*****
[align=center]اخي اختي ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان الخوض في النقد الادبي ... او محاولة معرفة ما بين السطور عن هذه الاسطورة
يتطلب .. بعض الصبر ... وخصوصا اننا نتكلم .. لأمانة النقل بصورة ادبية صرفة
يعتريها بعض الجلافة في الالفاظ ... وكثرة الاستشهاد من بعض المراجع لكن ما أمله
منك اخي القارئ .. هو الصبر ... فدائما البديات صعبة ... ولا تقولوا ... اف لك عجب
على هذه الاطالة ... لكن هي والله للفائدة ..وزيادة الحصيلة الثقافية لك اخي القارئ :
والا مع الحلقة الثانية التي توضح لنا المعاني اللغوية لهذا العشق
يُعرّف إبن منظور، في لسان العرب، التدليس على انه مشتق من: (الدَّلَسُ ويعني الظُّلْمَة، والمُدالَسَة تعني
المُخادَعَة، ومن هذا أُخذ التدليس في الإِسناد، وهو أَن يحدِّث المحدِّثُ عن الشيخ الأَكبر، وقد كان رآه، إِلا أَنه
سَمِعَ ما أَسنده إِليه من غيره من دونه، وقد فعل ذلك جماعة من الثقات). وليس ابن منظور وحده الذي
يخبرنا بأن التدليس في الإسناد كان ممارسة عادية عند الرواة بل حتى الثقات منهم، فلا تخلو أمهات كتب
التراث من الإشارة الى التدليس. أما الإنتحال فيعرفه إبن منظور على أنه: (النِّحْلةُ: الدَّعْوَى.. وانْتَحَل
فلانٌ شِعْر فلانٍ.. أَو قالَ فلانٍ إذا ادّعاه أَنه قائلُه.. وتَنَحَّلَه: ادَّعاه وهو لغيره.. ويقال: نُحِل الشاعرُ
قصيدة إذا نُسِبَت إِليه وهي من قِيلِ غيره). أما في العصر الحديث فيُعتبر عميد الأدب العربي د. طه حسين
أول من حاول دراسة هذه الظاهرة بخصوص الشعر الجاهلي في كتابه الأهم (في الشعر الجاهلي). يقول
د. طه حسين في مقدمة الكتاب: (إني شككت في قيمة الشعر الجاهلي.. أو قل ألح عليّ الشك.. ذلك أن
الكثرة المطلقة مما نسميه شعرا جاهليا ليست من الجاهلية في شيء، وإنما هي منتحلة مختلقة بعد ظهور
الإسلام.. إن ما تقرؤه على أنه شعر امرئ القيس أو طرفة أو ابن كلثوم أو عنترة ليس من هؤلاء الناس
في شيء، وإنما هو انتحال الرواة أو اختلاق الأعراب أو صنعة النحاة أو تكلف القصاص أو اختراع
المفسرين والمحدثين والمتكلمين). ظاهرة التدليس والإنتحال في الشعر لا تقتصر على الشعر الجاهلي
فقط، بل تتعداه الى شعر العصور اللاحقة، فمثلا لنأخذ الشعر المنسوب لقيس بن الملوح في قصيدته
الأشهر:
وخبرتماني أن تيماءَ منزلٌ
لليلى إذا ما الصيف ألقى المراسيا
فهذي شهور الصيف عنّا قد انقضت
فما للنوى ترمي بليلى المراميا
ولكننا نجد في كتب التراث من ينسب هذين البيتين للشاعر جميل بثينة: (أنشدت أيوب بن عباية هذين
البيتين وسألته عن قائلهما، فقال: جميلٌ، فقلت له: إن الناس يروونهما للمجنون، فقال:
ومن هو المجنون؟ فأخبرته، فقال: ما لهذا حقيقةٌ ولا سمعت به.. وسألت أبا بكر العدوي عن هذين
البيتين فقال: هما لجميل، ولم يعرف المجنون). والغريب في الأمر أن من ذهبت بعقل جميل هي بثينة
وليست ليلى الواردة في البيتين. وما يزيد الطين بلة أن (تيماء) الواردة في البيت الأول هي من منازل
(عذرة) التي ينتمي اليها جميل بن معمر بن عذرة وليس قيس بن الملوح. وأيضا يخبرنا ابن خلكان،
في كتاب (وفيات الأعيان) أن القصيدة لجميل، وفيها البيت التالي:
وما زلتم يا بثين حتى لو انني
من الشوق استبكي الحمام بكى ليا
فهل القصيدة لجميل أم لمجنون ليلى؟ يقول الجاحظ، حسب ما نسبه اليه البغدادي في كتاب (خزانة الأدب):
(وقال الجاحظ: ما ترك الناس شعراً مجهولاً لقائل فيه ذكر ليلى إلاّ نسبوه إلى المجنون، ولا فيه لبنى إلاّ
نسبوه لقيس بن ذريح.. وفي الأغاني: اختلف في وجوده: فذهب قومٌ إلى أنه مستعار لا حقيقة له، وليس
له في بني عامر أصل ولا نسب).
