بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، هذه قصة قرأتها في احدى الكتيبات التي توزع على المنازل ، ووودت ان أنقلها لكم ، أتمنى ان تستمتعوا وتستفيدوا منها ...
شريفة : ولكن يا أمي هل المظهر الجميل حرام ؟
الأم : لم أقل ذلك .. ولكن يا شريفة هذا الحديث ناقشته معك مرارا .. ولا أريد أن يعاد ثانيا أسمعتي ؟؟
تقول شريفة : أرى أمي مختلفة عن باقي أمهات صديقاتي حتى عن خالاتي وزوجات أعمامي فهي لا تهتم بمظهرها ، فموديل الفستان الذي ترتديه يعود لسنين أو أكثر ، ولا تشتري الفساتين والأحذية والحقائب التي تباع في المحلات الكبرى ، ولا تلقي بالا لعالم الماركات والموضة ، فدائما تقول ما يقنعني ويناسبني سأرتديه ، ولهذا أتحاشى أن تكون أمي معي في مجتمع صديقاتي أو حتى في حفلات المدرسة لا أقدم لها بطاقة الدعوة خجلا أن يكون مظهرها غير مناسب ، فتكون أضحوكة أمام صديقاتي خاصة أن أغلب أمهاتهن يهتممن بهذه الأمور ، آه نسيت أن أخبرك قارئتي أن أمي طبيبة أطفال أي أنها ذات مركز عال وذات علاقات اجتماعية واسعة ، ولهذا أعتبر أن من أساس الشخصية أن يكون مظهرها فاخرا ملفتا للانظار ومحل حديث عن الماركات التي تلبسها .
وفي عطلة الصيف ، رتب والدي لرحلة سفر عبارة عن محطتين الأولى سنقوم بزيارة البلدة التي درست بها والدتي لأخذ بعض الكتب والبحوث التي تعينها على وظيفتها والمحطة الثانية لبلدة نقضي بها سفرة الصيف .
ووصلنا إلى المحطة الأولى وكانت اقامتنا في فندق من فنادقها ، وعند الصباح نزلت مع والدتي لمطعم الفندق لنتناول وجبة الافطار .. وها أنا نسيت أن أخبركم أن أمي تحافظ على ارتداء العباءة وغطاء الوجه حتى في السفر .. دخلنا المطعم وأغلب الناس الذين يرتادونه ينظرون إلى أمي وكأنها كائن من كوكب آخر ، هذا يبحلق بعينيه .. وهذا يضحك .. وهذا يغمز .. وهذا يشير باصبعه .. وهذا مندهش .. كنت أسير بجانب أمي خجلة لا أعرف ماذا أفعل ...
فقلت لأمي : لماذا لا نطلب وجبة الإفطار في الغرفة ؟!
فقالت : وما الخطأ أو العيب ؟ لم لا نأكل هنا ؟؟
قلت : ولكن ألا ترين الناس هنا كيف ينظرون إلينا ؟!
قالت : عزيزتي إنهم لا ينظرون إليك إنما ينظرون إلي أنا فهذا أمر يخصني أنا لا أنت .. هيا لنختار طاولة ومن ثم لنذهب لبوفيه الإفطار .
جلست على الطاولة وأنظر لوالدتي تسير للبوفيه غير مبالية لنظرة الناس إليها ، قلت في نفسي ما شاء الله عليك يا أمي أنت فعلا ذات شخصية قوية لا يهزك شيء أبدا .
تبعتها للبوفيه واخترنا وجبتنا وعدنا أدراجنا للطاولة و إذ نراها في حالة فوضى فالملح والفلفل منتشر على المفرش كما هناك أن ماء المزهرية مسكوب وقطعت الوردة والكراسي مملوءة بالماء ..!
وقفت مندهشة ومتضايقة وقلت لها : ما رأيك الآن لقد قلت لنطلب وجبة الإفطار في الغرفة أفضل ..
لم تعرني اهتماما وطلبت مني لنذهب لطاولة أخرى دون أن تتكلم ، تبعتها وأنا غاضبة ، وجلست أمامها وأنظر إليها ماردة فعلها ، إنها تأكل بكل برود أعصاب وتقرأ الصحيفة ، لم أستطع الأكل حينها كان همي معرفة هؤلاء العابثين بثواني قليلة عرفتهم إنهم أصحاب الجريمة ، فالضحك بصوت عال والنظر إلينا وتتبع حركاتنا لأكبر دليل على ذلك ..
