اسمحيلي كتكت حبيت اضيف على موضوعج يالغلا
في هذه السلسلة التي نقتصرها على سبع حلقات، والتي سنحاول تسليط الضوء فيها على جانب من قضية كربلاء، وهو بعض من الدروس والعبر التي أرادنا الباري تبارك وتعالى أن نستوعبها من تلك القضية الكبرى، التي كان فيها امامنا الحسين الشهيد سيد شباب اهل الجنة عليه السلام بطل المعركة، والتي ينبغي ان يحملها محبو أهل البيت الابرار ( وهنا لست اتحدث عن الشيعة او السنة، لا بمعنى المذاهب ولا بمعنى الطوائف، بل عن الولاء والمحبة والمودة للحسين عليه السلام والذي يشترك فيه المسلمون جميعا ) لكي يحملوها الى الاجيال، ولكي تكون لهم دروساً وعبرا في الحياة، لكي يثبت بها شيعته عند المصائب و ظهور الشبهات التي نراها بكثرة في هذا الزمان وخاصة بعد احتلال العراق من قبل قوات الغزو الانجلوـأميريكي، تنفيذا لمخطط صهيوني باتت خيوطه معروفة، وكل المسلمين هم شيعة الحسين بن علي عليهما السلام، وأعيذ بالله أي مسلم أن لا يكون من شيعة الحسين عليه السلام.
لقد أصبح الحق باطلاً و الباطل حقاً، في عيون الراكضين للدنيا في أيامنا، وهو من خصائص زمان الفتن المضلة، وكما ورد في الاثر عن النبي صلى الله عليه و اله وكما روي في صحاح الاحاديث عنه صلى الله عليه و اله، انه في اخر الزمان تاتي سنين عجاف، يؤتمن بها الخائن ويخون بها الامين، يصبح المنكر معروفاً ويصبح المعروف منكراً.... ومما لا شك فيه اننا في هذا الزمان بما تمر على امتنا من المصائب و المحن.
فلنقف قليلاً مع نسب الحسين ومكانته عليه السلام في الاسلام وعند رسوال الله صلى الله عليه وآله. فمما لاشك ولاشبهة فيه، ان المسلمين باجماعهم وعلى اختلافهم، يتفقون على نسبه الشريف وعلى مكانته العالية في الاسلام، وانه عليه السلام كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة. وكما قال صلى الله عليه وآله: الحسن و الحسين امامان قاما او قعدا، وللاختصار فانني لن اذكر احاديث اخرى لكثرتها، ولكن اختصرت على هذين الحديثين وذلك لاتفاق المسلمين عليهما من ناحية ومن ناحية اخرى لوضوح معانيهما.
فقول رسول الله صلى الله عليه وآله، بان الحسن و الحسين عليهما السلام سيدا شباب اهل الجنة، هو اشارة واضحة وبينة على ان الحسن و الحسين هم امامان عادلان، هم امامان لا يسع المقام لهما بان يسلكوا سلوكا يخالف الدين، اي بمعنى اخر انهما عليهما السلام، لا يخرجان على احد وانما يخرج الناس عليهما، وهما كابيهما عليهم السلام جميعا، قرآن متكلم و متجسد بأقوالهم وافعالهم وعلمهم، اي ان الذي يكون خارجاً عليهما عليهما السلام يكون خارجاً عن الاسلام، ومن يتولهم ويكون معهم ويسلك مواقفهم ويسلك سلوكهم في الدنيا، هم اناس ناجون بشرطها وشروطها، اي لا يسع المرء ان يقول انه يتبع الحسن و الحسين عليهما السلام، وهو في ذلك يتولى اعداء الحسن و الحسين.
فمعنى الولاء للحسن و الحسين هو معنى واحد، وان اختلف المسلمون في تحديد المعنى التطبيقي للولاء، فللظروف التي مرت بها الامة في زمن من الازمان ،أثر وسبب في قرار الامامين عليهما السلام، كل في وقته وظروف أمته. اي ان الحسن عليه السلام كان يسلك نفس المنهج الذي سلكه الحسين عليه السلام و العكس صحيح، لو كان أي منهما في زمان الاخر، فليس من الصحيح ان نقول ان الامام الحسن لم يكن بوسعه من الناحية الثورية ان يفعل كما فعل اخوه الحسين عليه السلام، ولو اننا قرأنا بتعمق وتمعن، لايقنا ان الامام الحسن عليه السلام يحمل نفس الروح التي يحملها الحسين عليه السلام، وذلك الامر واضح وبين من خلال رسائل الامام الحسن عليه السلام الى معاوية، والتي تجسد حقيقة ثورية الامام الحسن عليه السلام.
