[align=center] القارئ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
نقرأ كثير ا عن ليلى .. وعن قيس وحبه .. وكيف مات من حبه لتلك الفاتنه لكن من هي ليلى ؟؟؟؟
هذا ما احاول الاجابه عليه من خلال هذا المنتدى الادبي .. لعل القارئ الكريم .. يزيد من حصيلته
الثقافية .. عن ليلى .. وهو منقول بتصرف من ديوان العرب
فإن اعجبكم مضينا .. والا انتهى المقام بنا في هذه الحلقة
الحلقة الاولى:
أنا ايضا أحب ليلى. وماذا ينقصني؟! فكلهم أحبَ ليلى، بل كلكم أيضا، أقصد الرجال، تحبون ليلى. تحبون
ليلاكم كما أحبَ الشعراء العرب ليلاهم. وليلى التي أحُبها ليست في الأصل إمرأة بحد ذاتها، بل هي
(الصورة –المثال) حسب أفلاطون إن أردتم، هي المجرد لحالة مثالية تخصني، كما هي الصور المثالية
المجردة لحالات مثالية تخصكم انتم. وحسب أفلاطون أيضا، ينتج عن الصورة-المثال نُسَخ مُشخّصة،
فعندما نجد في حياتنا الواقعية تلك المرأة الأقرب للصورة المثال، التي ليس شرطاً أن يكون اسمها ليلى،
نكون قد وجدنا النسخة المشخصة الواقعية لتلك الـ(ليلى) المجردة المثالية التي هِمنا بحبها حيناً من الدهر
الى أن وجدنا ليلانا الواقعية.
لماذا تغنى الشعراء العرب بليلى وهاموا بحبها؟ هل كان معظم أسماء الفتيات العربيات الجميلات، في ذلك
الوقت، ليلى؟ ليهيموا به حباً وعشقاً وجنوناً؟ ولماذا كانت حالات الحب هذه غير سعيدة؟ لماذا لم يجمع الحب
شمل الحبيبين في قصص ليلى؟ وما علاقة ذلك بالجنون؟. قيس بن الملوح (او مجنون ليلى) ليس الوحيد
الذي أحب ليلى وجنّ بها، فمجانين ليلى كُثر. يخبرنا ابو الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني على لسان
أيوب بن عباية انه قال: (سألت بني عامرٍ بطناً بطناً عن مجنون بني عامر فما وجدت أحداً يعرفه).
ويروي ابو الفرج ايضا على لسان الأصمعي أنه قال (رجُلان ما عُرفا في الدنيا قط إلا بالاسم: مجنون
بني عامر، وابن القرية، وإنما وضعهما الرواة). أما نسب مجنون ليلى، كما تخبرنا أمهات كتب التراث،
فهو (قيسٌ، وقيل: مهدي، والصحيح أنه قيس بن الملوح بن مزاحم بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن
ربيعة بن عامر بن صعصعة). ونحن لا نعرف ان اسمه كان قيساً إلا من بيت شعر منسوب الى ليلى
نفسها كما يقول الرواة:
ألا ليت شعري والخطوب كثيرةٌ **** متى رحل قيس مستقلٌ فراجعُ
أما نسب ليلى العامرية حسب الرواة فهو (ليلى بنت مهدي بن سعد بن مهدي بن ربيعة ابن الحريش بن كعب
بن ربيعة بن عامر بن صعصعة). ويروي أبو الفرج عن ابن الكلبي قوله: (حُدثت أن حديث المجنون
وشعره وضعه فتىً من بني أمية كان يهوى ابنة عم له، وكان يكره أن يظهر ما بينه وبينها، فوضع حديث
المجنون وقال الأشعار التي يرويها الناس للمجنون ونسبها إليه). وهذا ما يؤكده أيوب بن عباية بقوله:
(إن فتى من بني مروان كان يهوى امرأةً منهم فيقول فيها الشعر وينسبه إلى المجنون، وأنه عمل له أخباراً
وأضاف إليها ذلك الشعر، فحمله الناس وزادوا فيه). ولا يخبرنا الرواة ما هو إسم إبنة عم مجنون بني أمية
هذا، هل كان إسمها ليلى؟ أم ان المجنون قد أخفى اسمها الحقيقي ايضا واستعمل اسم (ليلى) ليقصد به