فقلت لها : أمي أين أبي لم لا يشاركنا وجبة الإفطار ؟؟
فقالت : حبيبتي .. ألا تعرفين أن والدك لم يعتد تناول الإفطار ..
انتهت أمي من وجبتها وأنا لم أذق شيء سوى عصير البرتقال .
وكان همي أن نخرج من هذا المكان الذي كاد يخنقني بل خنقني فعلا .. وشغل فكري حدث الصباح اليوم بطوله ، تارة أقول لو أن أمي تخلع العباءة وترتدي فستانا مناسبا وحقيبة وحذاء لماركات مشهورة لما حدث ذلك أنا أعلم أن الإنسان يقاس بمظهره .
وفي صباح الغد دقت أمي باب غرفتي فتحت لها أقول : أمي .. لا أريد أن آكل وجبة الإفطار .
فقالت : هيا .. لم تأكلي وجبة العشاء .. هيا كلي وجبة خفيفة وخاصة أنها تحتوي على كوب حليب وهل سأذكرك بأن والدتك طبيبة ..
نزلت مع أمي لمطعم الفندق وأنا مكرهة لدى دخولنا باب المطعم قفز أمامنا شاب قد وضع مفرش الطاولة على رأسه كأنه شبح يخيفنا وأصدقاءه يضحكون بصوت عال ، وتارة يضعه على وجهه وتارة يضعه مثل نقاب الوجه ويقفز كالمهرج . أمسكت بيد أمي وشديتها فقلت لها : هيا يا أمي أريد أن أخرج .
فقالت وهي تشد يدي للأمام : هيا .. لا تكوني جبانة .. هؤلاء الصنف من الناس تركهم دون الرد عليهم أفضل عقاب لهم ..
جلسنا على الطاولة فقالت لي : هيا .. يا شريفة اذهبي أنت أولا اختاري طبقك .. وأنا سأجلس لأحرس المكان لا نريد أن نترك الطاولة خالية حتى لا يكون مصيرها مثل مصير طاولة الأمس.. كنت آكل ولكن لا أحس بالارتياح فصوت المجموعة المشاغبة عال ، ذلك أنهم يتحدثون بلغة لا أفهمها وكأن الحديث موجه إلينا .. انتهينا من وجبتنا ولا تصدقون أعزائي القراء أني إذا وضعت رأسي لنوم الليل ، ينشغل ذهني بوجبة إفطار الغد ...
وفي اليوم الثالث هذا اليوم الذي لم ولن أنساه طول حياتي حيث حفر في قلبي بذاكرتي ،، فقد نزلت مع والدتي كالمعتاد وأنا حزينة قلقة ، اعتذرت بادئ الأمر وحاولت أن أختلق عذرا ولكن علمني والدي أن الصدق منجاة والكذب كما يقولون حبله قصير فتحاشيت ذلك .
ذهبت مع والدتي إلى المطعم .. وها هي المجموعة نفسها تستقبلنا مثل أمس ،
فقلت لأمي : هل حدثت والدي عن هذه المجموعة ؟!
فقالت : لا .. لأن هذا الأمر شيء اعتيادي في هذه البلاد لم أشغل بال أبيك بأمور تافهة ...
نظرت إلى أمي وأنا أفكر : هل أمي على صواب أم خطأ ؟ وان كانت على خطأ فأين الخطأ الذي ارتكبته ؟؟؟ بينما نحن جلوس نأكل وجبة الافطار و إذا بالشاب صاحبنا بالأمس وقف أمام والدتي يقفز كالمهرج .. سقط مغشيا عليه بين صرخات واستغاثة أصدقائه ووالدته تصرخ وبكاء أخته وحزن والده .. لقد انحشرت في حلقه قطعة خبز يائسة .. لقد انقلب المطعم في حالة فوضى ، الصراخ في كل مكان والبكاء .. و أخذ يصرخ والده بأعلى صوته : ألا يوجد طبيب هنا ، ابني يموت اتصلوا بالإسعاف ؟ أريد المساعدة ...
وقفت والدتي وقالت : أنا طبيبة .. نظر إليها بتعجب ودهشة .
فقالت أمي : شريفة .. اذهبي إلى غرفتي وأحضري بسرعة حقيبة الإسعاف .
وأحضرتها بسرعة وها أنا أنظر إلة مشهد هز كياني وذاتي ، فأمي تقدم الإسعافات الأولية .. وبعد أن اسعفته قالت لوالده : عليه أن يرتاح قليلا والأفضل بعدها أن يخرج لمكان به هواء طلق نقي ليجدد هواء رئته أتمنى له الشفاء .!
