![كويـتي][F.B.I][](./core/customavatars/thumbs/avatar44362_20.gif "كويـتي][F.B.I]["){kind=avatar}
تويت
خلال دراسة للمركز الاستراتيجي للدراسات والخطط في حال تعرضت بلادهم لضربة أمريكية بالقنابل النيوترونية:
ناصر الدويلة: متطرفو الحرس الثوري الإيراني سيسعون لاحتلال الكويت لإطالة أمد الصراع
أكد النائب ناصر الدويلة في دراسة له عبر المركز الاستراتيجي للدراسات والخطط أن الحرس الثوري الإيراني كان له دور كبير في تكريس الثورة الإسلامية في إيران وأن منظمة مجاهدي خلق تبنت منذ تأسيسها فكرة تصدير الثورة وحمل لوائها لافتا الى سيطرة الحرس الثوري على المؤسسات المالية والتنظيمات الشعبية وامتداد نفوذه الى المؤسسات التشريعية والمجالس المتخصصة.
وأشار الدويلة خلال دراسته الى انه منذ ثورة الامام الحسين عليه السلام والثورة على الطغيان هي الصفة الغالبة على أتباع آل البيت عليهم السلام وكان تتابع القتل في مناصري آل البيت هو مصدر الإلهام للثورات الشيعية على الأنظمة الحاكمة إلى أن وقع الفكر الشيعي في مأزق وفاة الإمام العسكري دون أن يكون له ولد فوقع الشيعة الإمامية في حيرة وتراجع الفكر الإمامي وتحول بعض الشيعة الجعفرية الى المذهب الإسماعيلي أو الزبيدي وغيرهما.
وأكد الدويلة ان الفكر الشيعي الاثني عشري متحرر لا يقف عند حاجز ومخلص لقضيته التي ربط مصيره بها وهي عودة الإمام الغائب وأن هذه العقيدة هي المحرك والدافع الاساسي للحرس الثوري الإيراني لامتلاك السلاح النووي حيث يرون في محاولة الغرب منعهم من إنتاج القنبلة النووية تعطيلاً لخروج المهدي.
وأوضح النائب الدويلة ان الحرس الثوري استطاع المحافظة على تراث الخميني بعد وفاته وفرض إرادته السياسية وأيديولوجيته على النظام في إيران ولم يستطع خليفة الخميني أن يحجم من سطوة الحرس بل انساق خلف تطرف الحرس في كثير من المواقف.
وعن مستقبل الصراع في ظل عقيدة الحرس الثوري أكد الدويلة ان مشكلة إيران لا تقف عند صنع القنبلة النووية بل العمل على نشر الهيمنة الإيرانية خارج إيران مضيفاً ان من الممكن ان يقرر الجناح المتطرف بالحرس احتلال بعض دول الخليج في حال استخدام الولايات المتحدة القنابل النيوترونية لضرب إيران موضحاً ان الكويت أقرب هذه الدول التي سيسعى الحرس لاحتلالها لتخفيف الضغط على النظام الإيراني وإطالة أمد الصراع لحين استيعاب الضربة والتعامل مع نتائجها وفيما يلي نص دراسة النائب الدويلة
-1 ان المراقب لتطور جمهورية إيران الإسلامية بعد انتصار ثورتها بقيادة الزعيم الديني الأمام الخميني سينتابه شعور بان هذه الثورة استطاعت بناء دولة المؤسسات الحديثة وانها تعد من الدول القليلة في المنطقة التي يتم فيها تداول السلطة سلميا وبأسلوب ديموقراطي.
-2 رغم ان هذا القول له شواهد من الصورة الظاهرة للعيان الأ ان الحقيقة دائما لها وجه مستتر.
-3 ان ما لا يعرفه الناس عن جمهورية إيران الإسلامية هو انها دولة تحكمها منظمة ثورية تسيطر على كل مناحي الحياة فيها وتتحكم بقرارات مؤسساتها الدستورية التي تتحدد حريتها بحدود الفلك الذي ترسمه لها القوة المركزية الدافعة للنظام وهي التي تتكون من الحرس الثوري والولي الفقيه الذي ترتكز قيادته على قوة حرسه الثوري الذي يحمي مركزه ويقضي على أعداء الثورة ولو كانوا من مؤسسي النظام.
تهدف هذه الدراسة للتعرف على منظمة حرس الثورة الإيرانية من الداخل للوقوف على حقيقة هذه المنظمة وتاريخها والشخصيات المسيطرة عليها وأسلوب تفكيرها وعقيدتها الدينية والعسكرية ومحاولة توقع ردود أفعالها للأحداث المتوقعة في المنطقة.
تاريخ نشأة القوات المسلحة الإيرانية
-1 كانت القوات المسلحة الإيرانية نموذجا للمنظمة التي لم يكن لها كيان مؤسساتي بالمعنى الصحيح وذلك حتى عشية قيام الثورة الإيرانية كما يصفها (كنيث كاتزمان في كتابه عن الحرس الثوري ص40).
-2 كان عيب الجيش الإيراني في عهد الشاه انه كيانا تابعا وليس مستقلا ذاتيا ولقد شرح دونالد فوت هذه النقطة عندما بين ان الجيش كان مجرد مطية لآبقاء الشاة في السلطة وان (جوهر ولاءه كان يرتكز على الشخص وليس على المؤسسة) الأمر الذي جعل الولاء الشخصي يتسبب في تأخير نمو الولاء المؤسساتي والأنماط النابعة منه، وقال فوت(ان الجيش كان جيش الشاة ولم يكن جيش الوطن).
-3 ويقول (فرحات كاظمي) ان سيطرة الشاه التامة على الجيش واتباع سياسة تعزيز الولاء الشخصي بالمكافآت وتوزيع المناصب والمهام الأمنية على عدد من الهيئات المتنافسة كل ذلك لم يؤدي الى تامين الالتزام بحماية النظام في صفوف الرتب الدنيا التي يقع عليها عبئ الصدمة.
-4 وهكذا فقد أدى فقدان الاستقلال الذاتي للمؤسسة العسكرية وضعف تماسكها التنظيمي الى جانب فقدان شعبية الحكم الى انهيار أقوى جيش عرفته المنطقة أمام أول تحدي جدي ناتج عن ردة فعل لتراكم الأخطاء واهمال الحقائق والبعد عن ادراك التطورات في ثقافة الناس وتطلعاتهم فكان السقوط امرا حتميا يتماشى مع طبيعة الحياة والسنن الثابتة في حياة الأمم والممالك.
-5 لقد كان الجيش الإيراني مؤسسة ضعيفة برغم تقدم عمرة الزمني وهو ما كان يلزم وجود تنظيم مؤسساتي عريق، الأ ان ذلك لم يتحقق، بسبب سيطرة القيم الفردية واضمحلال العمل المؤسسي فكان السقوط حتميا للجيش والنظام المعتمد علية.
-6 يمكن ان يعود تاريخ الجيش في إيران الى قورش الأكبر ولقد تم حله عدة مرات من قبل الفاتحين على مر العصور وأعيد تنظيمه في عهد الساسانيين حتى سقوط دولتهم ثم تتالت الدويلات والجيوش فيها حتى عهد الصفويين فتأسس جيش وطني في عهد عباس الكبير ثم استطاع القائد العظيم نادر شاه من بسط سلطته بواسطة جيشه الكبير وبعد ذلك جاء عهد القاجاريين ثم اخيرا امراطورية آل بهلوي التي أسقطها الخميني.
-7 لقد تسبب ضعف الجيش الى نهاية حكم القاجار في بداية القرن العشرين حيث تحول الجيش الى وحدات اقليمية وقبلية ونتجت عن اضمحلال الجيش ثلاث قوى رئيسة منفصلة تخضع كل قوة منها الى احدى الدول الأوروبية المختلفة الأولى قوات الشرطة التي أسست عام 1911 خاضعة للنفوذ السويدي والثانية كتيبة رماة جنوب فارس التي سيطرت على جنوب إيران لحساب بريطانيا منذ عام 1916 والثالثة لواء القوقاز الفارسي الذي أنشأته روسيا عام 1879 خلال عهد ملك القاجار نصر الدين شاه.
-8 بسبب التوترات التي أعقبت الثورة البلشفية عام 1917 سعى البريطانيون لاكتساب نفوذ أعظم في إيران ثم استطاعت الحلول محل روسيا كراعية للواء القوقاز وشجعت (سيد ضياء الدين طباطبائي) الموالي لها للاطاحة بالحكم القاجاري عام 1921 وكانت القوة الحقيقية وراء الانقلاب تكمن في ضابط يدعى رضا بهلوي الذي أصبح وزيرا للحربية أثناء حكم طباطبائي ثم رئيسا للوزراء عام 1923 واخيرا أول ملوك آل بهلوي عام 1925 باسم رضا شاه.
-9 قام رضا شاه بحل جميع الوحدات العسكرية المحلية ودمجها في جيش نظامي موحد جديد وادخل فيه المعدات الحديثة والتنظيمات العصرية وتشكلت هيئة أركان متخصصة أصدرت الأوامر والخطط المكتوبة وتأسست الكليات الحربية وأرسل الضباط لدورات خارجية في كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا وفرض التجنيد الالزامي وانشأ قوة جوية وبحرية.
-10 كان رضا شاه رجلا قوميا إيرانيا هدف من أعماله حماية استقلال بلده ومع ذلك فلم يستطع ان يقاوم غزو الحلفاء لإيران عام 1941مما أدى الى تنازله عن العرش لأبنه محمد رضا.
-11 اعتمد الشاه الجديد على الجيش في الحفاظ على سلطته فبعد وقت قصير من انسحاب الجيش الروسي من مقاطعتي كردستان وأذربيجان أرسل الشاه جيشه عام 1946لأستعادة هاتين المقاطعتين من السلطات القائمة فيها والموالية لروسيا وفي أوائل الخمسينات وجد الشاه نفسه في صراع مع رئيس وزرائه الشعبي الدكتور مصدق ولم ينقذ عرشه الا انقلاب ضد مصدق نظمته ودعمته المخابرات الأمريكية بعد ان هرب الشاه في أغسطس 1953 اثر فشل محاولته الأولى لعزل مصدق.
-12 سحق الشاه بواسطة جيشه ومخابراته حزب توده الشيوعي عام 1954 وبعد فترة في عام 1963 واجهه التحدي الحقيقي لمشروعة للاصلاح الزراعي قادة القوميون ورجال الدين ولقد سحق الجيش هذه الانتفاضة وهي أول بروز لأية الله الخميني المرجعية الدينية المتمردة في قم قبل نفيها للعراق ولقد بدأت الثورة الدينية ضد نظام الشاه منذ ذلك التاريخ وانضم لها كل المعارضين القوميين والشيوعيين والاصلاحيين والانتهازيين .
-13 توسع الشاه في تعزيز القوات المسلحة على نهج الولاء الشخصي وازداد حجم القوات الإيرانية %11 سنويا خلال الفترة من 1972 الى 1976 (من 191الف الى 300 ألف) وازداد حجم الأنفاق العسكري من %16 عام 1964 الى %30 عام 1972.
-14 أدى اعتماد الشاه على القوات المسلحة لتعزيز حكمه الى عدم انتباهه لضرورة تحسس حالة المجتمع والتفاعل معها بل انه تجاهل كليا احتدام النار داخل المجتمع الإيراني ضد نظام حكمه الفردي السلطوي وركز اهتمامه بولاء الجيش على حساب كفائتة وقضى على الضباط الأكفاء بسبب عدم اتباعهم واجبات التملق للدكتاتور وأحس مع الزمن بضرورة تصفية الجيش من العناصر المحترفة فاستبدل الضباط الأكفاء بمن هم اقل كفاءة لمجرد ولائهم الشخصي ونفاقهم فوضع قائد سلاح الجو الجنرال خاتمي صهره وعين الأمير شفيق قائدا كبيرا في البحرية وجعل قادة الفرق والمناطق العسكرية والأركان العامة من الحاشية وكانوا في الغالب من ضعاف الضباط وقليلي الكفاءة الذين لم يعملوا كفريق واحد في مؤسسه محترفه بل كان كل جنرال يعمل تابعا شخصيا للشاه منفصلا عن واقع قطاعاته وجنوده فتخلوا عنه في أول مواجهه كانوا يعدونهم لها
-15 لقد وقع الشاه محمد رضا بما يقع فيه الطغاة في التاريخ وهو الغرور والتعالي عن ادراك حاجات الناس وتطلعات الشعب واعتقد ان احاطة نفسه بالقطاعات المسلحة وأجهزة الأمن تغنيه عن حب شعبه وتمسكهم فيه فصعق وهو يرى جيشه يرفض اطلاق النار على المتظاهرين أمام قصره واسقط في يد قادته وهم يرون الجنود لا ينفذون أوامر الشاه ولا أجهزة الأمن وانهار النظام في اقل مما كان يتوقعه حتى المطلعين على دقائق الأمور فسبحان من بيده الملك يهبه لمن يشاء وينزعه ممن يشاء ولله عاقبة الأمور.
-16 لقد انظم عدد من قادة الجيش للثورة على الشاه وانخرط عدد آخر في حرس الثورة وساهم قادة الصف الثاني المهمشين زمن الشاه في الحرب العراقية الإيرانية واستطاعوا ان يسدوا فجوة الخبرة العسكرية في النظام الثوري الجديد وحققوا مناصب متقدمة في الجيش واستعادوا العديد من المواقع المحتلة واخضعوا الأقاليم المتمردة في وقت وظروف بالغة التحدي للنظام الوليد مثل العميد سيد علي شيرازي الذي كان ضابط مدفعية زمن الشاه ثم قائدا للقوات البرية زمن الثورة وممثلا للأمام الخميني في مجلس الدفاع الأعلى وكذلك اللواء قاسم على نجاد الذي كان من ارفع الرتب في جيش الشاة وساهم في اخضاع ثورة الأكراد على النظام الثوري الجديد ورقي ليكون رئيسا للأركان العامة للجيش الإيراني وممثلا للأمام الخميني عام 1984 في مجلس الدفاع حتى تم عزلة من قبل حرس الثورة لاتهامه بعدم الحماس لمواصلة الحرب رغم كثرة الخسائر الناتجة عن أسلوب حرس الثورة في تكتيك الموجات البشرية وقد برز أيضا ضابط آخر هو العميد اسماعيل سهرابي الذي شارك في قمع الأكراد ورقي سريعا الى ان قاد الفرقة المدرعة الأولى ثم حل محل اللواء ظاهر نجاد كرئيس للأركان عام 1984 الى ان عزل من منصبه بعد استعادة العراق شبه جزيرة الفاو عام 1988.
