قصة واقعية حدثت
ومتى نفعل بك مثل ما تفعل بجدي يا أبي؟!
رجل متزوِّج ولديه أطفال، أكبرهم عمره سبع سنوات، ويعيش معه والده الطاعن في السن، وأمام إلحاح زوجته وكلامها المعسول بوضع والده في إحدى غرف المسجد المجاور لمنزلهم؛ حتى لا يشقَّ عليه الذهاب والإياب من وإلى البيت تيسيرًا عليه، مع تعهدها بالاهتمام بكل متطلباته، طرح الرجل المغلوب على أمره الفكرة على والده الذي لم يكن له من خيار إلا الموافقة على مضضٍ، وفعلاً ذهب الرجل إلى السوق ومعه ابنه البكر (سبع سنوات) ليشتري لوالده مستلزمات الغرفة التي في المسجد من فرشٍ وسرير ودولاب ونحوه.
وكان من عناية الله به أن سأله ابنه الصغير المرافق له عما يشتريه ولماذا؟ فكان يجيبه إن ذلك لجده؛ حيث إنه سوف يقيم في إحدى غرف المسجد المجاور لمنزلهم، فسأله هذا الطفل الصغير- بمنتهى البراءة- ومتى نشتري لك مثل ذلك يا أبي!! فنزل السؤال على الأب كالصاعقة وزلزل الأرض من تحت قدميه، وأفاق من غيبوبته فأعاد كل ما اشتراه على صاحب المحل، ولم ينتظر أن يعيد له صاحب المحل نقوده، وعاد مهرولاً خجلاً إلى والده يقبِّله ويعتذر له، ويؤكد له أن له أقصى البيت ولهم أدناه.. أما الزوجة العاقَّة فقد خيَّرها بين والده وأبنائه أو بيت أهلها.
وهكذا عاد الرجل إلى صوابه، وفتح الله على قلبه، وكما تدين تدان، والجزاء من جنس العمل، وجزاء سيئة سيئة مثلها.
علقمة
كان في زمن النبي- صلى الله عليه وسلم- شابٌّ يسمَّى علقمة، كان كثير الاجتهاد في طاعة الله، في الصلاة والصوم والصدقة، فمرِض واشتد مرضه، فأرسلت امرأته إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: إن زوجي علقمة في النزاع، فأردت أن أعلمك يا رسول الله بحاله.
فأرسل النبي- صلى الله عليه وسلم- عمارًا وصهيبًا وبلالاً، وقال:"امضوا إليه ولقنوه الشهادة"، فمضَوا إليه ودخلوا عليه فوجدوه في النزع الأخير، فجعلوا يلقنونه لا إله إلا الله، ولسانه لا ينطق بها، فأرسلوا إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يخبرونه أنه لا ينطق لسانه بالشهادة، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- هل من أبويه من أحد حيٍّ؟ قيل: يا رسول الله.. أمٌّ كبيرة السن، فأرسل إليها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقال للرسول: قلْ لها إن قدرتِ على المسير إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وإلا فقرِّي في المنزل حتى يأتيك..
قال: فجاء إليها الرسول فأخبرها بقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقالت: نفسي لنفسه فداءٌ.. أنا أحق بإتيانه، فتوكأت وقامت على عصا وأتت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فسلَّمت فردَّ عليها السلام وقال:يا أم علقمة أصدقيني وإن كذبتيني جاء الوحي من الله تعالى.. كيف كان حال ولدك علقمة؟ قالت: يا رسول الله، كثير الصلاة، كثير الصيام، كثير الصدقة.. قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فما حالك؟ قالت: يا رسول الله أنا عليه ساخطة، قال ولم؟ قالت: يا رسول الله كان يؤثر عليَّ زوجته ويعصيني فقال: رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: إن سخط أم علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة.
ثم قال: يا بلال انطلق واجمع لي حطبًا كثيرًا، قالت: يا رسول الله وما تصنع؟ قال: أحرِقه بالنار بين يديك، قالت: يا رسول الله، ولدي لا يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي.. قاليا أم علقمة عذاب الله أشد وأبقى، فإن سرَّك أن يَغفر الله له فارضي عنه، فوالذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلاته ولا بصيامه ولا بصدقته ما دُمت عليه ساخطة، فقالت: يا رسول الله إني أُشهد الله تعالى وملائكته ومن حضرني من المسلمين أني قد رضيت عن ولدي علقمة، فقال: رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: انطلق يا بلال إليه.. انظر هل يستطيع أن يقول لا إله إلا الله أم لا؟ فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياءً مني، فانطلق بلال فسمع علقمةَ من داخل الدار يقول لا إله إلا الله، فدخل بلال وقال: يا هؤلاء إن سخَط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة، وإن رضاها أطلق لسانه، ثم مات علقمة من يومه، فحضره رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأمر بغسله وكفنه ثم صلى عليه، وحضر دفنه، ثم قال- على شفير قبره-:يا معشر المهاجرين والأنصار من فضَّل زوجته على أمُّه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلاً إلا أن يتوب إلى الله- عز وجل- ويحسن إليها ويطلب رضاها.. فرضى الله في رضاها وسخط الله في سخطها.