المجموعة ملتفة حول والدتي ينظرون إليها بذهول ودهشه يقولون لبعضهم البعض : اسمعتم .. إنها تتحدث الانجليزية .. بعدها حملت حقيبة أمي سرت بجانبها أشعر بفخر واعتزاز لم أشعر به من قبل تجاهها .
حدثنا والدي بأمر الموقف الذي حصل ثم خرجنا بعدها قضينا اليوم بأكمله خارج الفندق . وعندما عدنا ليلا ذهبت لغرفتي لألقي بنفسي على السرير من تعب اليوم ، رن جرس الهاتف إنها أمي تطلب مني أن أحضر لغرفتها .. دخلت غرفة والدي وأنا متسائلة .. استوقفتني باقة ورد كبيرة وهديتين إحداهما لي .
والمفاجأة كانت من عند المجموعة المشاغبة ..
قلت : ما هذا يا أمي أهذا كله لنا جزاء عملك ؟؟ لا أصدق يا سبحان الله بالأمس كنا لهم أعداء واليوم يعتبرونا أصدقاء ..
ابتسمت أمي وهي تقول : لا نستعجل الأمور فنأخذها بصبر وتأن .. وبعدها بدقائق استقبل والدي مكالمة هاتفية تخبره لقد تركوا لنا ثلاث بطاقات دعوة للعشاء في مطعم فاخر .. ضحكنا سويا .
ورجعت لغرفتي وأنا أسترجع الأيام الثلاثة ولكن حدث الصباح غير نظرتي لوالدتي ، عرفت خلالها أن الإنسان لا يقاس بما يرتديه وإنما بأخلاقه . ومع بداية العام الدراسي دعيت صديقاتي على دعوة عشاء لنية خافية ، حيث كنت أدعو و أذكر أمي دائما بأن تتحدث عن تلك الحادثة والتي كنت دائما أشعر بالسرور عندما تستعرضها أمي ، وأمني نفسي بأمنية في أن أعرف العالم كله بأمي قائلة بملئ فمي :
أمي هي تاج راسي .. أفتخر بها أمام نفسي وأهلي وناسي .
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، هذه قصة قرأتها في احدى الكتيبات التي توزع على المنازل ، ووودت ان أنقلها لكم ، أتمنى ان تستمتعوا وتستفيدوا منها ...
شريفة : ولكن يا أمي هل المظهر الجميل حرام ؟
الأم : لم أقل ذلك .. ولكن يا شريفة هذا الحديث ناقشته معك مرارا .. ولا أريد أن يعاد ثانيا أسمعتي ؟؟
تقول شريفة : أرى أمي مختلفة عن باقي أمهات صديقاتي حتى عن خالاتي وزوجات أعمامي فهي لا تهتم بمظهرها ، فموديل الفستان الذي ترتديه يعود لسنين أو أكثر ، ولا تشتري الفساتين والأحذية والحقائب التي تباع في المحلات الكبرى ، ولا تلقي بالا لعالم الماركات والموضة ، فدائما تقول ما يقنعني ويناسبني سأرتديه ، ولهذا أتحاشى أن تكون أمي معي في مجتمع صديقاتي أو حتى في حفلات المدرسة لا أقدم لها بطاقة الدعوة خجلا أن يكون مظهرها غير مناسب ، فتكون أضحوكة أمام صديقاتي خاصة أن أغلب أمهاتهن يهتممن بهذه الأمور ، آه نسيت أن أخبرك قارئتي أن أمي طبيبة أطفال أي أنها ذات مركز عال وذات علاقات اجتماعية واسعة ، ولهذا أعتبر أن من أساس الشخصية أن يكون مظهرها فاخرا ملفتا للانظار ومحل حديث عن الماركات التي تلبسها .
وفي عطلة الصيف ، رتب والدي لرحلة سفر عبارة عن محطتين الأولى سنقوم بزيارة البلدة التي درست بها والدتي لأخذ بعض الكتب والبحوث التي تعينها على وظيفتها والمحطة الثانية لبلدة نقضي بها سفرة الصيف .
