إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في الظلام...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في الظلام...



    يا ترى فيه حد صاحي لغاية دلوقتي؟!
    ـ هوَّ إيه أصله ده؟! ما تتخمد يا واد يا "قناوي" دي الدنيا ليلت والناس كلها نامت.
    تتابَعَتْ نظراتُه في الفراغ، وهو لا يصدق أن الحياة قد سكنت تمامًا؛ هكذا أكد له أحد حكماء قريته، أكد له بأن ثمة أمور كثيرة تحدث في الظلام. لم يعبأ بتهديد أمه، ولا بأصوات الليل الهادئة، إذ أَبَى عقلُه أن ينام، وفي قرارة نفسه قرر أن يتحرك... وفوق سطوح المنزل يلمح بنت الجيران؛ فيتسلل إليها، ولما تراه تنتفض، فيقول في انبهار:

    ـ نورا !! إيه اللي مسهرك لغاية دلوقتي؟! دي أمي نفسها قالت لي إن الناس كلها نامت، تبقي إنتِ اللي صاحية؟! لم تنبس ببنت شفة، وكأن في حلقها غُصَّةً شديدةً، ودون مقدمات يظهر "سيد الفرَّان" بغتةً من وراء الحائط، وهو يتنغم ويبتلع ريقه؛ فوقف "قناوي" كالمصعوق يحدق فيهما بذهول شديد غير مصدق لما يراه... ثم ينسحب في هدوء وقد أدرك حقيقةً أن هناك أشياء كثيرة تحدث في ظلام الليل.

    يمشي على رِسْلِه، ينبهر بالحياة الأخرى، ومن بعيد، لاح له شيءٌ يتحرك؛ فإذ برجل ضخم الجثة يضع لِثامًا على وجهه، يتلفت حوله في ترقب، ثم يغوص في حقل الذرة. ودون وعي غلبه الفضول؛ يتبعه "قناوي"، وبين أعواد الذرة يجلس الملثم مع رفاقٍ له. يتصلب "قناوي" عندما يرى رأي العين مجموعةً من الأسلحة كانت تُوَزَّعُ في محيطهم؛ وفي ذهنه ترددت كلماتُ أبيه: "... وِلاد ال .... هُمَّ دول اللي خاربين البلد، وقاعدين يضربوا في خلق الله؛ علشان فلان ياخد بِتَار فلان، وده عمل، وده سوَّى، وده....". يتراجع في بطء متابعًا مسيرته، وبجوار عمود النور يجلس رجلٌ عجوزٌ يصرخ في تألم وحرقة شديدين: "منه لله أبو دبورة!! خد ابني ظلم، لكن معلش... أشوف فيه يوم ابن ال ....". يتجاوزه "قناوي"، وينتفض عندما يسمع صوتًا يهمس له:
    ـ بِس... بِس، وَلاَ يا "قناوي"، أنا "عويس قوطة" يا وَلاَ...

    ويبتهج عندما يشاهد "عويس بن الطعمجي"، وفي الطريق يسير مع رفيقه، ترتعش شفتاه، لا يدري ما الذي يتساقط... دموعُه أم كلماتُه المتكسرة:

    ـ تصدق يَاضْ يا "عويس"... نورا ؟! البت نورا؟!... البت نورا طلعت....، ده غير الأسلحة، والراجل اللي عمَّال يلعن في سلسبيل أبو دبورة. وأنا اللي كنت فاكر إن الدنيا بتضلم بالليل!! كلنا...كلنا طلعنا مقاطف؛ زمان أبو نورا نايم ومتسلطن، وزمان الجماعة إياهم بيمسكوا في الناس ظلم، وسايبين ناس تانية في الغيطان واخدة راحتها. يحاول "عويس" أن يهدئه، وهو لا يفهم حرفًا واحدًا من حديثه الباكي... ويقطع الصمتَ الحزينَ صفيرٌ حادٌّ، ومع صرخة "اقف عندك مِنَّك لُهْ"؛ فيطلق "قناوي" ساقَيْهِ مع الريح، و"عويس" في أثره، وهو يشعر بأن أشباح الدنيا كلها تطارده: شبح نورا، شبح الملثم، شبح أبو دبورة، و.... أشباح أخرى لا تظهر إلا في الظلام.


    للأمانة منقووووول



  • #2

    ثــــــــــانكس على القســــــــــــه

    {.ثَـِـَـانكـٌـًس عـًـٌلــَىِ الاَهَـُــِـِـدَاٌءَ .}

    ِ ِِ ِِ

    لَستُ بِهَذَا الغُـــرورَ الــذِيْ { لَايُطَـــاقْ }

    ولَستُ المــرأة المُتَكَــبِرَهـ الذي لَايُعجِـــبُهــــا شـــَيءْ

    كُلْ مَــافِـــيْ الَأمـــــرْ ....؟

    أنْــــني آخَتَلــــِفْ عَنْ بَـقِــيَــــةٌ النســــــاء

    لـــِذَلِكَ لَا أحَدَ يستَــطِيعْ فهـــــمِيْ سِـــوى


    { القَـــلِيلْ مِــــنْ البَـــشَرْ }

    تعليق


    • #3
      مشكوره عالمرور الدلع


      تعليق

      يعمل...
      X