نشأة الحرس الثوري الإيراني
-1 ان البدايات الأولى للحرس كانت على شكل خليط من عناصر سياسية واجتماعية متنوعة حيث كان فدائيوا المدن المنتمين الى الشريحة الدنيا للطبقة الوسطى يقاتلون الشاه لسنوات عديدة هم النواة الأولى للحرس وهم المسيطرون علية الآن وأما الشريحة الثانية فكانوا الشباب المتطرف الأكثر انتهازية وذي خلفيات مدنية وريفية ملتفين حول رجال الدين المحليين وجماهيرهم في المساجد الذي انظموا للثورة في مراحلها الأخيرة.
-2 ان فدائيي المدن هم عناصر معارضة قديمة للشاه وتعود بداياتهم منذ عهد مصدق وكان"حزب الأمم الإسلامية"أول مجموعه مسلحة تظهر في أعقاب ثورة عام 1963 ضد الشاه وقد لعب أربعة قياديين بارزين من هذا الحزب فيما بعد أدوارا رئيسية في الحرس الثوري خلال فترة تأسيسه ولكنهم خسروا مواقعهم لصالح عناصر أكثر شبابا واشد تطرف.
-3 كان"جواد منصوري"أول قائد غير رسمي للحرس وعباس زماني أول قائد للعمليات"من حزب الأمم"وقد تعاون زماني مع زميلة في حزب الأمم الإسلامية"عباس دزدزاني"بتشكيل حزب الله وهو أول ظهور لمنظمة"حزب الله"ولكنه ظهور مؤقت ما لبث ان ذاب في الحرس الثوري ومن المفارقات ان"دزدزاني"قد انظم فيما بعد الى منظمة مجاهدي خلق ثم أصبح قائدا للحرس الثوري لفترة وجيزة قبل الاطاحة به من قبل العناصر الثورية وتعيين"زماني"بدلا منه ثم تم الأطاحه"بزماني"وعين"كاظم بوجنوردي"مؤسس حزب الأمم الإسلامية المتحالف مع بني صدر الذي طلب منه تسلم قيادة الحرس الثوري ولكنه رفض بسبب عدم قدرته على السيطرة على الصراع الداخلي بين الثوار.
-4 ومن المفارقات ان منظمة مجاهدي خلق كانت أهم أسلاف الحرس الثوري ومنها تخرج معظم قادة الحرس الثوري قبل انشقاقهم عنها عام 1975 بعد ان غيرت منظمة مجاهدي خلق أيدلوجيتها الإسلامية الى تبني الفكر الماركسي الثوري وأهم الشخصيات المنشقة هم"بهزاد نبوي"وزير الصناعة الثقيلة في حكومة الثورة من1981-1989 ومحسن رضائي أشهر قادة الحرس و"محمد علي رجائي"رئيس الوزراء عام 1980 ورئيس الجمهورية عام 1988
-5 بعد انشقاق هؤلاء القادة عن منظمة مجاهدي خلق في منتصف السبعينات شكل الراديكاليون الإسلاميون"منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية"التي تعتبر أهم أسلاف الحرس الثوري ولقد ناضل مقاتلوا منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية ضد الشاه لسنوات عديدة وتدرب معظمهم في معسكرات منظمة التحرير الفلسطينية واشتبكوا مع قوات الشاه قبل الثورة وخلالها وسيطروا على الشوارع والمدن عقب انهيار نظام الشاه وكرسوا حكم الخميني بتشكيل اللجان الثورية التي تحولت بسرعة الى منظمة"الحرس الثوري"
-6 كان الحرس خلال فترة تأسيسه عبارة عن قوة تفتقر الى التنظيم والتسليح وتفشى التحزب في صفوفه على نطاق واسع وكانت مهمة الحرس توطيد سلطة الخميني واجتثاث أعداء الثورة وأركان النظام السابق.
-7 لم تكن قيادة الحرس واضحة في البداية فقد عين عباس زماني قائدا للحرس كما عين عدد من المستشارين الدينيين للأشراف على الحرس لفترات وجيزة من بينهم آية الله لاهوتي ومصطفى شمران وعلي خامنئي وهاشمي رفسنجاني لكن لم يحظ أيا منهم بنفوذ في الحرس لأنهم من خارج الحرس الذي اتبع قادته المحركين لديناميكيته الثورية سياسة ثورية متجددة ومتحركة باستمرار تطيح بكل من يعيق حركتها وتوجهاتها.
-8 أدى احتلال السفارة الأمريكية عام 1979 الى بروز دور تحالف الملالي والتيار المتشدد للحرس الثوري الذي أطاح بحكومة مهدي بازركان المعتدلة حيث تم احتلال السفارة بعد اجتماع بازركان مع برجنسكي مستشار الرئيس الأمريكي كارتر وكان هذا الاحتلال مؤشر كبير على دور الحرس الثوري في توجيه السياسة الخارجية الإيرانية فبسبب ظهور بادرة تقارب وتفاهم بين حكومة بني صدر وأمريكا لجاء المتحمسون من شبيبة الحرس الثوري وبتأييد من بعض الملالي الهادفين الى ركوب الموجة الثورية الى احتلال السفارة الأمريكية لاسقاط حكومة مهدي بازركان واسقاط مشروع تحول إيران الى دولة تلتزم بقواعد ونظم القانون الدولي وأدى نجاح الطلبة المتشددين الى تكريس ثورية الحرس ورسم خارطة الطريق له للسنوات التالية والتي ملخصها استمرار النهج الثوري ومحاربة الاعتدال واذكاء الروح الهجومية باستمرار والقضاء على كل أعداء الثورة أينما كانوا ومحاربة الهيمنة الأمريكية والغربية بلا هوادة وهو فكر يتناسب مع فكرة الشيطان الأكبر فلا يمكن للجمهورية الإسلامية ان تتقارب مع الشيطان الا بالقدر اللازم لمحاربته.
-9 ومنذ بدايات تأسيس الحرس الثوري تبنت هذه المنظمة فكرة تصدير الثورة وحمل لوائها فقد استطاع الحرس الثوري تعيين حسين شيخ الإسلام بمنصب رفيع في وزارة الخارجية حتى صار وكيلا لوزارة الخارجية وسفيرا في سورية مسيطرا على المنظمات الموالية لإيران في لبنان وتبنى هذا الثوري زرع العملاء في السفارات وتكرست مهمته بتصدير الثورة وتعيين الدبلوماسيين من الحرس بكثرة في السفارات ويشغل الآن منصبرئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الإيراني وهو المسؤول الثوري عن تنسيق النشاطات الخارجية في منظمة الحرس وهو اهم ممثلي الحرس الثوري في البرلمان الإيراني وقد زار الكويت ضمن الوفد المرافق لرئيس البرلمان الإيراني مؤخرا وبرز كشخصية موجهه للوفد اثناء تلك الزيارة.
-10 كما شرع الحرس الثوري بالسيطرة على المؤسسات المالية والتنظيمات الشعبية وامتد نفوذه الى المؤسسات التشريعية والمجالس المتخصصة فسيطر بالتدريج على مؤسسة الشهيد ومؤسسة المستضعفين بعد ان استشرى الفساد فيها فاستغل الحرس ذلك واندفع لحماية الثورة بعزل المشرفين على تلك المؤسسات واستبدلهم بقادة من الحرس بل ان هذه المؤسسات صارت ملاذا لتقاعد قادة وأفراد الحرس فبعد ان عزل محسن رفيق دوست من وزارة الحرس عين رئيسا لمؤسسة المستضعفين وكلف رسميا بتطهيرها من الفساد المستشري وهناك أيضا مؤسسة جهاد البناء التي تحولت لاحقا الى القيام بدور الفيلق الهندسي لقوات الحرس وبالتدريج سيطر قادة الحرس على هذه المؤسسة فعلي رضا افشر من أول قادة هذه المؤسسة أصبح لاحقا رئيس أركان قائد الحرس محسن رضائي وأما اللجان الثورية فهي المؤسسة التي شكلت الركيزة الأساسية للحرس حيث قدمت للثورة الجديدة مقاتلين أشداء مزودين بأسلحة استولوا عليها من مستودعات الشاة وكانت هذه اللجان قد تكونت بالمساجد من الطبقة الفقيرة المتحفزة للثورة وسيطر عليها رجال دين محليين أقوياء الا انها لم تكن منظمة حزبيا بشكل جيد واستخدمت أساليب متطرفة جدا في قمع الناس في الأقاليم الخارجية واخيرا وضعت تحت امرة الحرس الثوري في جبهات القتال وفي عام 1990 استطاع الحرس الثوري القضاء على هذه اللجان بدمجها بقوات الدرك والشرطة ففقدت قوتها الثورية الدافعة وتم ازاحتها من ان تنافس ثورية الحرس.
مميزات الحرس الثوري:
-1 امتاز الحرس الثوري الإيراني بمميزات جوهرية كانت سر استمراره وتطوره وهي أ. المرونة ب. الاندفاع الثوري ج. الاستمرارية.
-2 فبما تحلت به منظمة الحرس من المرونة اندمجت شخصيات الحرس بالمنظمات الزميلة وسيطرت عليها كما في اللجان الثورية والحزب الجمهوري ومنظمة جهاد البناء ومنظمة المستضعفين ومنظمة الشهيد كما انها تكيفت مع كل مرحلة بمفاهيم وأساليب تتناسب معها وحافظ مؤسسوا الحرس على الارتباط بشخصية مؤسس النظام وهو الأمام الخميني واستحوذت على ثقته واهتمامه فلم يكن الحرس مؤسسة فقهية كي يكون خطرا على نظرية ولاية الفقيه ولم يكن الحرس حزب سياسي يخشى من تطلعه للحكم ولم يكن الحرس مؤسسه مالية تسعى للربح من الممكن ان تصطدم بمراكز القوى الأخرى التي تتنافس على المزايا المالية وانما هي منظمة عقائدية تهدف الى الحفاظ على مبادئ الثورة الإيرانية والدفاع عن مكتسباتها وتنفيذ أوامر الولي الفقيه تنفيذا دقيقا باعتبارها أوامر من الله لذلك كانت مؤسسة الحرس أداة بيد الخميني ضد أعدائه ورغم انها منظمة قوية فلم تكن أبدا مصدر تهديد لسلطة الخميني بل هي الأداة الأقوى من أدوات السلطة الخمينية.
-3 كان اندفاع قادة الحرس ميزة جوهرية لديمومة هذه المنظمة وهذا الاندفاع ناتج عن الثقافة الثورية في الفكر الشيعي فمنذ ثورة الأمام الحسين عليه السلام والثورة على الطغيان هو الصفة الغالبة على اتباع آل البيت عليهم السلام وكان تتابع القتل في مناصري آل البيت عليهم السلام هو مصدر الالهام للثورات الشيعية على الأنظمة الحاكمة حتى وقع الفكر الشيعي في مأزق وفاة الأمام الحسن العسكري دون ان يكون له ولد فوقع الشيعة الأمامية في حيرة من أمرهم حيث ان عقيدتهم تقوم على القول (بأن الأرض لا يجوز ان تخلو من أمام يرجع له الناس ويبين لهم ما خفي من دينهم ويبين لهم الحلال والحرام) فخلال سبعين عام بعد وفاة الأمام العسكري لم يظهر أمام واحد للشيعة ووقع الناس فيما يعرف"بعصر الحيرة"وتراجع الفكر الأمامي وكاد ان يندثر وتحول بعض الشيعة الجعفرية للمذهب الأسماعيلي أو الزيدي وغيره من فرق الشيعة التي عددها المسعودي في مروج الذهب وظهر العديد من الثوار الداعين الى الرضا من آل البيت عليهم السلام وهو الذي يرضى عنه الناس لامامتهم بغض النظر عن تسلسل الأمامه وقد عدد احمد الكاتب جانبا من ثورات الشيعة في عصر الحيرة في كتابه"تطور الفكر السياسي عند الشيعة من الشورى الى ولاية الفقيه"حيث عدد ما يزيد على عشرين ثورة في كل أنحاء العالم الإسلامي وكلها تدعو الى الرضا من آل البيت عليهم السلام، الى ان وجد من قال بنظرية النيابة عن الأمام المعصوم الحجة الغائب محمد بن الحسن العسكري بن الأمام على الهادي بن الأمام محمد الجواد بن الأمام الرضا محمد بن محمد رضي الله عنهم وأرضاهم أئمة الهدى والنور وأحفاد رسول الله عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم .
-4 يقول المؤرخ الشيعي احمد الكاتب نظرا لتراجع الفكر الأمامي أمام منافسيه من فرق الشيعة بسبب غيبة الأمام المهدي فقد خرج من ادعى انه تلقى امرا من الأمام الغائب بالنيابة عنه وكان أول النواب عثمان بن سعيد العمري والذي خلفها من بعده لأبنه محمد بن عثمان والذي عاش بعد أبيه خمسين عاما كان يقبض أموال الخمس نيابة عن المهدي ويقوم بتوصيلها الى الأمام الغائب وبعد وفاته أوصى بالنيابة الى وكيلة في بغداد الحسين بن روح النوبختي النائب الثالث وبعد عشرين عاما مات وقد أوصى الى علي بن محمد السمري (الصيمري) وادعى النيابة أربعة وعشرون مدعيا كلهم يدعي ان الأمام الغائب كلفه بجمع المال وتسليمه له ومع ذلك مات النائب الرابع ولم يوصي لأحد وظهرت في الفكر الأثنى عشري نظرية الغيبتين فالغيبة الصغرى كانت بعد وفاة الأمام الحسن العسكري واختفاء ابنه في سرداب الغيبة في سامراء ثم تواصله مع شيعته بواسطة نوابه واجتهد منظروا الشيعة لايجاد حل لصغر سن الأمام فأحسن الروايات تقول كان عمره خمس سنين يوم تولى الأمر ولكنه يكبر باليوم ما يكبره الإنسان العادي في شهر ويكبر في الشهر ما يكبره الإنسان في سنه وهكذا كبر الأمام الغائب بسرعة وتولى أمر المسلمين بمعجزة من الله رغم وجود رواية أخرى بان أمه كانت حاملا به يوم وفاه أبية وهكذا تخلص الفكر لأثنى عشري من معاضل كادت تتحطم امامها نظرية الامامة الالهية فعدم وجود ابن ظاهر تم تجاوزها بوجود حمل مرة ووجود ابن صغير مرة أخرى وأما صغر السن فتم تجاوزها بسرعة النمو الرباني وأما الغيبة فتم تجاوزها بوجود نائب عن الأمام وعندما تنازع النواب على من هو النائب بعد وفاة النائب الرابع سموا هذه الفترة بالغيبة الصغرى وان الغيبة الكبرى بدأت بعد وفاة النائب الرابع حسما للنزاع الدائر بين مدعي النيابة وهكذا فان الفكر الشيعي لأثنى عشري فكر ديناميكي لا يقف عند حد ولا يتراجع أمام معاضل التاريخ والمنطق بل هو فكر متحرر من أي قيد يقف حائلا أمام تحقيق غاياته الثورية المتجددة.
