إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدعاء واهميته في العباده

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدعاء واهميته في العباده

    بسم الله الرحمن الرحيم

    يمتلك الدعاء اهمية بالغة الضرورة في حياة الانسان من جانب الإنابة والتضرع الى الخالق وطلب الدعم والمساعدة الالهية في اوقات الشدة والرخاء على السواء.

    ويعتبر الدعاء اول علاقة على الارض ربطت العبد بالخالق سبحانه وتعالى حيث دعا آدم ربه بكلمات كان سبحانه علمه بها قبل معاقبته على المعصية وانزاله الى الارض، فتاب الله تعالى عليه جزئيا، بحيث وعده سبحانه بالرجوع الى الجنة ولكن هذه المرة ستكون من خلال أختبار وبلاء وتمحيص لمعرفة مدى اخلاص العبد في توبته وإنابته الى الله سبحانه، وهنا يبرز دور العبد في الجد والاجتهاد بالعمل الصالح والدعاء والعبادة ليكون من الفائزين برحمة الله وتوفيقه.

    ان العبادة هي أحد الامور التي يصدق عليها مفهوم الدعاء اللغوي الواسع، ويدل على ذلك آيات قرآنية كثيرة وردت في هذا السياق، منها قوله تعالى لن ندعو من دونه إلهاً) أي لن نعبد إلهاً دونه، فهذه الآية وغيرها تترجم الصلة اللغوية الدائمة القائمة بين العبادة والدعاء.

    أما الصلة الاصطلاحية بين العبادة والدعاء، فإن الدعاء في نفسه عبادة، لانهما يشتركان في حقيقة واحدة، هي اظهار الخشوع والافتقار إلى الله تعالى، وهو غاية الخلق وعلّته، قال تعالى وما خلقت الجن والانس إلاّ ليعبدونِ )، وقال تعالى قُل ما يعبأ بكُم ربي لولا دعاؤكم).

    فالدعاء والعبادة يعكسان الفقر المتأصل في كيان الانسان الى خالقه تعالى مع إحساسه العميق بالحاجة إليه والرغبة فيما عنده.

    قال الامام الصادق عليه السلام:« الدعاء هو العبادة التي قال الله إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)»، يعني أن الدعاء هو معظم العبادة وأفضلها، وذلك كقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:« الحج عرفة » أي الوقوف بعرفة هو الركن الاَعظم.

    ويؤيد ذلك حديث الامام الباقر عليه السلام:« أفضل العبادة الدعاء».

    وما رواه سدير عنه عليه السلام، قال: قلت لأبي جعفر الباقر عليه السلام: أي العبادة أفضل؟ فقال عليه السلام:« ما من شيء أفضل عند الله عزَّ وجل من أن يسأل ويطلب ممّا عنده»(6).

    وإذا قيل: إن الدعاء لا يصحّ إطلاقه على العبادة الشرعية التكليفية، فإن الصيام مثلاً لا يسمى دعاء لغةً ولا شرعاً، وعليه فليس كلّ عبادة شرعية دعاء.

    نقولالدعاء من العبد لربه: هو عطف رحمته وعنايته إلى نفسه بنصب نفسه في مقام العبودية والمملوكية، ولذا كانت العبادة في الحقيقة دعاءً، لانّ العبد ينصب فيها نفسه في مقام

    المملوكية والاتصال بمولاه بالتبعية والذلّة ليعطفه بمولويته وربوبيته إلى نفسه، وهو الدعاء).

    وإلى ذلك يشير قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم إنّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنَّم داخرين)، فالآية تدعو إلى الدعاء وتحثّ عليه وتعد بالاجابة، وتزيد على ذلك حيث تسمي الدعاء عبادة، فقد عبّرت أولاً بالدعاء (ادعوني) ثمّ عبرت عن الدعاء بالعبادة (عن عبادتي) أي عن دعائي، بل (إن الآية تجعل مطلق العبادة دعاءً ، حيث إنها تشتمل على الوعيد لترك الدعاء بالنار، والوعيد بالنار إنما هو على ترك العبادة رأساً، لا على ترك بعض أقسامها دون بعض، فأصل العبادة إذن دعاء).

