد؟
هل نسيت ما اتفقنا عليه؟
وعلام اتفقنا؟
أنسيت موعدنا للذهاب للشاطئ ؟
أوو نعم تذكرت هيا بنا إذن... ولكن علي الآن الذهاب للمنزل حتى استطيع تجهيز اغراضي.. انتظرني سأعود قريبا..!
لاسآتي معك كي لا تتأخر..
ذهب أحمد إلى بيته ودق الجرس ..!! وتابع .. وتابع الدقات.. وهو يصرخ متعجرفا: اوووف يا لها من عجوز حمقاء!!!!!!!!
فخطرت بباله فكرة..
تسلق السور ودخل المنزل وصرخ بأعلى صوته: أمييييييييييييي !! لييييش ما تردين علي؟؟
وعلى غير العادة لم يسمع ردا على سؤاله!! اغتاظ قلبه فبدأ يبحث عنها في أرجاء المنزل ..
دخل غرفتها ونظر إلى سريرها تعجب وقال: إن الأمر غريب حقا؟؟!
تعودت أن أراها نائمة طيل وقتها.
دخل المطبخ ..الغرف المجاورة..صعد إلى السطح ..ازدادت دهشته ..! فإن والدته لا تخرج وحدها!!
فجأة سمع صوت....!
صوت مزمار السيارة..
نزل مسرعا تذكر صاحبه وهو ينتظره في السيارة.. ركب السيارة
وبعد لحظة لفت انتباهه أمر غريب في سيارته!! نظر.. تأكد... علم أنه حذاء والدته ..وقد بدا قديما ومهترئا..!!
تذكر.. كيف وصل الحذاء إلى هنا ..؟ ومن الذي أتى به؟؟ ازدادت دهشته.. ولكن سرعان ما تناسى الموضوع ..نسي كل ذلك في بضع دقائق..
عفوا..ثواني..!!
وبدا لصاحبه أنه سعيد للرحلة التي سيذهبون إليها..
حينها .. طلب منه صديقه حسين بالتوقف للسوق لشراء بعض المشروبات الغازية..
توقف أحمد بجانب الرصيف!!
ونزل صاحبه لشراءما يريد..
حينها .. جال أحمد نظره في الطرقات والأرصفة..
نظر..ركز غي كيس قمامة ملقى على قارعة الرصيف .. فتعجب .. كيف وصل الكيس إلى هذا المكان العام؟
فبات يحدق النظر ..لكن شيئا أثار انتباهه !! شيئا لفت نظره..!! وبات يحدق فيه.. نظر.. تأكد.. قارنه بالذي عنده تحت مقعدة السيارة..
جزم أنه حذاء والدته القديم ..وهاهي الفردة الثانية.. على الرصيف ..! مالذي أتى بها إلى هنا؟؟؟
نزل من السيارة .. وقد علت في وجهه الدهشة .!! وما إن نزل.. حتى استوقف بصره.. ووقف قلبه.. عندما رأى ذلك الجسد النحيل..
والأيدي النحيلة..ذلك الوجه الشاحب.. والأرجل الممتدة بعناء.. والعباءة القديمة الملتفة حول جسدها النحيل..
قرب منها..
وضع يده على كفيها...
على قلبها..
على رأسها...
ولكن .... نادى ..أماااااااااااه ... أمااااااااه ...أجيبي أرجوك ....
أماااااااااااااااااااااااااه..
ولكن لا مجيب..
نزلت الدمعات ..تلو الدمعات.... لكن لا تنفع تلك القطرات..
خرج صاحبه وركب السيارة بحماس.. ثم قال: حسنا هيا بنا الآن..
لم يجد ردا على حماسه!!!
نظر بجانبه لم يجد صاحبه... نظر حوله وجده على الرصيف ملقى على شئ ما!!
ذهب إليه مسرعا!! اندهش من هول ما رآه !! هل يعقل هذا ؟؟ لم يتمالك نفسه..
لم يصدق ما حدث .. حينها..انطلق لسانه كالرصاصة..
أحمد ... مالذي فعلته؟
أردف أحمد وهو يذرف دموع الندم..
لم أكن لأنساها لقد ألحت علي بأن أوصلها إلى المسجد لتصلي التهجد مع الجماعة رفضت وتماديت..
ألحت بعين دامعة ..بأن أوصلها للشارع المقابل بعد صراخ وتأفف ..
نزلت وهي تسألني : بني أين طريق المسجد؟
قلت لها تابعي سيرك هو في آخر الشارع ؟
أتذكر عباراتها...
أتذكر كلماتها ..
أتذكر آخر كلمة قالتها لي..
بني إني أنتظرك.؟ بني أرجوك ؟ أحتاج إليك لتوصلني للبيت.(لا تنسى)..قالتها وأنا قد سقت بسيارتي بعيدا عنها..
حتى إنها لم تستطع أخذ حذائها الآخر..
وأخذت هذه الكلمات تترد على مسامعه وهو يبكي ...
بني إني أنتظرك...
بني إني أنتظرك...
نعم ... فوالله إنها لقلووووووب من حجر...
تحياتي
*،*بنت فضل*،*
تعليق