-5 لقد تميز الفكر الشيعي لأثنى عشري بأنه فكر متحرر لا يقف عند حاجز ولا تصده صعوبات ولكنه مخلص لقضيته التي ربط مصيره بها وهي عودة الأمام الغائب فبدون هذه العقيدة الراسخة لا يبقى للشيعة الأثنى عشرية سبب موجب للخلاف مع باقي الفرق وهم يسعون جاهدين لتهيئة الظروف المناسبة لعودة الأمام المهدي وأهم هذه الظروف هو اقامة دولة قوية تملك قدرة الردع وتستطيع ان تستخدمها ضد أعدائها وهم يرون في دولة إيران الإسلامية الأرض المناسبة لخروج المهدي المنتظر واذا استطاعت جمهورية إيران ان تمتلك القنبلة النووية فستمتلك قدرة الردع اللازمة لخروج المهدي الذي سيملئ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما ويستطيع الشيعة ان يسيطروا على العالم اجمع ويقتلون أعداء الله من مخالفيهم والكفار.
-6 ان هذه العقيدة هي المحرك والدافع للحرس الثوري الإيراني لامتلاك السلاح النووي ولن يتراجعون عنه قيد أنملة وهم يرون في محاولة الغرب منعهم من انتاج القنبلة النووية تعطيلا لخروج المهدي مما يتوجب معه رفضه ومقاومته فعلى حسب تبريرات الغيبة ان الأمام اختفى خوفا من السلطان الجائر فان اطمئن الأمام الى منعة شيعته وقوتهم خرج الخروج الكبير المنتظر لذلك لن تتراجع جمهورية إيران الإسلامية ابد عن المشروع النووي لارتباطه بعقيدة الشيعة وضرورته لخروج المهدي .
-7 لقد بدا الشيعة في إيران حتى في حفلات الأعراس المناداة (يا أيها القائم على هذا الأمر اخرج ونحن فدائك) ان خروج المهدي مرتبط حسب عقيدة الحرس الثوري بوجود دولة إيران الإسلامية فان تهددت هذه الدولة فلن ينعم جنود الحرس الثوري بملاقاة المهدي المنتظر لذلك سيعمل كل المؤمنين بكل طاقاتهم لتعجيل خروج المهدي ولو عن طريق تدمير كل أعداء الثورة والدولة.
علاقة الحرس بالقادة السياسيين .
-1 استطاع الإيرانيون طرد القوات العراقية الغازية خارج الحدود الدولية في العام1982 وتحولت الحرب من مجرد كونها دفاعا عن الوطن لتكون حربا ثورية وخلال السنوات من 1982 -1988 أصر الخميني على الحرب حتى النصر وقد نفذ الجميع هذا الأمر ولم تفلح محاولات صدام حسين اقناع إيران بوقف الحرب بسبب اصرار الخميني على اسقاط نظام حكم صدام واقامة دولة إسلامية شيعية في إيران والعراق وربما كانت هذه هي المحاولة الأولى لتصدير الثورة بالقوة من قبل الخميني وكان الانتصار يعزى للحرس الثوري وما قدمه من تضحيات في سبيل تنفيذ رغبة الخميني باقامة دولة إسلامية في العراق بما فيها من مراقد الأئمة والأتباع للمذهب لأثنى عشري ففاجئ الحرس العالم باحتلال الفاو في فبراير عام 1986 ولم تفلح كل محاولات الجيش العراقي لاستعادة هذه القرية الصغيرة التي مثلت انتكاسه كبيرة للعسكرية العراقية رغم ما تم قذفه على القوات الإيرانية من قذائف مدفعية وطيران وصواريخ ارض ارض على بقعه صغيرة وفي هذا رد كافي لمن يعتقد ان النار يمكنها لوحدها ان تحل محل القوات عددا وعدة.
-2 استمرت المعارك منذ عام 1982 بوتيرة حامية جدا خسر الحرس الثوري عشرات الألوف من قواته في محاولاته احتلال البصرة (عمليات شرق البصرة) ولكن متانة الدفاع العراقي صدت كل هجمات الموجات البشرية الى ان تحققت المفاجأة باحتلال الفاو وقلّت وتيرة العمليات المتحركة بسبب الخسائر التي مني بها الطرفان واستغل العراق هذا الهدوء النسبي باعادة بناء قواته وتسليحها وحشد القوات والوسائط والامدادات اللازمة لتحرير الفاو ولو باستخدام الأسلحة الكيماوية حسب شهادة احد قادة تلك المعركة.
-3 يجب على كل القادة ان يتعضوا من تجارب التاريخ العسكري الحديث ان قوة النار لا تكفي ولا تغني عن وجود عدد كافي من الجنود على الأرض وهذا ما وقع به صدام حسين في هجماته المعاكسة في الفاو ربيع عام 1986 وما وقعت به اسرائيل في هجومها على حزب الله في لبنان في صيف 2006 وما سنقع فيه نحن في أي مواجهه اذا اعتمدنا فقط على نيران غيرنا دون ان يكون لنا على الأرض قوات كافية للدفاع ويجب ان ندعمها بوسائط وامدادات كافية.
-4 في عام 1988 استطاعت القوات العراقية تنفيذ هجمات منسقه باحتراف عالي وتم حشد العدد الكافي من القوات ودعم الهجوم بالعدد الكافي من أسلحة الدعم الناري والاسناد الهندسي والقصف الجوي وساند الهجوم الرئيسي العديد من الهجمات التضليلية والمساندة حتى تحقق تحرير شبه جزيرة الفاو بسرعة وبدأت سلسلة هجمات عراقية منسقة ومعد لها جيدا تم خلالها احتلال أجزاء كبيرة من الأرض الإيرانية وتكبدت القوات المسلحة الإيرانية خسائر فادحة وأوشك الجيش الإيراني على الانهيار بعد كل هجوم وتكبدت قوات الحرس الثوري خسائر فادحه دون جدوى واضطر الخميني الى القبول بوقف اطلاق النار في 17 يوليو1988 وكما وصف نفسه في خطابه الشهير"بأن تجرع السم أهون علية من قرار وقف القتال"وانهار بذلك حلم الخميني باحتلال العراق واقامة حكومة إسلامية في العراق وإيران توطأة لظهور المهدي واسقط في يد الحرس الثوري.
-5 بدأ منافسوا الحرس داخل النظام الإيراني تحميل الحرس الثوري مسؤولية الهزيمة وخاصة رفسنجاني الذي عينة الخميني ممثلا له في مجلس الدفاع الأعلى والذي ادخل تعديلات على هيكلة الحرس والجيش قصد منها أضعاف استقلالية الحرس وبسط سلطة الجيش عليه بالتدريج وبايعاز من رفسنجاني تم عزل وزير الحرس رفيق دوست احد مؤسسي الحرس الأربعة وبدا ان رفسنجاني على وشك ان ينهي الحرس بضمه الى الجيش الإيراني ودعم رفسنجاني العديد من رجال الدين الذين لا يتحلون بالثورية والاندفاع المستمر.
-6 أمام هذا الموقف دعا قائد الحرس محسن رضائي لعقد مؤتمر للحرس الثوري في سبتمبر 1988 في استاد"آزدي طهران"وقد فاجأ قائد الحرس بحشد كل قوة الحرس في إيران والخارج واصدر الحرس بيانا تهديديا لرجال الدين جاء فيه"ان فشل الملالي في الحفاظ على أيدلوجية الثورة يشكل التهديد الأول للثورة نفسها"وقد ترافق هذا المؤتمر مع محاولة فاشلة لاغتيال رفسنجاني أرعبت كل رجال الدين وأجهزة الدولة بسبب الاعتقاد على نطاق واسع ان الذي نفذ المحاولة هم الحرس الثوري وتهافت رجال الدين على تأييد الحرس واعلان ثقتهم به وعين علي شمخاني المساعد لقائد الحرس وزيرا للحرس خلفا محسن رفيق دوست
-7 ان منظمة الحرس الثوري تستمد نشاطها من صغر سن قادتها فمحسن رضائي تولى القيادة وعمرة 26 سنه وكان مساعده على شمخاني عمره 27 سنه كما ان أيدلوجية الحرس تقوم على بناء الدولة القوية اللازمة لظهور المهدي المنتظر وحمايته وهذا هو المحرك الدائم للحماس الثوري ولهذا السبب لم يتقبل الحرس الفكر البراغماتي الذي بدأ يظهر لدى بعض رجال الدين بسبب الخسائر الفادحة في الحرب مع العراق واستمر الحرس يفرض ارادته السياسية على كل الحكومات الإيرانية وعلى مؤسسات الدولة.
-8 ان سيطرة الحرس على الباسيج دليل على فعالية الحرس في الدولة الإيرانية فالباسيج"حركة تعبئة المستضعفين"هي منظمة داعمة للثورة الإيرانية تزود الحرس بالمجندين عند الضرورة وتحفظ الأمن في الأرياف والمدن ويمتاز أعضائها بتدينهم وحبهم لخدمة آل البيت ولكنهم اقل ثقافة وقوة من جهاز الحرس وهو المنظمة الوحيدة التي سمح لها الحرس الثوري بالاستمرار لأنه كان يسيطر على قيادتها فكل قادتها يتم تعيينهم من الحرس فقد قرر محسن رضائي ان يعين رجل الدين المتشدد"علي رحماني"قائدا للباسيج عام 1984و في عام 1990 عين محسن رضائي مساعده"علي رضا افشر"قائدا لها وبالتالي فان الباسيج وان كانت منظمة مستقلة ظاهرا الا انها منظمة تابعه للحرس وتخضع لقيادته.
-9 التزم الحرس في مبادئ الثورة الإيرانية والتزم بتصدير الثورة رغم استمرار الحرب فقد قام محسن رفيق دوست باعادة بناء وتقوية حزب الله في لبنان واختار قياداتها ودربها والتزم الحرس بوجود 2000 عنصر من مقاتليه في لبنان طوال فترة الحرب مع العراق.
-10 استمر الحرس الثوري الإيراني بمنهجية دقيقة في المحافظة على تراث الخميني بعد وفاته وفرض ارادته السياسية وأيدلوجيته على النظام في إيران ولم يستطع خليفة الخميني ان يحجم من سطوة الحرس بل انه انساق خلف تطرف الحرس في كثير من المواقف.
-11 ان سر استمرار الثورية والحفاظ عليها في الحرس الثوري هو ان مؤسسي الحرس منذ أول يوم والى الآن يسيطرون على مجرى الحوادث فيه ويتبادلون المراكز وينتشرون أفقيا في مراكز القرار في الدولة فمحمد علي جعفري صحرواري القائد الحالي للحرس ومحسن رضائي وعلي رضا افشر وعلي شمخاني ومحسن رفيق دوست ورحيم صفوي وعباس زماني هم الذين كانوا ولا زالوا مؤسسي الحرس ومن تناوب السلطة علية لم تتغير أفكارهم ولا أولوياتهم ؟
-12 عندما اجتاحت القوات العراقية الحدود مع إيران لم يكن الحرس الثوري الا ميليشيا ثورية وعندما انتهت الحرب كانت قوات الحرس الثوري عبارة عن 21فرقة مشاة و15 لواء مستقل (المجموع 31 فرقة) وفيلق مهندسين و20 لواء مدفعية و3 فيالق مدرعة وآلية وعدد من ألوية الحرب الكيماوية.
-13 ان قدرة الحرس على التكيف مع الأحداث والتأثير فيها يستمدها من أيدلوجيته الدينية التي سيطرت على كل تصرفاته وأفكاره ولم تتزحزح طوال الأوقات العصيبة كما ان تصدير الثورة وتقوية الجمهورية الإيرانية هي من الثوابت الراسخة في فكر الحرس الثوري ويجب الانتباه الى ان النظام الديني القوي في إيران هو الشرط الذي سيظهر بسببه المهدي المنتظر وهو عقيدة الشيعة لأثنى عشرية ودينهم الذي يعبدون الله علية وان أي تهديد لهذه الجمهورية سيؤدي حتما الى ان يسلك الحرس الثوري الإيراني كل مالا يخطر على بال احد من ردات الفعل فالأمر يتعلق بخروج المهدي والعقيدة الدينية وليس بحسابات الربح والخسارة الدنيوية.