    وإذا تأملنا في قوله تعالى وإذا سألك عبادي عني فإني قريبٌ أجيبُ دعوة الداع إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).

    نلاحظ أنه(كما يشتمل على الحكم وهو إجابة الدعاء، كذلك يشتمل على علله، فكون الداعين عباداً لله تعالى هو الموجب لقربه منهم، وقربه منهم هو الموجب لاجابته المطلقة لدعائهم).

    فاخلاص العبودية لله تعالى هو علّة القرب منه تعالى والارتباط به، والقرب منه هو مظنّة الاِجابة، وهو يكشف عن الصلة الموضوعية بين حقيقة الدعاء وحقيقة العبادة، قال الاِمام الصادق عليه السلام:« عليكم بالدعاء، فانكم لا تُقرّبون بمثله».

    الدعاء مخُّ العبادة:

    قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:« الدعاء مخُّ العبادة، ولا يهلك مع الدعاء أحد» هذا الحديث المبارك يكشف لنا عن جوهر العبادة وحقيقتها التي تتجلّى في إقبال العبد المحتاج على المعبود الغني( يا أيّها النّاس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد).

    وهذا الاقبال هو التعبير الحي عن الصلة الموضوعية بين الخالق والمخلوق، وعن شعور الاِنسان بحاجته الدائمة إلى ربّه تعالى في جميع أموره واعترافه الخاضع بالعبودية له تعالى، والتي تتجسد في الشعور بالارتباط العميق بالله سبحانه، فجوهر العبادة إذن هو تحقيق الارتباط والعلاقة بين الخالق والمخلوق ، والدعاء هو أوسع أبواب ذلك الارتباط وتلك العلاقة ، فهو إذن مخ العبادة وحقيقتها وأجلى صورها، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:« أفضل العبادة الدعاء، وإذا أذن الله لعبد في الدعاء فتح له أبواب الرحمة، إنّه لن يهلك مع الدعاء أحد».

    الدعاء في البلاء والرخاء:

    الدعاء باعتباره عبادة تسمو بالنفس وتشرق بالروح وتوصل الانسان بربه بارىء الكون، يجب أن لا ينحصر في وقت الشدة والاضطرار بل يجب أن يكون في جميع الاحوال، نابعاً من

    التسامي النفسي والانفتاح الروحي والكمال الانساني.

    الدعاء في البلاء:

    إن علاقة الانسان بربه علاقة ذاتية متأصلة في نفس الاِنسان ، ولكلِّ امرىء طريق من قلبه إلى خالقه ، وثمة باب في القلوب يفتح إلى من بيده مجريات الاَحداث وهو بكلِّ شيء محيط ، فحتى أشقى الاَشقياء نجده عند الابتلاء بالمصائب والمحن ، وعندما توصد في وجهه الاَبواب ، وتنقطع به العلل والاَسباب ، يفزع إلى خالقه وينقطع إليه ضارعاً منكسراً ، وهذا أمر ذاتي يتساوى فيه الناس مهما كانت اتجاهاتهم وميولهم ، قال تعالى وإذا مسَّ الاِنسانَ الضُرُّ دعانا لجنبِهِ أو قاعِداً أو قائماً فلمّا كشفنا عنه ضُرَّهُ مرَّ كأن لم يدعُنا إلى ضُرٍّ مَّسّهُ ).

    وقال تعالى وإذا مسّ الناس ضرٌّ دعوا ربهم مُنيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمةً إذا فريقٌ منهم بربهم يُشركون ).

    وقال تعالى : ( وإذا مسَكم الضُر في البحر ضلَّ من تدعونَ إلاّ إياه فلمّا نجَّاكم إلى البرِّ أعرضتُم وكان الاِنسانُ كفوراً )، والآيات في هذا المعنى كثيرة، وكلها تدلّ على أن التوجه إلى الله تعالى في حال الشدة والاضطرار أصيل في فطرة الانسان وطبيعي في وجوده.

