خرجت من منزلي,,, تتباطأ خطاي نحو الباب الخارجي .. رفعت رأسي مرة أخيرة لأتنفس هواءً طالما استنشقت عبقه فأحسست بالامان والطمأنينه..
تنفست بعمق ودرت بعيني في ارجاء هذا المنزل الواسع الذي عشت بين اركانه اجمل ايام حياتي ..
تلمست جدرانه .. درت بنظري على كل لوحة علقت فيه بثبات شامخ ..
صافحت افراد أسرتي والدموع تغرق عيناي.. رغم محاولتي ان لا يشاهد احداً دموعي لئلا يرتسم القلق على قلب امي من جديد ..
لكني عبثاً كنت احاول .. فانحدرت دمعة عميقة خلت ان روحي ستخرج معها عندما شاهدت ابن اختي ذا العام الواحد متعلقاً باحدى حقائبي يعبث بها وكأنه يدعوني للبقاء اكثر !!
احبك كثيراً ياولدي ..نعم انه ابني ! .. في كل مرة كان يبكي بشدة عندما يراني ,, ومايلبث ان يتعود وجودي وينام معي فلا يكاد يفارقني ,, حتى انه يناديني ( ماما ) ,, انه يعبث باحساسي , ويحرك في نفسي مشاعر الامومة ,
احتظنتني اختي وهي تربت على كتفي .. الصبر مفتاح الفرج , من صبر قدر ........
لطالما استمعت الى هذه العبارات فاصبحت لا أشعر بها ..
احتظنتهم واحدة تلو الاخرى ..
شاهدت احداهن تندفع بسرعه نحو الطابق العلوي بدعوى انشغالها ببعض الاعمال ! لكني كنت الاحظ شهقاتها في صمت .. شعرت بشعورها بافتقادي..
كانت امي تساعدني في اخراج الحقائب نحو السيارة , حيث كان ابي في انتظاري .. وقد جلس ينظر في صمت كأنه يطلب مني العودة .. وكأنه يتسائل هل سأراك مرة أخرى أم لا !!!!
همست لأمي ... الى اللقاء .....
رفعت رأسها وقد غطت جزءً منه بوشاحها الملون الذي أغرقته الدموع ..
سألتها .. لماذا يا أمي ,, دعيني اشعر مرة واحده انك تعودتِ هذا السفر كل عام بعد انتهاء الاجازة , حيث اعود لعملي البعيد جداً , والذي يسرق مني اجمل ايامي وأحلامي , لأعيش غريبه من جديد ,, لانتظم مرة اخرى في مدرسة التدريب على قسوة الزمن وظروف الحياة , فقد تنفعني هذه الشهادة في مستقبلي .
انفجرت امي بكاءً وهي تدعو لي , (وهذا اهم مافي الامر) .. ان تكون راضية . كل الرضا ,
اتجهت مع والدي الى الحافلة وهو يعلق على بعض الامور رغبة في اضحاكي .. كان يوصيني كما كان في كل مرة ويتأكد من تسجيلي لجميع ارقام الهاتف والامور الشخصية المطلوبة ..
لم أكن وحدي في الحافلة , بل كانت مليئة بالعوائل اللائي نوين السفر لمنطقه خارج الحدود بعد وصولي لمنطقة عملي التي تبعد 1800 كم عن منزلي حيث سأقضي من جديد ثلاثة أشهر هناك ترافقني الوحدة والخوف والحيرة ..
يــالقسوة الدهر ,
لماذا ابتعد دائماً عمن أحب .. تركت ذكرياتي كلها هناك , أحلامي طموحاتي .. وعدت الى حيث لاشيء!!
بالامس فقط كنت أتأمل البحر واتحسس عمقه , كنت أخاطبه بصمت .. سأشتاق لك . عدني ان نلتقي !!
انه يخاطبني بأمواجه ,, ويشعر بكل ما أعاني !!!
وفي الليلة الماضية كان المنزل يعج بالزوار .. البعض جاء لتوديعي , والبعض تعود الدخول والخروج بدون حاجز ! وبلا مناسبة, ففي هذا المكان يلتقي الجميع , في كل مناسبة .
عدت لذاكرتي لسبع سنوات سابقة .. كنت في هذا البيت وكانت الشمس تغرب وصوت المؤذن يهتف لموعد الصلاة والافطار ..
يـــــــــــــــــاااه سبع اعوام لم اذق طعم افطار رمضان مع عائلتي ..
هل كٌتب علي الاستقرار في هذا المهجر للابد !!!!
انتبهت على صوت قوي من الجانب الايسر للحافلة !
صراخ واشياء تتساقط !! الصراخ يعلو من الجميع , والاطفال تساقطن من احضان أمهاتهن ,
اصبح المكان كسفينه تموج وهي تنحدر بشدة لمكان ما في أسفل الطريق من الجهة اليمنى !
توقفنا ,, نظرت حولي ,, لقد سرنا كثيراً ..
نظرت الى زجاج السيارة انه شبه محطم ,,
نزلنا بسرعه .. لقد تعودت هذا المنظر ..... شاحنه كادت تزهق ارواحنا في وحشة الليل المظلم ...