دلائل خروج المهدي:
ان في عقيدة الشيعة الأثنى عشرية دلائل لظهور الأمام المهدي عليه السلام وهي التي تدفع النظام لمزيد من التشدد ومزيد من الغلو في المواقف المناهضة لمحاولات الغرب عرقلة المشروع النووي الإيراني وقد ذكر الكاتب شادي فقيه في كتابه"احمدي نجاد والثورة العالمية المقبلة"هذه العلامات:
العلامة الكبرى الأولى هي اجتماع اليهود في فلسطين والعلامة الكبرى الثانية خروج رجل من قم (رجل من قم يدعو الناس الى الحق يجتمع معه قوم قلوبهم كزبر الحديد لا تزلهم الرياح والعواصف لا يملون من الحرب ولا يجبنون وعلى الله يتوكلون والعقبة للمتقين) البحار ج 6 ص296 الثالثة قوة عسكرية واعلامية للأمام قبل الظهور فقد جاء في روضة الكافي عن الأمام جعفر الصادق عليه السلام"يبعث الله قوم قبل حروج القائم فلا يدعون عدوا لآل محمد الا قتلوه) والعلامة الرابعة قيام جمهورية إيران الأسلامية فقد اورد صاحب الملاحم والفتن ص42"يخرج قوم من خراسان راياتهم سود فلا يردها شيئ حتى تنصب بايلياء"واورد صاحب البحار عن الأمام الصادق قولة"كأني بقوم قد خرجو من المشرق يطلبون الحق فلا يعطونه"
العلامة خامسة الكبرى العمائم السود من ذرية الرسول يقاتلون اعداء الأمام قبل ظهورة"اورد النعماني في كتابه الغيبة ص299 عن أبان بن تغلب عن الأمام الصادق عليه السلام قال: اذا ظهرت راية الحق لعنها أهل الشرق واهل الغرب أتدري لم ذلك قلت لا قال للذي يلقى الناس من اهل بيته"و يعتقد الشيعة ان جميع السادة ينتمون للآل البيت عليهم السلام فالخميني والصدر وخامنئي وحسن نصر الله كلهم ينتمون لأهل البيت وهم الذين يتصدون الأن لأعداء المهدي العلامة السادسة اورد صاحب مجمع الزوائد حديثا منسوبا"لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على ابواب بيت المقدس وما حوله لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق الى ان تقوم الساعة (الظهور)"ج 10 ص 60 اما العلامة السابعة فهي في العراق حيث ورد في كتاب الأرشاد ص336 والبحار ص 214"ورود خيل من قبل الغرب حتى تربط في فناء الحيرة"العلامة الثامنة"قتل نفس زكية في النجف مع 70 من الصالحين"البحار 52 ص 220 وقد قتل السيد محمد باقر الحكيم في تفجير انتحاري في النجف وقتل معه خلق كثير العلامة التاسعه انتقال العلم من النجف الى قم قبيل الظهور فقد اورد صاحب البحار ج 60 ص 365 قولا عن الأمام جعفر الصادق ان البلايا مرفوعة عن قم واهلها وسياتي زمان تكون قم واهلها حجة على الخلائق وذلك زمان غيبة قائمنا الى ظهوره"العلامة العاشرة قيام حكم إسلامي في العراق موال للممهدين الإيرانيين فقد اورد صاحب الزام الناصب رواية خطبة البيان عن امير المؤمنين"ألا ياويل بغداد من الري (طهران) من موت وقتل وخوف يشمل اهل العراق (الحرب العراقية الإيرانية) اذا حل بهم السيف فيقتل ما شاء الله فعند ذلك يخرج العجم على العرب ويملكون البصرة"الزام الناصب ج 2 ص 119 العلامة الحادية عشر الخوف والقتل والوباء فقد اورد صاحب الهداية ص 31 رواية عن امير المؤمنين"نعم قتل فظيع ووموت سريع وطاعون شنيع"اشارة للأعاصير والتسونامي والكوارث الكونية التي تدل على خروخ المهدي العلامة الثانية عشر ظهور الخراساني وهو الأمام خامنئي وهو من يسلم الراية الى الأمام المهدي فقد ورد في مخطوطة ابن حماد ص86"اذا خرجت خيل السفياني (عدو المهدي)الى الكوفة بعث في طلب اهل خراسان ويخرج اهل خراسان في طلب المهدي فيلتقي هو والهاشمي برايات سود على مقدمته شعيب بن صالح (قائد الجيش) فيلتقي هو واصحاب السفياني بباب اصطخر فيكون بينهم ملحمة عظيمة فتظهر الرايات السود وتهرب خيل السفياني فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه العلامة الثالثة عشر ظهور شعيب بن صالح وهو الرئيس الإيراني احمدي نجاد حيث انه يلقب بالشعبي الصالح (مردوميار) فقد جاء فيما اورده ابن حماد"ان على مقدمة جيش المهدي رجلا من تميم ضعيف اللحية يقال له شعيب بن صالح العلامة الرابعة عشر فقد اورد صاحب البحار ج53 ص 182 حديثا عن الأمام السجاد رضي الله عنه انه قال (ان القائم حتم من الله وامر السفياني حتم من الله ولا يكون قائم الأ بسفياني) ثم يظهر المهدي ولا يظهر الا في سنة وتر ويبدأ ليلة التاسع من محرم بعد صلاة المغرب والعشاء في الحرم المكي في ليلة جمعة ويكون اصحابه ومعاونوه 313 معه فيوجه نداءه لأهل مكة وفي اليوم الثاني يوجه نداءه لجميع اهل الأرض بكل اللغات فتملئ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما.
مستقبل الصراع في ظل عقيدة الحرس الثوري
بعد فهم الجذور التاريخية والعقائدية نستطيع ان نتصور السلوك الذي سيتبعه الحرس الثوري في أي أزمة قادمة وسنناقش في هذه الدراسة جانب واحد فقط هو:
السلوك المتوقع للحرس الثوري اذا قررت الولايات المتحدة القضاء على النظام في إيران ؟
لقد ناقشنا احتمالات الصراع في المنطقة في دراستنا تقدير الموقف الاستراتيجي والتي نحيل اليها منعا للتكرار ونلخصها فيما يلي:
-1 ان الولايات المتحدة في ظل حكومة الرئيس بوش اليمينية ستلجأ للقضاء على النظام الإيراني الأصولي المتطرف قبل نهاية ولاية الرئيس بوش لاعتقادها ان النظام الإيراني أصبح يهدد مستقبل الحضارة الغربية بشكل جدي وانه لا يوجد في الغرب من يستطيع ان يتحمل هذه المسؤولية التاريخية الأ الرئيس بوش ونائبه بما يحملون من عقيدة دينية تستمد تعاليمها من قراءتهم للتوراة وتعاليم الديانة المسيحية المبشرة بقرب عودة السيد المسيح بعد انتصار اليهود في العالم وبنائهم هيكل داوود مرة أخرى ولن ينتصر اليهود اذا قامت للإسلام قائمة أو امتلك المسلمون القنبلة الذرية.
-2 ان مشكلة إيران لا تقف عند صنع القنبلة النووية بل ان حقيقة المشكلة مع إيران هو عملها الدءوب على نشر الهيمنة الإيرانية خارج إيران فهي على وشك ان تسيطر على الشرق الأوسط سواء في لبنان وفلسطين والعراق والخليج وأفغانستان وجنوب الاتحاد السوفييتي وكما وصفها احد التقارير"انها ستسيطر على قلب العالم وتوشك ان تتحكم بالحضارة الغربية"ووصلنا في دراستنا السابقة الى ان قرار اسقاط النظام الديني في إيران هو الخيار الأقرب الى تحقيق مصالح الولايات المتحدة وفقا لعقيدة الرئيس بوش ومساعده الذي قال في استراليا هذا العام"ان خوض الحرب ضد إيران أهون بكثير من تحمل تبعة السماح لها بانتاج القنبلة النووية"وقد لخص برجنسكي فائدة تغيير النظام في إيران بالنسبة للسياسة الأمريكية عندما قال"ليس من الواضح كيف ستتطور الأمور في إيران ولكن من المؤكد ان أيام حكومتها الأصولية أصبحت معدودة والتي بدونها لن تتمكن الأصوليات الأخرى في المنطقة من الاستمرار"ص67 من كتابه الاختيار بين السيطرة على العالم أم قيادته .
-3 ان السياسة الأمريكية تواجه اكبر تحد في العصر الحديث من إيران وان السماح لإيران بهذا الدور يتناقض تماما مع الفكر اليميني المتطرف الذي سيطر على الحزب الجمهوري منذ عهد ريغان وازداد تطرفا في عهد بوش الابن فلا يلوح في الأفق الأ الحرب القريبة جدا وفقا لهذا المنظور ومن المتوقع ان تستخدم الولايات المتحدة كل امكانات تفوقها الاستراتيجي بما فيه من خيار استخدام الأسلحة النووية لحسم الحرب بضربه استباقية سريعة وحاسمة وفقا للنظرية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس بوش في خطابه السنوي في كلية وست بوينت العسكرية عام 2002 فكيف ستكون ردة الفعل الإيراني أمام هذا التحدي التاريخي.
ردة الفعل المتوقعة للحرس الثوري في الحرب القادمة:
-1 اذا اتجهت عمليات الجيش الأمريكي لتحقيق هدف محدود مثل تدمير القدرة النووية الإيرانية فسيكون الرد الإيراني كبير جدا في اطلاق الصواريخ وعمليات التخريب ضد المصالح الأمريكية في كل مكان ومن المتوقع ان يسقط جنوب العراق بيد إيران فورا وما يشكله من تهديد استراتيجي للكويت ودول الخليج وبالذات السعودية.
-2 اذا وسعت الولايات المتحدة من أهدافها لتشمل اسقاط النظام الإيراني فان النظام لا يسقط الأ باحدى وسيلتين:
أ-. تدمير الحرس الثوري بضربه نووية نيترونية توجه لكل وحداته في مناطق حشدها تقضي على قوته فيفقد النظام الإيراني عنصر قوته ويوجه انذار للجيش الإيراني باستلام الحكم أو مواجهة مصير الحرس بالضرب النووي فلا يكون أمام الجيش سوى تحمل مسؤوليته فيسقط النظام ويقوم بدلا منه نظام سياسي علماني جديد ويدخل العملية السياسية الأحزاب الأخرى وبالذات مجاهدي خلق وحزب تودة والتيارات الرافضة لولاية الفقيه باشراف أمريكي وفقا لاتفاقية سلام ملزمة بعدم عودة حكم الملالي وتدعم الولايات المتحدة سلطة الجيش في سبيل تحويل إيران الى دولة علمانية وسيكون لمنظمة مجاهدي خلق دور رئيسي في الحكم.
ب-. أما الخيار الثاني فهو القيام بهجوم من عدة محاور خطته العامة تأمين مضيق هرمز بانزال برمائي للسيطرة على بندر عباس وجزيرة هرمز وقشم وكش والجزر الأماراتية الثلاث وهجوم بري تشنه القوات الأمريكية في العراق من منطقة السليمانية نحو سنندجان ثم همدان مستخدمين محورين بعد ذلك الأيمن نحو إسلام شهر ثم طهران والأيسر نحو قزوين ثم طهران وهذه المقتربات تمر بقوميات غير فارسية ويمكن ان تساعد الثورات في الأقاليم على تمهيد الطريق للقوات الأمريكية كما يمكن لقوات البيشمركة الكردية ان تلعب دورا ما مع ثورة في اقاليم بلوشستان واذربيجان وهواحتمال صعب الأن تصورة بسبب ضيق الوقت وقلة القوات وصعوبة العمليات وسط رقعة واسعة متنوعة التضاريس صعبة المسالك .
ردة الفعل المتوقعة للهجوم البري:
-1 سيقاوم الحرس الثوري والجيش النظامي والفدائيون وقوات الباسيج والمتطوعون الغزو وستواجه قوة الغزو مشاكل لا تخطر على بال احد وسيكون لطبيعة الأرض تأثير بالغ على سرعة العمليات وستشتعل المنطقة بأعمال إرهابية وضرب للمصالح الأمريكية وقصف صاروخي غير محدد المدى وبشكل متفجر يربك الجميع ولا يمكن السيطرة علية ومن غير المتوقع تحقيق شروط استراتيجية(الضربة الأستباقية الحاسمة والسريعة) اذا لجأت امريكا لخيار الغزو التقليدي.
-2 اذا استخدمت الولايات المتحدة القنابل النيوترونية فستكون ردة فعل الحرس الثوري استخدام القنابل الكيماوية ويمكن ان يقرر الجناح المتطرف بالحرس احتلال بعض دول الخليج وأقربها الكويت لتغيير أولويات العمليات ولتخفيف الضغط على النظام واطالة أمد الصراع لحين استيعاب الضربة والتعامل مع نتائجها.
الحل المقترح لمواجهة الأحتمالات السيئة:
ان التاريخ لا يرحم المنهزمون ولا يأسف عليهم الأ اذا قاتلوا قتال الأبطال وكان الأمر يفوق طاقتهم لقد خلد التاريخ جهاد جوهر دوداييف والشعب الشيشاني رغم هزيمته أمام السوفييت ولازال التاريخ يلعن صدام الذي خرج من قصره مذعورا ولم يدافع عن عاصمة الرشيد.
لا يوجد أمامنا الا ان نتحمل مسؤوليتنا التاريخية وندافع عن تاريخنا وبلدنا بكل طاقة وانني بحكم خبرتي العسكرية اجزم بأننا نستطيع ان نحمي استقلالنا وكرامتنا اذا اتخذنا الاجراءات التالية:
-1 استدعاء جيوش إسلامية (من باكستان واندونيسيا وماليزيا) لوضعها في الجزر التي تعتبر من الناحية العسكرية والاستراتيجية مدخل لبوابة العاصمة فبدون السيطرة على الجزر لن تتمكن أية قوة غازية من تامين نيران الاسناد اللازمة لعمليات الانزال وستكون أي عملية انزال واهنة ان لم تساندها نيران المدفعية على شواطئ الأنزال وستستطيع اي قوة مصممة على الصمود والدفاع المستميت عن الشاطئ احباط الأنزال البرمائي بسهولة لذلك فان السيطرة على الجزر هي المرحلة الأولى الحاسمة لأي عملية غزو بحري.
كما ان بقاء الجزر تحت سيطرتنا سيمكننا من السيطرة على خطوط امداد القوة الغازية وتدمير امداداتها مما سيؤدي الى فشلها وعزل أي قوة تتمكن من الوصول الى الشواطئ وتدميرها.
ولا يخفى على احد ان سيطرة العدو على الجزر ستؤدي الى حصار بحري خانق على الكويت وتعطيل موانئها ومصافيها ولا شك ان هذه الأهمية يلزم معها اتخاذ تدابير حاسمة وسريعة لتأمين الجزر بقوات كافية وبقرار استراتيجي مثل الأستعانه بقوات إسلامية تجعل من التعرض لها بمثابة اعلان حرب على العالم الإسلامي وليس على الشيطان الأكبر .
-2 وضع قوة تركية في العبدلي وأم قصر لتأمين الفصل بين القوات وهي فكرة ذكية جدا تمنع إيران من التفكير بالكويت وسيضطرها للبحث عن خيارات أخرى غير الاحتلال علما ان إيران اذا قررت الهجوم على الكويت فسوف تهاجمها من جبهتين من جهة البحر ومن جهة الحدود الشمالية لأن جنوب العراق الآن يعتبر ساقطا بيد إيران واذا بدأت الحرب فعلينا اعتبار جارنا الشمالي إيران وليس العراق .
-3 الأستعانه بفرقة قوات خاصة صديقة لتعزيز الدفاع عن العاصمة وانسب الدول لهذه المهمة هي الأردن وكذلك بلواء مدرع منها للمشاركة في الدفاع عن الحدود الشمالية.
-4 الأستعانه بلواء مدفعية مصرية مع سربين طائراتf16 وبعدد لا يقل عن 30 طائرة للمساندة الأرضية مع اطقم التسليح والصيانة المساندة لها .
-5 استعارة 24 طائرة اباتشي من الولايات المتحدة او مرابطتها في الكويت بكامل اطقمها ووضعها بالأسناد المباشر لحامية العاصمة.
-6 الزام الدول الصديقة التي تربطنا معها اتفاقيات امنية تزويدنا بالمعلومات الأستخبارية وبقطع الغيار والذخائر وآليات الأسناد الأداري والناري اللازمة لخطة الدفاع على جبهتين (عطل مجلس الأمة وديوان المحاسبة خطط شراء آليات الأسناد للجيش وصرفت المبالغ المخصصه لها في ميزانية التعزيز بسبب صراع التجار واتهامات فساد متبادلة دفعت ثمنها الجيش).
-7 الأستعانه بقوات اجنبية من اي مصدر وخاصة المانيا وفرنسا بالأضافة الى انجلترا وامريكا للمرابطة في الكويت لتأمين العاصمة والمنشآت الحيوية ضد التهديد العسكري والأمني.
-8 اننا أمام موقف تاريخي لا يقل عن الموقف الذي واجهه أجدادنا في معركة الرقة ومعركة الجهراء فهل سنكون أهلا لهذا الموقف ونثبت اننا أحفاد أولئك الأبطال أم سنتخلى عن مسؤولياتنا وتلعننا الأجيال القادمة لتقصيرنا وجهلنا وعدم مسؤوليتنا في مواجهة هذه الأخطار المحدقة بنا .