تُرى من أين جاءت هذه الاسطورة، ان صح تسميتها بالاسطورة؟ وما هو اصلها؟. لنمضي الآن في
المحور الثاني الميثولوجي-اللغوي. لغويا، وحسب ابن منظور، قيس معناه (الشدة، ومنه امرؤ القيس أي
رجل الشدة، والقيس: الذكر). أما ليلى فهي من (ليلة ليلاء وهي اشد ليالي الظلمة، وبه سميت المرأَة ليلى..
وأُمُّ لَيْلى: الخمرُ السَّوْداء.. وليلى هي النَّشْوَةُ). وفي اللغات السامية (ليليت) تعني الليل والظلمة والعتمة،
وليليت إلهة أنثى عُبدت في الشرق الأوسط القديم، وورد ذكرها لاحقاً في التوراة والأدبيات اليهودية على
انها إمرأة (آدم) الأولى قبل (حواء)، هربت من آدم ومن الجنة لرفضها الخضوع لآدم، واستقرت على
سواحل البحر الاحمر. وذهبت ليليت كرمز مقدس لإمرأة الليل والحب والخصب في كثير من الموروثات
الشعبية، وإقترنت كرمز بإمرأة الغواية والمرأة (الجنية). أما قيس، الذكر، فيحيله د. سيد محمود القمني
في كتاب (الاسطورة والتراث) الى (تيس) بالإقلاب اللغوي بين اللهجات السامية (بقلب التاء الى قاف).
والتيس هو (الذكر من المعز.. وتاسَ الجدي: صار تيساً). والتيس هو رمز إله الخصب عند الأقدمين،
وصوّروه، كما نرى في النقوش الآثارية، على شكل إنسان له قرنين صغيرين وحافرين (بدل القدمين).
فهل كان الأصل علاقة (خصب مقدس) بين التيس (إله الخصب المذكر) وليليت (إلهة الخصب المؤنثة)؟
وهل كانت القصائد الأصلية الأولى عبارة عن صلوات لهذين الإلهين لحث الطبيعة على العطاء، كما هو
الحال في ملحمة (البعل وأنات) الكنعانية؟ التي لا يخفى تأثيرها على سفر الأناشيد، الذي لسليمان، في
العهد القديم، حيث أن الغزل العذري بين سليمان وشولميت (يمكن ترجمتها الى سلمى) أقرب ما يكون الى
الصلوات الكنعانية المكتشفة في (أوغاريت).
في مرحلة (التوحيد) تختفي الآلهة، ويبقى وجه الله ذو الجلال والإكرام، ولكنه من الصعب نفيها تماما من
ثقافات الشعوب، فيتم خفض (مراتبها) الى أصول أدنى من الله عز وأجل وارقى من الإنسان، فتصبح
مخلوقات غير مادية غير بشرية. لننظر الى صور (الجن) ونقارنها ببعض ما وصلنا من المنحوتات
القديمة عن صور الآلهة، فنرى أن الجن ليس لها أقدام، بل حوافر، والجن لها قرون صغيرة على رؤوسها.
هل جاءت هذه الصور من فراغ؟. ولننظر الى نسب قيس بن الملوح الى (بني عامر)، والعامر هو
(الجن ايضا) في لسان العرب: (دارٌ مَعْمورة يسكنها الجن، وعُمَّارُ البيوت: سُكّانُها من الجن).