ووصلنا إلى المحطة الأولى وكانت اقامتنا في فندق من فنادقها ، وعند الصباح نزلت مع والدتي لمطعم الفندق لنتناول وجبة الافطار .. وها أنا نسيت أن أخبركم أن أمي تحافظ على ارتداء العباءة وغطاء الوجه حتى في السفر .. دخلنا المطعم وأغلب الناس الذين يرتادونه ينظرون إلى أمي وكأنها كائن من كوكب آخر ، هذا يبحلق بعينيه .. وهذا يضحك .. وهذا يغمز .. وهذا يشير باصبعه .. وهذا مندهش .. كنت أسير بجانب أمي خجلة لا أعرف ماذا أفعل ...
فقلت لأمي : لماذا لا نطلب وجبة الإفطار في الغرفة ؟!
فقالت : وما الخطأ أو العيب ؟ لم لا نأكل هنا ؟؟
قلت : ولكن ألا ترين الناس هنا كيف ينظرون إلينا ؟!
قالت : عزيزتي إنهم لا ينظرون إليك إنما ينظرون إلي أنا فهذا أمر يخصني أنا لا أنت .. هيا لنختار طاولة ومن ثم لنذهب لبوفيه الإفطار .
جلست على الطاولة وأنظر لوالدتي تسير للبوفيه غير مبالية لنظرة الناس إليها ، قلت في نفسي ما شاء الله عليك يا أمي أنت فعلا ذات شخصية قوية لا يهزك شيء أبدا .
تبعتها للبوفيه واخترنا وجبتنا وعدنا أدراجنا للطاولة و إذ نراها في حالة فوضى فالملح والفلفل منتشر على المفرش كما هناك أن ماء المزهرية مسكوب وقطعت الوردة والكراسي مملوءة بالماء ..!
وقفت مندهشة ومتضايقة وقلت لها : ما رأيك الآن لقد قلت لنطلب وجبة الإفطار في الغرفة أفضل ..
لم تعرني اهتماما وطلبت مني لنذهب لطاولة أخرى دون أن تتكلم ، تبعتها وأنا غاضبة ، وجلست أمامها وأنظر إليها ماردة فعلها ، إنها تأكل بكل برود أعصاب وتقرأ الصحيفة ، لم أستطع الأكل حينها كان همي معرفة هؤلاء العابثين بثواني قليلة عرفتهم إنهم أصحاب الجريمة ، فالضحك بصوت عال والنظر إلينا وتتبع حركاتنا لأكبر دليل على ذلك ..
فقلت لها : أمي أين أبي لم لا يشاركنا وجبة الإفطار ؟؟
فقالت : حبيبتي .. ألا تعرفين أن والدك لم يعتد تناول الإفطار ..
انتهت أمي من وجبتها وأنا لم أذق شيء سوى عصير البرتقال .
وكان همي أن نخرج من هذا المكان الذي كاد يخنقني بل خنقني فعلا .. وشغل فكري حدث الصباح اليوم بطوله ، تارة أقول لو أن أمي تخلع العباءة وترتدي فستانا مناسبا وحقيبة وحذاء لماركات مشهورة لما حدث ذلك أنا أعلم أن الإنسان يقاس بمظهره .
وفي صباح الغد دقت أمي باب غرفتي فتحت لها أقول : أمي .. لا أريد أن آكل وجبة الإفطار .
فقالت : هيا .. لم تأكلي وجبة العشاء .. هيا كلي وجبة خفيفة وخاصة أنها تحتوي على كوب حليب وهل سأذكرك بأن والدتك طبيبة ..
نزلت مع أمي لمطعم الفندق وأنا مكرهة لدى دخولنا باب المطعم قفز أمامنا شاب قد وضع مفرش الطاولة على رأسه كأنه شبح يخيفنا وأصدقاءه يضحكون بصوت عال ، وتارة يضعه على وجهه وتارة يضعه مثل نقاب الوجه ويقفز كالمهرج . أمسكت بيد أمي وشديتها فقلت لها : هيا يا أمي أريد أن أخرج .
فقالت وهي تشد يدي للأمام : هيا .. لا تكوني جبانة .. هؤلاء الصنف من الناس تركهم دون الرد عليهم أفضل عقاب لهم ..
جلسنا على الطاولة فقالت لي : هيا .. يا شريفة اذهبي أنت أولا اختاري طبقك .. وأنا سأجلس لأحرس المكان لا نريد أن نترك الطاولة خالية حتى لا يكون مصيرها مثل مصير طاولة الأمس.. كنت آكل ولكن لا أحس بالارتياح فصوت المجموعة المشاغبة عال ، ذلك أنهم يتحدثون بلغة لا أفهمها وكأن الحديث موجه إلينا .. انتهينا من وجبتنا ولا تصدقون أعزائي القراء أني إذا وضعت رأسي لنوم الليل ، ينشغل ذهني بوجبة إفطار الغد ...