حفظ الله الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه
ناصر الدويلة: متطرفو الحرس الثوري الإيراني سيسعون لاحتلال الكويت لإطالة أمد الصراع
أكد النائب ناصر الدويلة في دراسة له عبر المركز الاستراتيجي للدراسات والخطط أن الحرس الثوري الإيراني كان له دور كبير في تكريس الثورة الإسلامية في إيران وأن منظمة مجاهدي خلق تبنت منذ تأسيسها فكرة تصدير الثورة وحمل لوائها لافتا الى سيطرة الحرس الثوري على المؤسسات المالية والتنظيمات الشعبية وامتداد نفوذه الى المؤسسات التشريعية والمجالس المتخصصة.
وأشار الدويلة خلال دراسته الى انه منذ ثورة الامام الحسين عليه السلام والثورة على الطغيان هي الصفة الغالبة على أتباع آل البيت عليهم السلام وكان تتابع القتل في مناصري آل البيت هو مصدر الإلهام للثورات الشيعية على الأنظمة الحاكمة إلى أن وقع الفكر الشيعي في مأزق وفاة الإمام العسكري دون أن يكون له ولد فوقع الشيعة الإمامية في حيرة وتراجع الفكر الإمامي وتحول بعض الشيعة الجعفرية الى المذهب الإسماعيلي أو الزبيدي وغيرهما.
وأكد الدويلة ان الفكر الشيعي الاثني عشري متحرر لا يقف عند حاجز ومخلص لقضيته التي ربط مصيره بها وهي عودة الإمام الغائب وأن هذه العقيدة هي المحرك والدافع الاساسي للحرس الثوري الإيراني لامتلاك السلاح النووي حيث يرون في محاولة الغرب منعهم من إنتاج القنبلة النووية تعطيلاً لخروج المهدي.
وأوضح النائب الدويلة ان الحرس الثوري استطاع المحافظة على تراث الخميني بعد وفاته وفرض إرادته السياسية وأيديولوجيته على النظام في إيران ولم يستطع خليفة الخميني أن يحجم من سطوة الحرس بل انساق خلف تطرف الحرس في كثير من المواقف.
وعن مستقبل الصراع في ظل عقيدة الحرس الثوري أكد الدويلة ان مشكلة إيران لا تقف عند صنع القنبلة النووية بل العمل على نشر الهيمنة الإيرانية خارج إيران مضيفاً ان من الممكن ان يقرر الجناح المتطرف بالحرس احتلال بعض دول الخليج في حال استخدام الولايات المتحدة القنابل النيوترونية لضرب إيران موضحاً ان الكويت أقرب هذه الدول التي سيسعى الحرس لاحتلالها لتخفيف الضغط على النظام الإيراني وإطالة أمد الصراع لحين استيعاب الضربة والتعامل مع نتائجها وفيما يلي نص دراسة النائب الدويلة
-1 ان المراقب لتطور جمهورية إيران الإسلامية بعد انتصار ثورتها بقيادة الزعيم الديني الأمام الخميني سينتابه شعور بان هذه الثورة استطاعت بناء دولة المؤسسات الحديثة وانها تعد من الدول القليلة في المنطقة التي يتم فيها تداول السلطة سلميا وبأسلوب ديموقراطي.
-2 رغم ان هذا القول له شواهد من الصورة الظاهرة للعيان الأ ان الحقيقة دائما لها وجه مستتر.
-3 ان ما لا يعرفه الناس عن جمهورية إيران الإسلامية هو انها دولة تحكمها منظمة ثورية تسيطر على كل مناحي الحياة فيها وتتحكم بقرارات مؤسساتها الدستورية التي تتحدد حريتها بحدود الفلك الذي ترسمه لها القوة المركزية الدافعة للنظام وهي التي تتكون من الحرس الثوري والولي الفقيه الذي ترتكز قيادته على قوة حرسه الثوري الذي يحمي مركزه ويقضي على أعداء الثورة ولو كانوا من مؤسسي النظام.
تهدف هذه الدراسة للتعرف على منظمة حرس الثورة الإيرانية من الداخل للوقوف على حقيقة هذه المنظمة وتاريخها والشخصيات المسيطرة عليها وأسلوب تفكيرها وعقيدتها الدينية والعسكرية ومحاولة توقع ردود أفعالها للأحداث المتوقعة في المنطقة.
تاريخ نشأة القوات المسلحة الإيرانية
-1 كانت القوات المسلحة الإيرانية نموذجا للمنظمة التي لم يكن لها كيان مؤسساتي بالمعنى الصحيح وذلك حتى عشية قيام الثورة الإيرانية كما يصفها (كنيث كاتزمان في كتابه عن الحرس الثوري ص40).
-2 كان عيب الجيش الإيراني في عهد الشاه انه كيانا تابعا وليس مستقلا ذاتيا ولقد شرح دونالد فوت هذه النقطة عندما بين ان الجيش كان مجرد مطية لآبقاء الشاة في السلطة وان (جوهر ولاءه كان يرتكز على الشخص وليس على المؤسسة) الأمر الذي جعل الولاء الشخصي يتسبب في تأخير نمو الولاء المؤسساتي والأنماط النابعة منه، وقال فوت(ان الجيش كان جيش الشاة ولم يكن جيش الوطن).
-3 ويقول (فرحات كاظمي) ان سيطرة الشاه التامة على الجيش واتباع سياسة تعزيز الولاء الشخصي بالمكافآت وتوزيع المناصب والمهام الأمنية على عدد من الهيئات المتنافسة كل ذلك لم يؤدي الى تامين الالتزام بحماية النظام في صفوف الرتب الدنيا التي يقع عليها عبئ الصدمة.
-4 وهكذا فقد أدى فقدان الاستقلال الذاتي للمؤسسة العسكرية وضعف تماسكها التنظيمي الى جانب فقدان شعبية الحكم الى انهيار أقوى جيش عرفته المنطقة أمام أول تحدي جدي ناتج عن ردة فعل لتراكم الأخطاء واهمال الحقائق والبعد عن ادراك التطورات في ثقافة الناس وتطلعاتهم فكان السقوط امرا حتميا يتماشى مع طبيعة الحياة والسنن الثابتة في حياة الأمم والممالك.
-5 لقد كان الجيش الإيراني مؤسسة ضعيفة برغم تقدم عمرة الزمني وهو ما كان يلزم وجود تنظيم مؤسساتي عريق، الأ ان ذلك لم يتحقق، بسبب سيطرة القيم الفردية واضمحلال العمل المؤسسي فكان السقوط حتميا للجيش والنظام المعتمد علية.
-6 يمكن ان يعود تاريخ الجيش في إيران الى قورش الأكبر ولقد تم حله عدة مرات من قبل الفاتحين على مر العصور وأعيد تنظيمه في عهد الساسانيين حتى سقوط دولتهم ثم تتالت الدويلات والجيوش فيها حتى عهد الصفويين فتأسس جيش وطني في عهد عباس الكبير ثم استطاع القائد العظيم نادر شاه من بسط سلطته بواسطة جيشه الكبير وبعد ذلك جاء عهد القاجاريين ثم اخيرا امراطورية آل بهلوي التي أسقطها الخميني.
-7 لقد تسبب ضعف الجيش الى نهاية حكم القاجار في بداية القرن العشرين حيث تحول الجيش الى وحدات اقليمية وقبلية ونتجت عن اضمحلال الجيش ثلاث قوى رئيسة منفصلة تخضع كل قوة منها الى احدى الدول الأوروبية المختلفة الأولى قوات الشرطة التي أسست عام 1911 خاضعة للنفوذ السويدي والثانية كتيبة رماة جنوب فارس التي سيطرت على جنوب إيران لحساب بريطانيا منذ عام 1916 والثالثة لواء القوقاز الفارسي الذي أنشأته روسيا عام 1879 خلال عهد ملك القاجار نصر الدين شاه.
-8 بسبب التوترات التي أعقبت الثورة البلشفية عام 1917 سعى البريطانيون لاكتساب نفوذ أعظم في إيران ثم استطاعت الحلول محل روسيا كراعية للواء القوقاز وشجعت (سيد ضياء الدين طباطبائي) الموالي لها للاطاحة بالحكم القاجاري عام 1921 وكانت القوة الحقيقية وراء الانقلاب تكمن في ضابط يدعى رضا بهلوي الذي أصبح وزيرا للحربية أثناء حكم طباطبائي ثم رئيسا للوزراء عام 1923 واخيرا أول ملوك آل بهلوي عام 1925 باسم رضا شاه.
-9 قام رضا شاه بحل جميع الوحدات العسكرية المحلية ودمجها في جيش نظامي موحد جديد وادخل فيه المعدات الحديثة والتنظيمات العصرية وتشكلت هيئة أركان متخصصة أصدرت الأوامر والخطط المكتوبة وتأسست الكليات الحربية وأرسل الضباط لدورات خارجية في كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا وفرض التجنيد الالزامي وانشأ قوة جوية وبحرية.
-10 كان رضا شاه رجلا قوميا إيرانيا هدف من أعماله حماية استقلال بلده ومع ذلك فلم يستطع ان يقاوم غزو الحلفاء لإيران عام 1941مما أدى الى تنازله عن العرش لأبنه محمد رضا.
-11 اعتمد الشاه الجديد على الجيش في الحفاظ على سلطته فبعد وقت قصير من انسحاب الجيش الروسي من مقاطعتي كردستان وأذربيجان أرسل الشاه جيشه عام 1946لأستعادة هاتين المقاطعتين من السلطات القائمة فيها والموالية لروسيا وفي أوائل الخمسينات وجد الشاه نفسه في صراع مع رئيس وزرائه الشعبي الدكتور مصدق ولم ينقذ عرشه الا انقلاب ضد مصدق نظمته ودعمته المخابرات الأمريكية بعد ان هرب الشاه في أغسطس 1953 اثر فشل محاولته الأولى لعزل مصدق.
-12 سحق الشاه بواسطة جيشه ومخابراته حزب توده الشيوعي عام 1954 وبعد فترة في عام 1963 واجهه التحدي الحقيقي لمشروعة للاصلاح الزراعي قادة القوميون ورجال الدين ولقد سحق الجيش هذه الانتفاضة وهي أول بروز لأية الله الخميني المرجعية الدينية المتمردة في قم قبل نفيها للعراق ولقد بدأت الثورة الدينية ضد نظام الشاه منذ ذلك التاريخ وانضم لها كل المعارضين القوميين والشيوعيين والاصلاحيين والانتهازيين .
-13 توسع الشاه في تعزيز القوات المسلحة على نهج الولاء الشخصي وازداد حجم القوات الإيرانية %11 سنويا خلال الفترة من 1972 الى 1976 (من 191الف الى 300 ألف) وازداد حجم الأنفاق العسكري من %16 عام 1964 الى %30 عام 1972.
-14 أدى اعتماد الشاه على القوات المسلحة لتعزيز حكمه الى عدم انتباهه لضرورة تحسس حالة المجتمع والتفاعل معها بل انه تجاهل كليا احتدام النار داخل المجتمع الإيراني ضد نظام حكمه الفردي السلطوي وركز اهتمامه بولاء الجيش على حساب كفائتة وقضى على الضباط الأكفاء بسبب عدم اتباعهم واجبات التملق للدكتاتور وأحس مع الزمن بضرورة تصفية الجيش من العناصر المحترفة فاستبدل الضباط الأكفاء بمن هم اقل كفاءة لمجرد ولائهم الشخصي ونفاقهم فوضع قائد سلاح الجو الجنرال خاتمي صهره وعين الأمير شفيق قائدا كبيرا في البحرية وجعل قادة الفرق والمناطق العسكرية والأركان العامة من الحاشية وكانوا في الغالب من ضعاف الضباط وقليلي الكفاءة الذين لم يعملوا كفريق واحد في مؤسسه محترفه بل كان كل جنرال يعمل تابعا شخصيا للشاه منفصلا عن واقع قطاعاته وجنوده فتخلوا عنه في أول مواجهه كانوا يعدونهم لها
-15 لقد وقع الشاه محمد رضا بما يقع فيه الطغاة في التاريخ وهو الغرور والتعالي عن ادراك حاجات الناس وتطلعات الشعب واعتقد ان احاطة نفسه بالقطاعات المسلحة وأجهزة الأمن تغنيه عن حب شعبه وتمسكهم فيه فصعق وهو يرى جيشه يرفض اطلاق النار على المتظاهرين أمام قصره واسقط في يد قادته وهم يرون الجنود لا ينفذون أوامر الشاه ولا أجهزة الأمن وانهار النظام في اقل مما كان يتوقعه حتى المطلعين على دقائق الأمور فسبحان من بيده الملك يهبه لمن يشاء وينزعه ممن يشاء ولله عاقبة الأمور.
-16 لقد انظم عدد من قادة الجيش للثورة على الشاه وانخرط عدد آخر في حرس الثورة وساهم قادة الصف الثاني المهمشين زمن الشاه في الحرب العراقية الإيرانية واستطاعوا ان يسدوا فجوة الخبرة العسكرية في النظام الثوري الجديد وحققوا مناصب متقدمة في الجيش واستعادوا العديد من المواقع المحتلة واخضعوا الأقاليم المتمردة في وقت وظروف بالغة التحدي للنظام الوليد مثل العميد سيد علي شيرازي الذي كان ضابط مدفعية زمن الشاه ثم قائدا للقوات البرية زمن الثورة وممثلا للأمام الخميني في مجلس الدفاع الأعلى وكذلك اللواء قاسم على نجاد الذي كان من ارفع الرتب في جيش الشاة وساهم في اخضاع ثورة الأكراد على النظام الثوري الجديد ورقي ليكون رئيسا للأركان العامة للجيش الإيراني وممثلا للأمام الخميني عام 1984 في مجلس الدفاع حتى تم عزلة من قبل حرس الثورة لاتهامه بعدم الحماس لمواصلة الحرب رغم كثرة الخسائر الناتجة عن أسلوب حرس الثورة في تكتيك الموجات البشرية وقد برز أيضا ضابط آخر هو العميد اسماعيل سهرابي الذي شارك في قمع الأكراد ورقي سريعا الى ان قاد الفرقة المدرعة الأولى ثم حل محل اللواء ظاهر نجاد كرئيس للأركان عام 1984 الى ان عزل من منصبه بعد استعادة العراق شبه جزيرة الفاو عام 1988.
نشأة الحرس الثوري الإيراني
-1 ان البدايات الأولى للحرس كانت على شكل خليط من عناصر سياسية واجتماعية متنوعة حيث كان فدائيوا المدن المنتمين الى الشريحة الدنيا للطبقة الوسطى يقاتلون الشاه لسنوات عديدة هم النواة الأولى للحرس وهم المسيطرون علية الآن وأما الشريحة الثانية فكانوا الشباب المتطرف الأكثر انتهازية وذي خلفيات مدنية وريفية ملتفين حول رجال الدين المحليين وجماهيرهم في المساجد الذي انظموا للثورة في مراحلها الأخيرة.
