السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدنا ككل صباح
مقالات جرايد كوب قهوه مر
اخليكم مع المقال اللي اخترته لكم اليوم
المسافة بين المجـاملة والغـباء
إذا لم يُقم الإنسان لنفسه وزناً فإنه سيكون لقمة سائغة للنيل منها واغتصاب مكتسباتها، يخطئ كثير من الناس حينما يعتقد أن المجاملة ملزمة للمرء مهما لحقها من ظلم دون تبيان الحق والدفاع عنه، وليست المسألة في مجملها أن لا تكون لطيفاً، ولكنها في الحقيقة لا تكن غبياً.
إغفال النفس حقها معضلة عويصة في مجتمعنا في سبيل مسميات عديدة تدخل من بينها المجاملة، ولكنه في طياته أحياناً الغباء، تجاهل حقوق الذات هو الجدار الأول المهدوم في إعطاء كل ذي حق حقه وإعادة المغتصب إلى شيء من صوابه.
يقول أبونا أبو الطيب المتنبي:
والظلم من شين النفوس فإن تجد ذا علة فلعلة لا يظلم
لا سبيل في إيقاف الظلم الذي يقع على الشخص إلا بإنكاره والامتعاض منه على أقل تقدير لا الرضوخ والتصفيق له، النفس البشرية طماعة وترغب في المزيد وإن وجدت قلوباً خانعة تمادت في هذا الجشع، لا شيء يزيد من إنكار الذات سوى تجاهل وقوع الأذى، البراعم الصغيرة من الأذى تكبر حتى تصبح أشجاراً إذا لم تقلم باستمرار والعمل الجاد على عدم نموها وتكاثرها.
حماية النفس ورعايتها مسؤولية أولى على الإنسان نفسه أولاً ولا شيء يجلب العار في سبيلها كما تعتقد الذهنية العربية.
في سؤال شهير لفرعون قالوا له « من فرعنك» قال «محدش ضربني على إيدي»، ترك الأمور تمشي على عواهنها لا يفيد النفس ولا يحميها ولا يرد لها حقها حالما يتكالب عليها الأذى ، والإنسان مغرور بذاته بطبعه والتمادي في الظلم من شيمه على رأي أبو الطيب فهل ينتظر المبخوس حقه إلى أين يلقي به مصيره؟
رفع الأذى عن النفس مسؤولية إنسانية بالدرجة الأولى تعيد للأمور شيئاً من نصابها وتعيد للحق شيئا من أبوابه وتعيد للمبخوسين وزنهم وكرامتهم وتعيد للباخس إنسانيته.
كثيرون يرتكبون أخطاء حمقاء في مواقع معينة تضعهم فيها الحياة وحينما يتركون هذه المواقع ويخلدون لذواتهم بعيداً عن المزمرين والطبالين يعترفون بينهم وبين أنفسهم بفداحة أخطائهم في حق الآخرين في وقت متأخر جداً يتمنون فيه لو أن أحدا نبههم لأخطائهم وقت حدوثها لإصلاح ما يمكن إصلاحه أو إيقاف ما يمكن إيقافه من أذى يلحق بالآخرين الذي يأتي أحياناً ليس بسوء نية ولكن لدلاخـة من لحق بهم الأذى!
تعويد النفس على احترام نفسها مسألة شاقة وعسرة، وتتطلب التعود عليها منذ الصغر، تجاهل حقوق الذات الصغيرة يجرّ معه أمورا كبيرة تصل بالمرء إلى ألا يقيم وزناً لنفسه، وفي هذا إهدار لروح بشرية تنميتها وحمايتها ضروري لها وللتنمية البشرية ككل.
التظاهر بالغباء أو إدراك الحقيقة، والتشابه بين المجاملة والغباء يجعل الفصل في هذه الأمور معقداً أحياناً، والبت في أن الأمر عادي أو إنكار الذات هو مسألة معقدة أخرى واختصاراً لكل وجع الرأس هذا، تطل المجاملة برأسها فتبطل كل المحاولات الاستقرائية الأخرى لحل هذه الإشكاليات التي تتحول أحياناً إلى حقيقة «إذا كنت دلخاً أكلتك الذئاب»!
