تويت
| كتب سالم الشطي وفرحان الفحيمان |
في الوقت الذي وضعت فيه القوى الإسلامية موضوع إجازة رأس السنة واستثنائها من قرار الترحيل على صفيح ساخن وإعداده كمادة للمواجهة مع الحكومة، وخصوصا بعد توصية مجلس الأمة ترحيلها إلى الأحد أسوة بباقي العطل والإجازات، قام وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور عادل الفلاح بزيارة رسمية إلى جورجيا للمشاركة في احتفالية مرور 1500 سنة على إنشاء كنيسة جفاري أو دير المصلبة هناك، من باب الوسطية والانفتاح على الآخر، بقرار إيفاد من قبل وزير المواصلات وزير الاوقاف والشؤون الإسلامية عبد الله المحيلبي، علما أن الزيارة بدأت في 25 ديسمبر الماضي ولمدة ثلاثة أيام.
وفيما تعذر الاتصال بالوكيل الفلاح لمعرفة تفاصيل الزيارة والدوافع لأنه لم يجب على الهاتف، كان هناك رفض إسلامي لهذه الزيارة وأمثالها التي عدت من قبل الإسلاميين بأنها «تنازل عن ثوابت الدين ونوع من الموالاة لغير المسلمين ، الأمر الذي يعد غير جائز في الشريعة الإسلامية، بحسب أقوالهم».
وقال الشيخ سالم الناشي من التجمع السلفي لـ «الراي» إن «مشاركة أهل الكتاب في أعيادهم أو في الاحتفال معهم أو في أجزاء من شعائرهم لا يجوز شرعا»، مشيرا إلى أن «زيارة وكيل وزارة الأوقاف إلى جورجيا والمشاركة في ذكرى إنشاء دير أو كنيسة مر عليه 1500 سنة لا نجد له مبررا لا شرعا ولا عقلا».
وأضاف أنه «لا تجوز مشاركة الأديان الأخرى في ذكرياتهم المرتبطة بعقائدهم وخصوصا أن دين الدولة الإسلام كما نص الدستور»، لافتا إلى أنه «كون الوكيل يمثل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وهي الجهة المنوط بها الحفاظ على الدين والقيم والأخلاق وحراسة شعائر الدين فلا ينبغي له أن يقوم بذلك»، متمنيا على المسؤولين عموما «عدم تكرار مثل هذه الزيارات مستقبلا باسم وزارة الأوقاف أو حتى باسم الكويت».
وأوضح الناشي أن «الكويت ممثلة بوزارة الأوقاف تحضر مثل هذه الاحتفالات من قبيل المجاملات بين الدول، ولكن لا يجوز أن تكون المجاملات على حساب الشريعة الإسلامية والدين الحنيف»، مشيرا إلى أن «دول العالم والأديان الأخرى لا نجد من يأتي منهم ويحتفل معنا بمناسباتنا، ويحيي شعائرنا الدينية بل هناك تضييق على المسلمين في كل مكان»، واستغرب أن تشارك الوزارة أصلا في مثل هذه الاحتفالية «غير الجائزة».
وأكد الناشي أن «التنازل عن ثوابت الدين ومشاركة أهل الكتاب أعيادهم الدينية ربما يعده البعض من الوسطية المزعومة التي يدعون لها وهي أشبه ما تكون بدين جديد»، لافتا إلى أن «الوسطية هي ما أقره الدين والشريعة الإسلامية بما لا يخالف كتاب الله وسنة نبيه الصحيحة».
وقال الأمين العام لتجمع الفضيلة الدكتور طارق الطواري إن «الولاء والبراء جزء من معنى شهادة أن لا إله إلا الله، التي هي براء من كل ما يعبد من دون الله واعتراف بأنه باطل»، لافتا إلى أنه «لا يجوز لإنسان مسلم عاقل أن يهنئهم، فهذا خطأ ويخشى على إيمانه ودينه».
وذكر الطواري قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الكنائس أن «من يعتقد أن الكنائس يعبد فيها الله يخرج من دائرة الإسلام»، مشيرا إلى أن «من يذيب الولاء من نفوس المؤمنين نخشى عليهم أن يلحق عند الله بالكافرين قال تعالى {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} وذلك بعد أن نهانا عن ذلك بقوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء}».
وأضاف الطواري لـ «الراي» «يجب أن نفرق بين المعاملة بالحسنى بحسن الجوار والتعامل وحفظ الدماء والأموال والاعراض وبين المشاركة معهم أو تهنئتهم في أعيادهم الدينية»، مشيرا إلى أنه يجب ألا نجامل في دين الله.