-2 ان فدائيي المدن هم عناصر معارضة قديمة للشاه وتعود بداياتهم منذ عهد مصدق وكان"حزب الأمم الإسلامية"أول مجموعه مسلحة تظهر في أعقاب ثورة عام 1963 ضد الشاه وقد لعب أربعة قياديين بارزين من هذا الحزب فيما بعد أدوارا رئيسية في الحرس الثوري خلال فترة تأسيسه ولكنهم خسروا مواقعهم لصالح عناصر أكثر شبابا واشد تطرف.
-3 كان"جواد منصوري"أول قائد غير رسمي للحرس وعباس زماني أول قائد للعمليات"من حزب الأمم"وقد تعاون زماني مع زميلة في حزب الأمم الإسلامية"عباس دزدزاني"بتشكيل حزب الله وهو أول ظهور لمنظمة"حزب الله"ولكنه ظهور مؤقت ما لبث ان ذاب في الحرس الثوري ومن المفارقات ان"دزدزاني"قد انظم فيما بعد الى منظمة مجاهدي خلق ثم أصبح قائدا للحرس الثوري لفترة وجيزة قبل الاطاحة به من قبل العناصر الثورية وتعيين"زماني"بدلا منه ثم تم الأطاحه"بزماني"وعين"كاظم بوجنوردي"مؤسس حزب الأمم الإسلامية المتحالف مع بني صدر الذي طلب منه تسلم قيادة الحرس الثوري ولكنه رفض بسبب عدم قدرته على السيطرة على الصراع الداخلي بين الثوار.
-4 ومن المفارقات ان منظمة مجاهدي خلق كانت أهم أسلاف الحرس الثوري ومنها تخرج معظم قادة الحرس الثوري قبل انشقاقهم عنها عام 1975 بعد ان غيرت منظمة مجاهدي خلق أيدلوجيتها الإسلامية الى تبني الفكر الماركسي الثوري وأهم الشخصيات المنشقة هم"بهزاد نبوي"وزير الصناعة الثقيلة في حكومة الثورة من1981-1989 ومحسن رضائي أشهر قادة الحرس و"محمد علي رجائي"رئيس الوزراء عام 1980 ورئيس الجمهورية عام 1988
-5 بعد انشقاق هؤلاء القادة عن منظمة مجاهدي خلق في منتصف السبعينات شكل الراديكاليون الإسلاميون"منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية"التي تعتبر أهم أسلاف الحرس الثوري ولقد ناضل مقاتلوا منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية ضد الشاه لسنوات عديدة وتدرب معظمهم في معسكرات منظمة التحرير الفلسطينية واشتبكوا مع قوات الشاه قبل الثورة وخلالها وسيطروا على الشوارع والمدن عقب انهيار نظام الشاه وكرسوا حكم الخميني بتشكيل اللجان الثورية التي تحولت بسرعة الى منظمة"الحرس الثوري"
-6 كان الحرس خلال فترة تأسيسه عبارة عن قوة تفتقر الى التنظيم والتسليح وتفشى التحزب في صفوفه على نطاق واسع وكانت مهمة الحرس توطيد سلطة الخميني واجتثاث أعداء الثورة وأركان النظام السابق.
-7 لم تكن قيادة الحرس واضحة في البداية فقد عين عباس زماني قائدا للحرس كما عين عدد من المستشارين الدينيين للأشراف على الحرس لفترات وجيزة من بينهم آية الله لاهوتي ومصطفى شمران وعلي خامنئي وهاشمي رفسنجاني لكن لم يحظ أيا منهم بنفوذ في الحرس لأنهم من خارج الحرس الذي اتبع قادته المحركين لديناميكيته الثورية سياسة ثورية متجددة ومتحركة باستمرار تطيح بكل من يعيق حركتها وتوجهاتها.
-8 أدى احتلال السفارة الأمريكية عام 1979 الى بروز دور تحالف الملالي والتيار المتشدد للحرس الثوري الذي أطاح بحكومة مهدي بازركان المعتدلة حيث تم احتلال السفارة بعد اجتماع بازركان مع برجنسكي مستشار الرئيس الأمريكي كارتر وكان هذا الاحتلال مؤشر كبير على دور الحرس الثوري في توجيه السياسة الخارجية الإيرانية فبسبب ظهور بادرة تقارب وتفاهم بين حكومة بني صدر وأمريكا لجاء المتحمسون من شبيبة الحرس الثوري وبتأييد من بعض الملالي الهادفين الى ركوب الموجة الثورية الى احتلال السفارة الأمريكية لاسقاط حكومة مهدي بازركان واسقاط مشروع تحول إيران الى دولة تلتزم بقواعد ونظم القانون الدولي وأدى نجاح الطلبة المتشددين الى تكريس ثورية الحرس ورسم خارطة الطريق له للسنوات التالية والتي ملخصها استمرار النهج الثوري ومحاربة الاعتدال واذكاء الروح الهجومية باستمرار والقضاء على كل أعداء الثورة أينما كانوا ومحاربة الهيمنة الأمريكية والغربية بلا هوادة وهو فكر يتناسب مع فكرة الشيطان الأكبر فلا يمكن للجمهورية الإسلامية ان تتقارب مع الشيطان الا بالقدر اللازم لمحاربته.
-9 ومنذ بدايات تأسيس الحرس الثوري تبنت هذه المنظمة فكرة تصدير الثورة وحمل لوائها فقد استطاع الحرس الثوري تعيين حسين شيخ الإسلام بمنصب رفيع في وزارة الخارجية حتى صار وكيلا لوزارة الخارجية وسفيرا في سورية مسيطرا على المنظمات الموالية لإيران في لبنان وتبنى هذا الثوري زرع العملاء في السفارات وتكرست مهمته بتصدير الثورة وتعيين الدبلوماسيين من الحرس بكثرة في السفارات ويشغل الآن منصبرئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الإيراني وهو المسؤول الثوري عن تنسيق النشاطات الخارجية في منظمة الحرس وهو اهم ممثلي الحرس الثوري في البرلمان الإيراني وقد زار الكويت ضمن الوفد المرافق لرئيس البرلمان الإيراني مؤخرا وبرز كشخصية موجهه للوفد اثناء تلك الزيارة.
-10 كما شرع الحرس الثوري بالسيطرة على المؤسسات المالية والتنظيمات الشعبية وامتد نفوذه الى المؤسسات التشريعية والمجالس المتخصصة فسيطر بالتدريج على مؤسسة الشهيد ومؤسسة المستضعفين بعد ان استشرى الفساد فيها فاستغل الحرس ذلك واندفع لحماية الثورة بعزل المشرفين على تلك المؤسسات واستبدلهم بقادة من الحرس بل ان هذه المؤسسات صارت ملاذا لتقاعد قادة وأفراد الحرس فبعد ان عزل محسن رفيق دوست من وزارة الحرس عين رئيسا لمؤسسة المستضعفين وكلف رسميا بتطهيرها من الفساد المستشري وهناك أيضا مؤسسة جهاد البناء التي تحولت لاحقا الى القيام بدور الفيلق الهندسي لقوات الحرس وبالتدريج سيطر قادة الحرس على هذه المؤسسة فعلي رضا افشر من أول قادة هذه المؤسسة أصبح لاحقا رئيس أركان قائد الحرس محسن رضائي وأما اللجان الثورية فهي المؤسسة التي شكلت الركيزة الأساسية للحرس حيث قدمت للثورة الجديدة مقاتلين أشداء مزودين بأسلحة استولوا عليها من مستودعات الشاة وكانت هذه اللجان قد تكونت بالمساجد من الطبقة الفقيرة المتحفزة للثورة وسيطر عليها رجال دين محليين أقوياء الا انها لم تكن منظمة حزبيا بشكل جيد واستخدمت أساليب متطرفة جدا في قمع الناس في الأقاليم الخارجية واخيرا وضعت تحت امرة الحرس الثوري في جبهات القتال وفي عام 1990 استطاع الحرس الثوري القضاء على هذه اللجان بدمجها بقوات الدرك والشرطة ففقدت قوتها الثورية الدافعة وتم ازاحتها من ان تنافس ثورية الحرس.
مميزات الحرس الثوري:
-1 امتاز الحرس الثوري الإيراني بمميزات جوهرية كانت سر استمراره وتطوره وهي أ. المرونة ب. الاندفاع الثوري ج. الاستمرارية.
-2 فبما تحلت به منظمة الحرس من المرونة اندمجت شخصيات الحرس بالمنظمات الزميلة وسيطرت عليها كما في اللجان الثورية والحزب الجمهوري ومنظمة جهاد البناء ومنظمة المستضعفين ومنظمة الشهيد كما انها تكيفت مع كل مرحلة بمفاهيم وأساليب تتناسب معها وحافظ مؤسسوا الحرس على الارتباط بشخصية مؤسس النظام وهو الأمام الخميني واستحوذت على ثقته واهتمامه فلم يكن الحرس مؤسسة فقهية كي يكون خطرا على نظرية ولاية الفقيه ولم يكن الحرس حزب سياسي يخشى من تطلعه للحكم ولم يكن الحرس مؤسسه مالية تسعى للربح من الممكن ان تصطدم بمراكز القوى الأخرى التي تتنافس على المزايا المالية وانما هي منظمة عقائدية تهدف الى الحفاظ على مبادئ الثورة الإيرانية والدفاع عن مكتسباتها وتنفيذ أوامر الولي الفقيه تنفيذا دقيقا باعتبارها أوامر من الله لذلك كانت مؤسسة الحرس أداة بيد الخميني ضد أعدائه ورغم انها منظمة قوية فلم تكن أبدا مصدر تهديد لسلطة الخميني بل هي الأداة الأقوى من أدوات السلطة الخمينية.
-3 كان اندفاع قادة الحرس ميزة جوهرية لديمومة هذه المنظمة وهذا الاندفاع ناتج عن الثقافة الثورية في الفكر الشيعي فمنذ ثورة الأمام الحسين عليه السلام والثورة على الطغيان هو الصفة الغالبة على اتباع آل البيت عليهم السلام وكان تتابع القتل في مناصري آل البيت عليهم السلام هو مصدر الالهام للثورات الشيعية على الأنظمة الحاكمة حتى وقع الفكر الشيعي في مأزق وفاة الأمام الحسن العسكري دون ان يكون له ولد فوقع الشيعة الأمامية في حيرة من أمرهم حيث ان عقيدتهم تقوم على القول (بأن الأرض لا يجوز ان تخلو من أمام يرجع له الناس ويبين لهم ما خفي من دينهم ويبين لهم الحلال والحرام) فخلال سبعين عام بعد وفاة الأمام العسكري لم يظهر أمام واحد للشيعة ووقع الناس فيما يعرف"بعصر الحيرة"وتراجع الفكر الأمامي وكاد ان يندثر وتحول بعض الشيعة الجعفرية للمذهب الأسماعيلي أو الزيدي وغيره من فرق الشيعة التي عددها المسعودي في مروج الذهب وظهر العديد من الثوار الداعين الى الرضا من آل البيت عليهم السلام وهو الذي يرضى عنه الناس لامامتهم بغض النظر عن تسلسل الأمامه وقد عدد احمد الكاتب جانبا من ثورات الشيعة في عصر الحيرة في كتابه"تطور الفكر السياسي عند الشيعة من الشورى الى ولاية الفقيه"حيث عدد ما يزيد على عشرين ثورة في كل أنحاء العالم الإسلامي وكلها تدعو الى الرضا من آل البيت عليهم السلام، الى ان وجد من قال بنظرية النيابة عن الأمام المعصوم الحجة الغائب محمد بن الحسن العسكري بن الأمام على الهادي بن الأمام محمد الجواد بن الأمام الرضا محمد بن محمد رضي الله عنهم وأرضاهم أئمة الهدى والنور وأحفاد رسول الله عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم .
-4 يقول المؤرخ الشيعي احمد الكاتب نظرا لتراجع الفكر الأمامي أمام منافسيه من فرق الشيعة بسبب غيبة الأمام المهدي فقد خرج من ادعى انه تلقى امرا من الأمام الغائب بالنيابة عنه وكان أول النواب عثمان بن سعيد العمري والذي خلفها من بعده لأبنه محمد بن عثمان والذي عاش بعد أبيه خمسين عاما كان يقبض أموال الخمس نيابة عن المهدي ويقوم بتوصيلها الى الأمام الغائب وبعد وفاته أوصى بالنيابة الى وكيلة في بغداد الحسين بن روح النوبختي النائب الثالث وبعد عشرين عاما مات وقد أوصى الى علي بن محمد السمري (الصيمري) وادعى النيابة أربعة وعشرون مدعيا كلهم يدعي ان الأمام الغائب كلفه بجمع المال وتسليمه له ومع ذلك مات النائب الرابع ولم يوصي لأحد وظهرت في الفكر الأثنى عشري نظرية الغيبتين فالغيبة الصغرى كانت بعد وفاة الأمام الحسن العسكري واختفاء ابنه في سرداب الغيبة في سامراء ثم تواصله مع شيعته بواسطة نوابه واجتهد منظروا الشيعة لايجاد حل لصغر سن الأمام فأحسن الروايات تقول كان عمره خمس سنين يوم تولى الأمر ولكنه يكبر باليوم ما يكبره الإنسان العادي في شهر ويكبر في الشهر ما يكبره الإنسان في سنه وهكذا كبر الأمام الغائب بسرعة وتولى أمر المسلمين بمعجزة من الله رغم وجود رواية أخرى بان أمه كانت حاملا به يوم وفاه أبية وهكذا تخلص الفكر لأثنى عشري من معاضل كادت تتحطم امامها نظرية الامامة الالهية فعدم وجود ابن ظاهر تم تجاوزها بوجود حمل مرة ووجود ابن صغير مرة أخرى وأما صغر السن فتم تجاوزها بسرعة النمو الرباني وأما الغيبة فتم تجاوزها بوجود نائب عن الأمام وعندما تنازع النواب على من هو النائب بعد وفاة النائب الرابع سموا هذه الفترة بالغيبة الصغرى وان الغيبة الكبرى بدأت بعد وفاة النائب الرابع حسما للنزاع الدائر بين مدعي النيابة وهكذا فان الفكر الشيعي لأثنى عشري فكر ديناميكي لا يقف عند حد ولا يتراجع أمام معاضل التاريخ والمنطق بل هو فكر متحرر من أي قيد يقف حائلا أمام تحقيق غاياته الثورية المتجددة.
