إن حدثا مهولا كيوم عاشوراء وما جرى فيه من أحداث عظيمة لا تدع المرء يفكر في عرس وزفاف، فكيف يمكن التفكير في عرس وسط أجواء القتال والشهداء والمصائب، والمحن تلف الإمام الحسين (ع) وأهل بيته من كل حدب وصوب؟
الجواب:
إن قصة العرس كما هي منقولة في مصدرها تؤكد على أن الإمام الحسين (ع) كان ممتثلا بوصية تزويج القاسم (ع) من قبل أخيه الإمام الحسن (ع)، وتنفيذ وصية الموصي مع قدرة الوصي أمر مطلوب، وليس هناك أي غرابة في تنفيذه بل الغرابة والاستنكار في عدم إنفاذ الوصي قبل موته لوصية الموصي مع قدرته على ذلك ، ومسألة العرس لم تتجاوز إلباس القاسم ملابس أبيه الإمام الحسن (ع) وقراءة صيغة العقد بينه وبين بنت الإمام الحسين (ع) المسماة له ووضع أيديهما بيد بعض والخروج من الخيمة، وهذا كله لا يتجاوز بضع دقائق، وهي أقل فترة زمنية يمكن للإمام الحسين (ع) أن يحقق فيها وصية أخيه الحسن (ع) ويراعي فيها أيضا مقتضيات الحال والحرب.
وقد يقال إن طلب الإمام الحسين (ع) من أم القاسم أول الأمر ثيابا جددا للقاسم لا يتناسب مع الحال إذ فيها بعض مظاهر الاحتفاء والاحتفال، ولكنه مردود من جهة أن الإمام الحسين (ع) كان يعلم بأن القاسم (ع) سيستشهد ولبس جديد الثياب عند قصد لقاء الله تعالى أمر حسن وكما ينقل مثله عند وفاة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) حينما طلبت لبس ثياب جدد قرب حلول أجلها ( أمالي الطوسي، المجلس 14 ح41، عنه البحار ج43 ص172 ح12)، وعندما لم تتوفر تلك الثياب ألبسه لباس أبيه ، ولعل ذلك اللباس مما كان يحتفظ به الإمام الحسين (ع) من ملابس أخيه عندما كان صغيرا أو أنه تم جمعه أو تقصيره.
إن أكثر الخلط الحاصل عند المعترضين على قصة عرس القاسم هو ما يقوم به المحبون من مراسم تذكارية من قبيل توزيع الحلوى أو نثر المكسرات وإشعال الشموع وغير ذلك مما يتناسب مع أجواء العرس الحقيقية، فيظنون أن الذي وقع في كربلاء هو من هذا القبيل، بالرغم من أن قصد المحبين هو تهييج القلوب حيث أنهم يقرأون مع تلك المراسم أشعارا حزينة حول حرمان القاسم (ع) من العرس والزواج وهو في مقتبل العمر وأن خضاب العرس هو الدماء المنبعثة منه، وهذا يهيج المصيبة في قلوب السامعين والناظرين ولايعني أن القاسم لم يكن له هم إلا العرس كما يقول الشهيد المطهري، فالقاسم وكما تذكر رواية العرس نفسها وبعد عقد زواجه على بنت الإمام الحسين (ع) مباشرة خرج نحو الميدان لنصرة عمه حين سماعه طلب البراز.
ومن المناسب هنا نقل استفتاء وجه إلى آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (قدس سره) هذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
لمولانا وسيدنا آية الله العظمى (أدام الله ظله)
قد استمرت سيرة الشيعة على تخصيص يوم الثامن من محرم باسم القاسم بن الحسن المجتبى عليهما السلام وذكر فضائله ورثائه، وحسب العادة المستمرة إذا وصل القارئ إلى ذكره وإلقاء كلمات في حقه وهو على المنبر يأتون بالصواني وفيها الشموع والحنة والخضرة ويدخلوها في المجلس لتذكر عظيم مصيبته وأنه استشهد قي عنفوان شبابه ولم يتهنأ به ويجعلونه للقاسم "زفة"، فإذا دخلت الصواني في المجلس يقوم صياح وعويل من أهل المأتم وتجري دموع الشيعة على الخدود ويهتز المجلس الحسيني، فهل يكون في هذه العادة وهذه السيرة مانع في نظركم الشريف أم لا يكون فيه بأس؟
ظلكم مستدام على رؤوس المسلمين.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، لا مانع من ذلك، وفيه تذكرة للمصاب الأليم والخطب الجسيم فإنا لله وإنا إليه راجعون"
24 شعبان 1387 هـ ق
محسن الطباطبائي الحكيم. (فتاوى علماء الدين حول الشعائر الحسينية ص 183)
كما أن هناك سببا شكليا آخر يدعو المعترضين إلى الاستنكار، وهو استعمال تعبير العرس الذي يوحي بالفرحة غير المتناسبة مع أحزان ومصائب كربلاء، وهذا التعبير درج عليه عامة الناس كإشارة إلى إحدى الجهات المهيجة في المصيبة، وقد استخدمناها في مقالتنا هذه من جهة صيرورته مصطلحا شائعا لا أن هناك عرسا وقع في كربلاء، فنفس رواية الطريحي صريحة بقول القاسم: "عرسنا أخرناه (أي أجلناه) إلى الآخرة"، فهل هناك تصريح أوضح من هذا في نفي حصول العرس وأن الذي جرى كان مجرد عقد زواج!!
