السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له و أن محمد عبده و رسوله ..
يقول عليه أفضل الصلاة و السلام:
(( حيثما مررت بقبر كافر; فبشره بالنار )) السلسلة الصحيحة للألباني
قال الشيخ الألباني رحمه الله: و في هذا الحديث فائدة هامة أغفلتها عامة كتب الفقه، ألا وهي مشروعية تبشير الكافر بالنار إذا مر بقبره، ولا يخفى ما في هذا التشريع من إيقاظ المؤمن، و تذكيره بخطورة جرم هذا الكافر، حيث ارتكب ذنبا عظيما تهون ذنوب الدنيا كلها تجاهه ولو اجتمعت، وهو الكفر بالله عز وجل و الإشراك به، الذي أبان عن شدة مقته إياه حين استثناه من المعفرة فقال:
(( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء ))
ولهذا قال صلى الله عليه و سلم
(( أكبر الكبائر أن تجعل لله ندا وقد خلقك )) متفق عليه
و إن من الجهل بهذه الفائدة مما أدى ببعض المسلمين إلى الوقوع في خلاف ما أراد الشارع الحكيم منها، فإننا نعلم أن كثيرا من المسلمين يأتون بلاد الكفر لقضاء بعض المصالح الخاصة أو العامة، فلا يكتفون بذلك، حتى يقصدوا زيارة قبور من يسمونهم بعظماء الرجال من الكفار! و يضعون الزهور و الأكاليل، و يقفون أمامها خاشعين محزونين، مما يشعر برضاهم عنهم؛ مع أن الأسوة الحسنة بالأنبياء عليهم السلام تقضي خلاف ذلك؛ كما في هذا الحديث الصحيح، واسمع قول الله عز وجل (( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَاؤاْ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا )) هذا موقفهم منهم وهم أحياء، فكيف وهم أموات ؟!
من كتاب [سلسلة الأحاديث الصحيحة / ج 1 / تحت حديث 18 / للألباني ]
تقـــبلوا خالـــــص احترامـــــــــــــــي
تحـــــــــــــــــ ღ دلــــــــــــــــــع ღ ـــــــــــــــــــياتي
تعليق