فتاة شابة ممتلئة حيوية و نشاط ..الابتسامة لا تفارق محيّاها .. و البشاشة تطل من ثنايا وجهها.. و فجأة بدت شاردة ساهية .. مصوبة عينيها نحو ( امرأة) من بني جلدتها .. تسير لتراها و تتعب لتسمع كلمة منها !! اذا لبست المراة لبست الفتاة مثلها .. و اذا قامت قامت مثلها .. تقلّد حركاتها و تستملح فعالها .. معجبة بجمالها و أناقتها ! ملكت قلبها و أسرت فؤادها.. لقد سقطت الفتاة في ما يسمى بالاعجاب !!
و رغم ان الفتاة المسلمة واعية مدركة تقدر الامور بقدرها تجعل الحلال امام عينها فتدركه ، و الحرام خلفها و تبتعد عنه!! خاصة اذا كانت الفتاة مقبلة على الحياة و الأمر يتعلق بقلبها و قد يمرضه .. و لكن لفشو هذه الظاهرة و ما قد يؤدي اليه من امور خطيرة اخصة انه اشتبه على الكثيرات الفرق بين المحبة في الله و مرض الاعجاب!!
نقدّم للاخت المسلمة و لكل فتاة زلّت قدمها في هذا الامر فتوى فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين – حفظه الله تعالى – فقد سئل فضيلته السؤال التالي :-
•كثر في المدارس ظاهرة الاعجاب و ذلك ان تتعلق الطالبة بحبّ معلمة من اجل اناقتها او جاهها او جمالها (محبة دنيوية) ، او تتعلق طالبة بطالبة اخرى فتكثر من الحديث عنها و كتابة اسمها على دفترها .. و قد ترسل لها رسائل اعجاب بشخصها ،و بالجملة تكون محبوبتها و هي شغلها الشاغل .
فما حكم هذه المحبة الدنيوية ؟!
و ما الفرق بينها و بين المحبة في الله ، علما بأن بعض صاحبات الاعجاب قد وقعن في الشذوذ الجنسي – و العياذ بالله - ؟!!
فأجاب فضيلته/
ورد في الحديث الصحيح : " ثلاث من كنّ فيه وجد بهنّ حلاوة الايمان ان يكون الله و رسوله احب اليه من مما سواهما و ان يحب المرء لا يحبه الا لله .. الخ .
فالمحبة الجائزة او الواجبة هي المحبة لله و في الله ، و من آثارها : ان يقتدي بالمحبوب في اعماله الصالحة و يطيعه في نصائحه ، و ان ينصحه عند وقوعه في خطا او زلل . فاما مثل هذه المحبة التي هي من اثار الاعجاب بالجمال و الاناقة و اللياقة ، و التي يكون من اثارها :التعلق بالمحبوب ، و محاكاة افعاله ، و تقليده في سيره و منطقه و سائر احواله ، مما يدل على تعلق القلب به، فانها محبة شهوة و عشق و ميل الى فعل الفاحشة ، و سواء كانت محبة رجل لامراة و شغفه بها ، بحيث يكثر من ذكرها و يضمن ذلك في شعره كما حصل من ( مجنون ليلى ) و ( كثير عزّة)، او محبة رجل لرجل كالذين يعشقون المردان من الشباب و يحاولون ان يلتصقوا بهم مهما استطاعوا، او من امراة لرجل كما حكى الله عن امراة العزيز مع يوسف عليه السلام ، قال تعالى : ( و قال نسوة في المدينة امرات العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا ).
و هكذا قد يكون من امراة الى امراة و ذلك قليل في التاريخ، لكن لا يستغرب حدوثه في هذه الازمنة التي حصل فيها ما يثير الغرائز و يدفع الكوامن و لو من المراة مع اخرى و هو ما يعرف بـ( السحاق و يعرف الان بالشذوذ الجنسي) و ان كان اخف من فعل الفاحشة اللواط لخلوّه من الايلاج و لكنّه محرّم ، و كذلك وسائله من المبالغة في الحب لمجرّد الجمال و الحسن و هكذا ما يؤدي الى ذلك ، فالواجب التوبة عن جميع ما ذكر، و تعلّق القلب بالرب تعالى . و الله أعلم ..
كما سئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله تعالى – السؤال التالي:
* هل يجوز الحب لغير الله ، حيث اني تاثرت بمعلمتي و مربيتي في المدرسة ارجو الافادة؟!
فاجاب حفظه الله /
اذا كانت معلمتك مؤمنة فاحبيها في الله ، و ان كانت غير مؤمنة فلا تحبيها فانه لا يجوز حب اعداء الله عزّ و جلّ من الكفار و المنافقين . و انما يكون الحب و المودة لاهل الايمان كما قال الله سبحانه و تعالى : ( انما المؤمنون اخوة) و قال سبحانه : ( يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى اولياء) يعني تحبونهم و توالونهم و تناصرونهم و تدافعون عنهم و تمدحونهم، ( بعضهم اولياء بعض و من يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين ) الى قوله تعالى : ( انما وليكم الله و رسوله و الذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون "55" و من يتول الله و رسوله و الذين ءامنوا فان حزب الله هم الغالبون).