وتخبرنا كتب التراث أن (بلقيس) جاءت من أب من الإنس ومن أم من الجان. وبلقيس حسب الموروث
الشعبي هي زوجة سليمان، فهل بلقيس عبارة عن تنويعة على (شولميت)؟ وإذا ما أخذنا برأي
د. القمني أيضا نجد أن بلقيس هي (بلتيس) وهي لفظة مركبة لكلمتي (بعلة التيس)، أي إلهة خصب
أنثوي؟.
يبدو لي أن العرب بعد ظهور الإسلام إحتفظوا بتراثهم القديم بطريقة غير مباشرة، فإله الخصب الذكر
(التيس) تحول الى (جان)، والجان هو العامر، و(بني عامر) قبيلة تلبي، على المستوى اللغوي، التطابق
بين إله الخصب الذكر وبين الجان (الذي هو العامر)، ولم يبقَ سوى إكتشاف (التيس) في شخص (قيس)
و(ليليت) في شخص (ليلى)، لتكتمل عناصر الأسطورة القديمة، فتم سحب الصلوات القديمة لهذين
الإلهين وتحويلها الى قصائد شعرية غزلية، ثم البناء عليها بأشعار تم نسبها الى قيس بن الملوح. ليليت،
كأي إلهة حب وخصب قديمة لا تتزوج وتبقى عذراء، ألهذا لم تتزوج ليلى من قيس ولا من غيره؟
و(المجنون) هو من يركبه الجن، فهل لهذا السبب كان كل شعراء بني عامر مجانين؟ وكل من أحب ليلى
صار مجنوناً؟. هل أصبحت أسطورة الحب والخصب القديمة بمثابة (الصورة-المثال) الأفلاطونية، التي
لا بد لكل من هام بحب حبيبته أن يستنسخ صورة واقعية عنها ويواري اسم حبيبته تحت اسم ليلى ويصبح
هو من المجانين وتصبح هي بمثابة المعبودة؟ ربما
والى اللقاء في الحلقة الثالثة ... التي سوف نتعرض بها لبعض القصص عن هذا العشق الاسطوري
دمتم بخير [/align]
[align=center]اخي اختي ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان الخوض في النقد الادبي ... او محاولة معرفة ما بين السطور عن هذه الاسطورة
يتطلب .. بعض الصبر ... وخصوصا اننا نتكلم .. لأمانة النقل بصورة ادبية صرفة
يعتريها بعض الجلافة في الالفاظ ... وكثرة الاستشهاد من بعض المراجع لكن ما أمله
منك اخي القارئ .. هو الصبر ... فدائما البديات صعبة ... ولا تقولوا ... اف لك عجب
على هذه الاطالة ... لكن هي والله للفائدة ..وزيادة الحصيلة الثقافية لك اخي القارئ :
والا مع الحلقة الثانية التي توضح لنا المعاني اللغوية لهذا العشق
يُعرّف إبن منظور، في لسان العرب، التدليس على انه مشتق من: (الدَّلَسُ ويعني الظُّلْمَة، والمُدالَسَة تعني
المُخادَعَة، ومن هذا أُخذ التدليس في الإِسناد، وهو أَن يحدِّث المحدِّثُ عن الشيخ الأَكبر، وقد كان رآه، إِلا أَنه
سَمِعَ ما أَسنده إِليه من غيره من دونه، وقد فعل ذلك جماعة من الثقات). وليس ابن منظور وحده الذي
يخبرنا بأن التدليس في الإسناد كان ممارسة عادية عند الرواة بل حتى الثقات منهم، فلا تخلو أمهات كتب
التراث من الإشارة الى التدليس. أما الإنتحال فيعرفه إبن منظور على أنه: (النِّحْلةُ: الدَّعْوَى.. وانْتَحَل
فلانٌ شِعْر فلانٍ.. أَو قالَ فلانٍ إذا ادّعاه أَنه قائلُه.. وتَنَحَّلَه: ادَّعاه وهو لغيره.. ويقال: نُحِل الشاعرُ
قصيدة إذا نُسِبَت إِليه وهي من قِيلِ غيره). أما في العصر الحديث فيُعتبر عميد الأدب العربي د. طه حسين
أول من حاول دراسة هذه الظاهرة بخصوص الشعر الجاهلي في كتابه الأهم (في الشعر الجاهلي). يقول