(ليلاه)؟. ويخبرنا الأصمعي أن الكثيرين من (بني عامر) جنّوا ايضا بليلى وقالوا الشعر فيها هياماً:
(سألت أعرابياً من بني عامر بن صعصعة عن المجنون العامري فقال: عن أيهم تسألني؟ فقد كان فينا
جماعةٌ رموا بالجنون، فعن أيهم تسأل؟، فقلت: عن الذي كان يشبب بليلى، فقال: كلهم كان يشبب بليلى،
قلت: فأنشدني لبعضهم، فأنشدني لمزاحم بن الحارث المجنون:
ألا أيها القلب الذي لج هائماً *** بليلى وليداً لم تقطع تمائمه
قلت: فأنشدني لغيره منهم، فأنشدني لمعاذ بن كليبٍ المجنون:
ألا طالما لاعبت ليلى وقادني **** إلى اللهو قلبٌ للحسان تبوع
قلت: فأنشدني لغير هذين ممن ذكرت، فأنشدني لمهدي بن الملوح:
لو أن لك الدنيا وما عدلت به *** سواها وليلى بائنٌ عنك بينها
ويحتار المرء بقبيلة (بني عامر) هذه، فكلهم مجانين أحبوا نفس الـ(ليلى)!، فهل كانت بها الجمال والسحر
الأخّاذ؟ ألم يكن هناك غيرها من الحسناوات في (بني عامر)؟ ولماذا لم يتزوجها أحد من مجانينها؟ أو حتى
العقلاء الأثرياء من قبيلتها؟ حسناً، سأحاول الآن في هذه العجالة تفسير حالة الجنون هذه في بني عامر
وعلاقتها بحب ليلى، ولأجل ذلك سأمضي معكم في ثلاثة محاور: المحور الأول: إستعراض مبسط
لظاهرة (التدليس والانتحال) في رواية الشعر العربي، والمحور الثاني: محاولة فهم (ليلى) و(قيس)
على المستوى الميثولوجي-اللغوي، والمحور الثالث: محاولة إماطة اللثام عن اسطورة (قيس وليلى او
مجنون ليلى...
انتهت الحلقة الاولى
دمتم بخير [/align]
****
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
نقرأ كثير ا عن ليلى .. وعن قيس وحبه .. وكيف مات من حبه لتلك الفاتنه لكن من هي ليلى ؟؟؟؟
هذا ما احاول الاجابه عليه من خلال هذا المنتدى الادبي .. لعل القارئ الكريم .. يزيد من حصيلته
الثقافية .. عن ليلى .. وهو منقول بتصرف من ديوان العرب
فإن اعجبكم مضينا .. والا انتهى المقام بنا في هذه الحلقة
الحلقة الاولى:
أنا ايضا أحب ليلى. وماذا ينقصني؟! فكلهم أحبَ ليلى، بل كلكم أيضا، أقصد الرجال، تحبون ليلى. تحبون
ليلاكم كما أحبَ الشعراء العرب ليلاهم. وليلى التي أحُبها ليست في الأصل إمرأة بحد ذاتها، بل هي
(الصورة –المثال) حسب أفلاطون إن أردتم، هي المجرد لحالة مثالية تخصني، كما هي الصور المثالية
المجردة لحالات مثالية تخصكم انتم. وحسب أفلاطون أيضا، ينتج عن الصورة-المثال نُسَخ مُشخّصة،
فعندما نجد في حياتنا الواقعية تلك المرأة الأقرب للصورة المثال، التي ليس شرطاً أن يكون اسمها ليلى،
نكون قد وجدنا النسخة المشخصة الواقعية لتلك الـ(ليلى) المجردة المثالية التي هِمنا بحبها حيناً من الدهر
الى أن وجدنا ليلانا الواقعية.
لماذا تغنى الشعراء العرب بليلى وهاموا بحبها؟ هل كان معظم أسماء الفتيات العربيات الجميلات، في ذلك
الوقت، ليلى؟ ليهيموا به حباً وعشقاً وجنوناً؟ ولماذا كانت حالات الحب هذه غير سعيدة؟ لماذا لم يجمع الحب
شمل الحبيبين في قصص ليلى؟ وما علاقة ذلك بالجنون؟. قيس بن الملوح (او مجنون ليلى) ليس الوحيد
الذي أحب ليلى وجنّ بها، فمجانين ليلى كُثر. يخبرنا ابو الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني على لسان
أيوب بن عباية انه قال: (سألت بني عامرٍ بطناً بطناً عن مجنون بني عامر فما وجدت أحداً يعرفه).