لولا ارادة الله ...
يااارب .... الى متى هذا العذااب .. انتظرنا في قلب الصحراء مايقارب الثلاث ساعات لتستقلنا حافلة اخرى ...
نظرت الى ساعتي لأحسب كم تبقى من الوقت اظافة الى ثلاث ساعات انتظار ...
بعد ان استقر الجميع ونقلت جميع اشياءنا الى المكان الاخر سرنا من جديد.. ... وانا اتساءل لو حصل لنا شي في هذا السفر وانا وحدي هنا من المسؤول عن ذلك !!!!
مرت ساعات طويلة , سرنا فيها مسافة كبيرة حتى بانت خيوط الفجر معلنة دخول يوم جديد .. بدأت اراقب الشمس وهي تعلن سطوعها لتشرق من فوقنا وكأنها تقول كٌتب لكم عمر جديد بهذا اليوم ...
استويت .. وعدلت من جلوسي ..
استعداداً للنزول بعد ساعه ونصف تقريباً .. بانت مشارف القرية التي اقصدها ..
جلت ببصري نحو الجبال الشاهقة التي أمامي ... والصحراء الواسعه ... ثمة صخور متناثرة هنا وهناك , بدون انتظام ..
شهقت بعمق وانا استشعر وجودي ,, اااه عدت مرة اخرى الى حيث تنتظرني دموعي , وتختفي ابتسامتي , حيث اعيش وحدي وكأن ليس من احد هنا سواي !!! تمر بي بعض الايام لاأكاد اعرف الليل من النهار ..
وأخيراً .. بانت بعض البيوت بعد مسافة كبيرة في عمق الصحراء ...
بيوت قديمة جداً لاتصلح للسكن ,,
ان عهدها يعود للايام الاولى التي استوطن فيها الانسان فوق هذه الارض ,,, ولا أعلم مالدافع وراء ابقاءها حتى اليوم على هذه الحال !!
بعد نصف ساعه تقريباً بانت القرية بوضوح .... بيوت صغيرة متراصة كأنها تتعانق شوقاً وحباً ..
شوارع ضيقة وأحياء لم يصلها الحجر الملون بعد ..
لم أكن اعلم ان هناك مناطق في بلادي بهذا الشكل !!
اقتربنا من المنزل ... رفعت رأسي شاهدت سطح احد المنازل .. انها تظهر بوضوح لقصر الجدار الخارجي ...
على سطح المنزل ...... كانت تتطاير بعض الملابس لتجف ...
كأنها هي الأخرى تبحث عن الحرية ........!!!
تنفست بعمق ودرت بعيني في ارجاء هذا المنزل الواسع الذي عشت بين اركانه اجمل ايام حياتي ..
تلمست جدرانه .. درت بنظري على كل لوحة علقت فيه بثبات شامخ ..
صافحت افراد أسرتي والدموع تغرق عيناي.. رغم محاولتي ان لا يشاهد احداً دموعي لئلا يرتسم القلق على قلب امي من جديد ..
لكني عبثاً كنت احاول .. فانحدرت دمعة عميقة خلت ان روحي ستخرج معها عندما شاهدت ابن اختي ذا العام الواحد متعلقاً باحدى حقائبي يعبث بها وكأنه يدعوني للبقاء اكثر !!
احبك كثيراً ياولدي ..نعم انه ابني ! .. في كل مرة كان يبكي بشدة عندما يراني ,, ومايلبث ان يتعود وجودي وينام معي فلا يكاد يفارقني ,, حتى انه يناديني ( ماما ) ,, انه يعبث باحساسي , ويحرك في نفسي مشاعر الامومة ,
احتظنتني اختي وهي تربت على كتفي .. الصبر مفتاح الفرج , من صبر قدر ........
لطالما استمعت الى هذه العبارات فاصبحت لا أشعر بها ..
احتظنتهم واحدة تلو الاخرى ..
شاهدت احداهن تندفع بسرعه نحو الطابق العلوي بدعوى انشغالها ببعض الاعمال ! لكني كنت الاحظ شهقاتها في صمت .. شعرت بشعورها بافتقادي..
كانت امي تساعدني في اخراج الحقائب نحو السيارة , حيث كان ابي في انتظاري .. وقد جلس ينظر في صمت كأنه يطلب مني العودة .. وكأنه يتسائل هل سأراك مرة أخرى أم لا !!!!
همست لأمي ... الى اللقاء .....
رفعت رأسها وقد غطت جزءً منه بوشاحها الملون الذي أغرقته الدموع ..
سألتها .. لماذا يا أمي ,, دعيني اشعر مرة واحده انك تعودتِ هذا السفر كل عام بعد انتهاء الاجازة , حيث اعود لعملي البعيد جداً , والذي يسرق مني اجمل ايامي وأحلامي , لأعيش غريبه من جديد ,, لانتظم مرة اخرى في مدرسة التدريب على قسوة الزمن وظروف الحياة , فقد تنفعني هذه الشهادة في مستقبلي .
