[frame="1 80"]
أصحاب الفضل الذين يستحقون أن ننزلهم منازلهم، ونعرف لهم حقهم ومكانتهم
كثيرون
ولكن أتدرون من أحقهم اكراما وتقديراً؟
وكيف يكون تقديرهم واجلالهم واحترامهم؟
وما أثر المعاملة الحسنة على نفوسهم
وعلى الفرد والمجتمع؟
تجد جواب ذلك في حديث الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه إذ يقول:
(ليس منا من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير) رواه أحمد والترمذي وابن حبان،
ولذلك نرى أن
الاسلام أوجب على اتباعه احترام الأكبر سنا والأرفع منزلة، ففي الحديث المتفق عليه
(كبِّر كبِّر) تأكيد على احترام الكبير.ولقد حضر مجلسه صلى الله عليه وسلم اخوة وتكلم
اصغرهم، فقال عليه الصلاة والسلام: (كبروا كبروا) رواه البخاري ومسلم،
أي دعوا الأكبر يتكلم، ولذا هدف الاسلام الى حماية النظام الاجتماعي والمحافظة
على سلامة البنيان من التصدع ومن الفوضى اذا ما أهمل الصغير حق من هو اكبر منه.
إن الحياة البشرية عبر الزمن كجسر على نهر عظيم فاذا تماسكت أجزاؤه مع بعضها
أمكنه الصمود عاليا فوق الماء واذا تزعزعت أركانه اندثر، فالكبار والصغار طرفا
قاعدة هذا الجسر، والشباب قمة الجسر، والقمة لا تستقر بغير قواعدها، ولاتستقيم
القواعد بغير رابط لها، فاذا أهمل الكبير فانه سيهمل الجميع، لأن الصغير في النهاية
سيصبح كبيرا، من هنا تحتم على الجميع أن يحترم المرء نفسه وأن يعرف المرء قدر
نفسه والا يتجاوز حده، وفي الحديث الشريف يقول عليه الصلاة والسلام (ما أكرم شاب
شيخا الا قيض الله له من يكرمه عند كبر سنه) رواه الترمذي، بل إنه صلى الله عليه
وسلم: أمرنا أن ننزل الناس منازلهم فقال: (أنزلوا الناس منازلهم) رواه ابو داود
والحاكم.إن احترام الكبير والأرفع منزلة من سمات المؤمنين الصادقين، فأنت لا ترى المؤمن إلا رؤوفا رحيما،
ينبض قلبه بالرأفة والرحمة وتفيض مشاعره بالعطف والشفقة، ولقد ضرب خلفاء
المسلمين وعلماؤهم أمثلة رائدة في هذا المجال رغم علو مكانتهم وهم صفوة القوم وسادتهم.
فهذا الخليفة الثاني أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه راعي المراتب فكان ينزل
درجة من درجات المنبر بعد ابي بكر رضي الله عنه، لأنه يرى أن الخليفة الأول احق منه بالعلو
والرفعة حتى بعد وفاته.
وهذا رابع الخلفاء الراشدين الامام علي كرم الله وجهه يقول: >زن الرجال بموازينهم
أما أم المؤمنين
عائشة رضي الله عنها، فتصف لنا سيرة الإمامين الراشدين عمر وعثمان رضي الله
عنهما أنهما كانا اذا لقيا العباس رضي الله عنه نزلا إعظاما له اذا كانا راكبين.
وإن احترام الكبير وتوقيره يدل على رجاحة العقل ودلالة على قوة وتماسك المجتمع
وعلى سعادته، قال عبد الملك بن مروان:
أربعة لا يستحيى من خدمتهم، الامام والعالم والوالد، والضيف، وروى التاريخ أن ا
لناس عندما حضروا لتعزية سفيان الثوري بأخيه كان فيمن حضر ابو حنيفة، فقام اليه
سفيان واكرمه واجلسه مكانه وجلس بين يديه، ولما انفض المجلس قال اصحاب سفيان
له: رأيناك فعلت شيئا عجيبا مع هذا الرجل، فقال: هذا رجل من العلم بمكان، فإن لم اقم
لعلمه قمت لسنه، وإن لم اقم لسنه قمت لفقهه، وإن لم اقم لفقهه قمت لورعه.