ووصف الناطق الرسمي للحركة السلفية بدر الشبيب مشاركة وكيل وزارة الأوقاف عادل الفلاح في احتفالية مرور 1500 عام على إنشاء الكنيسة في جورجيا أنها خروج عن المسائل الشرعية وأعراف وتقاليد أهل الكويت، وذلك لما تعود عليه أهل الكويت بوجود الكنائس مع عدم زيارتهم لها.
واستغرب الشبيب قيام وكيل وزارة الأوقاف ممثلا النهج الشرعي للدولة بزيارة الكنائس في جورجيا بحجة التسامح متزامنا مع الاحتفالات برأس السنة الميلادية، لافتا إلى أن الدكتور الفلاح «خرج عن مشاعر المسلمين في الدولة المذكورة الذين يسعون إلى منع دخول الكنائس حينما جاءهم من الكويت ليشارك في احتفالية الكنيسة!».
وحذر الشبيب من التمادي في استغلال مفاهيم الإسلام كالوسطية والإخوة والتسامح بالولوج في مخالفات شرعية يجب أن تكون مؤصلة فضلا عن أن وكيل وزارة الأوقاف يجب أن «يكون فوق مستوى الشبهات، مستغربا الكيل بمكيالين: مكيال الشدة والغلظة على الأئمة والخطباء الكويتيين والمكيال الآخر الود والتسامح مع اهل الديانات الاخرى!».
واستغرب النائب علي العمير من المشاركة في الاحتفالات السنوية لدير المصلبة في جورجيا مؤكدا في تصريح لـ «الراي» أن سؤالا برلمانيا سيوجه إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عبد الله المحيلبي لاستيضاح هذه الزيارة خصوصا وانها كانت تحت بند مهمة رسمية.
وقال العمير ان المشاركة في مثل هذه الاحتفالات مؤشر خطير لا يمكن السكوت عنه أو تجاوزه، ولا ريب أنها ممارسات خاطئة تنهجها لجنة الوسطية.
ودعا العمير الوزير إلى فتح تحقيق بالمشاركة في احتفالات الكنيسة الجورجية «وبدورنا سنتصدى لمثل هذه الأفعال ولن ندعها تمر مرور الكرام».
وتوجد كنيسة جفاري على مقربة من مدينة «ميتشخيتا» الجورجية المصنفة من قبل منظمة اليونسكو كموقع تراثي عالمي. وتبعد المدينة نحو 20 كيلومترا عن العاصمة الجورجية تبليسي.
ومدينة «ميتشخيتا» هي واحدة من أقدم المدن في جورجيا وقد كانت قديماً عاصمة لمملكة أيبيريا خلال الفترة من القرن الثالث الى القرن الخامس الميلادي.
وتكتسب مدينة ميتشخيتا أهمية دينية خاصة بالنسبة إلى الجورجيين إذ إنها كانت المكان الذي بدأ منه انتشار الديانة المسيحية في جورجيا في سنة 317 ميلادية، وهي الديانة التي أصبحت منذ ذلك الحين الديانة الرسمية للدولة. ولهذا السبب تحديداً فإن تلك المدينة تشتهر في جورجيا بلقب «عاصمة المسيحية» كما أنها مازالت تحتضن المقر الرئيسي للكنيسة الارثوذوكسية الجورجية وكذلك المقر الرئيسي للكنيسة الرسولية.
وغالبية سكان جورجيا يعتنقون المذهب الارثوذوكسي المسيحي. وتوجد أقليات دينية أخرى في جورجيا، من بينها الإسلام واليهودية والكاثوليكية الرومانية.
كلمة «جفاري» تعني «الصليب» باللغة الجورجية، وهكذا فإن كنيسة جفاري تشتهر في أرجاء أوروبا باسم «كنيسة الصليب».
ووفقا للروايات التاريخية فإن كنيسة «جفاري» مقامة على الموقع ذاته الذي كانت القديسة «نينو» قد اختارته لإقامة أول صليب، وهو الموقع الذي يوجد على قمة تل مرتفع. وتشير تلك الروايات إلى أن القديسة «نينو» اتخذت من ذلك الموقع مكاناً للصلاة ومنطلقاً للتبشير بالمسيحية ونشرها بين أبناء الشعب الجورجي
مقال بتاريخ 2\1\2008
تعليق