و قال تعالى : ( يا ايها الذين ءامنوا لا تتخذوا عدوّي و عدوّكم اولياء تلقون اليهم بالمودة و قد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول و اياكم ) الى قوله تعالى : ( تسرون اليهم بالمودة و انا اعلم بما اخفيتك و ما اعلنتم و من يفعله منكم فقد ضلّ سواء السبيل ) و قال تعالى : ( ها انتم هؤلاء تحبونهم و لا يحبّونكم و تؤمنون بالكتاب كلّه و اذا لقوكم قالوا آمنا و اذا خلوا عضّوا عليكم الانامل من الغيظ).
و قال تعالى : ( لا تجدوا قوما يؤمنون بالله و اليوم الاخر يواداون من حاد الله و رسوله و لو كانوا اباءهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم ).
فالواجب على المؤمن ان يوالي و يحب اولياء الله و يعادي اعداء الله . هذا هو الحب في الله و البغض في الله و هو اوثق عرى الايمان . و هذا من اصول الدين و اصول العقيدة ، الحب في الله و البغض في الله و من مقتضى لا اله الا الله ، و هو سنة الخليل عليه السلام : ( لقد كان لكم اسوة حسنة في ابراهيم و الذين معه اذ قالوا لقوهم انا برءؤا منكم و مما تعبدون من دون الله كفرنا بكم و بدا بيننا و بينكم العداوة و البغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده ) .
و قال تعالى : ( و ماكان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعد وعدها اياه فلما تبين له انه عدو لله تبرا منه ان ابراهيم لاواه حليم ).
فكما يجب على المسلم ان يتبرا من الشرك ، يجب عليه ان يتبرا من المشركين و الكفار و الملحدين ، و ان يوالي اهل الايمان والطاعة و ل وكانوا من ابعد الناس عنه نسبا او دارا ، و ان يعادي اهل الكفر و لو كانوا من اقرب الناس اليه نسبا او دارا، هكذا الولاء و البراء في الاسلام . ا.هـ
و بعد ان اتضح للاخت المسلمة الداء و مكمن الخطر ، نقدم جوابا شافيا لمن ارادت ان تتخلّص من هذا الداء و تتلمّس الدواء فقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى – السؤال التالي:
* انتشر عندنا عادة قبيحة بين النساء و يأسف كل غيور على نساء الملسمين لذلك، و هي فتنة الطالبات بعضهنّ ببعض ، و قد تسمى في بعض المناطق بالصحبة، و خلاصة هذه العادة: ان تُعجب الفتاة بفتاة أخرى لا لدينها بل لجمالها فقط، فتعقد عليها او تجعلها مِلْكاً لها فلا تجال الا هذه الفتاة ، و لا تكتكلّم الا معها ، و تقلّدها في جميع شؤونها ، بل يصل الامر الى ان تنام عندها في بعض الليالي، بل تقبّلها في وجهها و صدرها، و تكتب اسمها او الحرف الذي يشير الى اسمها على حقيبتها و ثيابها المدرسية، و قد يصل الامر يا فضيلة الشيخ الى تعاملها كما تعامل زوجها و لها من الحقوق مثل الزوج ان لم يكن أكثر.. فما راي الشرع في هذا الامر و هل من نصيحة توصون بها من ابتليت بهذا الداء؟!
فأجاب فضيلته – رحمه الله تعالى- /
هذا الداء يسمّى بداء العشق ، و لا يكون الا من قلب فارغ من محبة الله عز و جل ، اما فراغا كليا و اما فراغا كبيرا ، و الواجب على من ابتليت بهذا الشيء ان تبتعد عمّن فُتِنَت بها ، فلا تجالسها و لا تكلّمها و لا تتودّد اليها حتى يذهب ما في قلبها ، فان لم تستطع ، فالواجب على ولي المرأة الاخرى ان يفرّق بينها و بين تلك المراة و ان يمنعها من الاتصال بها ، و متى كان الانسان مقبلا على الله عز و جل معلّقآ قلبه به فانه لا يدخل في قلبه مثل هذا الشيء الذي يبتلى به كثير من الناس و ربّما اهلكه ، نسال الله العافية و السلامة . ا.ه
و بعــد .. أختي المسلمة.. نربأ بفتاة الاسلام ان تكون خاوية الفكر ، ضعيفة الشخصية .. تنساق وراء العواطف غير المتّزنة .. بل هي كما عهدناها التّوابة الأوّابة صاحبة التوبة و العودة من ترفع الامة بها راسا.. جعلكِ الله هادية مهدية و أقرّ عينك بنصرة الاسلام و المسلمين ..
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ..
مع تمنياتي:شيماء علي
تعليق