انفجرت امي بكاءً وهي تدعو لي , (وهذا اهم مافي الامر) .. ان تكون راضية . كل الرضا ,
اتجهت مع والدي الى الحافلة وهو يعلق على بعض الامور رغبة في اضحاكي .. كان يوصيني كما كان في كل مرة ويتأكد من تسجيلي لجميع ارقام الهاتف والامور الشخصية المطلوبة ..
لم أكن وحدي في الحافلة , بل كانت مليئة بالعوائل اللائي نوين السفر لمنطقه خارج الحدود بعد وصولي لمنطقة عملي التي تبعد 1800 كم عن منزلي حيث سأقضي من جديد ثلاثة أشهر هناك ترافقني الوحدة والخوف والحيرة ..
يــالقسوة الدهر ,
لماذا ابتعد دائماً عمن أحب .. تركت ذكرياتي كلها هناك , أحلامي طموحاتي .. وعدت الى حيث لاشيء!!
بالامس فقط كنت أتأمل البحر واتحسس عمقه , كنت أخاطبه بصمت .. سأشتاق لك . عدني ان نلتقي !!
انه يخاطبني بأمواجه ,, ويشعر بكل ما أعاني !!!
وفي الليلة الماضية كان المنزل يعج بالزوار .. البعض جاء لتوديعي , والبعض تعود الدخول والخروج بدون حاجز ! وبلا مناسبة, ففي هذا المكان يلتقي الجميع , في كل مناسبة .
عدت لذاكرتي لسبع سنوات سابقة .. كنت في هذا البيت وكانت الشمس تغرب وصوت المؤذن يهتف لموعد الصلاة والافطار ..
يـــــــــــــــــاااه سبع اعوام لم اذق طعم افطار رمضان مع عائلتي ..
هل كٌتب علي الاستقرار في هذا المهجر للابد !!!!
انتبهت على صوت قوي من الجانب الايسر للحافلة !
صراخ واشياء تتساقط !! الصراخ يعلو من الجميع , والاطفال تساقطن من احضان أمهاتهن ,
اصبح المكان كسفينه تموج وهي تنحدر بشدة لمكان ما في أسفل الطريق من الجهة اليمنى !
توقفنا ,, نظرت حولي ,, لقد سرنا كثيراً ..
نظرت الى زجاج السيارة انه شبه محطم ,,
نزلنا بسرعه .. لقد تعودت هذا المنظر ..... شاحنه كادت تزهق ارواحنا في وحشة الليل المظلم ...
لولا ارادة الله ...
يااارب .... الى متى هذا العذااب .. انتظرنا في قلب الصحراء مايقارب الثلاث ساعات لتستقلنا حافلة اخرى ...
نظرت الى ساعتي لأحسب كم تبقى من الوقت اظافة الى ثلاث ساعات انتظار ...
بعد ان استقر الجميع ونقلت جميع اشياءنا الى المكان الاخر سرنا من جديد.. ... وانا اتساءل لو حصل لنا شي في هذا السفر وانا وحدي هنا من المسؤول عن ذلك !!!!
مرت ساعات طويلة , سرنا فيها مسافة كبيرة حتى بانت خيوط الفجر معلنة دخول يوم جديد .. بدأت اراقب الشمس وهي تعلن سطوعها لتشرق من فوقنا وكأنها تقول كٌتب لكم عمر جديد بهذا اليوم ...
استويت .. وعدلت من جلوسي ..
استعداداً للنزول بعد ساعه ونصف تقريباً .. بانت مشارف القرية التي اقصدها ..
جلت ببصري نحو الجبال الشاهقة التي أمامي ... والصحراء الواسعه ... ثمة صخور متناثرة هنا وهناك , بدون انتظام ..
شهقت بعمق وانا استشعر وجودي ,, اااه عدت مرة اخرى الى حيث تنتظرني دموعي , وتختفي ابتسامتي , حيث اعيش وحدي وكأن ليس من احد هنا سواي !!! تمر بي بعض الايام لاأكاد اعرف الليل من النهار ..
وأخيراً .. بانت بعض البيوت بعد مسافة كبيرة في عمق الصحراء ...
بيوت قديمة جداً لاتصلح للسكن ,,
ان عهدها يعود للايام الاولى التي استوطن فيها الانسان فوق هذه الارض ,,, ولا أعلم مالدافع وراء ابقاءها حتى اليوم على هذه الحال !!
بعد نصف ساعه تقريباً بانت القرية بوضوح .... بيوت صغيرة متراصة كأنها تتعانق شوقاً وحباً ..
شوارع ضيقة وأحياء لم يصلها الحجر الملون بعد ..
لم أكن اعلم ان هناك مناطق في بلادي بهذا الشكل !!
اقتربنا من المنزل ... رفعت رأسي شاهدت سطح احد المنازل .. انها تظهر بوضوح لقصر الجدار الخارجي ...
على سطح المنزل ...... كانت تتطاير بعض الملابس لتجف ...
كأنها هي الأخرى تبحث عن الحرية ........!!!
تعليق