السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحكم سكر
مع بزوغ الفجر وشروق الشمس بخيوطها الذهبيه
وتنقلي بين صفحات الجرائد وجدت مقالا يستحق القراءة
فاحببت مشاركتكم به
ومن الفضول ما أخر الأمم..
كل في طريقه، وكل في حاله. لا تلحظ من يحمل فضول الحديث معك ولا حتى التقاء العين معه. هو فيما يشغل فكره منهمك ولا فرق إن كان يمشي في الشارع أو في العمل أو في المقهى أو المطعم أوفي وسيلة النقل أو في أي مكان. في كل مكان، ليس له من حوله ولا يحتاج ممن حوله الا قدر ما يمكنه من انجاز ما يريد انجازه هذا إن كان له أي شيء ممن حوله. وإن لم يكن له حق في أي شيء منهم، فليس لهم منه حتى نظرة أو التفاتة. لديه ما لديه، وله ما له، ولغيره ما لغيره وكذا لهم ما لهم، ولا أكثر.
أنانية ولا أبلية بما حولهم بقدر أفضل ما يوصف بأنه تطرف بدرجة كبيرة في مقارنته بما تعيشه مجتمعاتنا، ولربما ما تعيشه مجتمعاتنا من فضول، في تخفيف للوصف، لأكثر الافراد وفي كل مكان، وبل حتى داخل منازل الغير وفي داخل عقولهم وأفكارهم. لدرجة لا يمكن لفرد أن يسلم من تعدى هذا وسؤال ذاك ومذمة غيرهم وانتقاص آخرين وربما مدح بعضهم.
اللاأبالية عندهم كبيرة لدرجة جعل التواصل الإنساني بين الناس شبه معدوم، فكل هو فرد لا تربطه مع غيره أكثر من بعض المواقع وفي حدود مرسومة بعناية. وفي المقابل ، ما لدينا من «فضول» هو في واقع الأمر نوع من الحصار الاجتماعي و الثقافي و الفكري للفرد وللمجموع، يتعدى حدود المعقول بل هو يشكل تعديات في الكثير من صوره تشمل التعديات على كل مكونات المحيط الاجتماعي. أنانيتهم التي تجعل أكثرهم لا يبالي بما هو ابسط بديهيات التواصل الإنساني في حال حاجة العجوز، أو رعاية الطفل، أو مجاملات اللقاء، وفضولنا المهول الذي لا يمكنك من أن تفكر بحرية ولا بأن تأخذ قسطك من الراحة بسبب تعدي هذا أو ذاك على ما تحمله من فكر أو ما تؤمن به في قضية هنا أو هناك يسترعي التوقف عنده.
وسطية ديننا، لا ترضى بما لديهم ولا بما لدينا. فما لديهم قد يتيح الحرية الفردية واسعة ومحمية بقدر يمكن الأفرد من تقديم افضل ما لديهم من أفكار وأطروحات لكنه يبني مجتمعا لا تتمثل قوى تماسكه الا في بعض الجوانب التي لا تكفي لبناء مجتمع انساني بالرغم من قدرتها على بناء مجتمع عملي في جوانبه العلمية أو التجارية أو غيرها. وما لدينا قد يتيح لنا بناء مجتمع، في الوضع المثالي، متواصل إنسانيا ومتماسك في كل جوانب أنشطته لكنه لا يتيح للفكر بالانطلاق حرا طليقا من قيود الفضول و التندر و التهكم و التعالي و الانتقاد فضلا عن نبذ هذا أو ذاك لفكره أو معتقده أو عمله مما يشل فكر الفرد وفكر المجتمع.
كثيرة اسباب تأخرنا فكريا و علميا وتقنيا و اجتماعيا و إداريا واقتصاديا وفي شتى المجالات. وقد يكون تطرف الفضول الذي تشهده مجتمعاتنا من أهم مسببات هذا التأخر. فهل تنهض مجتمعاتنا لتتخلص من تطرف الفضول هذا لترتقي الى مجتمع متواصل إنسانيا ويفسح المجال للفكر حرا طليقا؟.