فالحسين عليه السلام وهو يحث الخطى لأرض الطفوف، كان يخطو ويكمل نفس المسار الذي سلكه اخوه الحسن عليه السلام. فلم يكن الحسين عليه السلام مع اهل بيته و اصحابه رضوان الله تعالى عليهم أبطال كربلاء بمفردهم، بل ان الامام الحسن عليه السلام هو ايضاً بطل كربلاء، ولو ان المعركة حصلت بعد استشهاده، بل لانه عليه السلام مهد لهذه الثورة من خلال ما حدث بينه وبين معاوية من "هدنة" وكشفه لحقيقة معاوية المنافقة التي تريد كرسي الامارة ولو كانت إمارة على الحجارة، كما قالها بنفسه.
فلذلك فان الحسين مع قلة اصحابه، كان يحمل تلك الروح الاسلامية السامية، والتي تجسدت بفخر وعزة وكرامة في يوم الطفوف بكربلاء، وهي نفس الروح التي انبعثت مرة اخرى في كربلاء نفسها في العراق ايام ثورة العشرين المباركة وما سبقها من حركات تمهيدية للثورة، وهي نفسها التي انبعثت مرة اخرى في ثورة الامام روح الله الموسوي الخميني قدس سره في ايران، والمقاومة بكل اشكالها، سواء في لبنان، او فلسطين المحتلة، او الشيشان، او افغانستان، واخيرا العراق، فهي مجرد استمرار لهذه المسيرة التي عبر عنها الامام علي بن الحسين، سيد الساجدين زين العابدين عليه السلام: كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء.
فلذلك نجد ان كربلاء على مدى تاريخها، وزمنها الذي قد يتصوره بعض الناس انها بعيدة عن الحقيقة والواقع، الا اننا اذا تمعنا في كربلاء وودروسها يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام، لادركنا حقيقة لا ريب فيها، ان هذه المعركة متسمرة، هذه المعركة بين الحق و الباطل، بين الاسلام كله امام الكفر كله، هي معركة باقية الى قيام يوم الدين، وانها ستكون بقيادة الامام الحجة المهدي عج الله تعالى فرجه الشريف، فهو عليه السلام سيكون مكملاً لما اراده الله تعالى والذي جسده الحسين عليه السلام من معركة كربلاء من أجل تثبيت قيم الحق والدفاع عنه، والتضحية في سبيل بقاء الاسلام نقيا، لا تفسده مطامع المنافقين ولا جرائم الفاسقين.
فكربلاء ليست كربلاء السلاسل و وضرب الهامات بالقامات، وما اليها من البدع التي لم ينزل الله بها من سلطان، فليس هنالك مجال للقامة او التطبير مع بشاعتها مكان اولاً في الاسلام، و ثانياً في ثورة الامام الحسين عليه السلام، وانما هي مجرد طقوس من ديانات اخرى لاعلاقة لها بالاسلام وبتعاليمه وبشرائعه، اي ان هذه الطقوس مع بشاعتها هي دخيلة على الثورة الحسينية، وان اغلبها من الديانة الهندوسية، وخاصة تلك الطقوس التي يسلك المرء مسارا مملوء بالجمر، او تلك التي ظهرت اخيراً في كربلاء بعد الاحتلال الغاشم على العراق ما يسمى بـ"كلاب الحسين" حيث يزحف المرء على وجهه كالكلب متجهاً الى الصحن الشريف، فلا علاقة لأهل البيت عليهم السلام ولا لشيعتهم المتقين بهذه الافعال.