-5 لقد تميز الفكر الشيعي لأثنى عشري بأنه فكر متحرر لا يقف عند حاجز ولا تصده صعوبات ولكنه مخلص لقضيته التي ربط مصيره بها وهي عودة الأمام الغائب فبدون هذه العقيدة الراسخة لا يبقى للشيعة الأثنى عشرية سبب موجب للخلاف مع باقي الفرق وهم يسعون جاهدين لتهيئة الظروف المناسبة لعودة الأمام المهدي وأهم هذه الظروف هو اقامة دولة قوية تملك قدرة الردع وتستطيع ان تستخدمها ضد أعدائها وهم يرون في دولة إيران الإسلامية الأرض المناسبة لخروج المهدي المنتظر واذا استطاعت جمهورية إيران ان تمتلك القنبلة النووية فستمتلك قدرة الردع اللازمة لخروج المهدي الذي سيملئ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما ويستطيع الشيعة ان يسيطروا على العالم اجمع ويقتلون أعداء الله من مخالفيهم والكفار.
-6 ان هذه العقيدة هي المحرك والدافع للحرس الثوري الإيراني لامتلاك السلاح النووي ولن يتراجعون عنه قيد أنملة وهم يرون في محاولة الغرب منعهم من انتاج القنبلة النووية تعطيلا لخروج المهدي مما يتوجب معه رفضه ومقاومته فعلى حسب تبريرات الغيبة ان الأمام اختفى خوفا من السلطان الجائر فان اطمئن الأمام الى منعة شيعته وقوتهم خرج الخروج الكبير المنتظر لذلك لن تتراجع جمهورية إيران الإسلامية ابد عن المشروع النووي لارتباطه بعقيدة الشيعة وضرورته لخروج المهدي .
-7 لقد بدا الشيعة في إيران حتى في حفلات الأعراس المناداة (يا أيها القائم على هذا الأمر اخرج ونحن فدائك) ان خروج المهدي مرتبط حسب عقيدة الحرس الثوري بوجود دولة إيران الإسلامية فان تهددت هذه الدولة فلن ينعم جنود الحرس الثوري بملاقاة المهدي المنتظر لذلك سيعمل كل المؤمنين بكل طاقاتهم لتعجيل خروج المهدي ولو عن طريق تدمير كل أعداء الثورة والدولة.
علاقة الحرس بالقادة السياسيين .
-1 استطاع الإيرانيون طرد القوات العراقية الغازية خارج الحدود الدولية في العام1982 وتحولت الحرب من مجرد كونها دفاعا عن الوطن لتكون حربا ثورية وخلال السنوات من 1982 -1988 أصر الخميني على الحرب حتى النصر وقد نفذ الجميع هذا الأمر ولم تفلح محاولات صدام حسين اقناع إيران بوقف الحرب بسبب اصرار الخميني على اسقاط نظام حكم صدام واقامة دولة إسلامية شيعية في إيران والعراق وربما كانت هذه هي المحاولة الأولى لتصدير الثورة بالقوة من قبل الخميني وكان الانتصار يعزى للحرس الثوري وما قدمه من تضحيات في سبيل تنفيذ رغبة الخميني باقامة دولة إسلامية في العراق بما فيها من مراقد الأئمة والأتباع للمذهب لأثنى عشري ففاجئ الحرس العالم باحتلال الفاو في فبراير عام 1986 ولم تفلح كل محاولات الجيش العراقي لاستعادة هذه القرية الصغيرة التي مثلت انتكاسه كبيرة للعسكرية العراقية رغم ما تم قذفه على القوات الإيرانية من قذائف مدفعية وطيران وصواريخ ارض ارض على بقعه صغيرة وفي هذا رد كافي لمن يعتقد ان النار يمكنها لوحدها ان تحل محل القوات عددا وعدة.
-2 استمرت المعارك منذ عام 1982 بوتيرة حامية جدا خسر الحرس الثوري عشرات الألوف من قواته في محاولاته احتلال البصرة (عمليات شرق البصرة) ولكن متانة الدفاع العراقي صدت كل هجمات الموجات البشرية الى ان تحققت المفاجأة باحتلال الفاو وقلّت وتيرة العمليات المتحركة بسبب الخسائر التي مني بها الطرفان واستغل العراق هذا الهدوء النسبي باعادة بناء قواته وتسليحها وحشد القوات والوسائط والامدادات اللازمة لتحرير الفاو ولو باستخدام الأسلحة الكيماوية حسب شهادة احد قادة تلك المعركة.
-3 يجب على كل القادة ان يتعضوا من تجارب التاريخ العسكري الحديث ان قوة النار لا تكفي ولا تغني عن وجود عدد كافي من الجنود على الأرض وهذا ما وقع به صدام حسين في هجماته المعاكسة في الفاو ربيع عام 1986 وما وقعت به اسرائيل في هجومها على حزب الله في لبنان في صيف 2006 وما سنقع فيه نحن في أي مواجهه اذا اعتمدنا فقط على نيران غيرنا دون ان يكون لنا على الأرض قوات كافية للدفاع ويجب ان ندعمها بوسائط وامدادات كافية.
-4 في عام 1988 استطاعت القوات العراقية تنفيذ هجمات منسقه باحتراف عالي وتم حشد العدد الكافي من القوات ودعم الهجوم بالعدد الكافي من أسلحة الدعم الناري والاسناد الهندسي والقصف الجوي وساند الهجوم الرئيسي العديد من الهجمات التضليلية والمساندة حتى تحقق تحرير شبه جزيرة الفاو بسرعة وبدأت سلسلة هجمات عراقية منسقة ومعد لها جيدا تم خلالها احتلال أجزاء كبيرة من الأرض الإيرانية وتكبدت القوات المسلحة الإيرانية خسائر فادحة وأوشك الجيش الإيراني على الانهيار بعد كل هجوم وتكبدت قوات الحرس الثوري خسائر فادحه دون جدوى واضطر الخميني الى القبول بوقف اطلاق النار في 17 يوليو1988 وكما وصف نفسه في خطابه الشهير"بأن تجرع السم أهون علية من قرار وقف القتال"وانهار بذلك حلم الخميني باحتلال العراق واقامة حكومة إسلامية في العراق وإيران توطأة لظهور المهدي واسقط في يد الحرس الثوري.
-5 بدأ منافسوا الحرس داخل النظام الإيراني تحميل الحرس الثوري مسؤولية الهزيمة وخاصة رفسنجاني الذي عينة الخميني ممثلا له في مجلس الدفاع الأعلى والذي ادخل تعديلات على هيكلة الحرس والجيش قصد منها أضعاف استقلالية الحرس وبسط سلطة الجيش عليه بالتدريج وبايعاز من رفسنجاني تم عزل وزير الحرس رفيق دوست احد مؤسسي الحرس الأربعة وبدا ان رفسنجاني على وشك ان ينهي الحرس بضمه الى الجيش الإيراني ودعم رفسنجاني العديد من رجال الدين الذين لا يتحلون بالثورية والاندفاع المستمر.
-6 أمام هذا الموقف دعا قائد الحرس محسن رضائي لعقد مؤتمر للحرس الثوري في سبتمبر 1988 في استاد"آزدي طهران"وقد فاجأ قائد الحرس بحشد كل قوة الحرس في إيران والخارج واصدر الحرس بيانا تهديديا لرجال الدين جاء فيه"ان فشل الملالي في الحفاظ على أيدلوجية الثورة يشكل التهديد الأول للثورة نفسها"وقد ترافق هذا المؤتمر مع محاولة فاشلة لاغتيال رفسنجاني أرعبت كل رجال الدين وأجهزة الدولة بسبب الاعتقاد على نطاق واسع ان الذي نفذ المحاولة هم الحرس الثوري وتهافت رجال الدين على تأييد الحرس واعلان ثقتهم به وعين علي شمخاني المساعد لقائد الحرس وزيرا للحرس خلفا محسن رفيق دوست
-7 ان منظمة الحرس الثوري تستمد نشاطها من صغر سن قادتها فمحسن رضائي تولى القيادة وعمرة 26 سنه وكان مساعده على شمخاني عمره 27 سنه كما ان أيدلوجية الحرس تقوم على بناء الدولة القوية اللازمة لظهور المهدي المنتظر وحمايته وهذا هو المحرك الدائم للحماس الثوري ولهذا السبب لم يتقبل الحرس الفكر البراغماتي الذي بدأ يظهر لدى بعض رجال الدين بسبب الخسائر الفادحة في الحرب مع العراق واستمر الحرس يفرض ارادته السياسية على كل الحكومات الإيرانية وعلى مؤسسات الدولة.
-8 ان سيطرة الحرس على الباسيج دليل على فعالية الحرس في الدولة الإيرانية فالباسيج"حركة تعبئة المستضعفين"هي منظمة داعمة للثورة الإيرانية تزود الحرس بالمجندين عند الضرورة وتحفظ الأمن في الأرياف والمدن ويمتاز أعضائها بتدينهم وحبهم لخدمة آل البيت ولكنهم اقل ثقافة وقوة من جهاز الحرس وهو المنظمة الوحيدة التي سمح لها الحرس الثوري بالاستمرار لأنه كان يسيطر على قيادتها فكل قادتها يتم تعيينهم من الحرس فقد قرر محسن رضائي ان يعين رجل الدين المتشدد"علي رحماني"قائدا للباسيج عام 1984و في عام 1990 عين محسن رضائي مساعده"علي رضا افشر"قائدا لها وبالتالي فان الباسيج وان كانت منظمة مستقلة ظاهرا الا انها منظمة تابعه للحرس وتخضع لقيادته.
-9 التزم الحرس في مبادئ الثورة الإيرانية والتزم بتصدير الثورة رغم استمرار الحرب فقد قام محسن رفيق دوست باعادة بناء وتقوية حزب الله في لبنان واختار قياداتها ودربها والتزم الحرس بوجود 2000 عنصر من مقاتليه في لبنان طوال فترة الحرب مع العراق.
-10 استمر الحرس الثوري الإيراني بمنهجية دقيقة في المحافظة على تراث الخميني بعد وفاته وفرض ارادته السياسية وأيدلوجيته على النظام في إيران ولم يستطع خليفة الخميني ان يحجم من سطوة الحرس بل انه انساق خلف تطرف الحرس في كثير من المواقف.
-11 ان سر استمرار الثورية والحفاظ عليها في الحرس الثوري هو ان مؤسسي الحرس منذ أول يوم والى الآن يسيطرون على مجرى الحوادث فيه ويتبادلون المراكز وينتشرون أفقيا في مراكز القرار في الدولة فمحمد علي جعفري صحرواري القائد الحالي للحرس ومحسن رضائي وعلي رضا افشر وعلي شمخاني ومحسن رفيق دوست ورحيم صفوي وعباس زماني هم الذين كانوا ولا زالوا مؤسسي الحرس ومن تناوب السلطة علية لم تتغير أفكارهم ولا أولوياتهم ؟
-12 عندما اجتاحت القوات العراقية الحدود مع إيران لم يكن الحرس الثوري الا ميليشيا ثورية وعندما انتهت الحرب كانت قوات الحرس الثوري عبارة عن 21فرقة مشاة و15 لواء مستقل (المجموع 31 فرقة) وفيلق مهندسين و20 لواء مدفعية و3 فيالق مدرعة وآلية وعدد من ألوية الحرب الكيماوية.
-13 ان قدرة الحرس على التكيف مع الأحداث والتأثير فيها يستمدها من أيدلوجيته الدينية التي سيطرت على كل تصرفاته وأفكاره ولم تتزحزح طوال الأوقات العصيبة كما ان تصدير الثورة وتقوية الجمهورية الإيرانية هي من الثوابت الراسخة في فكر الحرس الثوري ويجب الانتباه الى ان النظام الديني القوي في إيران هو الشرط الذي سيظهر بسببه المهدي المنتظر وهو عقيدة الشيعة لأثنى عشرية ودينهم الذي يعبدون الله علية وان أي تهديد لهذه الجمهورية سيؤدي حتما الى ان يسلك الحرس الثوري الإيراني كل مالا يخطر على بال احد من ردات الفعل فالأمر يتعلق بخروج المهدي والعقيدة الدينية وليس بحسابات الربح والخسارة الدنيوية.
دلائل خروج المهدي:
ان في عقيدة الشيعة الأثنى عشرية دلائل لظهور الأمام المهدي عليه السلام وهي التي تدفع النظام لمزيد من التشدد ومزيد من الغلو في المواقف المناهضة لمحاولات الغرب عرقلة المشروع النووي الإيراني وقد ذكر الكاتب شادي فقيه في كتابه"احمدي نجاد والثورة العالمية المقبلة"هذه العلامات:
العلامة الكبرى الأولى هي اجتماع اليهود في فلسطين والعلامة الكبرى الثانية خروج رجل من قم (رجل من قم يدعو الناس الى الحق يجتمع معه قوم قلوبهم كزبر الحديد لا تزلهم الرياح والعواصف لا يملون من الحرب ولا يجبنون وعلى الله يتوكلون والعقبة للمتقين) البحار ج 6 ص296 الثالثة قوة عسكرية واعلامية للأمام قبل الظهور فقد جاء في روضة الكافي عن الأمام جعفر الصادق عليه السلام"يبعث الله قوم قبل حروج القائم فلا يدعون عدوا لآل محمد الا قتلوه) والعلامة الرابعة قيام جمهورية إيران الأسلامية فقد اورد صاحب الملاحم والفتن ص42"يخرج قوم من خراسان راياتهم سود فلا يردها شيئ حتى تنصب بايلياء"واورد صاحب البحار عن الأمام الصادق قولة"كأني بقوم قد خرجو من المشرق يطلبون الحق فلا يعطونه"
العلامة خامسة الكبرى العمائم السود من ذرية الرسول يقاتلون اعداء الأمام قبل ظهورة"اورد النعماني في كتابه الغيبة ص299 عن أبان بن تغلب عن الأمام الصادق عليه السلام قال: اذا ظهرت راية الحق لعنها أهل الشرق واهل الغرب أتدري لم ذلك قلت لا قال للذي يلقى الناس من اهل بيته"و يعتقد الشيعة ان جميع السادة ينتمون للآل البيت عليهم السلام فالخميني والصدر وخامنئي وحسن نصر الله كلهم ينتمون لأهل البيت وهم الذين يتصدون الأن لأعداء المهدي العلامة السادسة اورد صاحب مجمع الزوائد حديثا منسوبا"لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على ابواب بيت المقدس وما حوله لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق الى ان تقوم الساعة (الظهور)"ج 10 ص 60 اما العلامة السابعة فهي في العراق حيث ورد في كتاب الأرشاد ص336 والبحار ص 214"ورود خيل من قبل الغرب حتى تربط في فناء الحيرة"العلامة الثامنة"قتل نفس زكية في النجف مع 70 من الصالحين"البحار 52 ص 220 وقد قتل السيد محمد باقر الحكيم في تفجير انتحاري في النجف وقتل معه خلق كثير العلامة التاسعه انتقال العلم من النجف الى قم قبيل الظهور فقد اورد صاحب البحار ج 60 ص 365 قولا عن الأمام جعفر الصادق ان البلايا مرفوعة عن قم واهلها وسياتي زمان تكون قم واهلها حجة على الخلائق وذلك زمان غيبة قائمنا الى ظهوره"العلامة العاشرة قيام حكم إسلامي في العراق موال للممهدين الإيرانيين فقد اورد صاحب الزام الناصب رواية خطبة البيان عن امير المؤمنين"ألا ياويل بغداد من الري (طهران) من موت وقتل وخوف يشمل اهل العراق (الحرب العراقية الإيرانية) اذا حل بهم السيف فيقتل ما شاء الله فعند ذلك يخرج العجم على العرب ويملكون البصرة"الزام الناصب ج 2 ص 119 العلامة الحادية عشر الخوف والقتل والوباء فقد اورد صاحب الهداية ص 31 رواية عن امير المؤمنين"نعم قتل فظيع ووموت سريع وطاعون شنيع"اشارة للأعاصير والتسونامي والكوارث الكونية التي تدل على خروخ المهدي العلامة الثانية عشر ظهور الخراساني وهو الأمام خامنئي وهو من يسلم الراية الى الأمام المهدي فقد ورد في مخطوطة ابن حماد ص86"اذا خرجت خيل السفياني (عدو المهدي)الى الكوفة بعث في طلب اهل خراسان ويخرج اهل خراسان في طلب المهدي فيلتقي هو والهاشمي برايات سود على مقدمته شعيب بن صالح (قائد الجيش) فيلتقي هو واصحاب السفياني بباب اصطخر فيكون بينهم ملحمة عظيمة فتظهر الرايات السود وتهرب خيل السفياني فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه العلامة الثالثة عشر ظهور شعيب بن صالح وهو الرئيس الإيراني احمدي نجاد حيث انه يلقب بالشعبي الصالح (مردوميار) فقد جاء فيما اورده ابن حماد"ان على مقدمة جيش المهدي رجلا من تميم ضعيف اللحية يقال له شعيب بن صالح العلامة الرابعة عشر فقد اورد صاحب البحار ج53 ص 182 حديثا عن الأمام السجاد رضي الله عنه انه قال (ان القائم حتم من الله وامر السفياني حتم من الله ولا يكون قائم الأ بسفياني) ثم يظهر المهدي ولا يظهر الا في سنة وتر ويبدأ ليلة التاسع من محرم بعد صلاة المغرب والعشاء في الحرم المكي في ليلة جمعة ويكون اصحابه ومعاونوه 313 معه فيوجه نداءه لأهل مكة وفي اليوم الثاني يوجه نداءه لجميع اهل الأرض بكل اللغات فتملئ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما.