اتمنى يعجبكم
دمتم سالمين
صباحكم سكر
مع بزوغ الفجر وشروق الشمس بخيوطها الذهبيه
وتنقلي بين صفحات الجرائد وجدت مقالا يستحق القراءة
فاحببت مشاركتكم به
ومن الفضول ما أخر الأمم..
كل في طريقه، وكل في حاله. لا تلحظ من يحمل فضول الحديث معك ولا حتى التقاء العين معه. هو فيما يشغل فكره منهمك ولا فرق إن كان يمشي في الشارع أو في العمل أو في المقهى أو المطعم أوفي وسيلة النقل أو في أي مكان. في كل مكان، ليس له من حوله ولا يحتاج ممن حوله الا قدر ما يمكنه من انجاز ما يريد انجازه هذا إن كان له أي شيء ممن حوله. وإن لم يكن له حق في أي شيء منهم، فليس لهم منه حتى نظرة أو التفاتة. لديه ما لديه، وله ما له، ولغيره ما لغيره وكذا لهم ما لهم، ولا أكثر.
أنانية ولا أبلية بما حولهم بقدر أفضل ما يوصف بأنه تطرف بدرجة كبيرة في مقارنته بما تعيشه مجتمعاتنا، ولربما ما تعيشه مجتمعاتنا من فضول، في تخفيف للوصف، لأكثر الافراد وفي كل مكان، وبل حتى داخل منازل الغير وفي داخل عقولهم وأفكارهم. لدرجة لا يمكن لفرد أن يسلم من تعدى هذا وسؤال ذاك ومذمة غيرهم وانتقاص آخرين وربما مدح بعضهم.
اللاأبالية عندهم كبيرة لدرجة جعل التواصل الإنساني بين الناس شبه معدوم، فكل هو فرد لا تربطه مع غيره أكثر من بعض المواقع وفي حدود مرسومة بعناية. وفي المقابل ، ما لدينا من «فضول» هو في واقع الأمر نوع من الحصار الاجتماعي و الثقافي و الفكري للفرد وللمجموع، يتعدى حدود المعقول بل هو يشكل تعديات في الكثير من صوره تشمل التعديات على كل مكونات المحيط الاجتماعي. أنانيتهم التي تجعل أكثرهم لا يبالي بما هو ابسط بديهيات التواصل الإنساني في حال حاجة العجوز، أو رعاية الطفل، أو مجاملات اللقاء، وفضولنا المهول الذي لا يمكنك من أن تفكر بحرية ولا بأن تأخذ قسطك من الراحة بسبب تعدي هذا أو ذاك على ما تحمله من فكر أو ما تؤمن به في قضية هنا أو هناك يسترعي التوقف عنده.
وسطية ديننا، لا ترضى بما لديهم ولا بما لدينا. فما لديهم قد يتيح الحرية الفردية واسعة ومحمية بقدر يمكن الأفرد من تقديم افضل ما لديهم من أفكار وأطروحات لكنه يبني مجتمعا لا تتمثل قوى تماسكه الا في بعض الجوانب التي لا تكفي لبناء مجتمع انساني بالرغم من قدرتها على بناء مجتمع عملي في جوانبه العلمية أو التجارية أو غيرها. وما لدينا قد يتيح لنا بناء مجتمع، في الوضع المثالي، متواصل إنسانيا ومتماسك في كل جوانب أنشطته لكنه لا يتيح للفكر بالانطلاق حرا طليقا من قيود الفضول و التندر و التهكم و التعالي و الانتقاد فضلا عن نبذ هذا أو ذاك لفكره أو معتقده أو عمله مما يشل فكر الفرد وفكر المجتمع.
كثيرة اسباب تأخرنا فكريا و علميا وتقنيا و اجتماعيا و إداريا واقتصاديا وفي شتى المجالات. وقد يكون تطرف الفضول الذي تشهده مجتمعاتنا من أهم مسببات هذا التأخر. فهل تنهض مجتمعاتنا لتتخلص من تطرف الفضول هذا لترتقي الى مجتمع متواصل إنسانيا ويفسح المجال للفكر حرا طليقا؟.
اتمنى يعجبكم
دمتم سالمين
تعليق