البكاء على هول الحدث هو التعبير الانساني الواضح للارتباط العاطفي الذي يعبر عن حب المسلمين لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هذا الحب الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى به قرآنه الكريم، وجعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شرطا لموالاته، وقد ورد في الروايات ان الامام الرضا عليه السلام، حينما اتت جارية بطفل رضيع امام اعين الجالسين، بكى الامام الرضا عليه السلام، وكان ذلك لانه تذكر ماساة كربلاء وماساة الطفل الرضيع عبد الله بن الحسين عليه السلام، وكما يقول الشاعر:
تبكيك عيني لا لاجل مثوبة لكن عيني لاجلك باكية
فالبكاء هي حالة طيبيعة، وخاصة اذا كنا نتذكر مصائب الحسين عليه السلام، ونعيشها يوماً بعد يوم ونستذكر ذلك اليوم العظيم، ذلك اليوم الذي امتحن فيه الانسان ايمانه وولاءه واخلاصه لله ولرسوله، امام مطامع الدنيا الزائفة من مناصب ومال، واليقين بان الجنة هي المثوى وهي دار الخلود ودار السلام.
وكما راينا الكثير من الاحداث التي جرت خلال ذلك اليوم العظيم الذي يبرهن حقيقة المعركة وحقيقة الحسين عليه السلام، وقبل تلك الاحداث حقيقة ما حدث مع الحر بن يزيد الرياحي وما قام به من اذعان واعتراف بالذنب وهو الذي كان قبل لحظات يقود جيش بني امية ضد الحسين عليه السلام، والذي لم يجد في تلك المرحلة الا ان يصحح خطاه بالتوجه الى معسكر الحسين عليه السلام، وابى الا ان يكون ابنه وهو اول المستشهدين، وكما يقول الله تعالى في محكم كتابه المبين "فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ" ، فاين الذي يسير في ركاب الاحتلال اليوم، ويستيقن بانه مذنب ويصحح خطاه فيعترف بذنبه ولا يستمر في سيره مع الاحتلال ومشاريع الاحتلال، لأن الحق ظاهر، والباطل الى زوال وإن طال الزمن.
السلام عليك يا سيدي ويا مولاي يا ابا عبد الله الحسين، وعلى الارواح التي حلت بفنائك و أناخت بركابك عليك مني سلام الله ابداً ما بقيت وبقي اليل و النهار.
محمد حسين الخالصي
3 محرم الحرام 1427هـ
في هذه السلسلة التي نقتصرها على سبع حلقات، والتي سنحاول تسليط الضوء فيها على جانب من قضية كربلاء، وهو بعض من الدروس والعبر التي أرادنا الباري تبارك وتعالى أن نستوعبها من تلك القضية الكبرى، التي كان فيها امامنا الحسين الشهيد سيد شباب اهل الجنة عليه السلام بطل المعركة، والتي ينبغي ان يحملها محبو أهل البيت الابرار ( وهنا لست اتحدث عن الشيعة او السنة، لا بمعنى المذاهب ولا بمعنى الطوائف، بل عن الولاء والمحبة والمودة للحسين عليه السلام والذي يشترك فيه المسلمون جميعا ) لكي يحملوها الى الاجيال، ولكي تكون لهم دروساً وعبرا في الحياة، لكي يثبت بها شيعته عند المصائب و ظهور الشبهات التي نراها بكثرة في هذا الزمان وخاصة بعد احتلال العراق من قبل قوات الغزو الانجلوـأميريكي، تنفيذا لمخطط صهيوني باتت خيوطه معروفة، وكل المسلمين هم شيعة الحسين بن علي عليهما السلام، وأعيذ بالله أي مسلم أن لا يكون من شيعة الحسين عليه السلام.
لقد أصبح الحق باطلاً و الباطل حقاً، في عيون الراكضين للدنيا في أيامنا، وهو من خصائص زمان الفتن المضلة، وكما ورد في الاثر عن النبي صلى الله عليه و اله وكما روي في صحاح الاحاديث عنه صلى الله عليه و اله، انه في اخر الزمان تاتي سنين عجاف، يؤتمن بها الخائن ويخون بها الامين، يصبح المنكر معروفاً ويصبح المعروف منكراً.... ومما لا شك فيه اننا في هذا الزمان بما تمر على امتنا من المصائب و المحن.
