عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رجلاً يقول: لا والكعبة ، فقال ابن عمر: لا يُحلف بغير الله ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من حلف بغير فقد كفر أو أشرك ) [1].
قال ابن تيمية: "والحلف بالمخلوقات حرام عند الجمهور، وهو مذهب أبي حنيفة وأحد القولين في مذهب الشافعي وأحمد ، وقد حكي إجماع الصحابة على ذلك.
وقيل: هي مكروهة كراهة تنزيه ، والأول أصح ، حتى قال عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر: ( لأن أحلفَ بالله كاذباً أحبّ إليَّ من أن أحلف بغير الله صادقاً ) ، وذلك لأن الحلف بغير الله شرك ، والشرك أعظم من الكذب"[2].
وقال سليمان آل الشيخ: "قوله: ( فقد كفر أو أشرك ) أخذ به طائفة من العلماء فقالوا: يكفر من حلف بغير الله كفرَ شرك ، قالوا: ولهذا أمره النبي صلى الله عليه وسلم بتجديد إسلامه بقول: لا إله إلا الله ، فلولا أنه كفرٌ ينقل عن الملة لم يؤمر بذلك.
وقال الجمهور: لا يكفر كفراً ينقل عن الملة ، لكنه من الشرك الأصغر ، كما نصّ على ذلك ابن عباس وغيره ، وأما كونه أمر من حلف باللات والعزى أن يقول: لا إله إلا الله ، فلأن هذا كفارة له مع استغفاره ، كما قال في الحديث الصحيح: ( ومن حلف فقال في حلفه: واللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله ) [3] ، وفي رواية ( فليستغفر ) ، فهذا كفارة له في كونه تعاطى صورةَ تعظيم الصنم ، حيث حلف به ، لا أنه لتجديد إسلامه ، ولو قُدّر ذلك فهو تجديد لإسلامه لنقصه بذلك لا لكفره ، لكن الذي يفعله عبّاد القبور إذا طلبت من أحدهم اليمين بالله أعطاك ما شئت من الإيمان صادقاً أو كاذباً ، فإذا طلبت منه اليمين بالشيخ أو تربته أو حياته ونحو ذلك لم يقدِم على اليمين به إن كان كاذباً ، فهذا شرك أكبر بلا ريب ، لأن المحلوف به عنده أخوف وأجلّ وأعظم من الله ، وهذا ما بلغ إليه شرك عبّاد الأصنام ، لأن جهد اليمين عندهم هو الحلف بالله كما قال تعالى: { وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَـانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ } [النحل:38]" [4].
*************************************
[1] أخرجه الترمذي في النذور والإيمان ، باب: ما جاء في كراهية الحلف بغير الله (1535) ، والحاكم في المستدرك (4/330) ، والبيهقي في الكبرى (10/29) ، وقال الترمذي: "حسن صحيح" ، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ، والألباني في صحيح الترغيب (2952).
[2] مجموع الفتاوى (1/204).
[3] أخرجه البخاري في التفسير ، باب: {أفرأيتم اللات والعزى} (4860) ، ومسلم في الإيمان (1647) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[4] تيسير العزيز الحميد (ص593).
=============-------------------------------====================
اخوكم : الماجد
=============------------------------------====================
قال ابن تيمية: "والحلف بالمخلوقات حرام عند الجمهور، وهو مذهب أبي حنيفة وأحد القولين في مذهب الشافعي وأحمد ، وقد حكي إجماع الصحابة على ذلك.
وقيل: هي مكروهة كراهة تنزيه ، والأول أصح ، حتى قال عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر: ( لأن أحلفَ بالله كاذباً أحبّ إليَّ من أن أحلف بغير الله صادقاً ) ، وذلك لأن الحلف بغير الله شرك ، والشرك أعظم من الكذب"[2].
وقال سليمان آل الشيخ: "قوله: ( فقد كفر أو أشرك ) أخذ به طائفة من العلماء فقالوا: يكفر من حلف بغير الله كفرَ شرك ، قالوا: ولهذا أمره النبي صلى الله عليه وسلم بتجديد إسلامه بقول: لا إله إلا الله ، فلولا أنه كفرٌ ينقل عن الملة لم يؤمر بذلك.
وقال الجمهور: لا يكفر كفراً ينقل عن الملة ، لكنه من الشرك الأصغر ، كما نصّ على ذلك ابن عباس وغيره ، وأما كونه أمر من حلف باللات والعزى أن يقول: لا إله إلا الله ، فلأن هذا كفارة له مع استغفاره ، كما قال في الحديث الصحيح: ( ومن حلف فقال في حلفه: واللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله ) [3] ، وفي رواية ( فليستغفر ) ، فهذا كفارة له في كونه تعاطى صورةَ تعظيم الصنم ، حيث حلف به ، لا أنه لتجديد إسلامه ، ولو قُدّر ذلك فهو تجديد لإسلامه لنقصه بذلك لا لكفره ، لكن الذي يفعله عبّاد القبور إذا طلبت من أحدهم اليمين بالله أعطاك ما شئت من الإيمان صادقاً أو كاذباً ، فإذا طلبت منه اليمين بالشيخ أو تربته أو حياته ونحو ذلك لم يقدِم على اليمين به إن كان كاذباً ، فهذا شرك أكبر بلا ريب ، لأن المحلوف به عنده أخوف وأجلّ وأعظم من الله ، وهذا ما بلغ إليه شرك عبّاد الأصنام ، لأن جهد اليمين عندهم هو الحلف بالله كما قال تعالى: { وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَـانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ } [النحل:38]" [4].
*************************************
[1] أخرجه الترمذي في النذور والإيمان ، باب: ما جاء في كراهية الحلف بغير الله (1535) ، والحاكم في المستدرك (4/330) ، والبيهقي في الكبرى (10/29) ، وقال الترمذي: "حسن صحيح" ، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ، والألباني في صحيح الترغيب (2952).
[2] مجموع الفتاوى (1/204).
[3] أخرجه البخاري في التفسير ، باب: {أفرأيتم اللات والعزى} (4860) ، ومسلم في الإيمان (1647) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[4] تيسير العزيز الحميد (ص593).
=============-------------------------------====================
اخوكم : الماجد
=============------------------------------====================
تعليق