د. طه حسين في مقدمة الكتاب: (إني شككت في قيمة الشعر الجاهلي.. أو قل ألح عليّ الشك.. ذلك أن
الكثرة المطلقة مما نسميه شعرا جاهليا ليست من الجاهلية في شيء، وإنما هي منتحلة مختلقة بعد ظهور
الإسلام.. إن ما تقرؤه على أنه شعر امرئ القيس أو طرفة أو ابن كلثوم أو عنترة ليس من هؤلاء الناس
في شيء، وإنما هو انتحال الرواة أو اختلاق الأعراب أو صنعة النحاة أو تكلف القصاص أو اختراع
المفسرين والمحدثين والمتكلمين). ظاهرة التدليس والإنتحال في الشعر لا تقتصر على الشعر الجاهلي
فقط، بل تتعداه الى شعر العصور اللاحقة، فمثلا لنأخذ الشعر المنسوب لقيس بن الملوح في قصيدته
الأشهر:
وخبرتماني أن تيماءَ منزلٌ
لليلى إذا ما الصيف ألقى المراسيا
فهذي شهور الصيف عنّا قد انقضت
فما للنوى ترمي بليلى المراميا
ولكننا نجد في كتب التراث من ينسب هذين البيتين للشاعر جميل بثينة: (أنشدت أيوب بن عباية هذين
البيتين وسألته عن قائلهما، فقال: جميلٌ، فقلت له: إن الناس يروونهما للمجنون، فقال:
ومن هو المجنون؟ فأخبرته، فقال: ما لهذا حقيقةٌ ولا سمعت به.. وسألت أبا بكر العدوي عن هذين
البيتين فقال: هما لجميل، ولم يعرف المجنون). والغريب في الأمر أن من ذهبت بعقل جميل هي بثينة
وليست ليلى الواردة في البيتين. وما يزيد الطين بلة أن (تيماء) الواردة في البيت الأول هي من منازل
(عذرة) التي ينتمي اليها جميل بن معمر بن عذرة وليس قيس بن الملوح. وأيضا يخبرنا ابن خلكان،
في كتاب (وفيات الأعيان) أن القصيدة لجميل، وفيها البيت التالي:
وما زلتم يا بثين حتى لو انني
من الشوق استبكي الحمام بكى ليا
فهل القصيدة لجميل أم لمجنون ليلى؟ يقول الجاحظ، حسب ما نسبه اليه البغدادي في كتاب (خزانة الأدب):
(وقال الجاحظ: ما ترك الناس شعراً مجهولاً لقائل فيه ذكر ليلى إلاّ نسبوه إلى المجنون، ولا فيه لبنى إلاّ
نسبوه لقيس بن ذريح.. وفي الأغاني: اختلف في وجوده: فذهب قومٌ إلى أنه مستعار لا حقيقة له، وليس
له في بني عامر أصل ولا نسب).
تُرى من أين جاءت هذه الاسطورة، ان صح تسميتها بالاسطورة؟ وما هو اصلها؟. لنمضي الآن في
المحور الثاني الميثولوجي-اللغوي. لغويا، وحسب ابن منظور، قيس معناه (الشدة، ومنه امرؤ القيس أي
رجل الشدة، والقيس: الذكر). أما ليلى فهي من (ليلة ليلاء وهي اشد ليالي الظلمة، وبه سميت المرأَة ليلى..
وأُمُّ لَيْلى: الخمرُ السَّوْداء.. وليلى هي النَّشْوَةُ). وفي اللغات السامية (ليليت) تعني الليل والظلمة والعتمة،
وليليت إلهة أنثى عُبدت في الشرق الأوسط القديم، وورد ذكرها لاحقاً في التوراة والأدبيات اليهودية على
انها إمرأة (آدم) الأولى قبل (حواء)، هربت من آدم ومن الجنة لرفضها الخضوع لآدم، واستقرت على
سواحل البحر الاحمر. وذهبت ليليت كرمز مقدس لإمرأة الليل والحب والخصب في كثير من الموروثات
الشعبية، وإقترنت كرمز بإمرأة الغواية والمرأة (الجنية). أما قيس، الذكر، فيحيله د. سيد محمود القمني
في كتاب (الاسطورة والتراث) الى (تيس) بالإقلاب اللغوي بين اللهجات السامية (بقلب التاء الى قاف).