فلنقف قليلاً مع نسب الحسين ومكانته عليه السلام في الاسلام وعند رسوال الله صلى الله عليه وآله. فمما لاشك ولاشبهة فيه، ان المسلمين باجماعهم وعلى اختلافهم، يتفقون على نسبه الشريف وعلى مكانته العالية في الاسلام، وانه عليه السلام كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة. وكما قال صلى الله عليه وآله: الحسن و الحسين امامان قاما او قعدا، وللاختصار فانني لن اذكر احاديث اخرى لكثرتها، ولكن اختصرت على هذين الحديثين وذلك لاتفاق المسلمين عليهما من ناحية ومن ناحية اخرى لوضوح معانيهما.
فقول رسول الله صلى الله عليه وآله، بان الحسن و الحسين عليهما السلام سيدا شباب اهل الجنة، هو اشارة واضحة وبينة على ان الحسن و الحسين هم امامان عادلان، هم امامان لا يسع المقام لهما بان يسلكوا سلوكا يخالف الدين، اي بمعنى اخر انهما عليهما السلام، لا يخرجان على احد وانما يخرج الناس عليهما، وهما كابيهما عليهم السلام جميعا، قرآن متكلم و متجسد بأقوالهم وافعالهم وعلمهم، اي ان الذي يكون خارجاً عليهما عليهما السلام يكون خارجاً عن الاسلام، ومن يتولهم ويكون معهم ويسلك مواقفهم ويسلك سلوكهم في الدنيا، هم اناس ناجون بشرطها وشروطها، اي لا يسع المرء ان يقول انه يتبع الحسن و الحسين عليهما السلام، وهو في ذلك يتولى اعداء الحسن و الحسين.
فمعنى الولاء للحسن و الحسين هو معنى واحد، وان اختلف المسلمون في تحديد المعنى التطبيقي للولاء، فللظروف التي مرت بها الامة في زمن من الازمان ،أثر وسبب في قرار الامامين عليهما السلام، كل في وقته وظروف أمته. اي ان الحسن عليه السلام كان يسلك نفس المنهج الذي سلكه الحسين عليه السلام و العكس صحيح، لو كان أي منهما في زمان الاخر، فليس من الصحيح ان نقول ان الامام الحسن لم يكن بوسعه من الناحية الثورية ان يفعل كما فعل اخوه الحسين عليه السلام، ولو اننا قرأنا بتعمق وتمعن، لايقنا ان الامام الحسن عليه السلام يحمل نفس الروح التي يحملها الحسين عليه السلام، وذلك الامر واضح وبين من خلال رسائل الامام الحسن عليه السلام الى معاوية، والتي تجسد حقيقة ثورية الامام الحسن عليه السلام.
فالحسين عليه السلام وهو يحث الخطى لأرض الطفوف، كان يخطو ويكمل نفس المسار الذي سلكه اخوه الحسن عليه السلام. فلم يكن الحسين عليه السلام مع اهل بيته و اصحابه رضوان الله تعالى عليهم أبطال كربلاء بمفردهم، بل ان الامام الحسن عليه السلام هو ايضاً بطل كربلاء، ولو ان المعركة حصلت بعد استشهاده، بل لانه عليه السلام مهد لهذه الثورة من خلال ما حدث بينه وبين معاوية من "هدنة" وكشفه لحقيقة معاوية المنافقة التي تريد كرسي الامارة ولو كانت إمارة على الحجارة، كما قالها بنفسه.
فلذلك فان الحسين مع قلة اصحابه، كان يحمل تلك الروح الاسلامية السامية، والتي تجسدت بفخر وعزة وكرامة في يوم الطفوف بكربلاء، وهي نفس الروح التي انبعثت مرة اخرى في كربلاء نفسها في العراق ايام ثورة العشرين المباركة وما سبقها من حركات تمهيدية للثورة، وهي نفسها التي انبعثت مرة اخرى في ثورة الامام روح الله الموسوي الخميني قدس سره في ايران، والمقاومة بكل اشكالها، سواء في لبنان، او فلسطين المحتلة، او الشيشان، او افغانستان، واخيرا العراق، فهي مجرد استمرار لهذه المسيرة التي عبر عنها الامام علي بن الحسين، سيد الساجدين زين العابدين عليه السلام: كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء.
