
[align=center]
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته [/align]
و الصلاة و السلام على سيد خلق اله نبينا محمد صلى الله عليه و سلم
سنرتحل معا بين سطور الكلمات و قد تكون سعيده للبعض و قد تشق عليه هذه الرحله
عفوا ليست رحله واحده .. انما هما رحلتان..
[align=center]الرحلة الاولى: نهاية البدايه [/align]
سننطلق معا في رحلها بدايتها ابصارنا النور في هذة الدنيا و مسيرتنا في هذه الحياة و مهما كانت بدايتنا و مهما كانت مكانتنا و مهما كانت ثروتنا و مهما كان عمرنا فان بدايتها لابد لها من نهاية ..
ناهيتناا غامضه رغم انها نهاية لابد منها فهي مصيرنا المحتوم مهما طال بنا الزمان و مد بنا العمر و كدست بأيدينا الاموال و الارزاق فنهاية بدايتنا لابد منها ..انه قدرنا .. انه الموت
" كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الاكرام"
[align=center]الرحلة الثانيه : بداية النهاية [/align]
بداية هذة الرحله هي نهاية الرحله الاولى الا و هي الموت .. الموت الذي تقشعر منه الابدان .. بلحظه لاعلم لنا بها تخطف بها انفاسنا و نغادر هذه الحياة بكل بساطه الى لحد مظم لايوجد فيه .. سواك .. و اهلك و احبابك رموا فوقك كومة من التراب و اكملوا حياتهم .. بدونك .. و انت اين؟؟ في حفره و حدك في القبر و الاهوال التي تمر عليك لا يعلم بها الا ربك!! مهلاا هذي ليست سوى البدايه ..
تحيا فتسئل.. و ستحسن الاجابه اذا كنت قد احسنت بدايتك و اتقيت ربك فهو الوحيد القادر على جعل قبرك روضه من رياض الجنه او حفره من حفر النار و العياذ بالله و بعد ان تحسن الاجابه تنام الى يوم يبعثون ..
يوم القيامه ..
يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من اتى الله بقلب سليم
اما ان كنت قد دمرت نفسم بالمعاصي و اهلكت قلبك بالنواهي فلن تستطيع الاجابه .. فتبدأ تتوالي عليك اهوال القبر و ما ان تنتهي .. تنبهر بالاخره فأما ان تنبهر من اخر جميله في جنة النعيم او تنبهر من هول عاقبتك في جهنم .
هب الدنيا تساق اليك عفوا اليس مصير ذاكالى انتقال
و ما دنياك الا مثل فيء أظلك ثم آذن بالزوال
قال الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم : "القبر اول منزل من منازل الاخره فأن نجا منه فما بعده ايسر و ان لم ينج منه فما بعده اشد منه " و قال "مارأيت منظرا قط الا القبر افظع منه"
اعزائي : اذكركم بالموت لايقاظ الضمائر الغافله و القلوب الساهيه..
فذكر الموت يحيي القلوب الميته و يوقظ النفوس الغافله قال حبيبنا رسول الله " اكثروا من ذكر هادم اللذات"
قال تعالى" اعملو انما الدنيا لعب و لهو و زينه و تفاخر بينكم"
و قال" اتحسبون اننا خلقناكم عبثا و انكم الينا لاترجعون"
الموت على الحقيقه حياة اخرى .. اكمل و اوسع من هذة الدنيا و الموت ماهو الا انتقال من عالم الى عالم لا ينكر الميت شيئا مما عمله في الدنيا فتنتقل معه ذكرياته و اعماله غير انه يراها رؤيه اتم و اكمل .. يراها على الحقيقه المجرده و الحق الواضح الجلي فياحسرته حين يتبين له بطلان اعماله و فساد معتقداته و يلقى جزاء ما قدم و يعاني عذاب ما اجرم..
و الموت على حقيقته يقظة بعد منام و صحوة من اوهام و انتباه من لذيذ الاحلام على واقع عامر بنيل الامال او هجوم الالام .
و اذا كان الموت امرا مكروها عند سائر الخلق الا ان المؤمن ساعة النزع يحب الموت لانه يرى حينئذ مكانته عند ربه و تشبره الملاكه بمغفرة من الله فيحب لقاء الله و يحب الله لقائه ..
الموت قيامة كل انسان و ان القبر اول منزل من منازل الاخره ..
