
دأب المسلم اذا اصابته مصيبة او ألمت به كارثة ان يلجأ الى الله عز وجل، ويتعلق بأبوابه وهو يعلم ان الله كاشف كل بلية، ليس لها من دون الله كاشفة. وان الله سبحانه مفرج الهموم، كاشف الغموم، الناصر لاوليائه، وقد قنت النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته، ودعا على اعدائه، ودعا لبعض المستضعفين من المؤمنين. والدعاء من اعظم الصلات بين العبد وربه، والقنوت في النوازل من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ويشرع في كل الفروض، يقول الدكتور هاني بن عبدالله الجبير: ان الصلاة من مواطن اجابة الدعاء، لانها عبادة من اعظم العبادات، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم اليها الدعاء في مواطن النوازل، وهي الشدائد التي تصيب المسلمين، فقد ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم قنت في صلاة العشاء شهرا يقول في دعائه: «اللهم انج المستضعفين من المسلمين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف»، حتى قدموا وفكهم الله من المشركين، وكذلك قنت على بعض قبائل العرب التي اعترضت رسله وقتلتهم، ولم يخص القنوت بفرض معين بل قنت في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح. وحول بعض الاحكام التي ينبغي على الائمة مراعاتها في قنوت النوازل قال: القنوت شرع للنازلة، وهي الامر العارض الشديد الذي ينزل بالمسلمين، ويكون الدعاء مناسبا للنازلة مثل ما ورد في قنوت النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه، فقد كان عمر رضي الله عنه يقنت فيدعو بالنصر على الاعداء ومخالفة كلمتهم وزلزلة اقدامهم وانزال البأس بهم ونحو ذلك، وقنت أبوبكر رضي الله عنه عند محاربة مسيلمة، وقنت علي بن أبي طالب بألفاظ وأدعية تناسب المقام. وأوضح الجبير: ان أدعية النبي، صلى الله عليه وسلم وأدعية أصحابه أدعية قصيرة مؤدية للمطلوب، وليس فيها تطويل أو خروج عن المقصود، وأكد وقتا للقنوت (صلاة الصبح) لقربها من صلاة الليل وكونها صلاة مشهودة. وقد اختلف أهل العلم هل يشرع القنوت لكل مصل أم للإمام في الجماعة فقط؟ واختار ابن تيمية رحمه الله ان لكل مصل أن يقنت ويدعو في النازلة.
تعليق