كم أعشقك يا بحر
أعشقك عشق العاشقين
و هل لعشقي دليل؟
أعشقك عشق الآدميين
فلا أجد لعشقي مثيل
كم أهواك يا بحر
اذوي بصوت موجك الرقيق
لأرقص على نغماته مع موجك الوسيم
كم أتمنى أن أكون سمكةً
لأسبح في مائك و أجوب محيطاتك
كم أتمنى أن أكون المرجان
لأعرف ألوانك
كم أتمنى أن أكون القاع
لأعرف أسرارك
التي يجهلها من حولك وفوقك
ولذلك أعشقك
كبير عمق
مستتر بأمواجك
ساحرة مياهك
غني عطاؤك
غدارُ طبعك
قاتم رغم شفافيتك
رقيق رغم شدتك
واسع رغم نواياك
عشت لدهر
رأيت سردا
من القصص و الأحكام
سمعت الشعر و الأحزان
رأيت الغدر و الأحباب
ولكنك بصمتك بواح
تتلاطم أمواجك يمينا وشمالا
تحمل معها الآهات و الأفراح
ترميها إلى من تشاء
و عمقك الأسود تحتها
يخفي الأسرار
أعشقك لشبهٍ
كان لي نصيب
تشبه نفسي بالأسرار
وتشبه قلبي بالأعماق
أمواجك مثل نظراتي
التي ابعث بها الأفراح
لمن أراد
والآهات لنفسي وقلبي الحزينان
و كم أعشقك يا بحر؟
تعليق