وفي اليوم الثالث هذا اليوم الذي لم ولن أنساه طول حياتي حيث حفر في قلبي بذاكرتي ،، فقد نزلت مع والدتي كالمعتاد وأنا حزينة قلقة ، اعتذرت بادئ الأمر وحاولت أن أختلق عذرا ولكن علمني والدي أن الصدق منجاة والكذب كما يقولون حبله قصير فتحاشيت ذلك .
ذهبت مع والدتي إلى المطعم .. وها هي المجموعة نفسها تستقبلنا مثل أمس ،
فقلت لأمي : هل حدثت والدي عن هذه المجموعة ؟!
فقالت : لا .. لأن هذا الأمر شيء اعتيادي في هذه البلاد لم أشغل بال أبيك بأمور تافهة ...
نظرت إلى أمي وأنا أفكر : هل أمي على صواب أم خطأ ؟ وان كانت على خطأ فأين الخطأ الذي ارتكبته ؟؟؟ بينما نحن جلوس نأكل وجبة الافطار و إذا بالشاب صاحبنا بالأمس وقف أمام والدتي يقفز كالمهرج .. سقط مغشيا عليه بين صرخات واستغاثة أصدقائه ووالدته تصرخ وبكاء أخته وحزن والده .. لقد انحشرت في حلقه قطعة خبز يائسة .. لقد انقلب المطعم في حالة فوضى ، الصراخ في كل مكان والبكاء .. و أخذ يصرخ والده بأعلى صوته : ألا يوجد طبيب هنا ، ابني يموت اتصلوا بالإسعاف ؟ أريد المساعدة ...
وقفت والدتي وقالت : أنا طبيبة .. نظر إليها بتعجب ودهشة .
فقالت أمي : شريفة .. اذهبي إلى غرفتي وأحضري بسرعة حقيبة الإسعاف .
وأحضرتها بسرعة وها أنا أنظر إلة مشهد هز كياني وذاتي ، فأمي تقدم الإسعافات الأولية .. وبعد أن اسعفته قالت لوالده : عليه أن يرتاح قليلا والأفضل بعدها أن يخرج لمكان به هواء طلق نقي ليجدد هواء رئته أتمنى له الشفاء .!
المجموعة ملتفة حول والدتي ينظرون إليها بذهول ودهشه يقولون لبعضهم البعض : اسمعتم .. إنها تتحدث الانجليزية .. بعدها حملت حقيبة أمي سرت بجانبها أشعر بفخر واعتزاز لم أشعر به من قبل تجاهها .
حدثنا والدي بأمر الموقف الذي حصل ثم خرجنا بعدها قضينا اليوم بأكمله خارج الفندق . وعندما عدنا ليلا ذهبت لغرفتي لألقي بنفسي على السرير من تعب اليوم ، رن جرس الهاتف إنها أمي تطلب مني أن أحضر لغرفتها .. دخلت غرفة والدي وأنا متسائلة .. استوقفتني باقة ورد كبيرة وهديتين إحداهما لي .
والمفاجأة كانت من عند المجموعة المشاغبة ..
قلت : ما هذا يا أمي أهذا كله لنا جزاء عملك ؟؟ لا أصدق يا سبحان الله بالأمس كنا لهم أعداء واليوم يعتبرونا أصدقاء ..
ابتسمت أمي وهي تقول : لا نستعجل الأمور فنأخذها بصبر وتأن .. وبعدها بدقائق استقبل والدي مكالمة هاتفية تخبره لقد تركوا لنا ثلاث بطاقات دعوة للعشاء في مطعم فاخر .. ضحكنا سويا .
ورجعت لغرفتي وأنا أسترجع الأيام الثلاثة ولكن حدث الصباح غير نظرتي لوالدتي ، عرفت خلالها أن الإنسان لا يقاس بما يرتديه وإنما بأخلاقه . ومع بداية العام الدراسي دعيت صديقاتي على دعوة عشاء لنية خافية ، حيث كنت أدعو و أذكر أمي دائما بأن تتحدث عن تلك الحادثة والتي كنت دائما أشعر بالسرور عندما تستعرضها أمي ، وأمني نفسي بأمنية في أن أعرف العالم كله بأمي قائلة بملئ فمي :
أمي هي تاج راسي .. أفتخر بها أمام نفسي وأهلي وناسي .
تعليق