    قال رجل للامام الصادق عليه السلام : يا بن رسول الله ، دلّني على الله ما هو؟ فقد أكثر عليَّ المجادلون وحيروني، فقال له:« يا عبدالله، هل ركبت سفينة قط؟ قال: نعم. قال عليه السلام: فهل كُسر بك حيث لا سفينة تنجيك، ولا سباحة تغنيك؟ قال: نعم، قال عليه السلام: فهل تعلّق قلبك هنالك أن شيئاً من الاشياء قادرٌ على أن يخلصك من ورطتك؟ قال: نعم. قال الاِمام الصادق عليه السلام: فذلك الشيء هو الله القادر على الانجاء حيث لا منجي، وعلى الاغاثة حيث لا مغيث».

    لقد جعل الاِمام الصادق عليه السلام الرجل يعرف الله تعالى عن طريق قلبه، لقد دلّه الاِمام عليه السلام على ذلك الطريق الذي يوصل بين القلب والخالق القادر، إنّ هذا الاتجاه الفطري الذي يتجلّى عند تقطع الاَسباب ويتوجه إلى القدرة القاهرة الغالبة على الاَسباب والعلل الظاهرة ، هو الدليل على وجود تلك القدرة ، ولولا وجودها لما وجدت تلك الفطرة في قلب الاِنسان.

    إن التوجه الى الله تعالى في حال الشدّة والاضطرار والتضرع إليه بالدعاء، أمرٌ غير مرئي

    بالحواس، ويمكننا أن نشبّهه بتوجه غريزي مرئي ومعروف، ذلك هو ميل الطفل إلى ثدي أمّه، هو غريزة تنشأ معه منذ ولادته، فإذا جاع تحركت فيه هذه الغريزة وهدته إلى البحث عن ثدي أُمّه الذي لم يره ولم يعرفه ولم يتعوّد عليه، فلولا وجود ثدي ولبن يناسبان معدة الطفل لما أرشدته الغريزة إليهما، وكذلك حال الغرائز الاخرى في الانسان، فلولا وجود تلك القدرة القاهرة لما وجدت تلك الفطرة وذلك التوجّه الغريزي في ذات الانسان.

    إن هذا الامر الاصيل في وجود الاِنسان، قد تغطّيه حجب الاثم والشقاء بعدما يظهر للعيان

    بنداء الفطرة، فيتراءى للانسان أنه قد استغنى، فيطغى ويعرض عن خالقه متعلقاً بالاسباب التي هي دونه، قال تعالى: (كلا إن الانسان ليطغى* ان رآه استغنى )، وقال تعالى فلمّا كشفنا عنه ضرهُ مرّ كأن لم يدعنا إلى ضر مَّسه )، وقال تعالى فلمَّا نجاكم إلى البرِّ أعرضتُم).

    فإذا اقتصر الاِنسان على الدعاء في حال الاضطرار والشدة ، فان ذلك لا يمثل كمالاً إنسانياً ولا إخلاصاً عبادياً ، بل هو جفاء وقسوة وابتعاد عن رحاب الرحمة والمغفرة.

    الدعاء في الرخاء:

    قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موصياً الفضل بن العباس:« احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدّة »يعني أدع الله في الرخاء ولا تنسه حتى يستجيب لدعائك في الشدّة ولاينساك، ولا تكن من الذين نسوا الله فنسيهم، وذلك لاَنّ من نسي ربه في الرخاء أذعن باستقلال الاسباب في الرخاء، ثم إذا دعا ربه في الشدّة، كان معنى عمله أنّه يذعن بالربوبية في حال الشدّة وحسب، وليس هو تعالى على هذه الصفة، بل

    هو ربّ في كلِّ حال وعلى جميع التقادير.

    عندما يكون الانسان في حال رخاء واطمئنان، يجب أن يعلم بأن ما هو فيه من نعمة مزجاة هي من الله، وانه هو القادر على أن يسلبه إياها كما هو القادر على أن يزيده منها، وذلك لاَنّه خالق الكون والانسان والحياة، وأنه اللطيف بعباده الرؤوف بهم.