الجواب:
إن قصة العرس كما هي منقولة في مصدرها تؤكد على أن الإمام الحسين (ع) كان ممتثلا بوصية تزويج القاسم (ع) من قبل أخيه الإمام الحسن (ع)، وتنفيذ وصية الموصي مع قدرة الوصي أمر مطلوب، وليس هناك أي غرابة في تنفيذه بل الغرابة والاستنكار في عدم إنفاذ الوصي قبل موته لوصية الموصي مع قدرته على ذلك ، ومسألة العرس لم تتجاوز إلباس القاسم ملابس أبيه الإمام الحسن (ع) وقراءة صيغة العقد بينه وبين بنت الإمام الحسين (ع) المسماة له ووضع أيديهما بيد بعض والخروج من الخيمة، وهذا كله لا يتجاوز بضع دقائق، وهي أقل فترة زمنية يمكن للإمام الحسين (ع) أن يحقق فيها وصية أخيه الحسن (ع) ويراعي فيها أيضا مقتضيات الحال والحرب.
وقد يقال إن طلب الإمام الحسين (ع) من أم القاسم أول الأمر ثيابا جددا للقاسم لا يتناسب مع الحال إذ فيها بعض مظاهر الاحتفاء والاحتفال، ولكنه مردود من جهة أن الإمام الحسين (ع) كان يعلم بأن القاسم (ع) سيستشهد ولبس جديد الثياب عند قصد لقاء الله تعالى أمر حسن وكما ينقل مثله عند وفاة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) حينما طلبت لبس ثياب جدد قرب حلول أجلها ( أمالي الطوسي، المجلس 14 ح41، عنه البحار ج43 ص172 ح12)، وعندما لم تتوفر تلك الثياب ألبسه لباس أبيه ، ولعل ذلك اللباس مما كان يحتفظ به الإمام الحسين (ع) من ملابس أخيه عندما كان صغيرا أو أنه تم جمعه أو تقصيره.
إن أكثر الخلط الحاصل عند المعترضين على قصة عرس القاسم هو ما يقوم به المحبون من مراسم تذكارية من قبيل توزيع الحلوى أو نثر المكسرات وإشعال الشموع وغير ذلك مما يتناسب مع أجواء العرس الحقيقية، فيظنون أن الذي وقع في كربلاء هو من هذا القبيل، بالرغم من أن قصد المحبين هو تهييج القلوب حيث أنهم يقرأون مع تلك المراسم أشعارا حزينة حول حرمان القاسم (ع) من العرس والزواج وهو في مقتبل العمر وأن خضاب العرس هو الدماء المنبعثة منه، وهذا يهيج المصيبة في قلوب السامعين والناظرين ولايعني أن القاسم لم يكن له هم إلا العرس كما يقول الشهيد المطهري، فالقاسم وكما تذكر رواية العرس نفسها وبعد عقد زواجه على بنت الإمام الحسين (ع) مباشرة خرج نحو الميدان لنصرة عمه حين سماعه طلب البراز.
ومن المناسب هنا نقل استفتاء وجه إلى آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (قدس سره) هذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
لمولانا وسيدنا آية الله العظمى (أدام الله ظله)
قد استمرت سيرة الشيعة على تخصيص يوم الثامن من محرم باسم القاسم بن الحسن المجتبى عليهما السلام وذكر فضائله ورثائه، وحسب العادة المستمرة إذا وصل القارئ إلى ذكره وإلقاء كلمات في حقه وهو على المنبر يأتون بالصواني وفيها الشموع والحنة والخضرة ويدخلوها في المجلس لتذكر عظيم مصيبته وأنه استشهد قي عنفوان شبابه ولم يتهنأ به ويجعلونه للقاسم "زفة"، فإذا دخلت الصواني في المجلس يقوم صياح وعويل من أهل المأتم وتجري دموع الشيعة على الخدود ويهتز المجلس الحسيني، فهل يكون في هذه العادة وهذه السيرة مانع في نظركم الشريف أم لا يكون فيه بأس؟
ظلكم مستدام على رؤوس المسلمين.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، لا مانع من ذلك، وفيه تذكرة للمصاب الأليم والخطب الجسيم فإنا لله وإنا إليه راجعون"
24 شعبان 1387 هـ ق
محسن الطباطبائي الحكيم. (فتاوى علماء الدين حول الشعائر الحسينية ص 183)
كما أن هناك سببا شكليا آخر يدعو المعترضين إلى الاستنكار، وهو استعمال تعبير العرس الذي يوحي بالفرحة غير المتناسبة مع أحزان ومصائب كربلاء، وهذا التعبير درج عليه عامة الناس كإشارة إلى إحدى الجهات المهيجة في المصيبة، وقد استخدمناها في مقالتنا هذه من جهة صيرورته مصطلحا شائعا لا أن هناك عرسا وقع في كربلاء، فنفس رواية الطريحي صريحة بقول القاسم: "عرسنا أخرناه (أي أجلناه) إلى الآخرة"، فهل هناك تصريح أوضح من هذا في نفي حصول العرس وأن الذي جرى كان مجرد عقد زواج!!
تعليق