والتيس هو (الذكر من المعز.. وتاسَ الجدي: صار تيساً). والتيس هو رمز إله الخصب عند الأقدمين،
وصوّروه، كما نرى في النقوش الآثارية، على شكل إنسان له قرنين صغيرين وحافرين (بدل القدمين).
فهل كان الأصل علاقة (خصب مقدس) بين التيس (إله الخصب المذكر) وليليت (إلهة الخصب المؤنثة)؟
وهل كانت القصائد الأصلية الأولى عبارة عن صلوات لهذين الإلهين لحث الطبيعة على العطاء، كما هو
الحال في ملحمة (البعل وأنات) الكنعانية؟ التي لا يخفى تأثيرها على سفر الأناشيد، الذي لسليمان، في
العهد القديم، حيث أن الغزل العذري بين سليمان وشولميت (يمكن ترجمتها الى سلمى) أقرب ما يكون الى
الصلوات الكنعانية المكتشفة في (أوغاريت).
في مرحلة (التوحيد) تختفي الآلهة، ويبقى وجه الله ذو الجلال والإكرام، ولكنه من الصعب نفيها تماما من
ثقافات الشعوب، فيتم خفض (مراتبها) الى أصول أدنى من الله عز وأجل وارقى من الإنسان، فتصبح
مخلوقات غير مادية غير بشرية. لننظر الى صور (الجن) ونقارنها ببعض ما وصلنا من المنحوتات
القديمة عن صور الآلهة، فنرى أن الجن ليس لها أقدام، بل حوافر، والجن لها قرون صغيرة على رؤوسها.
هل جاءت هذه الصور من فراغ؟. ولننظر الى نسب قيس بن الملوح الى (بني عامر)، والعامر هو
(الجن ايضا) في لسان العرب: (دارٌ مَعْمورة يسكنها الجن، وعُمَّارُ البيوت: سُكّانُها من الجن).
وتخبرنا كتب التراث أن (بلقيس) جاءت من أب من الإنس ومن أم من الجان. وبلقيس حسب الموروث
الشعبي هي زوجة سليمان، فهل بلقيس عبارة عن تنويعة على (شولميت)؟ وإذا ما أخذنا برأي
د. القمني أيضا نجد أن بلقيس هي (بلتيس) وهي لفظة مركبة لكلمتي (بعلة التيس)، أي إلهة خصب
أنثوي؟.
يبدو لي أن العرب بعد ظهور الإسلام إحتفظوا بتراثهم القديم بطريقة غير مباشرة، فإله الخصب الذكر
(التيس) تحول الى (جان)، والجان هو العامر، و(بني عامر) قبيلة تلبي، على المستوى اللغوي، التطابق
بين إله الخصب الذكر وبين الجان (الذي هو العامر)، ولم يبقَ سوى إكتشاف (التيس) في شخص (قيس)
و(ليليت) في شخص (ليلى)، لتكتمل عناصر الأسطورة القديمة، فتم سحب الصلوات القديمة لهذين
الإلهين وتحويلها الى قصائد شعرية غزلية، ثم البناء عليها بأشعار تم نسبها الى قيس بن الملوح. ليليت،
كأي إلهة حب وخصب قديمة لا تتزوج وتبقى عذراء، ألهذا لم تتزوج ليلى من قيس ولا من غيره؟
و(المجنون) هو من يركبه الجن، فهل لهذا السبب كان كل شعراء بني عامر مجانين؟ وكل من أحب ليلى
صار مجنوناً؟. هل أصبحت أسطورة الحب والخصب القديمة بمثابة (الصورة-المثال) الأفلاطونية، التي
لا بد لكل من هام بحب حبيبته أن يستنسخ صورة واقعية عنها ويواري اسم حبيبته تحت اسم ليلى ويصبح
هو من المجانين وتصبح هي بمثابة المعبودة؟ ربما
والى اللقاء في الحلقة الثالثة ... التي سوف نتعرض بها لبعض القصص عن هذا العشق الاسطوري
دمتم بخير [/align]
تعليق