ومتى نفعل بك مثل ما تفعل بجدي يا أبي؟!
رجل متزوِّج ولديه أطفال، أكبرهم عمره سبع سنوات، ويعيش معه والده الطاعن في السن، وأمام إلحاح زوجته وكلامها المعسول بوضع والده في إحدى غرف المسجد المجاور لمنزلهم؛ حتى لا يشقَّ عليه الذهاب والإياب من وإلى البيت تيسيرًا عليه، مع تعهدها بالاهتمام بكل متطلباته، طرح الرجل المغلوب على أمره الفكرة على والده الذي لم يكن له من خيار إلا الموافقة على مضضٍ، وفعلاً ذهب الرجل إلى السوق ومعه ابنه البكر (سبع سنوات) ليشتري لوالده مستلزمات الغرفة التي في المسجد من فرشٍ وسرير ودولاب ونحوه.
وكان من عناية الله به أن سأله ابنه الصغير المرافق له عما يشتريه ولماذا؟ فكان يجيبه إن ذلك لجده؛ حيث إنه سوف يقيم في إحدى غرف المسجد المجاور لمنزلهم، فسأله هذا الطفل الصغير- بمنتهى البراءة- ومتى نشتري لك مثل ذلك يا أبي!! فنزل السؤال على الأب كالصاعقة وزلزل الأرض من تحت قدميه، وأفاق من غيبوبته فأعاد كل ما اشتراه على صاحب المحل، ولم ينتظر أن يعيد له صاحب المحل نقوده، وعاد مهرولاً خجلاً إلى والده يقبِّله ويعتذر له، ويؤكد له أن له أقصى البيت ولهم أدناه.. أما الزوجة العاقَّة فقد خيَّرها بين والده وأبنائه أو بيت أهلها.
وهكذا عاد الرجل إلى صوابه، وفتح الله على قلبه، وكما تدين تدان، والجزاء من جنس العمل، وجزاء سيئة سيئة مثلها.
علقمة
كان في زمن النبي- صلى الله عليه وسلم- شابٌّ يسمَّى علقمة، كان كثير الاجتهاد في طاعة الله، في الصلاة والصوم والصدقة، فمرِض واشتد مرضه، فأرسلت امرأته إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: إن زوجي علقمة في النزاع، فأردت أن أعلمك يا رسول الله بحاله.
فأرسل النبي- صلى الله عليه وسلم- عمارًا وصهيبًا وبلالاً، وقال:"امضوا إليه ولقنوه الشهادة"، فمضَوا إليه ودخلوا عليه فوجدوه في النزع الأخير، فجعلوا يلقنونه لا إله إلا الله، ولسانه لا ينطق بها، فأرسلوا إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يخبرونه أنه لا ينطق لسانه بالشهادة، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- هل من أبويه من أحد حيٍّ؟ قيل: يا رسول الله.. أمٌّ كبيرة السن، فأرسل إليها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقال للرسول: قلْ لها إن قدرتِ على المسير إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وإلا فقرِّي في المنزل حتى يأتيك..
قال: فجاء إليها الرسول فأخبرها بقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقالت: نفسي لنفسه فداءٌ.. أنا أحق بإتيانه، فتوكأت وقامت على عصا وأتت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فسلَّمت فردَّ عليها السلام وقال:يا أم علقمة أصدقيني وإن كذبتيني جاء الوحي من الله تعالى.. كيف كان حال ولدك علقمة؟ قالت: يا رسول الله، كثير الصلاة، كثير الصيام، كثير الصدقة.. قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فما حالك؟ قالت: يا رسول الله أنا عليه ساخطة، قال ولم؟ قالت: يا رسول الله كان يؤثر عليَّ زوجته ويعصيني فقال: رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: إن سخط أم علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة.
ثم قال: يا بلال انطلق واجمع لي حطبًا كثيرًا، قالت: يا رسول الله وما تصنع؟ قال: أحرِقه بالنار بين يديك، قالت: يا رسول الله، ولدي لا يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي.. قاليا أم علقمة عذاب الله أشد وأبقى، فإن سرَّك أن يَغفر الله له فارضي عنه، فوالذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلاته ولا بصيامه ولا بصدقته ما دُمت عليه ساخطة، فقالت: يا رسول الله إني أُشهد الله تعالى وملائكته ومن حضرني من المسلمين أني قد رضيت عن ولدي علقمة، فقال: رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: انطلق يا بلال إليه.. انظر هل يستطيع أن يقول لا إله إلا الله أم لا؟ فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياءً مني، فانطلق بلال فسمع علقمةَ من داخل الدار يقول لا إله إلا الله، فدخل بلال وقال: يا هؤلاء إن سخَط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة، وإن رضاها أطلق لسانه، ثم مات علقمة من يومه، فحضره رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأمر بغسله وكفنه ثم صلى عليه، وحضر دفنه، ثم قال- على شفير قبره-:يا معشر المهاجرين والأنصار من فضَّل زوجته على أمُّه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلاً إلا أن يتوب إلى الله- عز وجل- ويحسن إليها ويطلب رضاها.. فرضى الله في رضاها وسخط الله في سخطها.
تعليق