فلذلك نجد ان كربلاء على مدى تاريخها، وزمنها الذي قد يتصوره بعض الناس انها بعيدة عن الحقيقة والواقع، الا اننا اذا تمعنا في كربلاء وودروسها يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام، لادركنا حقيقة لا ريب فيها، ان هذه المعركة متسمرة، هذه المعركة بين الحق و الباطل، بين الاسلام كله امام الكفر كله، هي معركة باقية الى قيام يوم الدين، وانها ستكون بقيادة الامام الحجة المهدي عج الله تعالى فرجه الشريف، فهو عليه السلام سيكون مكملاً لما اراده الله تعالى والذي جسده الحسين عليه السلام من معركة كربلاء من أجل تثبيت قيم الحق والدفاع عنه، والتضحية في سبيل بقاء الاسلام نقيا، لا تفسده مطامع المنافقين ولا جرائم الفاسقين.
فكربلاء ليست كربلاء السلاسل و وضرب الهامات بالقامات، وما اليها من البدع التي لم ينزل الله بها من سلطان، فليس هنالك مجال للقامة او التطبير مع بشاعتها مكان اولاً في الاسلام، و ثانياً في ثورة الامام الحسين عليه السلام، وانما هي مجرد طقوس من ديانات اخرى لاعلاقة لها بالاسلام وبتعاليمه وبشرائعه، اي ان هذه الطقوس مع بشاعتها هي دخيلة على الثورة الحسينية، وان اغلبها من الديانة الهندوسية، وخاصة تلك الطقوس التي يسلك المرء مسارا مملوء بالجمر، او تلك التي ظهرت اخيراً في كربلاء بعد الاحتلال الغاشم على العراق ما يسمى بـ"كلاب الحسين" حيث يزحف المرء على وجهه كالكلب متجهاً الى الصحن الشريف، فلا علاقة لأهل البيت عليهم السلام ولا لشيعتهم المتقين بهذه الافعال.
البكاء على هول الحدث هو التعبير الانساني الواضح للارتباط العاطفي الذي يعبر عن حب المسلمين لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هذا الحب الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى به قرآنه الكريم، وجعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شرطا لموالاته، وقد ورد في الروايات ان الامام الرضا عليه السلام، حينما اتت جارية بطفل رضيع امام اعين الجالسين، بكى الامام الرضا عليه السلام، وكان ذلك لانه تذكر ماساة كربلاء وماساة الطفل الرضيع عبد الله بن الحسين عليه السلام، وكما يقول الشاعر:
تبكيك عيني لا لاجل مثوبة لكن عيني لاجلك باكية
فالبكاء هي حالة طيبيعة، وخاصة اذا كنا نتذكر مصائب الحسين عليه السلام، ونعيشها يوماً بعد يوم ونستذكر ذلك اليوم العظيم، ذلك اليوم الذي امتحن فيه الانسان ايمانه وولاءه واخلاصه لله ولرسوله، امام مطامع الدنيا الزائفة من مناصب ومال، واليقين بان الجنة هي المثوى وهي دار الخلود ودار السلام.
وكما راينا الكثير من الاحداث التي جرت خلال ذلك اليوم العظيم الذي يبرهن حقيقة المعركة وحقيقة الحسين عليه السلام، وقبل تلك الاحداث حقيقة ما حدث مع الحر بن يزيد الرياحي وما قام به من اذعان واعتراف بالذنب وهو الذي كان قبل لحظات يقود جيش بني امية ضد الحسين عليه السلام، والذي لم يجد في تلك المرحلة الا ان يصحح خطاه بالتوجه الى معسكر الحسين عليه السلام، وابى الا ان يكون ابنه وهو اول المستشهدين، وكما يقول الله تعالى في محكم كتابه المبين "فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ" ، فاين الذي يسير في ركاب الاحتلال اليوم، ويستيقن بانه مذنب ويصحح خطاه فيعترف بذنبه ولا يستمر في سيره مع الاحتلال ومشاريع الاحتلال، لأن الحق ظاهر، والباطل الى زوال وإن طال الزمن.
السلام عليك يا سيدي ويا مولاي يا ابا عبد الله الحسين، وعلى الارواح التي حلت بفنائك و أناخت بركابك عليك مني سلام الله ابداً ما بقيت وبقي اليل و النهار.
محمد حسين الخالصي
3 محرم الحرام 1427هـ
تعليق