اتمنى عجبكم
دمتم سالمين
عدنا ككل صباح
مقالات جرايد كوب قهوه مر
اخليكم مع المقال اللي اخترته لكم اليوم
المسافة بين المجـاملة والغـباء
إذا لم يُقم الإنسان لنفسه وزناً فإنه سيكون لقمة سائغة للنيل منها واغتصاب مكتسباتها، يخطئ كثير من الناس حينما يعتقد أن المجاملة ملزمة للمرء مهما لحقها من ظلم دون تبيان الحق والدفاع عنه، وليست المسألة في مجملها أن لا تكون لطيفاً، ولكنها في الحقيقة لا تكن غبياً.
إغفال النفس حقها معضلة عويصة في مجتمعنا في سبيل مسميات عديدة تدخل من بينها المجاملة، ولكنه في طياته أحياناً الغباء، تجاهل حقوق الذات هو الجدار الأول المهدوم في إعطاء كل ذي حق حقه وإعادة المغتصب إلى شيء من صوابه.
يقول أبونا أبو الطيب المتنبي:
والظلم من شين النفوس فإن تجد ذا علة فلعلة لا يظلم
لا سبيل في إيقاف الظلم الذي يقع على الشخص إلا بإنكاره والامتعاض منه على أقل تقدير لا الرضوخ والتصفيق له، النفس البشرية طماعة وترغب في المزيد وإن وجدت قلوباً خانعة تمادت في هذا الجشع، لا شيء يزيد من إنكار الذات سوى تجاهل وقوع الأذى، البراعم الصغيرة من الأذى تكبر حتى تصبح أشجاراً إذا لم تقلم باستمرار والعمل الجاد على عدم نموها وتكاثرها.
حماية النفس ورعايتها مسؤولية أولى على الإنسان نفسه أولاً ولا شيء يجلب العار في سبيلها كما تعتقد الذهنية العربية.
في سؤال شهير لفرعون قالوا له « من فرعنك» قال «محدش ضربني على إيدي»، ترك الأمور تمشي على عواهنها لا يفيد النفس ولا يحميها ولا يرد لها حقها حالما يتكالب عليها الأذى ، والإنسان مغرور بذاته بطبعه والتمادي في الظلم من شيمه على رأي أبو الطيب فهل ينتظر المبخوس حقه إلى أين يلقي به مصيره؟
رفع الأذى عن النفس مسؤولية إنسانية بالدرجة الأولى تعيد للأمور شيئاً من نصابها وتعيد للحق شيئا من أبوابه وتعيد للمبخوسين وزنهم وكرامتهم وتعيد للباخس إنسانيته.
كثيرون يرتكبون أخطاء حمقاء في مواقع معينة تضعهم فيها الحياة وحينما يتركون هذه المواقع ويخلدون لذواتهم بعيداً عن المزمرين والطبالين يعترفون بينهم وبين أنفسهم بفداحة أخطائهم في حق الآخرين في وقت متأخر جداً يتمنون فيه لو أن أحدا نبههم لأخطائهم وقت حدوثها لإصلاح ما يمكن إصلاحه أو إيقاف ما يمكن إيقافه من أذى يلحق بالآخرين الذي يأتي أحياناً ليس بسوء نية ولكن لدلاخـة من لحق بهم الأذى!
تعويد النفس على احترام نفسها مسألة شاقة وعسرة، وتتطلب التعود عليها منذ الصغر، تجاهل حقوق الذات الصغيرة يجرّ معه أمورا كبيرة تصل بالمرء إلى ألا يقيم وزناً لنفسه، وفي هذا إهدار لروح بشرية تنميتها وحمايتها ضروري لها وللتنمية البشرية ككل.
التظاهر بالغباء أو إدراك الحقيقة، والتشابه بين المجاملة والغباء يجعل الفصل في هذه الأمور معقداً أحياناً، والبت في أن الأمر عادي أو إنكار الذات هو مسألة معقدة أخرى واختصاراً لكل وجع الرأس هذا، تطل المجاملة برأسها فتبطل كل المحاولات الاستقرائية الأخرى لحل هذه الإشكاليات التي تتحول أحياناً إلى حقيقة «إذا كنت دلخاً أكلتك الذئاب»!
اتمنى عجبكم
دمتم سالمين
تعليق