مستقبل الصراع في ظل عقيدة الحرس الثوري
بعد فهم الجذور التاريخية والعقائدية نستطيع ان نتصور السلوك الذي سيتبعه الحرس الثوري في أي أزمة قادمة وسنناقش في هذه الدراسة جانب واحد فقط هو:
السلوك المتوقع للحرس الثوري اذا قررت الولايات المتحدة القضاء على النظام في إيران ؟
لقد ناقشنا احتمالات الصراع في المنطقة في دراستنا تقدير الموقف الاستراتيجي والتي نحيل اليها منعا للتكرار ونلخصها فيما يلي:
-1 ان الولايات المتحدة في ظل حكومة الرئيس بوش اليمينية ستلجأ للقضاء على النظام الإيراني الأصولي المتطرف قبل نهاية ولاية الرئيس بوش لاعتقادها ان النظام الإيراني أصبح يهدد مستقبل الحضارة الغربية بشكل جدي وانه لا يوجد في الغرب من يستطيع ان يتحمل هذه المسؤولية التاريخية الأ الرئيس بوش ونائبه بما يحملون من عقيدة دينية تستمد تعاليمها من قراءتهم للتوراة وتعاليم الديانة المسيحية المبشرة بقرب عودة السيد المسيح بعد انتصار اليهود في العالم وبنائهم هيكل داوود مرة أخرى ولن ينتصر اليهود اذا قامت للإسلام قائمة أو امتلك المسلمون القنبلة الذرية.
-2 ان مشكلة إيران لا تقف عند صنع القنبلة النووية بل ان حقيقة المشكلة مع إيران هو عملها الدءوب على نشر الهيمنة الإيرانية خارج إيران فهي على وشك ان تسيطر على الشرق الأوسط سواء في لبنان وفلسطين والعراق والخليج وأفغانستان وجنوب الاتحاد السوفييتي وكما وصفها احد التقارير"انها ستسيطر على قلب العالم وتوشك ان تتحكم بالحضارة الغربية"ووصلنا في دراستنا السابقة الى ان قرار اسقاط النظام الديني في إيران هو الخيار الأقرب الى تحقيق مصالح الولايات المتحدة وفقا لعقيدة الرئيس بوش ومساعده الذي قال في استراليا هذا العام"ان خوض الحرب ضد إيران أهون بكثير من تحمل تبعة السماح لها بانتاج القنبلة النووية"وقد لخص برجنسكي فائدة تغيير النظام في إيران بالنسبة للسياسة الأمريكية عندما قال"ليس من الواضح كيف ستتطور الأمور في إيران ولكن من المؤكد ان أيام حكومتها الأصولية أصبحت معدودة والتي بدونها لن تتمكن الأصوليات الأخرى في المنطقة من الاستمرار"ص67 من كتابه الاختيار بين السيطرة على العالم أم قيادته .
-3 ان السياسة الأمريكية تواجه اكبر تحد في العصر الحديث من إيران وان السماح لإيران بهذا الدور يتناقض تماما مع الفكر اليميني المتطرف الذي سيطر على الحزب الجمهوري منذ عهد ريغان وازداد تطرفا في عهد بوش الابن فلا يلوح في الأفق الأ الحرب القريبة جدا وفقا لهذا المنظور ومن المتوقع ان تستخدم الولايات المتحدة كل امكانات تفوقها الاستراتيجي بما فيه من خيار استخدام الأسلحة النووية لحسم الحرب بضربه استباقية سريعة وحاسمة وفقا للنظرية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس بوش في خطابه السنوي في كلية وست بوينت العسكرية عام 2002 فكيف ستكون ردة الفعل الإيراني أمام هذا التحدي التاريخي.
ردة الفعل المتوقعة للحرس الثوري في الحرب القادمة:
-1 اذا اتجهت عمليات الجيش الأمريكي لتحقيق هدف محدود مثل تدمير القدرة النووية الإيرانية فسيكون الرد الإيراني كبير جدا في اطلاق الصواريخ وعمليات التخريب ضد المصالح الأمريكية في كل مكان ومن المتوقع ان يسقط جنوب العراق بيد إيران فورا وما يشكله من تهديد استراتيجي للكويت ودول الخليج وبالذات السعودية.
-2 اذا وسعت الولايات المتحدة من أهدافها لتشمل اسقاط النظام الإيراني فان النظام لا يسقط الأ باحدى وسيلتين:
أ-. تدمير الحرس الثوري بضربه نووية نيترونية توجه لكل وحداته في مناطق حشدها تقضي على قوته فيفقد النظام الإيراني عنصر قوته ويوجه انذار للجيش الإيراني باستلام الحكم أو مواجهة مصير الحرس بالضرب النووي فلا يكون أمام الجيش سوى تحمل مسؤوليته فيسقط النظام ويقوم بدلا منه نظام سياسي علماني جديد ويدخل العملية السياسية الأحزاب الأخرى وبالذات مجاهدي خلق وحزب تودة والتيارات الرافضة لولاية الفقيه باشراف أمريكي وفقا لاتفاقية سلام ملزمة بعدم عودة حكم الملالي وتدعم الولايات المتحدة سلطة الجيش في سبيل تحويل إيران الى دولة علمانية وسيكون لمنظمة مجاهدي خلق دور رئيسي في الحكم.
ب-. أما الخيار الثاني فهو القيام بهجوم من عدة محاور خطته العامة تأمين مضيق هرمز بانزال برمائي للسيطرة على بندر عباس وجزيرة هرمز وقشم وكش والجزر الأماراتية الثلاث وهجوم بري تشنه القوات الأمريكية في العراق من منطقة السليمانية نحو سنندجان ثم همدان مستخدمين محورين بعد ذلك الأيمن نحو إسلام شهر ثم طهران والأيسر نحو قزوين ثم طهران وهذه المقتربات تمر بقوميات غير فارسية ويمكن ان تساعد الثورات في الأقاليم على تمهيد الطريق للقوات الأمريكية كما يمكن لقوات البيشمركة الكردية ان تلعب دورا ما مع ثورة في اقاليم بلوشستان واذربيجان وهواحتمال صعب الأن تصورة بسبب ضيق الوقت وقلة القوات وصعوبة العمليات وسط رقعة واسعة متنوعة التضاريس صعبة المسالك .
ردة الفعل المتوقعة للهجوم البري:
-1 سيقاوم الحرس الثوري والجيش النظامي والفدائيون وقوات الباسيج والمتطوعون الغزو وستواجه قوة الغزو مشاكل لا تخطر على بال احد وسيكون لطبيعة الأرض تأثير بالغ على سرعة العمليات وستشتعل المنطقة بأعمال إرهابية وضرب للمصالح الأمريكية وقصف صاروخي غير محدد المدى وبشكل متفجر يربك الجميع ولا يمكن السيطرة علية ومن غير المتوقع تحقيق شروط استراتيجية(الضربة الأستباقية الحاسمة والسريعة) اذا لجأت امريكا لخيار الغزو التقليدي.
-2 اذا استخدمت الولايات المتحدة القنابل النيوترونية فستكون ردة فعل الحرس الثوري استخدام القنابل الكيماوية ويمكن ان يقرر الجناح المتطرف بالحرس احتلال بعض دول الخليج وأقربها الكويت لتغيير أولويات العمليات ولتخفيف الضغط على النظام واطالة أمد الصراع لحين استيعاب الضربة والتعامل مع نتائجها.
الحل المقترح لمواجهة الأحتمالات السيئة:
ان التاريخ لا يرحم المنهزمون ولا يأسف عليهم الأ اذا قاتلوا قتال الأبطال وكان الأمر يفوق طاقتهم لقد خلد التاريخ جهاد جوهر دوداييف والشعب الشيشاني رغم هزيمته أمام السوفييت ولازال التاريخ يلعن صدام الذي خرج من قصره مذعورا ولم يدافع عن عاصمة الرشيد.
لا يوجد أمامنا الا ان نتحمل مسؤوليتنا التاريخية وندافع عن تاريخنا وبلدنا بكل طاقة وانني بحكم خبرتي العسكرية اجزم بأننا نستطيع ان نحمي استقلالنا وكرامتنا اذا اتخذنا الاجراءات التالية:
-1 استدعاء جيوش إسلامية (من باكستان واندونيسيا وماليزيا) لوضعها في الجزر التي تعتبر من الناحية العسكرية والاستراتيجية مدخل لبوابة العاصمة فبدون السيطرة على الجزر لن تتمكن أية قوة غازية من تامين نيران الاسناد اللازمة لعمليات الانزال وستكون أي عملية انزال واهنة ان لم تساندها نيران المدفعية على شواطئ الأنزال وستستطيع اي قوة مصممة على الصمود والدفاع المستميت عن الشاطئ احباط الأنزال البرمائي بسهولة لذلك فان السيطرة على الجزر هي المرحلة الأولى الحاسمة لأي عملية غزو بحري.
كما ان بقاء الجزر تحت سيطرتنا سيمكننا من السيطرة على خطوط امداد القوة الغازية وتدمير امداداتها مما سيؤدي الى فشلها وعزل أي قوة تتمكن من الوصول الى الشواطئ وتدميرها.
ولا يخفى على احد ان سيطرة العدو على الجزر ستؤدي الى حصار بحري خانق على الكويت وتعطيل موانئها ومصافيها ولا شك ان هذه الأهمية يلزم معها اتخاذ تدابير حاسمة وسريعة لتأمين الجزر بقوات كافية وبقرار استراتيجي مثل الأستعانه بقوات إسلامية تجعل من التعرض لها بمثابة اعلان حرب على العالم الإسلامي وليس على الشيطان الأكبر .
-2 وضع قوة تركية في العبدلي وأم قصر لتأمين الفصل بين القوات وهي فكرة ذكية جدا تمنع إيران من التفكير بالكويت وسيضطرها للبحث عن خيارات أخرى غير الاحتلال علما ان إيران اذا قررت الهجوم على الكويت فسوف تهاجمها من جبهتين من جهة البحر ومن جهة الحدود الشمالية لأن جنوب العراق الآن يعتبر ساقطا بيد إيران واذا بدأت الحرب فعلينا اعتبار جارنا الشمالي إيران وليس العراق .
-3 الأستعانه بفرقة قوات خاصة صديقة لتعزيز الدفاع عن العاصمة وانسب الدول لهذه المهمة هي الأردن وكذلك بلواء مدرع منها للمشاركة في الدفاع عن الحدود الشمالية.
-4 الأستعانه بلواء مدفعية مصرية مع سربين طائراتf16 وبعدد لا يقل عن 30 طائرة للمساندة الأرضية مع اطقم التسليح والصيانة المساندة لها .
-5 استعارة 24 طائرة اباتشي من الولايات المتحدة او مرابطتها في الكويت بكامل اطقمها ووضعها بالأسناد المباشر لحامية العاصمة.
-6 الزام الدول الصديقة التي تربطنا معها اتفاقيات امنية تزويدنا بالمعلومات الأستخبارية وبقطع الغيار والذخائر وآليات الأسناد الأداري والناري اللازمة لخطة الدفاع على جبهتين (عطل مجلس الأمة وديوان المحاسبة خطط شراء آليات الأسناد للجيش وصرفت المبالغ المخصصه لها في ميزانية التعزيز بسبب صراع التجار واتهامات فساد متبادلة دفعت ثمنها الجيش).
-7 الأستعانه بقوات اجنبية من اي مصدر وخاصة المانيا وفرنسا بالأضافة الى انجلترا وامريكا للمرابطة في الكويت لتأمين العاصمة والمنشآت الحيوية ضد التهديد العسكري والأمني.
-8 اننا أمام موقف تاريخي لا يقل عن الموقف الذي واجهه أجدادنا في معركة الرقة ومعركة الجهراء فهل سنكون أهلا لهذا الموقف ونثبت اننا أحفاد أولئك الأبطال أم سنتخلى عن مسؤولياتنا وتلعننا الأجيال القادمة لتقصيرنا وجهلنا وعدم مسؤوليتنا في مواجهة هذه الأخطار المحدقة بنا .
حفظ الله الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه
.gif "Smile777 (44)")
.gif "Smile777 (23)")
تعليق