وإن من رجاحة العقل توقير الكبير، وقد قال المأمون رحمه الله: ما تكبر احد الا لنقص وجده في نفسه،
ولا تطاول إلا لوهن احس من نفسه، ولهذا قال الشافعي رحمه الله: ارفع الناس قدرا من لا يرى قدره،
واكثرهم فضلا من لا يرى فضله. وعن عبد الملك بن مروان انه قال: افضل الرجال من تواضع عن رفعة
وعفا عن قدرة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
وإن البركة مع اكابركم رواه الطبراني والحاكم
نسأل الله تعالى أن يعرفنا قدر الكبير وأن يعيننا على معاملته بما هو أهل له إنه سميع مجيب
اختكم زهرة الدنيا[/frame]
أصحاب الفضل الذين يستحقون أن ننزلهم منازلهم، ونعرف لهم حقهم ومكانتهم
كثيرون
ولكن أتدرون من أحقهم اكراما وتقديراً؟
وكيف يكون تقديرهم واجلالهم واحترامهم؟
وما أثر المعاملة الحسنة على نفوسهم
وعلى الفرد والمجتمع؟
تجد جواب ذلك في حديث الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه إذ يقول:
(ليس منا من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير) رواه أحمد والترمذي وابن حبان،
ولذلك نرى أن
الاسلام أوجب على اتباعه احترام الأكبر سنا والأرفع منزلة، ففي الحديث المتفق عليه
(كبِّر كبِّر) تأكيد على احترام الكبير.ولقد حضر مجلسه صلى الله عليه وسلم اخوة وتكلم
اصغرهم، فقال عليه الصلاة والسلام: (كبروا كبروا) رواه البخاري ومسلم،
أي دعوا الأكبر يتكلم، ولذا هدف الاسلام الى حماية النظام الاجتماعي والمحافظة
على سلامة البنيان من التصدع ومن الفوضى اذا ما أهمل الصغير حق من هو اكبر منه.
إن الحياة البشرية عبر الزمن كجسر على نهر عظيم فاذا تماسكت أجزاؤه مع بعضها
أمكنه الصمود عاليا فوق الماء واذا تزعزعت أركانه اندثر، فالكبار والصغار طرفا
قاعدة هذا الجسر، والشباب قمة الجسر، والقمة لا تستقر بغير قواعدها، ولاتستقيم
القواعد بغير رابط لها، فاذا أهمل الكبير فانه سيهمل الجميع، لأن الصغير في النهاية
سيصبح كبيرا، من هنا تحتم على الجميع أن يحترم المرء نفسه وأن يعرف المرء قدر
نفسه والا يتجاوز حده، وفي الحديث الشريف يقول عليه الصلاة والسلام (ما أكرم شاب
شيخا الا قيض الله له من يكرمه عند كبر سنه) رواه الترمذي، بل إنه صلى الله عليه
وسلم: أمرنا أن ننزل الناس منازلهم فقال: (أنزلوا الناس منازلهم) رواه ابو داود
والحاكم.إن احترام الكبير والأرفع منزلة من سمات المؤمنين الصادقين، فأنت لا ترى المؤمن إلا رؤوفا رحيما،
ينبض قلبه بالرأفة والرحمة وتفيض مشاعره بالعطف والشفقة، ولقد ضرب خلفاء
المسلمين وعلماؤهم أمثلة رائدة في هذا المجال رغم علو مكانتهم وهم صفوة القوم وسادتهم.
فهذا الخليفة الثاني أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه راعي المراتب فكان ينزل
درجة من درجات المنبر بعد ابي بكر رضي الله عنه، لأنه يرى أن الخليفة الأول احق منه بالعلو
والرفعة حتى بعد وفاته.
وهذا رابع الخلفاء الراشدين الامام علي كرم الله وجهه يقول: >زن الرجال بموازينهم
أما أم المؤمنين
عائشة رضي الله عنها، فتصف لنا سيرة الإمامين الراشدين عمر وعثمان رضي الله
عنهما أنهما كانا اذا لقيا العباس رضي الله عنه نزلا إعظاما له اذا كانا راكبين.
وإن احترام الكبير وتوقيره يدل على رجاحة العقل ودلالة على قوة وتماسك المجتمع
وعلى سعادته، قال عبد الملك بن مروان:
أربعة لا يستحيى من خدمتهم، الامام والعالم والوالد، والضيف، وروى التاريخ أن ا
لناس عندما حضروا لتعزية سفيان الثوري بأخيه كان فيمن حضر ابو حنيفة، فقام اليه
سفيان واكرمه واجلسه مكانه وجلس بين يديه، ولما انفض المجلس قال اصحاب سفيان
له: رأيناك فعلت شيئا عجيبا مع هذا الرجل، فقال: هذا رجل من العلم بمكان، فإن لم اقم
لعلمه قمت لسنه، وإن لم اقم لسنه قمت لفقهه، وإن لم اقم لفقهه قمت لورعه.
وإن من رجاحة العقل توقير الكبير، وقد قال المأمون رحمه الله: ما تكبر احد الا لنقص وجده في نفسه،
ولا تطاول إلا لوهن احس من نفسه، ولهذا قال الشافعي رحمه الله: ارفع الناس قدرا من لا يرى قدره،
واكثرهم فضلا من لا يرى فضله. وعن عبد الملك بن مروان انه قال: افضل الرجال من تواضع عن رفعة
وعفا عن قدرة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
وإن البركة مع اكابركم رواه الطبراني والحاكم
نسأل الله تعالى أن يعرفنا قدر الكبير وأن يعيننا على معاملته بما هو أهل له إنه سميع مجيب
اختكم زهرة الدنيا[/frame]
تعليق