    ولهذا نجد أن الانبياء والاوصياء والصالحين يتوجهون إلى ربهم بنفس متسامية مشرقة حتى عندما يكونون في رخاء وبحبوحة عيش ، يدعو ربهم ويتوسلون به ليديم عليهم نعمته ويزيدهم من فضله وزكريا إذ نادى ربهُ ربِّ لا تذرني فرداً وأنت خيرُ الوارثينَ * فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا لهُ زوجهُ إنهم كانوا يُسارعون في الخيرات ويدعُوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين).

    إن الله تعالى يستجيب لهم وينظر إليهم بعين رحمته في حال رخائهم، ويسرع إلى نجدتهم ورفع البلاء عنهم في حال المحنة والابتلاء كما يسرعون إلى استدعاء رحمة ربهم، وقد ورد في الروايات ما يدلّ على استحباب التقدم بالدعاء في الرخاء قبل نزول البلاء.

    فعن الاِمام أمير المؤمنين علي عليه السلام أنّه كان يقول:« ما من أحد ابتلي وان عظمت بلواه أحقُّ بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء

    [align=center]




    [/align]

  • #2
    مشكور عاشق

    علي اللفته الجميله والذكر الجميل
    اللهم اجعله في ميزان حياتك

    البهلوان
    التعديل الأخير تم بواسطة البحر الهادي; الساعة 04-02-2008, 06:54 PM.
    اذا كان هناك من يحبك فأنت محظوظ
    واذا كان صادقا في حبه
    فأنت اسعد الناس حظا
    -----
    !!][ هذيان الحروف ][!!
    http://www.kuwait777.com/vb/showthre...35#post2330935

    تعليق


    • #3
      موضوع جميل ومفيد بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
      تحياتي
      بنت فضل 000
      الله يتقبل صيامكم وقيامكم...
      ومبارك عليكم الشهر....

      ويعوده عليكم بصحة وسعادة
      εïз نسـألكـم الـدعـاء εïз

      تعليق


      • #4
        الله يجزاك الف خير على الموضوع وان شاءالله في ميزان حسناتك


        دمت لنا سالم ان شاءالله من كل شر يارب


        فمان الله


        افضل موقع للقرأن الكريم اتمنا من الجميع الزياره
        http://quranexplorer.com/

        تعليق


        • #5
          الله يجزاك خير اخوي
          ...انثى عجزت عن وصفها الحواس...

          تعليق


          • #6
            يــــــــــــــــــــــزاك الله خير اخوووي

            {.ثَـِـَـانكـٌـًس عـًـٌلــَىِ الاَهَـُــِـِـدَاٌءَ .}

            ِ ِِ ِِ

            لَستُ بِهَذَا الغُـــرورَ الــذِيْ { لَايُطَـــاقْ }

            ولَستُ المــرأة المُتَكَــبِرَهـ الذي لَايُعجِـــبُهــــا شـــَيءْ

            كُلْ مَــافِـــيْ الَأمـــــرْ ....؟

            أنْــــني آخَتَلــــِفْ عَنْ بَـقِــيَــــةٌ النســــــاء

            لـــِذَلِكَ لَا أحَدَ يستَــطِيعْ فهـــــمِيْ سِـــوى


            { القَـــلِيلْ مِــــنْ البَـــشَرْ }

            تعليق


            • #7
              العفو اخوي البهلوان

              [align=center]




              [/align]

              تعليق


              • #8
                الاجمل مرورج اختي الغاليه بنت فضل

                [align=center]




                [/align]

                تعليق


                • #9
                  ويجزيك الخير اخوي ALz3L

                  [align=center]




                  [/align]

                  تعليق


                  • #10
                    ويجزيج الخير اختي شوفو شموخي

                    [align=center]




                    [/align]

                    تعليق


                    • #11
                      ويجزيج الخير اختي الدلـع مبتليـني

                      [align=center]




                      [/align]

                      تعليق


                      • #12
                        بارك الله فيك اخوي
                        :)
                        Go under the sixty

                        تعليق


                        • #13
                          وبارك الله فيج اختي محولا بس انطروا

                          حياج الله منوره

                          [align=center]




                          [/align]

                          تعليق

                          يعمل...
                          X