ويروي ابو الفرج ايضا على لسان الأصمعي أنه قال (رجُلان ما عُرفا في الدنيا قط إلا بالاسم: مجنون
بني عامر، وابن القرية، وإنما وضعهما الرواة). أما نسب مجنون ليلى، كما تخبرنا أمهات كتب التراث،
فهو (قيسٌ، وقيل: مهدي، والصحيح أنه قيس بن الملوح بن مزاحم بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن
ربيعة بن عامر بن صعصعة). ونحن لا نعرف ان اسمه كان قيساً إلا من بيت شعر منسوب الى ليلى
نفسها كما يقول الرواة:
ألا ليت شعري والخطوب كثيرةٌ **** متى رحل قيس مستقلٌ فراجعُ
أما نسب ليلى العامرية حسب الرواة فهو (ليلى بنت مهدي بن سعد بن مهدي بن ربيعة ابن الحريش بن كعب
بن ربيعة بن عامر بن صعصعة). ويروي أبو الفرج عن ابن الكلبي قوله: (حُدثت أن حديث المجنون
وشعره وضعه فتىً من بني أمية كان يهوى ابنة عم له، وكان يكره أن يظهر ما بينه وبينها، فوضع حديث
المجنون وقال الأشعار التي يرويها الناس للمجنون ونسبها إليه). وهذا ما يؤكده أيوب بن عباية بقوله:
(إن فتى من بني مروان كان يهوى امرأةً منهم فيقول فيها الشعر وينسبه إلى المجنون، وأنه عمل له أخباراً
وأضاف إليها ذلك الشعر، فحمله الناس وزادوا فيه). ولا يخبرنا الرواة ما هو إسم إبنة عم مجنون بني أمية
هذا، هل كان إسمها ليلى؟ أم ان المجنون قد أخفى اسمها الحقيقي ايضا واستعمل اسم (ليلى) ليقصد به
(ليلاه)؟. ويخبرنا الأصمعي أن الكثيرين من (بني عامر) جنّوا ايضا بليلى وقالوا الشعر فيها هياماً:
(سألت أعرابياً من بني عامر بن صعصعة عن المجنون العامري فقال: عن أيهم تسألني؟ فقد كان فينا
جماعةٌ رموا بالجنون، فعن أيهم تسأل؟، فقلت: عن الذي كان يشبب بليلى، فقال: كلهم كان يشبب بليلى،
قلت: فأنشدني لبعضهم، فأنشدني لمزاحم بن الحارث المجنون:
ألا أيها القلب الذي لج هائماً *** بليلى وليداً لم تقطع تمائمه
قلت: فأنشدني لغيره منهم، فأنشدني لمعاذ بن كليبٍ المجنون:
ألا طالما لاعبت ليلى وقادني **** إلى اللهو قلبٌ للحسان تبوع
قلت: فأنشدني لغير هذين ممن ذكرت، فأنشدني لمهدي بن الملوح:
لو أن لك الدنيا وما عدلت به *** سواها وليلى بائنٌ عنك بينها
ويحتار المرء بقبيلة (بني عامر) هذه، فكلهم مجانين أحبوا نفس الـ(ليلى)!، فهل كانت بها الجمال والسحر
الأخّاذ؟ ألم يكن هناك غيرها من الحسناوات في (بني عامر)؟ ولماذا لم يتزوجها أحد من مجانينها؟ أو حتى
العقلاء الأثرياء من قبيلتها؟ حسناً، سأحاول الآن في هذه العجالة تفسير حالة الجنون هذه في بني عامر
وعلاقتها بحب ليلى، ولأجل ذلك سأمضي معكم في ثلاثة محاور: المحور الأول: إستعراض مبسط
لظاهرة (التدليس والانتحال) في رواية الشعر العربي، والمحور الثاني: محاولة فهم (ليلى) و(قيس)
على المستوى الميثولوجي-اللغوي، والمحور الثالث: محاولة إماطة اللثام عن اسطورة (قيس وليلى او
مجنون ليلى...
انتهت الحلقة الاولى
دمتم بخير [/align]
****
تعليق