و الموت حياة مديده وولاده جديده خرج منها الروح الانساني من رحم الدنيا الى مقامات عالم البرزخ العليا و ما هي الا \ اعمالنا ترد علينا .. موت الانسان قيامة صغري اما موت الكون هو القيامه الكبرى و هي ولاده اخرى للكون يعاد فيها تركيبه و تتغير نشأته و يخلقه الله على غير مثال سبق..
و بعد الموت و البعث .. يحشر الناس و يشتد الموقف على الناس فيذهبون يفتشون عمن يشفع لهم عند ربهم وقد ورد في ذلك حديث حيث قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" انا سيد الناس يوم القيامه .. اتدرون مم ذاك؟ يجمع الله الاولين و الاخرين في صعيد واحد فيبصرهم الناظر و يسمعهم الداعي و تدنو منهم الشمس فيبلغ الناس من الغم و الكرب مالايحتملون فيقول الناس : الا ترون الى ما انتم فيه الى ما بلغكم . الا تنظرون من يشفع لكم الى ربكم فيقول بعض الناس لبعضهم ابوكم آدم . و ياتونه فيقولون :ياآدم انت ابو البشر خلقك الله بيده و نفخ فيك روحه و امر ملائكته فسجدوا لك و اسكنك الله الجنه . الا تشفع لنا الى ربك ؟ الا ترى ما نحن فيه و ما بلغنا؟ فقال : ان ربي غضب غضبا لم يغضب قبله مثله و لا يغضب بعده و انه نهاني عن الشجرة فعصيت . نفسي نفسي نفسي فيذهبون الى نوح و يقولون له : يانوح انت اول الرسل الى اهل الارض و قد سماك الله عبدا شكورا الا ترى الا ما نحن فيه الا ترى الى ما بلغنا؟ الا تشفع لنا عند ربك؟ فيقول : ان ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله و انه قد كانت لي دعوة دعوت بها عى قومي ، نفسي نفسي نفسي فيذهبون الى ابراهيم و يقولون له: يا ابراهيم انت نبي الله و خليله من اهل الارض اشفع لنا الى ربك الا ترى الا ما نحن فه ؟ فيقول لهم ان ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله و لن يغضب بعده مثله و اني كنت كذبت ثلاث كذبات ، نفسي نفسي نفسي ،
فيذهبون الى موسى و يقولون له : ياموسى انت رسول الله قد فضلك الله برسالته و بكلامه على الناس الا ترى الا ما نحن فيه الا ترى الى ما بلغنا؟ الا تشفع لنا عند ربك؟ فيقول : ان ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله و اني قتلت نفسا لم اومر بقتلها نفسي نفسي نفسي
فيذهبون الى عيسى و يقولون له : ياعيسىانت رسول الله و كلمته القاها الى مريم و روح منه و كلمت الناس في المهد الا ترى الا ما نحن فيه الا ترى الى ما بلغنا؟ الا تشفع لنا عند ربك؟ فيقول : ان ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، نفسي نفسي نفسي . اذهبوا الى غيري . اذهبوا الى محمد صلى الله عليه و سلم فيأتون يقولون : يامحمد انت رسول الله و خاتم النبيين و قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر اشفع لنا الى ربك ، الا ترى الى ما نحن فيه ؟ فأنطلق فأتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي ثم يفتح الله علي من محامده و حسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على احد قبلي ثم يقال : يا محمد ارفع رأسك .. سل تعطى و اشفع تشع فأرفع رأسي فأقول امتي يا رب .. فيقال : "يا محمد ادخل من امتك من لا حساب عليهم من الباب الايمن من ابواب الجنة و هم شركاء لناس فيما سوى ذلك من الابواب " ثم قال" و الذي نفسي بيده ان مابين المصراعين من مصاريع الجنه كما بين مكه و هجر او كما بن مكه و بصرى " متفق عليه
ختاما .. انتهت الرحله في هذا الموضوع لكن رحلتنا لازلنا نرتحل بها و نهايتنا بانتظارنا و نحن بيدنا ان نسير رحلتنا الى ما نشاء ان اردنا نهاية رحلتنا شقاء و عذاب فلنسلك المعاصي طرق لرحلتنا و ان اردنا النعيم و الهناء فلنسلك طريق الطاعات و العبادات و اجتناب المحرمات طريق لرحلتنا ..
تعليق